هل ثمة فرق بين كلمتي القرية و المدينة في الاستعمال القرآني ، أم إن كليهما بمعنى واحد ويمكن أن تحل كل منهما مكان الأخرى؟
يرى بعض العلماء –استنادا إلى المعاجم اللغوية- أنه لا يوجد فرق كبير في معنى الكلمتين ، وأنهما تشيران إلى فكرة الاستقرار في مكان ما ، فكلمة قرية من قرى أي استقر واجتمع ، وكلمة مدينة من مدن أي أقام ، و يرون أن الفرق يكمن في الاتساع، فالقرية للمكان الصغير والكبير ، لكن المدينة تطلق على المكان المتسع الكبير. وقد حاول بعض المحدثين أن يجعل دلالات استعمال كلمة قرية أو قرى محصورة في التوافق الديني والعرقي ، أما كلمة المدينة ، فقد حاولوا أن يجعلوها تشير إلى فكرة التنوع الثقافي و العرقي، وأن القرية تشير في الأغلب إلى الجوانب السلبية، اما كلمة المدينة فتحمل معنى إيجابيا. وقد استدلوا بذلك ببعض الآيات مثل قوله تعالى : وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا، وقوله : وما كان ربك ليهلك القرى بظلم و أهلها مصلحون. وع ذلك ، وبالرجوع إلى السياق القرآني ، نجد أن كل هذه المحاولات على الرغم من جديتها ، فإنها تعجز أو تقصر في بعض الأحيان عن تفسير كثير من الاستثناءات التي تخرج عن محاولاتهم الاجتهادية، وذلك مثل قوله تعالى : وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، وقوله في سورة يوسف : واسأل القرية التي كنا فيها، والمقصود بها مصر أو (مدينة كبيرة على الأقل كان يسكن فيها نبي الله يوسف)، وهي بالتأكيد متعددة الأعراق والثقافات ، وذلك لأنها كانت قبلة لجنسيات مختلفة في زمن المجاعة. ومن الآيات أيضا التي تثير التأمل قوله تعالى في (سياق) قصة موسى والخضر : حتى إذا أتيا أهل( قرية) استطعما أهلها فأبوا ....فوجدا فيها جدارا، ثم قوله تعالى بعدها ، وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في( المدينة)، على الرغم من أن المكان المشار إليه هو هو ، ولم يتغير ، وكذلك قوله في سورة يس : وجاء رجل من أقصى (المدينة) يسعى ، على الرغم من قوله تعالى : واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون.
لكن يبدو – إلى حد كبير- أن الاستخدام يختلف وفقا لقصد ونية المتكلم ، فإذا كان يريد التركيز على الناس و السكان أكثر من تركيزه على العمران و الأبنية، فإن كلمة القرية هنا هي التي تستخدم ، فمثلا في قوله تعالى : واضرب لهم مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة ، فالأمن و الأمان هو شعور إنساني، فناسب ذلك استعمال كلمة القرية ، وكذلك في قوله تعالى : حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها ، فالتركيز هنا على الناس الذي رفضوا إكرام الضيف، فناسب ذلك استعمال كلمة قرية ، لكن عندما انتقل إلى ذكر الجدار ، وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة، فالجدار هنا ينتمي إلى فكرة البناء و العمران، فناسب ذلك استعمال كلمة المدينة، والدليل على ذلك أيضا قوله في سورة يوسف الذي أشرنا إليه : واسأل القرية التي كنا فيها، فالتركيز هنا على شيوع الخبر بين الناس ، ولا شان لفكرة العمران بالسياق. لكن قد يعترض البعض بقوله تعالى : أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، ويقول : إنها كانت خالية من السكان ؟ و الإجابة على ذلك يسيرة ، فهي كانت قرية مأهولة بالسكان وأبادها (نبوخذ نصر)، فالسياق هنا أيضا يركز على فكرة (الناس)، لا الأبنية. إن الاستعمال القرآني للألفاظ يتسم بدقة كبيرة، بحيث يصعب أن نقول إنه نوع من الترادف.
يرى بعض العلماء –استنادا إلى المعاجم اللغوية- أنه لا يوجد فرق كبير في معنى الكلمتين ، وأنهما تشيران إلى فكرة الاستقرار في مكان ما ، فكلمة قرية من قرى أي استقر واجتمع ، وكلمة مدينة من مدن أي أقام ، و يرون أن الفرق يكمن في الاتساع، فالقرية للمكان الصغير والكبير ، لكن المدينة تطلق على المكان المتسع الكبير. وقد حاول بعض المحدثين أن يجعل دلالات استعمال كلمة قرية أو قرى محصورة في التوافق الديني والعرقي ، أما كلمة المدينة ، فقد حاولوا أن يجعلوها تشير إلى فكرة التنوع الثقافي و العرقي، وأن القرية تشير في الأغلب إلى الجوانب السلبية، اما كلمة المدينة فتحمل معنى إيجابيا. وقد استدلوا بذلك ببعض الآيات مثل قوله تعالى : وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا، وقوله : وما كان ربك ليهلك القرى بظلم و أهلها مصلحون. وع ذلك ، وبالرجوع إلى السياق القرآني ، نجد أن كل هذه المحاولات على الرغم من جديتها ، فإنها تعجز أو تقصر في بعض الأحيان عن تفسير كثير من الاستثناءات التي تخرج عن محاولاتهم الاجتهادية، وذلك مثل قوله تعالى : وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، وقوله في سورة يوسف : واسأل القرية التي كنا فيها، والمقصود بها مصر أو (مدينة كبيرة على الأقل كان يسكن فيها نبي الله يوسف)، وهي بالتأكيد متعددة الأعراق والثقافات ، وذلك لأنها كانت قبلة لجنسيات مختلفة في زمن المجاعة. ومن الآيات أيضا التي تثير التأمل قوله تعالى في (سياق) قصة موسى والخضر : حتى إذا أتيا أهل( قرية) استطعما أهلها فأبوا ....فوجدا فيها جدارا، ثم قوله تعالى بعدها ، وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في( المدينة)، على الرغم من أن المكان المشار إليه هو هو ، ولم يتغير ، وكذلك قوله في سورة يس : وجاء رجل من أقصى (المدينة) يسعى ، على الرغم من قوله تعالى : واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون.
لكن يبدو – إلى حد كبير- أن الاستخدام يختلف وفقا لقصد ونية المتكلم ، فإذا كان يريد التركيز على الناس و السكان أكثر من تركيزه على العمران و الأبنية، فإن كلمة القرية هنا هي التي تستخدم ، فمثلا في قوله تعالى : واضرب لهم مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة ، فالأمن و الأمان هو شعور إنساني، فناسب ذلك استعمال كلمة القرية ، وكذلك في قوله تعالى : حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها ، فالتركيز هنا على الناس الذي رفضوا إكرام الضيف، فناسب ذلك استعمال كلمة قرية ، لكن عندما انتقل إلى ذكر الجدار ، وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة، فالجدار هنا ينتمي إلى فكرة البناء و العمران، فناسب ذلك استعمال كلمة المدينة، والدليل على ذلك أيضا قوله في سورة يوسف الذي أشرنا إليه : واسأل القرية التي كنا فيها، فالتركيز هنا على شيوع الخبر بين الناس ، ولا شان لفكرة العمران بالسياق. لكن قد يعترض البعض بقوله تعالى : أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، ويقول : إنها كانت خالية من السكان ؟ و الإجابة على ذلك يسيرة ، فهي كانت قرية مأهولة بالسكان وأبادها (نبوخذ نصر)، فالسياق هنا أيضا يركز على فكرة (الناس)، لا الأبنية. إن الاستعمال القرآني للألفاظ يتسم بدقة كبيرة، بحيث يصعب أن نقول إنه نوع من الترادف.