هناك مقولة شاعت عن موليير وهي:
(يقضي الناس معظم أوقات حياتهم في خوف على أمور لن تحدث).
وتستخدم هذه المقولة، كمحاولة لتهدأة خواطرنا السلبية، ومن ثم التعاطي مع الواقع بإيحابية.
مع ذلك فإن هذه الخشية أو الخوف أو القلق من المستقبل هو أحد الفوارق الجوهرية بين الإنسان والحيوان. فالحيوان هو ابن الآن، سيد لحظته.
تجوع الوحوش فتصطاد. تشبع فتنام. وتنتظر حتى تجوع مرة أخرى فتصطاد.
بعض الحيوانات يتقدم قليلاً على غيره من الحيوانات فيخزن الطعام.
أما الإنسان فيتقدم على جميع الحيوانات بقلقه المستمر من المستقبل، وهذا القلق هو الذي دفعه إلى بناء الحضارات، والمقابر العظيمة، والحروب الطاحنة. فلو لم يقلق الإنسان على المستقبل، لما بنى من أجله، وبالتالي لما تطور.. إن الخشية من الحوادث التي لم تقع بعد هو ما يجعله يفكر في تأمين نفسه وعائلته وقبيلته وشعبه. تعليم الأطفال، البحث عن وظيفة، تغيير الوظيفة إلى أفضل، بناء الثروات، شراء العقارات، صناعة الأسلحة الفتاكة، التكنولوجيا الفائقة، التنمية الزراعية والحيوانية، البحث عن كواكب أخرى..إن كل شيء تقريياً يرتبط بالخوف من المستقبل وتأمينه.
تبدو الحروب من أبشع ما يفعله الإنسان، لكنني كتبت قبل عشرين عاماً عن فوائد الحروب، التي تنمي الروح القومية، حتى أن نسبة الجرائم في المدن تقل أثناء الحروب، ليس فقط لأن الرجال يختلفون إلى ساحات الحرب، بل أيضاً لأن اللصوص أنفسهم يشعرون بمسؤولية ضرورة دحر من يهدد دولتهم، ومن فوائد الحروب كذلك تطوير الأسلحة الذي يؤدي إلى تطوير التكنولوجيا والعلوم الأخرى، تفضي الحروب إلى زيادة الروابط العاطفية بين المواطنين وتجعلهم يقبلون الانتظام في سلوكيات جماعية محددة، يظهر الأبطال، ويكتب تاريخهم، فيصبح للشعب تاريخ يمكن أن يدون، قد تؤدي الحروب أحياناً إلى ثراء الدولة بدلاً عن إفقارها، واكتشاف ثروات، وتبديل ثقافة بثقافة أخرى. ولذلك فإن كل شيء يرتبط بالمستقبل، الزواج والانجاب وغيره، مسائل لا يمكن تجاهل كونها تبدأ برغبة في تأمين المستقبل، ولو كانت رغبة غير محكمة المفاهيم. إن الإنسان كائن ينظر إلى الأمام دوماً حتى لا يسقط.
(يقضي الناس معظم أوقات حياتهم في خوف على أمور لن تحدث).
وتستخدم هذه المقولة، كمحاولة لتهدأة خواطرنا السلبية، ومن ثم التعاطي مع الواقع بإيحابية.
مع ذلك فإن هذه الخشية أو الخوف أو القلق من المستقبل هو أحد الفوارق الجوهرية بين الإنسان والحيوان. فالحيوان هو ابن الآن، سيد لحظته.
تجوع الوحوش فتصطاد. تشبع فتنام. وتنتظر حتى تجوع مرة أخرى فتصطاد.
بعض الحيوانات يتقدم قليلاً على غيره من الحيوانات فيخزن الطعام.
أما الإنسان فيتقدم على جميع الحيوانات بقلقه المستمر من المستقبل، وهذا القلق هو الذي دفعه إلى بناء الحضارات، والمقابر العظيمة، والحروب الطاحنة. فلو لم يقلق الإنسان على المستقبل، لما بنى من أجله، وبالتالي لما تطور.. إن الخشية من الحوادث التي لم تقع بعد هو ما يجعله يفكر في تأمين نفسه وعائلته وقبيلته وشعبه. تعليم الأطفال، البحث عن وظيفة، تغيير الوظيفة إلى أفضل، بناء الثروات، شراء العقارات، صناعة الأسلحة الفتاكة، التكنولوجيا الفائقة، التنمية الزراعية والحيوانية، البحث عن كواكب أخرى..إن كل شيء تقريياً يرتبط بالخوف من المستقبل وتأمينه.
تبدو الحروب من أبشع ما يفعله الإنسان، لكنني كتبت قبل عشرين عاماً عن فوائد الحروب، التي تنمي الروح القومية، حتى أن نسبة الجرائم في المدن تقل أثناء الحروب، ليس فقط لأن الرجال يختلفون إلى ساحات الحرب، بل أيضاً لأن اللصوص أنفسهم يشعرون بمسؤولية ضرورة دحر من يهدد دولتهم، ومن فوائد الحروب كذلك تطوير الأسلحة الذي يؤدي إلى تطوير التكنولوجيا والعلوم الأخرى، تفضي الحروب إلى زيادة الروابط العاطفية بين المواطنين وتجعلهم يقبلون الانتظام في سلوكيات جماعية محددة، يظهر الأبطال، ويكتب تاريخهم، فيصبح للشعب تاريخ يمكن أن يدون، قد تؤدي الحروب أحياناً إلى ثراء الدولة بدلاً عن إفقارها، واكتشاف ثروات، وتبديل ثقافة بثقافة أخرى. ولذلك فإن كل شيء يرتبط بالمستقبل، الزواج والانجاب وغيره، مسائل لا يمكن تجاهل كونها تبدأ برغبة في تأمين المستقبل، ولو كانت رغبة غير محكمة المفاهيم. إن الإنسان كائن ينظر إلى الأمام دوماً حتى لا يسقط.