أقرأ في هذه اﻷيام في الرواية الجديدة للروائي مشهور البطرن " السماء قريبة جدا " 2015 وكنت قرأت له من قبل " آخر الحصون المنهارة " .
هل تذكرت وأنا أقف على العنوان رواية العراقية بتول الخضري التي صدرت في سلسلة كتاب في جريدة وكان عنوانها " كم بدت السماء قريبة " ! .
هل كانت رواية بتول هذه من قراءات مشهور ؟
وهل ثمة تشابه بين البطلين في رؤيتهما لقرب السماء ؟
أعتقد أن التشابه ليس في العنوان وحسب - المناص - فرؤية زيدون للشمس قريبة من اﻷرض لا تختلف عن رؤية ساردة الرواية هناك ، ومع ذلك فهناك اختلاف واضح في كل شيء ، عدا العنوان ورؤية الشمس .
فوق ما سبق ذكرتني رواية مشهور بروايتي جبرا " صيادون .... "و " السفينة " .
هناك مجتمع عشائري في بغداد وهناك مجتمع عشائري في الخليل ، وستجني العشيرة على أبنائها .
وأنا أقرأ جبرا لم أفهمه جيدا إلا في العام 2003 قبل بداية الحرب .
جمع صدام حسين شيوخ العشائر وطلب منهم دعمهم له ، فقرأت الفاتحة على العراق العلماني ولم أفاجأ بالهزيمة ، وبعدها رأيت دكتورا جامعيا عراقيا التقيت به في تموز 2001 في الجامعة اﻷردنية رئيسا لعشيرة من عشائر البصرة فقلت :
- نحن خارج التاريخ .
في رواية مشهور البطران كتابة عن العشائرية في الخليل ، ولطالما سمعت عن العشائرية هناك ولم يرق لي ما سمعته ، ولم يرق لي امتداح العشائرية هناك - امتدحت العشائرية في الخليل في فترة الفوضى التي عمت الضفة في 2006 / 2007 .
العشيرة تقدم خدمة للاحتلال وتنوب عنه في تصفية المقاومين ، فالثأر سمة أساسية من سمات المجتمع القبلي العشيري ، وأحفاد شيخ العشيرة يطالبون بدمه حتى لو كان متعاونا مع الاحتلال وخائنا ، ولا يستثنى من اﻷبناء واﻷحفاد إلا من درس في الغرب وعاد بوعي جديد مختلف . مع أن الوقائع تقول إن بعض الذين درسوا في بريطانيا وعادوا إلى الخليل ما زالوا يديرون مؤسسات كبيرة بعقلية زعيم العشيرة ، وحول هذا يحدثني زملاء ولا حرج .
مشهور البطران يقص بطريقة تقليدية كلاسيكية عن رموز مقاومة ثورية تسهم في النضال الوطني فتتعرض للمطاردة والسجن ومن ثم الاغتيال وهدم البيت.ولا تتعرض هذه للملاحقة من الاحتلال وحسب ، بل من أبناء العشيرة المتعاون رئسها مع الاحتلال .
ما لفت نظري في الرواية ما أورده الروائي عن البيت الذي بنته نبيلة زوجة المناضل زيدون وقد تعرض للهدم . أهكذا يبني المناضلون بيوتهم ؟
حتى لو لم تكن نبيلة ثورية فهي زوجة مناضل ومع ذلك تبني قصرا يكون مآله الخراب والهدم .
أنا شخصيا لم أستسغ هذا وكان يفترض أن تبني بيتا بسيطا متواضعا . زيدون ثوري راديكالي ونبيلة تفكر بطريقة مباهاة ومفاخرة ، مع أنها صابرة صامدة .
لم أنته من قراءة الرواية التي تبدأ بالكتابة عن طفولة زيدون يوم وقعت هزيمة حزيران 67 ثم انتقلت الرواية فجأة للعام 2000 واستمر زمنها الروائي حتى 2013 وانتهت باستشهاد زيدون على يد حفيد الهلالي الذي ثأر لجده فناب عن الاحتلال .
كأن هناك تحالفا ضمنيا بين شيوخ العشيرة والاحتلال وسيواصل عزت ابن زيدون الذي يدرس التاريخ مسيرة أبيه وجده
وسيحمل البندقية وسيصطاد ضابط مخابرات إسرائيلي وستنتهي الرواية بتمجيد المقاومة وهجاء العشائر والمتعاونين مع الاحتلال بقدر من الوعظ وضرب من التعليمية . أحداث رواية مشهور البطران تنتمي إلى أدب المقاومة التقليدي وما يشفع لها أن الفترة التي جرت فيها أحداث الرواية شهدت صداما عنيفا بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهي مرحلة انتفاضة اﻷقصى .
هل تذكرت وأنا أقف على العنوان رواية العراقية بتول الخضري التي صدرت في سلسلة كتاب في جريدة وكان عنوانها " كم بدت السماء قريبة " ! .
هل كانت رواية بتول هذه من قراءات مشهور ؟
وهل ثمة تشابه بين البطلين في رؤيتهما لقرب السماء ؟
أعتقد أن التشابه ليس في العنوان وحسب - المناص - فرؤية زيدون للشمس قريبة من اﻷرض لا تختلف عن رؤية ساردة الرواية هناك ، ومع ذلك فهناك اختلاف واضح في كل شيء ، عدا العنوان ورؤية الشمس .
فوق ما سبق ذكرتني رواية مشهور بروايتي جبرا " صيادون .... "و " السفينة " .
هناك مجتمع عشائري في بغداد وهناك مجتمع عشائري في الخليل ، وستجني العشيرة على أبنائها .
وأنا أقرأ جبرا لم أفهمه جيدا إلا في العام 2003 قبل بداية الحرب .
جمع صدام حسين شيوخ العشائر وطلب منهم دعمهم له ، فقرأت الفاتحة على العراق العلماني ولم أفاجأ بالهزيمة ، وبعدها رأيت دكتورا جامعيا عراقيا التقيت به في تموز 2001 في الجامعة اﻷردنية رئيسا لعشيرة من عشائر البصرة فقلت :
- نحن خارج التاريخ .
في رواية مشهور البطران كتابة عن العشائرية في الخليل ، ولطالما سمعت عن العشائرية هناك ولم يرق لي ما سمعته ، ولم يرق لي امتداح العشائرية هناك - امتدحت العشائرية في الخليل في فترة الفوضى التي عمت الضفة في 2006 / 2007 .
العشيرة تقدم خدمة للاحتلال وتنوب عنه في تصفية المقاومين ، فالثأر سمة أساسية من سمات المجتمع القبلي العشيري ، وأحفاد شيخ العشيرة يطالبون بدمه حتى لو كان متعاونا مع الاحتلال وخائنا ، ولا يستثنى من اﻷبناء واﻷحفاد إلا من درس في الغرب وعاد بوعي جديد مختلف . مع أن الوقائع تقول إن بعض الذين درسوا في بريطانيا وعادوا إلى الخليل ما زالوا يديرون مؤسسات كبيرة بعقلية زعيم العشيرة ، وحول هذا يحدثني زملاء ولا حرج .
مشهور البطران يقص بطريقة تقليدية كلاسيكية عن رموز مقاومة ثورية تسهم في النضال الوطني فتتعرض للمطاردة والسجن ومن ثم الاغتيال وهدم البيت.ولا تتعرض هذه للملاحقة من الاحتلال وحسب ، بل من أبناء العشيرة المتعاون رئسها مع الاحتلال .
ما لفت نظري في الرواية ما أورده الروائي عن البيت الذي بنته نبيلة زوجة المناضل زيدون وقد تعرض للهدم . أهكذا يبني المناضلون بيوتهم ؟
حتى لو لم تكن نبيلة ثورية فهي زوجة مناضل ومع ذلك تبني قصرا يكون مآله الخراب والهدم .
أنا شخصيا لم أستسغ هذا وكان يفترض أن تبني بيتا بسيطا متواضعا . زيدون ثوري راديكالي ونبيلة تفكر بطريقة مباهاة ومفاخرة ، مع أنها صابرة صامدة .
لم أنته من قراءة الرواية التي تبدأ بالكتابة عن طفولة زيدون يوم وقعت هزيمة حزيران 67 ثم انتقلت الرواية فجأة للعام 2000 واستمر زمنها الروائي حتى 2013 وانتهت باستشهاد زيدون على يد حفيد الهلالي الذي ثأر لجده فناب عن الاحتلال .
كأن هناك تحالفا ضمنيا بين شيوخ العشيرة والاحتلال وسيواصل عزت ابن زيدون الذي يدرس التاريخ مسيرة أبيه وجده
وسيحمل البندقية وسيصطاد ضابط مخابرات إسرائيلي وستنتهي الرواية بتمجيد المقاومة وهجاء العشائر والمتعاونين مع الاحتلال بقدر من الوعظ وضرب من التعليمية . أحداث رواية مشهور البطران تنتمي إلى أدب المقاومة التقليدي وما يشفع لها أن الفترة التي جرت فيها أحداث الرواية شهدت صداما عنيفا بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهي مرحلة انتفاضة اﻷقصى .