ها أنتِ تبْتعدينَ
كيْف تَركْتِ قُرْبَكِ
والطريقُ طويلةٌ
وأنا قصِيرُ الخُطْوِ ؟
ساقي من زُجاجٍ ربْما في قفْزةٍ ..
أوْ في تعَثّرِها بصَخْرٍ تَسْتحِيلُ إلى شظايا
لكنني أمْشي إليكِ
وأنتِ تَبْتعدينَ مِثلَ أمانِيَ الفقراءِ
أوْ أمَلِ الشّفاءِ منَ العَمى
أمْشِي و بي شوْقٌ إليكِ
كأنني رجُل بدائيٌّ يحِنُّ إلى فِراشٍ في الظـلامْ
فأراكِ تفْتعِليِن كَسْرَ الجاذِبيّةِ
تفْتَحينَ يدَيْك بين سحابتَيْنْ
ماذا سأفعَلُ بي إذا ؟
لمْ يَخْلُ مَرقَى الرُّوحِ من كلّ الحواجزِ
حِينَ أعْرجُ في الفضاء إلى الغمامْ
يعْلُو الفراشُ معِي ويسبقني الحمامْ
وأراكِ تبْتعِدِينَ
أيّ نَجْمةٍ ستكونُ بيْتَكَ
والنجُومَ تُطارد الغرباءَ عنْها
كلّما اجتازوا حدودَ نقائِها
وصفائها..
وتُعِيقُ عَوْدَتَهمْ إليْها كالنّيازكْ
هَيّا ارجِعي فجميع أجنحة الحمائم والفَراشِ
أصابها وهَنٌ وبلّلَها المَطَرْ
وأنا أخافُ عليكِ من خطَرٍ
ويحْدِق بي خطَرْ
سأعودُ ...
يكفِيني من التّحْلِيقِ في أُفُقٍ تضايقَ من ضياعي
وأظَلّ كلّ حمائمي
ودعا فَراشاتي إلى هَجْرِ السّماء بلا ودَاعِ
سأعودُ ..بلْ ها عُدْتُ
بيْتِي واسعٌ وجميعُ أشْيائي تلبَّسَها وجومٌ في غيابي
والليل يفرَك مُثْقَلا عَيْنَيْه
يغُرق في النُّعاسِ
وأنا أهَيّئُ صدْرَ طاولتي إلى سمَرٍ
وتدْعوني إلى سَهَرٍ كراسي
ووراء نافِذتي مُوَاءُ القِطِّ يُطْرِقُ صمْتَ رأسي
ووراء بابي ثَمّةَ امْرأةٌ تُناديني..
فتَحْتُ البابَ
كانَتْ كالنّجِيِّ من الغَرِيقْ
أو مثْلَ عُصْفورٍ يَفُرُّ من الحَريقْ
لمْ تَنْتَصِبْ قُرْبي كما صَنَمٌ
ولمْ تحملْ على عطَشٍ بما تَحْوِيه كأسي..
كانتْ تضُجُّ بِما يُساوِرُها
مِنَ النّدَمِ الثّقِيلِ على فِراقي
لكنّها لمْ تعتَذِرْ
وَبِكُلِّ ما لمْ أدْرِ ماذا في سَرِيرَةِ رُوحِها
شقّتْ طَرِيقًا في السُّكُوتِ إلى عِنَاقي
محمد عمار شعابنية
كيْف تَركْتِ قُرْبَكِ
والطريقُ طويلةٌ
وأنا قصِيرُ الخُطْوِ ؟
ساقي من زُجاجٍ ربْما في قفْزةٍ ..
أوْ في تعَثّرِها بصَخْرٍ تَسْتحِيلُ إلى شظايا
لكنني أمْشي إليكِ
وأنتِ تَبْتعدينَ مِثلَ أمانِيَ الفقراءِ
أوْ أمَلِ الشّفاءِ منَ العَمى
أمْشِي و بي شوْقٌ إليكِ
كأنني رجُل بدائيٌّ يحِنُّ إلى فِراشٍ في الظـلامْ
فأراكِ تفْتعِليِن كَسْرَ الجاذِبيّةِ
تفْتَحينَ يدَيْك بين سحابتَيْنْ
ماذا سأفعَلُ بي إذا ؟
لمْ يَخْلُ مَرقَى الرُّوحِ من كلّ الحواجزِ
حِينَ أعْرجُ في الفضاء إلى الغمامْ
يعْلُو الفراشُ معِي ويسبقني الحمامْ
وأراكِ تبْتعِدِينَ
أيّ نَجْمةٍ ستكونُ بيْتَكَ
والنجُومَ تُطارد الغرباءَ عنْها
كلّما اجتازوا حدودَ نقائِها
وصفائها..
وتُعِيقُ عَوْدَتَهمْ إليْها كالنّيازكْ
هَيّا ارجِعي فجميع أجنحة الحمائم والفَراشِ
أصابها وهَنٌ وبلّلَها المَطَرْ
وأنا أخافُ عليكِ من خطَرٍ
ويحْدِق بي خطَرْ
سأعودُ ...
يكفِيني من التّحْلِيقِ في أُفُقٍ تضايقَ من ضياعي
وأظَلّ كلّ حمائمي
ودعا فَراشاتي إلى هَجْرِ السّماء بلا ودَاعِ
سأعودُ ..بلْ ها عُدْتُ
بيْتِي واسعٌ وجميعُ أشْيائي تلبَّسَها وجومٌ في غيابي
والليل يفرَك مُثْقَلا عَيْنَيْه
يغُرق في النُّعاسِ
وأنا أهَيّئُ صدْرَ طاولتي إلى سمَرٍ
وتدْعوني إلى سَهَرٍ كراسي
ووراء نافِذتي مُوَاءُ القِطِّ يُطْرِقُ صمْتَ رأسي
ووراء بابي ثَمّةَ امْرأةٌ تُناديني..
فتَحْتُ البابَ
كانَتْ كالنّجِيِّ من الغَرِيقْ
أو مثْلَ عُصْفورٍ يَفُرُّ من الحَريقْ
لمْ تَنْتَصِبْ قُرْبي كما صَنَمٌ
ولمْ تحملْ على عطَشٍ بما تَحْوِيه كأسي..
كانتْ تضُجُّ بِما يُساوِرُها
مِنَ النّدَمِ الثّقِيلِ على فِراقي
لكنّها لمْ تعتَذِرْ
وَبِكُلِّ ما لمْ أدْرِ ماذا في سَرِيرَةِ رُوحِها
شقّتْ طَرِيقًا في السُّكُوتِ إلى عِنَاقي
محمد عمار شعابنية