علجية عيش - لماذا انتصرت الفرانكفونية على العروبة؟؟

الحراك العربي الذي تطبعه الفوضى اليوم، دليل على أن الوجدان العربي و العروبي لم يعد صامدا في وجه المصائب التي تعيشها الأمة العربية التي فقدت وحدتها، و من قال أن العرب أمة واحدة و موحدة الوجدان ؟ فهي مفرقة الكيان، ولن يسلم الوجدان في النفوس إلا بتقارب الكيان على الأرض، في عصر العولمة الفرق شاسع طبعا بين وحدة الكيان الصهيوني، ووحدة الكيان الفرانكفوني و انتصارهما على العرب و العروبة فكرا و لسانا و سياسة و ثقافة، حيث أصبح الكيان العربي / العروبي صغيرا أمام باقي الكيانات الأخرى..، الأسباب تعود إلى أن الكيان العربي و العروبي يسيره قادة مستبدين متسلطين، و أنظمة خائنة مرتزقة قادت رعاياها إلى الكوارث تحت شعار "التطبيع"، و الواقع أنه لا مستقبل لعروبة تقودها قيادة مطبعة خائنة ، و لا قيام لعروبة إلا بقبول التعايش و التسامح داخل تعددياتها القبلية و المذهبية، و التخلص كذلك من الرواسب الانحطاطية و الأفكار السوداء التي تعيشها اليوم، و حتى لا نطرح السؤال ماذا بقي من الأمة العربية اليوم؟ أو ماذا بقي من العروبة اليوم؟ و ماذا بقي من الوحدة العربية اليوم؟ ، في ظل هذا الانحطاط في كل أبعاده الفكرية، السياسية و الثقافية؟ و أين وصل مشروع اتحاد الدول العربية ؟ و أين وصل مشروع اتحاد المغرب العربي الكبير، ولماذا تراجع المشروع العروبي، و لماذا انتصرت الفرانكفونية على العروبة؟ .
بإمكان العرب استعادة وحدتهم سياسيا ، اقتصاديا، و فكريا، و الانتصار لعروبتهم و وجدانهم العربي الضائع و المفقود..، المسألة لا تتعلق طبعا بتوحيد الأراضي و الصحاري مثلما فعلت السعودية عندما وحدت الأجزاء المبعثرة من صحاري و واحات الجزيرة العربية، و بجانبها الإمارات العربية المتحدة، و لكن المسألة تتعلق بالوحدة فكرا و سياسة لإكمال المسيرة و تحقيق الوحدة العربية فكرا و لسانا ، هي أهم مهمة تاريخية تواجه العروبيين اليوم..، ما يعجبني في الفرانكفونيين هو أنهم اجتمعوا على هدف واحد، و كانوا يدا واحدة في نصرة قضيتهم، يمارسونها بلا نفاق أو خداع، بحيث لم يؤمنوا بفكرة الانقلاب، إن تعهدوا لك بكلمة وفوا بها، لا أنتمي إلى التيار الفرانكفوني، و لكنني تعاملت معهم و وقفت على صدق عزيمتهم، وجدتهم منسجمون في أفكارهم، و في قراراتهم، و قاموا بدورهم السياسي و التاريخي..عكس بعض العروبيين الذين دخلوا في البعد الإنتهازي و مارسوا الإنقلابية، و استمرت القطيعة بينهم إلى اليوم،و التاريخ يشهد على ذلك، إن العلاقة بين العروبي في الجزائر كنموذج و الفرانكفوني مشوبة بالتوتر، لأنها سياسية أكثر منها ثقافة، أي هي علاقة بين المثقف و السلطة، فاقتراب المثقف من السلطة يطرح العديد من المشاكل، المتعلقة إذا ما كان المثقف يساهم في تثقيف القرار السياسي، أم أن السلطة تسهم في تسييس الثقافة، و إن كان يوجد عروبيون في السلطة ، فهم مبعدون عن صنع القرار، و وجودهم فقط من أجل تنفيذ أجندات قد يجهلون مصدرها، لأنه لا يوجد تفاعل بين الثقافي و السياسي و بين المثقف و صاحب القرار، أصبح فيها المثقف بوقا للسلطة، ثمة أسئلة أخرى وجب أن نطرحها اليوم و هي؟ لماذا انتصر السياسي على المثقف؟ لماذا انتصرت الفرانكفونية على العروبة؟

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى