غيفارا معو - قراءة في « القصيدة التي كتبت بلسان مقطوع أو ميثاق الضجر » ...

الاستاذ آزاد عنز ابن قامشلوكي محاميا وشاعرا مبدعا يأخذنا بعيدا إلى جماليات الابداع يسافر بنا الى ملكوت الذات فتحلق روح هذا الفنان المبدع في فضاء يوصف بدقة وحركية الابداع الخيالي الى عالم القراءة الممتعة التي تعكس الوجه الاخر للمبدع الذي ينقل لنا انتاجه بكل دقة توصف أعماله الادبية بدقة فائقة الجمال لترتبط هذه الذات بالحياة .. بالوجود.. بالواقعية والخيالية أحياناً التي يحتضنها القارئ بكل شغف وحب كبيرين فيوصف هنا حال الكوردي الذي يخسر دائما منذ بداية الخليقة إلى يومنا هذا فـ آزاد لا يقف عند تاريخ محدد بل يسرد التاريخ الكوردي منذ الأزل كإنه يعايشها من خلال التنقل والترحال بين آماله وخيباته المتكرر فيقول

فالأكراد أولياء الله في تمكينِ حكمُ الغير

للغير على حسابِ الخديعةِ للشريكِ الكردي

ككلِ كرديٍّ يؤازرُ خصماً علناً

أخاً لفظاً

شريكاً في الخسارةِ

منعزلاً في الربحِ

و كأنَ الكرديَّ لا يليقُ به الربح

أو ربما لا يليقُ به ربحاً خاصاً

وبعد هذه الصورة العامة التي أدخلنا بها العنز بسلاسة واتقان من حيث السرد والتاريخية نجده يعدد من خلال نصوصه آلام الكوردي وانتكاساته ويتحدث في نصه عن جمهورية مهاباد منذ الولادة وحتى سقوط هذه الجمهورية الفتية نتيجة والمصالح والمؤامرات الدولية التي أبت إلا أن تنحر هذه الجمهورية الفتية ويعلق قادتها على اعواد المشانق فيقول آذا عنها وهو يرسم لوحة فنية مؤلمة مبكية تنسجها كلماته كريشة فنان مبدع يعبر عنها

فَكان حصاد الربح المختزل مهاباد

الطفلة اليتيمة

ابنة القاضي

المولودة في أقصى الشمال وأقصى الغرب

وليدة النزعات الحاضرة

هيأَ النطفةَ في رحمِ البندقيةِ

فتحررَ السائلُ الدَّبقُ من رحمِها

إلى حجرةِ الإنفجارِ فتلقّفَتْ السبطانة

الجنين الموعود

فكان ميلاد الطَلَقةِ مهاباد

الابنةُ الموعودةُ باغتيالٍ

بوأدٍ ممتدٍ من عرفِ الجاهلية

وأدٌ لا يليه وأدْ

ابنة الأحدَ عشر هلالاً

سليلة الأوجاع الكردية

في الرقعةِ الكردية

القاسم المشترك بين كل مايكتبه آزاد عنز هو آلام الكورد وأوجاعه التي لا تنتهي بأسلوب أكثر من ممتع والعمق في الإبداع حيث يطرح فيه آزاد جماليات التصوير الفني مما يمكننا أن نصنفه أنه من بين الشعراء الواقعيين في الطرح لا يبحث من خلالها عن مجد وشهرة بل يبحث عن أوجاع وآلام هذا الشعب المسكين

أردت من خلال هذه القراءة أن أعرف القارئ بهذا المبدع بهذه القامة الأدبية النادرة الوجود في عالم الشعر الواقعي والوجداني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى