أمل الكردفاني- المنطق الصوتي أو طوبولوجيا الصوت

وانا استمع لمقطوعة أستورياس لإيزاك البنيز، لاحظت أن هذه المقطوعة تميزت بانقلابين ما بين الخفيف والبطيئ، والتحول الصوتي يقتضي وجود نقطة ربط حتى لا يكون التحول شاذاً على الأذن.
مثلاً في أغنية الجندول، غنى الكابلي قصيدتين، قصيدة الجندول، وقصيدة كيلو باترا. اللحن لم يكن واحداً لقد انقلب فجأة. وكذلك في أغنية فريد الاطرش "ما انحرمش العمر"، وكذلك في الكثير من أغاني ام كلثوم، والأكثر وضوحاً عند "ابو عركي البخيت"..
الانقلاب الصوتي يجب أن لا يكون شديد الشذوذ، كما فعل Eric Clapton في اغنية ليلى.
فالصوت أيضاً له منطق طوبولوجي.
المنطق الصوتي الذي يمكننا أن نتعرفه في عدة مستويات:
▪️مستويات الحوار.
▪️مستويات الأخبار.
▪️مستويات التمثيل المسرحي والسينمائي.
▪️مستويات الإنفعال العاطفي.
▪️مستويات القضاء والقانون.
▪️مستويات الهوية والثقافة.
يتضمن صوت المتكلم انخفاضات وارتفاعات ومنحنيات صوتية بحيث يحاول تحقيق بعض الأهداف منها:
- تأكيد معلومة.
- تاكيد الثقة بالنفس.
- تأكيد حزم.
- تأكيد عاطفة (غضب، حب، فزع..الخ).
فالمنطق الصوتي هو استخدام منحنى صوتي معين يفضي إلى تحقيق نتيجة مستهدفة.
فلا يمكن مثلاً أن يكون حديث الحب بصوت عالي وسريع ومتتابع.
ولا يمكن لقارئ نشرة الأخبار أن يستخدم الأسلوب العاطفي..
وهكذا.
فكل تلك الأساليب الصوتية، تعتمد على ثقافة محددة. فأحيانا قد يتم استخدام جملة واحدة ولكن بعدة أساليب.
فمثلاً جملة:
" وقد قتل الشاب حبيبته في المساء بطعنة غائرة في صدرها".
يمكن أن يتم تقطيعها صوتياً لتعبر عن شخص يحكي قصة لمجموعة من الأصدقاء. ولكن لا يمكن القيام بذات التقطيع الصوتي عندما يكون ناقل الخبر مذيع في نشرة إخبارية.
طوبولوجيا الصوت في نظري قد تعكس هوية وخصوصية ثقافية معينة، فمثلاً اللهجة اللبنانية والسورية غير متقاربتين رغم تقارب البلدين. فاللبنانية تزداد فيها منحنيات الصوت الخارج من الأنف. أما المصرية فتخرج من الفم، والمغاربية من الحلق والسودانية من الفم والأنف، وهكذا يتم صناعة تنويعات في المخارج تنعكس على منحنيات الصوت الخارجية.
وبالتالي يحقق الصوت منطقه في إثبات أو نفي أو إنكار مفهوم ما أو شعور ما أو هوية ما.
سكان الأرياف يميلون إلى حنى الصوت وليِّه، بعض القبائل كالشايقية تفعل ذلك. بعض الشعوب لا تميل إلى توكيدات بالتقطيع والصمت، بحيث أنك من الصعب أن تعرف إن كان من يتحدث يسأل أم يستنكر أم يتحدث إلى نفسه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى