ما هو شكل العلاقة بين محمود درويش وامرئ القيس، وبينه وبين المتنبي، وبينه وبين أبي فراس الحمداني، وهؤلاء الثلاثة هم أكثر شعراء عرب استحضرهم في شعره، وإن استحضر غيرهم مثل تميم بن مقبل وأبي تمام والمعري، ومجنون ليلى وجميل بثينة؟
استحضر درويش عبارة تميم بن مقبل "لو أن الفتى حجر" غير مرة في أشعاره، وهي عبارة أوردها أدونيس في كتابه "مقدمة للشعر العربي"، وما من قارئ للكتاب إلاّ حفظها ورسخت في ذهنه، حتى إذا ما قرأ مختارات أدونيس "ديوان الشعر العربي" راقت له قصة تميم بن مقبل وقصيدته التي مطلعها، إن لم تخني الذاكرة:
هل عاشق نال من دهماء حاجته في الجاهلية قبل الدين مرحوم
ما أطيب العيش، لو أن الفتى حجر تنبو الحوادث عنه وهو ملموم
والقصة تقول إن تميم تساءل إن كان الله سيرحمه، لأنه تزوج في الجاهلية من زوجة أبيه، وهي عادة حرّمها الإسلام.
ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر، ودرويش كرّر سطره: ونحن نُحبّ الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا، وكرّر حبه للحياة: تحيا الحياة، فوق الأرض لا تحت الطغاة. والذين رثاهم، مثل عز الدين القلق، كانوا، أيضاً، يُحبّون الحياة، ولكن: لو أن الفتى حجر تنبو الحوادث عنه ولا تفتك به، والحوادث لا تنبو عنه.
وسيصدر درويش ديوانه "لا تعتذر عمّا فعلت" (2003) بسطر أبي تمّام: "لا أنت أنت، ولا الديار ديار"، وما كان الشاعر يستحضر أبا تمّام في شعره من قبل، حتى إذا ما مرّ بتجربة تشبه التجربة التي دفعت أبا تمّام لأن يقول:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحُبّ إلاّ للحبيب الأوّل
كم منزلٍ في الأرضِ يألفه الفتى وحنينه أبداً لأوّل منزل
نراه يكتب ـ أي درويش ـ قصائد وقوف على الأطلال، قصائد يتغنّى فيها بالمكان الأوّل الذي نشأ فيه، ولكن: لا أنت أنت ولا الديار ديار.
هكذا تساءل درويش في قصيدته "في بيت أمي": أأنت يا ضيفي أنا/ فمن منا تنصّل من ملامحه ـ أو تجرّد ـ، وهكذا سيكتب قبل موته قصيدته "طللية البروة"، وسيتساءل فيها: أين الآن أغنيتي؟، وحين يطلب منه أن يرى الشوارع الحديثة ومصانع الألبان، فوق أطلال قريته يُجيب: لا أرى إلاّ الغزالة في الشبّاك، أي لا يرى إلاّ مكان الطفولة وملاعبها.
وأمّا المعرّي فإن بيته:
صاح، خفّف الوطء ما أظن أديم الأرض إلاّ من هذه الأجساد
ظل يحضر غير مرّة في أشعار درويش. حضر في قصيدته "الحوار الأخير في باريس" (لذكرى عز الدين القلق)، وحضر في "جدارية" (2000)، كما حضرت أبيات أخرى للمعرّي في أشعار الشاعر. هكذا يقول درويش في رثاء عز الدين:
صاح، هذه زنازيننا تملأ الأرض من عهد عاد
فأين البياض وأين السواد؟
عشق محمود درويش الفتاة اليهودية وأحبّها وتغزّل فيها، ولكنه لم يستحضر شخصية تراثية شعرية كان لها تجربة مع غير عربيات.
ولا أدري إن كان قرأ شاعر الحروب الصليبية ابن القيسراني، ابن قيسارية، فقد كان هذا تغزّل بالصليبيات، وقال:
إذا ما زرت مارية فما سعدى وماريّا
لها وجه مسيحي ترى الميت به حيّا
وكان يتسلّل إلى الأديرة والكنائس ويُغازل الراهبات، حتى وهو في الستين من عمره.
والطريف أن الشاعر حنا أبو حنا فطن إلى ابن القيسراني وكتب عنه، ولكن بعد أن غادر درويش حيفا.
لم تذكر ريتا درويش بمارية أو ببربارة صاحبة الدير، ولكن الشاعر حين كتب قصائد غزل في "سرير الغريبة" (1999) تذكّر جميل بثينة ومجنون ليلى، وما زلت أفكّر في هاتين القصيدتين حقاً.
هل كان الشاعر ذات نهار، مثل جميل، وهل عشق عشقاً مجنوناً ذات يوم؟ أورد الشاعر اسم جميل في عنوان قصيدته، وكذلك اسم المجنون، ولكنه لم يذكر اسم تميم بن مقبل وهو يستحضر عبارة من شعره، وذكر اسم أبي تمّام في صدر الديوان، ولم يخصص له قصيدة يتصدّر اسمه عنوانها، وربما ذكر المعرّي في "جدارية" ولكنه لم يخصّه بقصيدة.
ثمة ثلاثة شعراء خصّهم درويش، في فترة مبكرة تقريباً، من مسيرته الشعرية بقصائد، وبرز اسم كل واحد منهم في العنوان، عنوان القصيدة، تماهى مع بعضهم واختلف مع آخر منهم.
تشابهت تجربته مع المتنبي، جزئياً، وكذلك مع أبي فراس، أيضاً، جزئياً، ولكنها اختلفت أبداً مع امرئ القيس.
محمود درويش وامرؤ القيس:
ربما، بل من المؤكد، أن امرأ القيس هو أوّل شاعر استحضره درويش في أشعاره، وقد خصّه، في فترة مبكرة جداً، بقصيدة عنوانها "امرؤ القيس"، وقد لا يعثر عليها قارئ الأعمال الشعرية له، لأنه لم يُدرجها فيها.
كان درويش، يوم كتبها، شاعراً حزبياً ملتزماً بالماركسية، وكان يكتب شعراً يعبر فيه عن جماهير شعبه وعن عشقه أرضه، وكان يرى أن مهمّة الشاعر هي تغيير العالم، فهو صاحب رسالة، لا إنسان لا همّ له إلاّ الخمر والحِسَان وذبح الناقة لهن، والوقوف على الأطلال.
لم يكن درويش يطرب لعبارة: اليوم خمر وغداً أمر، أو لقول الشاعر: ويوم عقرت للعذارى مطيتي، فقد كان يرى أنه في دنيا جديدة تتطلب منه أن يكتب شعراً جديداً، وهكذا اختتم قصيدته بقوله: "شاعر الأطلال فان/ وأنا أبقى وأهلي/ والأغاني".
وفي العام 1995، سيعود درويش إلى امرئ القيس ثانية، وسيكتب قصيدته "خلاف، غير لغوي، مع امرئ القيس" التي أدرجها في ديوانه "لماذا تركت الحصان وحيداً"، وسيرى في الشاعر الجاهلي مثالاً للعربي الذي يطلب النجدة من الأجنبي، ولن يتماهى الشاعر مع الشاعر، فالعنوان يقول إن العلاقة علاقة اختلاف. ماذا فعلت بنا وبنفسك. اذهب على درب قيصر وحدك. وكان بيتا امرئ القيس:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً، أو نموت فَنُعذرا
كانا حضرا مبكراً في أشعار الشاعر، وتحديداً في قصيدته "أقبية، أندلسية، صحراء" (1979): "فلا تبك، يا صاحبي، حائطاً يتهاوى/ وصدّق رحيلي القصير إلى قرطبة".
محمود درويش والمتنبي:
قبل أن يصدر محمود درويش ديوانه "هي أغنية.. هي أغنية" (1986) بسطر المتنبي: "على قلق كان الريح تحتي"، وقبل أن يقول في مقابلة معه، بتواضع كبير: "إن كل ما قلته لا يساوي سطر شعر من شعر المتنبي"، قبل هذا كتب قصيدته الشهيرة "رحلة المتنبي إلى مصر"، وهي قناع لرحلة محمود درويش إلى باريس، وثمة تشابه في جزئية من حياة الشاعرين، في مرحلة من مراحل حياتهما، ثمة تشابه يصل حد التطابق.
قدّر سيف الدولة المتنبي وأجلّه واحترمه وأعطاه، ولكنه ذات مرّة لم يردّ له الاعتبار، حين أهانه ابن خالويه في بلاطه، ما جعل المتنبي يرحل عن حلب، ويتجه إلى كافور، هو الذي أحبّ سيف الدولة، ولم يحبّ كافورا. وقدّر ياسر عرفات محمود درويش واحترمه وأعطاه، ولكنه ذات مرّة لم يكترث لرأيه حين كان يعمل في مركز الأبحاث، فغضب محمود درويش وغادر إلى باريس.
وهكذا كتب "رحلة المتنبي إلى مصر" التي تتطابق أنا المتكلّم فيها، وهو محمود درويش، مع المتنبي.
محمود درويش وأبو فراس:
ما وجه الشبه بينهما؟ وهل من تشابه في التجربة؟ وما الذي دفع درويش لأن يكتب قصيدته "من روميات أبي فراس" التي ظهرت في "لماذا تركت الحصان وحيداً" (1995)؟
الديوان سيرة شعرية للشاعر وهو يعبّر عن مراحل مختلفة من حياته، ويوم كان في حيفا سجن وزارته أمه، وكان يومها ينتظر العرب ليخلّصوه من الاحتلال.
هذه التجربة تقترب من تجربة أبي فراس في حياته: سجن بعد أن أُسر، وخاطب أمه بقصائد هي من عيون الشعر العربي، وهكذا عبّر درويش عن تجربة حيفا من خلال أبي فراس، و.. و.. و.. .
أ. د. عادل الأسطة
2014-03-09
استحضر درويش عبارة تميم بن مقبل "لو أن الفتى حجر" غير مرة في أشعاره، وهي عبارة أوردها أدونيس في كتابه "مقدمة للشعر العربي"، وما من قارئ للكتاب إلاّ حفظها ورسخت في ذهنه، حتى إذا ما قرأ مختارات أدونيس "ديوان الشعر العربي" راقت له قصة تميم بن مقبل وقصيدته التي مطلعها، إن لم تخني الذاكرة:
هل عاشق نال من دهماء حاجته في الجاهلية قبل الدين مرحوم
ما أطيب العيش، لو أن الفتى حجر تنبو الحوادث عنه وهو ملموم
والقصة تقول إن تميم تساءل إن كان الله سيرحمه، لأنه تزوج في الجاهلية من زوجة أبيه، وهي عادة حرّمها الإسلام.
ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر، ودرويش كرّر سطره: ونحن نُحبّ الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا، وكرّر حبه للحياة: تحيا الحياة، فوق الأرض لا تحت الطغاة. والذين رثاهم، مثل عز الدين القلق، كانوا، أيضاً، يُحبّون الحياة، ولكن: لو أن الفتى حجر تنبو الحوادث عنه ولا تفتك به، والحوادث لا تنبو عنه.
وسيصدر درويش ديوانه "لا تعتذر عمّا فعلت" (2003) بسطر أبي تمّام: "لا أنت أنت، ولا الديار ديار"، وما كان الشاعر يستحضر أبا تمّام في شعره من قبل، حتى إذا ما مرّ بتجربة تشبه التجربة التي دفعت أبا تمّام لأن يقول:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحُبّ إلاّ للحبيب الأوّل
كم منزلٍ في الأرضِ يألفه الفتى وحنينه أبداً لأوّل منزل
نراه يكتب ـ أي درويش ـ قصائد وقوف على الأطلال، قصائد يتغنّى فيها بالمكان الأوّل الذي نشأ فيه، ولكن: لا أنت أنت ولا الديار ديار.
هكذا تساءل درويش في قصيدته "في بيت أمي": أأنت يا ضيفي أنا/ فمن منا تنصّل من ملامحه ـ أو تجرّد ـ، وهكذا سيكتب قبل موته قصيدته "طللية البروة"، وسيتساءل فيها: أين الآن أغنيتي؟، وحين يطلب منه أن يرى الشوارع الحديثة ومصانع الألبان، فوق أطلال قريته يُجيب: لا أرى إلاّ الغزالة في الشبّاك، أي لا يرى إلاّ مكان الطفولة وملاعبها.
وأمّا المعرّي فإن بيته:
صاح، خفّف الوطء ما أظن أديم الأرض إلاّ من هذه الأجساد
ظل يحضر غير مرّة في أشعار درويش. حضر في قصيدته "الحوار الأخير في باريس" (لذكرى عز الدين القلق)، وحضر في "جدارية" (2000)، كما حضرت أبيات أخرى للمعرّي في أشعار الشاعر. هكذا يقول درويش في رثاء عز الدين:
صاح، هذه زنازيننا تملأ الأرض من عهد عاد
فأين البياض وأين السواد؟
عشق محمود درويش الفتاة اليهودية وأحبّها وتغزّل فيها، ولكنه لم يستحضر شخصية تراثية شعرية كان لها تجربة مع غير عربيات.
ولا أدري إن كان قرأ شاعر الحروب الصليبية ابن القيسراني، ابن قيسارية، فقد كان هذا تغزّل بالصليبيات، وقال:
إذا ما زرت مارية فما سعدى وماريّا
لها وجه مسيحي ترى الميت به حيّا
وكان يتسلّل إلى الأديرة والكنائس ويُغازل الراهبات، حتى وهو في الستين من عمره.
والطريف أن الشاعر حنا أبو حنا فطن إلى ابن القيسراني وكتب عنه، ولكن بعد أن غادر درويش حيفا.
لم تذكر ريتا درويش بمارية أو ببربارة صاحبة الدير، ولكن الشاعر حين كتب قصائد غزل في "سرير الغريبة" (1999) تذكّر جميل بثينة ومجنون ليلى، وما زلت أفكّر في هاتين القصيدتين حقاً.
هل كان الشاعر ذات نهار، مثل جميل، وهل عشق عشقاً مجنوناً ذات يوم؟ أورد الشاعر اسم جميل في عنوان قصيدته، وكذلك اسم المجنون، ولكنه لم يذكر اسم تميم بن مقبل وهو يستحضر عبارة من شعره، وذكر اسم أبي تمّام في صدر الديوان، ولم يخصص له قصيدة يتصدّر اسمه عنوانها، وربما ذكر المعرّي في "جدارية" ولكنه لم يخصّه بقصيدة.
ثمة ثلاثة شعراء خصّهم درويش، في فترة مبكرة تقريباً، من مسيرته الشعرية بقصائد، وبرز اسم كل واحد منهم في العنوان، عنوان القصيدة، تماهى مع بعضهم واختلف مع آخر منهم.
تشابهت تجربته مع المتنبي، جزئياً، وكذلك مع أبي فراس، أيضاً، جزئياً، ولكنها اختلفت أبداً مع امرئ القيس.
محمود درويش وامرؤ القيس:
ربما، بل من المؤكد، أن امرأ القيس هو أوّل شاعر استحضره درويش في أشعاره، وقد خصّه، في فترة مبكرة جداً، بقصيدة عنوانها "امرؤ القيس"، وقد لا يعثر عليها قارئ الأعمال الشعرية له، لأنه لم يُدرجها فيها.
كان درويش، يوم كتبها، شاعراً حزبياً ملتزماً بالماركسية، وكان يكتب شعراً يعبر فيه عن جماهير شعبه وعن عشقه أرضه، وكان يرى أن مهمّة الشاعر هي تغيير العالم، فهو صاحب رسالة، لا إنسان لا همّ له إلاّ الخمر والحِسَان وذبح الناقة لهن، والوقوف على الأطلال.
لم يكن درويش يطرب لعبارة: اليوم خمر وغداً أمر، أو لقول الشاعر: ويوم عقرت للعذارى مطيتي، فقد كان يرى أنه في دنيا جديدة تتطلب منه أن يكتب شعراً جديداً، وهكذا اختتم قصيدته بقوله: "شاعر الأطلال فان/ وأنا أبقى وأهلي/ والأغاني".
وفي العام 1995، سيعود درويش إلى امرئ القيس ثانية، وسيكتب قصيدته "خلاف، غير لغوي، مع امرئ القيس" التي أدرجها في ديوانه "لماذا تركت الحصان وحيداً"، وسيرى في الشاعر الجاهلي مثالاً للعربي الذي يطلب النجدة من الأجنبي، ولن يتماهى الشاعر مع الشاعر، فالعنوان يقول إن العلاقة علاقة اختلاف. ماذا فعلت بنا وبنفسك. اذهب على درب قيصر وحدك. وكان بيتا امرئ القيس:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً، أو نموت فَنُعذرا
كانا حضرا مبكراً في أشعار الشاعر، وتحديداً في قصيدته "أقبية، أندلسية، صحراء" (1979): "فلا تبك، يا صاحبي، حائطاً يتهاوى/ وصدّق رحيلي القصير إلى قرطبة".
محمود درويش والمتنبي:
قبل أن يصدر محمود درويش ديوانه "هي أغنية.. هي أغنية" (1986) بسطر المتنبي: "على قلق كان الريح تحتي"، وقبل أن يقول في مقابلة معه، بتواضع كبير: "إن كل ما قلته لا يساوي سطر شعر من شعر المتنبي"، قبل هذا كتب قصيدته الشهيرة "رحلة المتنبي إلى مصر"، وهي قناع لرحلة محمود درويش إلى باريس، وثمة تشابه في جزئية من حياة الشاعرين، في مرحلة من مراحل حياتهما، ثمة تشابه يصل حد التطابق.
قدّر سيف الدولة المتنبي وأجلّه واحترمه وأعطاه، ولكنه ذات مرّة لم يردّ له الاعتبار، حين أهانه ابن خالويه في بلاطه، ما جعل المتنبي يرحل عن حلب، ويتجه إلى كافور، هو الذي أحبّ سيف الدولة، ولم يحبّ كافورا. وقدّر ياسر عرفات محمود درويش واحترمه وأعطاه، ولكنه ذات مرّة لم يكترث لرأيه حين كان يعمل في مركز الأبحاث، فغضب محمود درويش وغادر إلى باريس.
وهكذا كتب "رحلة المتنبي إلى مصر" التي تتطابق أنا المتكلّم فيها، وهو محمود درويش، مع المتنبي.
محمود درويش وأبو فراس:
ما وجه الشبه بينهما؟ وهل من تشابه في التجربة؟ وما الذي دفع درويش لأن يكتب قصيدته "من روميات أبي فراس" التي ظهرت في "لماذا تركت الحصان وحيداً" (1995)؟
الديوان سيرة شعرية للشاعر وهو يعبّر عن مراحل مختلفة من حياته، ويوم كان في حيفا سجن وزارته أمه، وكان يومها ينتظر العرب ليخلّصوه من الاحتلال.
هذه التجربة تقترب من تجربة أبي فراس في حياته: سجن بعد أن أُسر، وخاطب أمه بقصائد هي من عيون الشعر العربي، وهكذا عبّر درويش عن تجربة حيفا من خلال أبي فراس، و.. و.. و.. .
أ. د. عادل الأسطة
2014-03-09