في المسرحية داخل المسرحية، يتعمد الممثلون ألا يؤدوا الدور بإتقان، وذلك حتى يُظهروا الفرق بين المسرحيتين. في بعض الأحيان يفرض العمل استخدام ادوات غير تقليدية لإحداث تمييز بين الواقع والخيال. فمثلاً لا يختلف الضعف التمثيلي المتعمد عن تكسير اللغة لإظهار ثقافة الشخصية، فمن يؤدي دور الخواجة أو الأوروبي لن يتحدث بلغة عربية فصيحة، بل يتعمد اللحن من قبيل إظهار التمييز. قد يبدو ذلك مضحكاً ولكن الإنسان -النظارة- يعتادون على تلك الافتراضات ويندمجوا معها كحقيقة. وفي أحيان كثيرة يكون النص نفسه محمولاً على مثل تلك الأدوات. فالكاتب قد يتعمد استخدام اللغة العامية حتى يظهر أحد شخصياته بمظهر الطبقة المسحوقة والتي لا يمكن بأي حال أن تستخدم لغة فصيحة ببلاغة قد تجعل النص غير واقعي. اما ما هو سيئ حقاً فهو عندما تعجز أدوات التأليف والتمثيل عن نقل الواقع ليس لأنها كذلك إنما لأن نقل الواقع قد يكون مملاً. فمثلاً لن تبدو أحاديث الفتيات مشوقة كثيراً، لأن البنات بصفة عامة لا يحبذون الحديث بعمق، بل يفضلون الخطابات البسيطة بل وحتى النكات الأقل تعقيداً والتي قد تبدو ساذجة للمشاهدين من الرجال. هنا ينظر المؤلف من خلال منظار عالمه الذكوري. كذلك سنجد مثلاً أحاديث الأطفال وحواراتهم، إنها قد تكون أكبر من سنهم عندما تستخدم لخدمة المشهد أو النص الأدبي، وفي نفس الوقت لا يمكن تضييع جدية النص أو وقت المشهد في حوارات الأطفال العبثية. الواقع غالباً ما يفرض الالتفاف على الأدوات التقليدية للكتابة أو التمثيل أو حذف الواقع تماماً.