عندما يشعر المبدعون بأنهم في عالم لا يقرأ بمثل ما يحبون، ولا يقتني كتبهم إلا من حيث قدم لهم كإهداء، عندها تتوقف رسالة الإبداع من حيث القيمة والجهد المبذول.
فكيف ننظر إلى المبدعين وهم يسهرون الليالي من دون أن يغفو لهم جفن في تحبير دماء قلوبهم الموزعة بين واقعين مؤلمين، قارئ ينتظر من المبدع أن يُقرع باب بيته ليهديه عصارة قلبه، وعموم متمثل في شرائح المجتمعات الممثلة في تقدير الدولة له كمبدع يستحق التكريم والدفع بنتاجه إلى الصدارة.
من هذا المنطلق أتساءل ما الفرضيات التي يجب أن يقدمها المبدع كي يلتفت إليه وإلى إنتاجه، رغم إدراكه بالحقوق المترتبة عليه والمفترض أداؤها، وهذا واجب وطني أرى أن أكثر المبدعين يقدسونه وملتزمون به كرباط قسم لا يمكن أن ينفصل عن دور المبدع، مثل قُدرته على العيش من إنتاجه الإبداعي من دون أن يتوسل القارئ.
فمن الغبن أن نرى ونسمع أن مبدعاً جالس على قارعة الطريق يبيع نتاج عمره المتمثل في الإبداع ليسد به جوعه ويعيد دورة الكتابة في عالمه الصغير للحياة، على رغم السنوات التي يقضيها المبدع في تحبير مادة ما من مؤلفاته التي يجب أن تكون في المكان الصح من مواقع التقدير والثناء، يبخسها من لهم في المعرفة وأبواب الثقافة مكون معرفي، فمن المؤلم أن نضيع المبدع ونخسره ولا نشد من خياط جروحه، أن نكون أول المساهمين في قتله.
ففي عالمنا العربي يقع المبدعون في التهميش وقصص كثيرة نقلها هؤلاء المبدعون ليذكروا المجتمع بأنهم يغزلون من أجسادهم فطيرة جوعهم ولا يريدون سوى التفاتة تعيد إليهم نشاطهم وتمنع الجوع عنهم.
فكثيراً هي القصص التي تمثلت في دور المبدعين والتي حملت شهادات من تهميش المبدع وإقصائه، سجلت ودونت ونقلت لنا ظروف معيشتهم وكيف يعيشون وهم من يرصفون الطريق بالحلم والأمل والإصرار للقلوب الضعيفة ويشدون من جراحهم، هم الأدباء والفنانون الذين يسهرون ليوقظوا النور من فتيل شموع صغيرة، تكبر وتنير موقظة عالم الآخرين بالفرح والأمل، من دون أن يتلقوا من آخرين رسائل شكر أو تقدير، يظلون قابعين في ظروفهم الصعبة التي حملتهم رسالة الكلمة ورسالة الحب نحو الآخرين.
هؤلاء ألا يستحقون منا وقفة إجلال وتشجيع واقتناء نتاجهم كي لا نتركهم على أرصفة الطرق يبيعون نتاجهم ليسدوا به جوعهم.
لا يوجد جنون أكبر من جنون يقيدنا ويضيعنا في عالم تتسابق فيه معالم المعرفة وتضيع فيه حقوق من لهم واجب علينا الحفاظ عليهم وألا نتركهم يقتلون وجعهم بقميص يستر ضياعهم من دماء أجسادهم يفتلونه ويخيطونه بصبر الليالي الطوال وهم على واقع الجمر يكتبون من دون أن يفزعوا الآخرين أو يتوسلوا لهم لإنقاذهم من الموت البطيء.
مفاهيم تثير بداخلي الشفقة على هؤلاء الذين هم من وراء جدران غرفهم يعيدون إلى العالم عيونه الضائعة في الوقت الذي هم فيه يفقدون عيونهم من السهر وحمل رسالة المعرفة للعالم الكبير، من دون أن يلتفت إليهم ويقدر نتاجهم.
هؤلاء بحاجة إلى مؤسسات تقدر نتاجهم وتقتنيه، وتدفع بهم إلى العالمية لأنهم خير من يمثل الأوطان، لا أن نتركهم للضياع ونهمشهم.
بقلم: علي الستراوي
السبت ١٢ مارس ٢٠٢٢
www.facebook.com
فكيف ننظر إلى المبدعين وهم يسهرون الليالي من دون أن يغفو لهم جفن في تحبير دماء قلوبهم الموزعة بين واقعين مؤلمين، قارئ ينتظر من المبدع أن يُقرع باب بيته ليهديه عصارة قلبه، وعموم متمثل في شرائح المجتمعات الممثلة في تقدير الدولة له كمبدع يستحق التكريم والدفع بنتاجه إلى الصدارة.
من هذا المنطلق أتساءل ما الفرضيات التي يجب أن يقدمها المبدع كي يلتفت إليه وإلى إنتاجه، رغم إدراكه بالحقوق المترتبة عليه والمفترض أداؤها، وهذا واجب وطني أرى أن أكثر المبدعين يقدسونه وملتزمون به كرباط قسم لا يمكن أن ينفصل عن دور المبدع، مثل قُدرته على العيش من إنتاجه الإبداعي من دون أن يتوسل القارئ.
فمن الغبن أن نرى ونسمع أن مبدعاً جالس على قارعة الطريق يبيع نتاج عمره المتمثل في الإبداع ليسد به جوعه ويعيد دورة الكتابة في عالمه الصغير للحياة، على رغم السنوات التي يقضيها المبدع في تحبير مادة ما من مؤلفاته التي يجب أن تكون في المكان الصح من مواقع التقدير والثناء، يبخسها من لهم في المعرفة وأبواب الثقافة مكون معرفي، فمن المؤلم أن نضيع المبدع ونخسره ولا نشد من خياط جروحه، أن نكون أول المساهمين في قتله.
ففي عالمنا العربي يقع المبدعون في التهميش وقصص كثيرة نقلها هؤلاء المبدعون ليذكروا المجتمع بأنهم يغزلون من أجسادهم فطيرة جوعهم ولا يريدون سوى التفاتة تعيد إليهم نشاطهم وتمنع الجوع عنهم.
فكثيراً هي القصص التي تمثلت في دور المبدعين والتي حملت شهادات من تهميش المبدع وإقصائه، سجلت ودونت ونقلت لنا ظروف معيشتهم وكيف يعيشون وهم من يرصفون الطريق بالحلم والأمل والإصرار للقلوب الضعيفة ويشدون من جراحهم، هم الأدباء والفنانون الذين يسهرون ليوقظوا النور من فتيل شموع صغيرة، تكبر وتنير موقظة عالم الآخرين بالفرح والأمل، من دون أن يتلقوا من آخرين رسائل شكر أو تقدير، يظلون قابعين في ظروفهم الصعبة التي حملتهم رسالة الكلمة ورسالة الحب نحو الآخرين.
هؤلاء ألا يستحقون منا وقفة إجلال وتشجيع واقتناء نتاجهم كي لا نتركهم على أرصفة الطرق يبيعون نتاجهم ليسدوا به جوعهم.
لا يوجد جنون أكبر من جنون يقيدنا ويضيعنا في عالم تتسابق فيه معالم المعرفة وتضيع فيه حقوق من لهم واجب علينا الحفاظ عليهم وألا نتركهم يقتلون وجعهم بقميص يستر ضياعهم من دماء أجسادهم يفتلونه ويخيطونه بصبر الليالي الطوال وهم على واقع الجمر يكتبون من دون أن يفزعوا الآخرين أو يتوسلوا لهم لإنقاذهم من الموت البطيء.
مفاهيم تثير بداخلي الشفقة على هؤلاء الذين هم من وراء جدران غرفهم يعيدون إلى العالم عيونه الضائعة في الوقت الذي هم فيه يفقدون عيونهم من السهر وحمل رسالة المعرفة للعالم الكبير، من دون أن يلتفت إليهم ويقدر نتاجهم.
هؤلاء بحاجة إلى مؤسسات تقدر نتاجهم وتقتنيه، وتدفع بهم إلى العالمية لأنهم خير من يمثل الأوطان، لا أن نتركهم للضياع ونهمشهم.
بقلم: علي الستراوي
السبت ١٢ مارس ٢٠٢٢
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.