حسين عبروس - معرض الكتاب... ومرض كرة القدم..

حيمنا أختار هذا العنوان لمنشوري هذا. لا أتحامل على أحد منكم ، كي أقيم وجه المقارنة بين من يلعب ، وبين من يكتب، وبين من ينصب، وبين من يسهب. هي حقيقة مرّة أردت طرحها في زمن الحضارة المريضة التي تمجد القدم على الفكر، فيرفض صحابها شراء كتاب مهما كان نوعه ومضمونه ولغته ومحموله المعرفي بثمن يقال عنه أنه باهض الثمن، وبين من يشتري تذكرة الدخول الى الملعب بقيمة تتراوح بين 500دج للمحظوظين و12000 دج للذين تمارس عليهم الأقدام لعبتها، هي حقيقة مرّة بين من يزور المعرض الدولي للكتاب مرة واحدة في السنة أو مرّة واحدة في العمر،وبين من يزور ملعب البليدة فتغلق المدينة شوارعها بسب الوافدين عليها من كل ولايات الوطن .من أجل مشاهدة مقابلة في كرة القدم، ومن أجل الصراخ. عندما اقول هذا لا يعني أنني أكره الوطن، والفريق الوطني ،ولا يعني أنني أمقت الفوز للوطن، ولكن ليفهمني البعض كما يحلو لهم، فلماذا لا يكون عندنا فريق ثقافي وفريق علمي،وفريق فكري ننافس به غيرنا من شعوب الأمم الأخرى، ولماذا لا توحّد الجمعيات الثقافية وكل الهيئات الثقافية جهدها من أجل ثقافة وطنية متميّزة تفرض وجودها في صنع المعرفة والفكر،والإبداع، ولماذا تكون كرة القدم وحدها هي من تصنع أجيال الصراخ ، وتصنع معها الوطنية الزائفة في كثير من الأوقات.؟ ولماذا عندما يقول : الواحد منا يكفي من التخدير الإعلامي والرياضي يا شباب، تنصب في وجهه اللعنات،و الطعنات والمستور الذي لا يظهر في كل الأوقات. نعم نحب الرياضة التي تصنع الوعي في رحاب ثقافة واعية ،لا ثقافة الهروب الى الأمام من أجل التنفيس عن الذات المهمومة.. نريد للثقافة وللكتاب موقعه الذي يخدم الوطن ،ونريد لأصحاب الفكروالإبداع أن ينهضوا من غفوتهم ،فالبقاء للأجمل وللأصلح. كل مقابلة والجزائري يفتخر بأنه يحبذا الإبداع الجميل في صناعة كتاب بمضمون فكري وبداعي وفنيّ جميل ،مثلما يشاهد تسجيل هدف رياضي جميل،لا مراوغة ولا مماطلة فيه. كل عام وأنتم بألف خير ،ورمضان كريم على الجميع.. كان الله في عون المبدع الذي يحترق في صمت.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى