كنت أنوي أن أخصص عمود اليوم للحديث عن أيقونة من أيقونات الثقافة العراقية، المبدع محمد خضير وهو يدخل عامه الثمانين، محملاً بأحلام عراق معافى، مصراً على أن يشيع الوطنية في كتاباته ويتصيد حكايات العراقيين وهمومهم في قصصه..
محمد خضير الجنوبي الذي يكتب بصمت النساك، لم أقرأ له عملاً إلا وازددت يقيناً بأن صاحب "المملكة السوداء" ينقب في حياتنا مدفوعاً بقوة الذاكرة في مواجهة ما يهددنا من خطر الضياع، ليلقي ضوءاً على الأركان المعتمة، وليحذرنا من الضباع التي تصر على إلغاء ذاكرة العراق. مبدع " الارجوحة " الذي تتسرب حكاياتنا من بين يديه، المهموم بدور المثقف في مواجهة عبث الساسة ولهاثهم على المناصب والكراسي التي لم تجلب لنا سوى الخذلان، وتشنجات الكتل المتليفة مثلما أطلق عليها ذات يوم في كلمته التي ألقاها في معرض البصرة للكتاب.
ولهذا اسمحوا لي أن أتحدث ايضا عن البيانات الثورية التي يطلقها مرة محمد الحلبوسي ومرات حاكم الزاملي وكل واحد منهما يريد أن يحول البرلمان إلى قاعة تهتف باسمه فقط.. تخيل جنابك أن رئيس البرلمان ونائبه تركا شؤون البلاد والعباد وبدأت معركتهما حول ماذا يضع كل منها قبل اسمه !
ظل السياسي"المستعرض " هو النموذج السائد في مؤسسات الدولة، وهو تعبير حقيقي عن الحالة السياسية، ولهذا وجدنا ألف ألف من "مستعرض" في مجالات عديدة وليس فقط في السياسة، ولم نكن نحتاج مجهوداً كبيراً حتى نجدهم في كل مكان، فقد طفحت شاشات الفضائيات طوال السنوات الماضية بعدد لا بأس به من هذه النماذج التي تظهر كلما احتدم الصراع على المناصب والمكاسب، لتجدهم يقفون بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه الاقتراب من قلاعهم الحصينة.
في كل دول العالم يسبق المسؤول، مستشاروه. فيما المسؤول العراقي يصل من "الحزب والعشيرة" وهو يدّعي ختمه لعلوم الأرض والسماء. ويعتقد أن التفويض الذي منحته له الناس في صناديق الاقتراع، يسمح له بأن يتجاهل معايير الكفاءة، وأن يكون الانتماء الحزبي وحده هو معيار اختيار رجال الدولة، فنجده يختار المنتمي لحزبه أولاً، ثم المنتمي لعشيرته، ثم المنتمي إلى الأحزاب المؤيدة له، وهو ما حذّر منه مهاتير محمد باني ماليزيا الحديثة حين قال: "قد لا تنتج الانتخابات وصول أفضل المرشحين إلى السلطة،، فنرى كيف يطلق حزب حملته من أجل أن تُدلي الناس بأصواتها لمن ليست لديه القدرة على القيادة، ولكن لمن هم يخدعون يتمكنون من خداع الناس".
يذكرنا محمد خضير دوما بسحر الثقافة وتاثيرها ، ملوحا بالكتاب الذي يراه مستقبل هذه البلاد ، مطالبا باشاعة الورق المعرفي بدلا من الورق الانتخابي المخيب للامال .. يحلم بان تصبح المعرفة الوطنية بديلا اسمى من صناديق الاقتراع الصماء التي تنبأت بخريفنا الفاشل .
محمد خضير الجنوبي الذي يكتب بصمت النساك، لم أقرأ له عملاً إلا وازددت يقيناً بأن صاحب "المملكة السوداء" ينقب في حياتنا مدفوعاً بقوة الذاكرة في مواجهة ما يهددنا من خطر الضياع، ليلقي ضوءاً على الأركان المعتمة، وليحذرنا من الضباع التي تصر على إلغاء ذاكرة العراق. مبدع " الارجوحة " الذي تتسرب حكاياتنا من بين يديه، المهموم بدور المثقف في مواجهة عبث الساسة ولهاثهم على المناصب والكراسي التي لم تجلب لنا سوى الخذلان، وتشنجات الكتل المتليفة مثلما أطلق عليها ذات يوم في كلمته التي ألقاها في معرض البصرة للكتاب.
ولهذا اسمحوا لي أن أتحدث ايضا عن البيانات الثورية التي يطلقها مرة محمد الحلبوسي ومرات حاكم الزاملي وكل واحد منهما يريد أن يحول البرلمان إلى قاعة تهتف باسمه فقط.. تخيل جنابك أن رئيس البرلمان ونائبه تركا شؤون البلاد والعباد وبدأت معركتهما حول ماذا يضع كل منها قبل اسمه !
ظل السياسي"المستعرض " هو النموذج السائد في مؤسسات الدولة، وهو تعبير حقيقي عن الحالة السياسية، ولهذا وجدنا ألف ألف من "مستعرض" في مجالات عديدة وليس فقط في السياسة، ولم نكن نحتاج مجهوداً كبيراً حتى نجدهم في كل مكان، فقد طفحت شاشات الفضائيات طوال السنوات الماضية بعدد لا بأس به من هذه النماذج التي تظهر كلما احتدم الصراع على المناصب والمكاسب، لتجدهم يقفون بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه الاقتراب من قلاعهم الحصينة.
في كل دول العالم يسبق المسؤول، مستشاروه. فيما المسؤول العراقي يصل من "الحزب والعشيرة" وهو يدّعي ختمه لعلوم الأرض والسماء. ويعتقد أن التفويض الذي منحته له الناس في صناديق الاقتراع، يسمح له بأن يتجاهل معايير الكفاءة، وأن يكون الانتماء الحزبي وحده هو معيار اختيار رجال الدولة، فنجده يختار المنتمي لحزبه أولاً، ثم المنتمي لعشيرته، ثم المنتمي إلى الأحزاب المؤيدة له، وهو ما حذّر منه مهاتير محمد باني ماليزيا الحديثة حين قال: "قد لا تنتج الانتخابات وصول أفضل المرشحين إلى السلطة،، فنرى كيف يطلق حزب حملته من أجل أن تُدلي الناس بأصواتها لمن ليست لديه القدرة على القيادة، ولكن لمن هم يخدعون يتمكنون من خداع الناس".
يذكرنا محمد خضير دوما بسحر الثقافة وتاثيرها ، ملوحا بالكتاب الذي يراه مستقبل هذه البلاد ، مطالبا باشاعة الورق المعرفي بدلا من الورق الانتخابي المخيب للامال .. يحلم بان تصبح المعرفة الوطنية بديلا اسمى من صناديق الاقتراع الصماء التي تنبأت بخريفنا الفاشل .