تحايا طيبة للزميلات والزملاء، الأدباء والكتاب، والمتابعين، الكرام.
عندما وضع (سيبويه) كتابه الذي سمّاه النحاة (قرآن النحو)، إذ أخذ النحو عن الخليل بن أحمد، وعيسى بن عمر، ويونس بن حبيب، وغيرهم ؛ لم يستشهد إلا بأشعار الموثوق بعربيتهم من الشعراء في عصره وما قبله؛ وحجتة أنَّ العُجمَة قد لحقت أقوال بعضهم نتيجة اختلاطهم بأقوام (أعاجم)، من غير العرب، بعد توسّع الفتوحات الإسلامية، وبذلك جرَت قواعد اللغة العربية، في كتابه، وما كُتب فيها بعده؛ بناء على شواهد القرآن الكريم، وأشعار العرب القدماء، قال (الجاحظ) عن كتاب (سيبويه):
"لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله، وجميع كتب الناس عليه عيال".
قال ابن خلكان عن سيبويه: "كان أعلمَ المُتقدِّمين والمُتأخِّرين بالنحو، ولم يوضع فيه مثل كتابه...".
هذا ما كان في ذلك الزمان، أما اليوم فنحن نطالع باستمرار، وعلى مئات المواقع، وما تفرزه بعض دور النشر، وما يتردَّد في الإذاعات وباقي وسائل الإعلام؛ عجائب أشكالاً وأنواعاً، ولا يقتصر هذا على الأخطاء النحوية والصرفية، بل يمتد أحياناً إلى ركاكة الأسلوب، وحُوشِيّ الكلام، وأخطاء الكتابة والإملاء.
الكارثة لا تتوقف عند هذا الحد؛ بل تتعدى إلى ما هو أسوأ وأمرّ، يومياً أمتنعُ عن نشر نصوص كثيرة على المواقع التي أُديرُها، أوالتي أُشرفُ عليها، لكون تلك النصوص لا تصلح للنشر، لكثرة أخطائها أوركاكة أسلوبها، أوابتذال معانيها، أو تكرارها؛ لكنِّي أُفاجأُ بأنها تُنشر على بعض المواقع بأشكال مُبهرجة، ولا يُكتفى بذلك إنما تنال إطراء ليس في محله بأجمل الألفاظ، سواء في التقديم لها، أم التعليق عليها، أو أن صاحبها ينال أوسمة تكريم عليا، كما يُسمُّونها؛ مُزيَّنة بالورود الجميلة، وما استجدّ في قواميسهم من الألقاب، تضعه في صف كبار الكتاب والأدباء.
عندما تحتجُّ، وتقول لهؤلاء الأحبَّة: رفقاً بلغة الضاد، أرجوكم؛ يُجيبُك (البطران):
تساهَلْ قليلا، فهؤلاء مبتدئون، وحقُّهم علينا الرعاية والتشجيع...
لهؤلاء الزملاء الطيبين جداً أقول: اللغة أداة الكاتب في التعبير عمّا يريد إيصاله للمُتلقِّي، وعليه أن يحاول قدر ما بوسعه لضبطها، ولا عيب في أن يستعين بمن هو أعلم منه، أو بذوي الاختصاص، نقول هذا ولا ندّعي الكمال، فكلُّنا بحاجة للمزيد من الدرس والاطلاع، مع احترامي لمن يشعر أنه للمشورة محتاج، ولا يُثنيه عن هذا خجل أو مكابرة، به قد يشعر أنَّها لا تليق.
مديح الصادق... من كندا
عندما وضع (سيبويه) كتابه الذي سمّاه النحاة (قرآن النحو)، إذ أخذ النحو عن الخليل بن أحمد، وعيسى بن عمر، ويونس بن حبيب، وغيرهم ؛ لم يستشهد إلا بأشعار الموثوق بعربيتهم من الشعراء في عصره وما قبله؛ وحجتة أنَّ العُجمَة قد لحقت أقوال بعضهم نتيجة اختلاطهم بأقوام (أعاجم)، من غير العرب، بعد توسّع الفتوحات الإسلامية، وبذلك جرَت قواعد اللغة العربية، في كتابه، وما كُتب فيها بعده؛ بناء على شواهد القرآن الكريم، وأشعار العرب القدماء، قال (الجاحظ) عن كتاب (سيبويه):
"لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله، وجميع كتب الناس عليه عيال".
قال ابن خلكان عن سيبويه: "كان أعلمَ المُتقدِّمين والمُتأخِّرين بالنحو، ولم يوضع فيه مثل كتابه...".
هذا ما كان في ذلك الزمان، أما اليوم فنحن نطالع باستمرار، وعلى مئات المواقع، وما تفرزه بعض دور النشر، وما يتردَّد في الإذاعات وباقي وسائل الإعلام؛ عجائب أشكالاً وأنواعاً، ولا يقتصر هذا على الأخطاء النحوية والصرفية، بل يمتد أحياناً إلى ركاكة الأسلوب، وحُوشِيّ الكلام، وأخطاء الكتابة والإملاء.
الكارثة لا تتوقف عند هذا الحد؛ بل تتعدى إلى ما هو أسوأ وأمرّ، يومياً أمتنعُ عن نشر نصوص كثيرة على المواقع التي أُديرُها، أوالتي أُشرفُ عليها، لكون تلك النصوص لا تصلح للنشر، لكثرة أخطائها أوركاكة أسلوبها، أوابتذال معانيها، أو تكرارها؛ لكنِّي أُفاجأُ بأنها تُنشر على بعض المواقع بأشكال مُبهرجة، ولا يُكتفى بذلك إنما تنال إطراء ليس في محله بأجمل الألفاظ، سواء في التقديم لها، أم التعليق عليها، أو أن صاحبها ينال أوسمة تكريم عليا، كما يُسمُّونها؛ مُزيَّنة بالورود الجميلة، وما استجدّ في قواميسهم من الألقاب، تضعه في صف كبار الكتاب والأدباء.
عندما تحتجُّ، وتقول لهؤلاء الأحبَّة: رفقاً بلغة الضاد، أرجوكم؛ يُجيبُك (البطران):
تساهَلْ قليلا، فهؤلاء مبتدئون، وحقُّهم علينا الرعاية والتشجيع...
لهؤلاء الزملاء الطيبين جداً أقول: اللغة أداة الكاتب في التعبير عمّا يريد إيصاله للمُتلقِّي، وعليه أن يحاول قدر ما بوسعه لضبطها، ولا عيب في أن يستعين بمن هو أعلم منه، أو بذوي الاختصاص، نقول هذا ولا ندّعي الكمال، فكلُّنا بحاجة للمزيد من الدرس والاطلاع، مع احترامي لمن يشعر أنه للمشورة محتاج، ولا يُثنيه عن هذا خجل أو مكابرة، به قد يشعر أنَّها لا تليق.
مديح الصادق... من كندا