تواتيت نصرالدين - من أروع صفات الشهامة والتسامح عند المقنع الكندي

المقنع الكندي شاعر من شعراء العصر الأموي عاصر الوليد بن يزيد وامتدحه في شعره . وقد لقب بالمقنع بسبب تلثمه خوفا من العين لفرط جماله وبهائه ويتميز شعره برصانة الأسلوب واختيار المفردات والعبارة الشعرية بعناية دقيقة التي تشي بقدرته على على ولوج عالم الشعر والكلمة باقتدار .وان ما أردت الوقوف عليه هي روح التسامح والشهامة التي يتميز بها العربي من خلال إحدى روائعه التي تتجلى فيها بوضوح . يقول المقنع الكندي :
وإن الــذي بـيـنـي وبـيــن بـنــي أبـــي
وبـيــن بـنــي عـمــي لمخـتـلـف جـــدا
أراهــم إلــى نـصـري بـطـاءا وإن هــم
دعـونــي إلـــى نـصــر أتيـتـهـم شــــدا
إذا قـدحـوا لــي نــار حـــرب بـزنـدهـم
قـدحـت لـهـم فــي كــل مكـرمـة زنـــدا
فـإن يأكـلـوا لحـمـي وفــرت لحومـهـم
وإن يهدموا مجدي بنيت لهـم مجـدا
وإن ضيعوا غيبـي حفظـت غيوبهـم
وإن هم هووا غيي هويت لهم رشدا
وإن زجــروا طـيـرا بنـحـس تـمـر بــي
زجــرت لـهـم طـيـرا تـمـر بـهـم سـعـدا
ولا أحــمــل الـحـقــد الـقـديــم عـلـيـهـم
وليس كريم القوم من يحمل الحقـدا
فـذلــك دابـــي فـــي الـحـيـاة ودابــهــم
سجيس الليالي أو يزيرونني اللحدا
لهـم جـل مالـي إن تتابـع لــي غـنـى
وإن قـــل مـالــي لــــم أكـلـفـهـم رفــــدا
هذه الأبيات الشعريّة حملت أجمل وأنبل القيم العربيّة التي يتغنى بها العربي الأصيل والتي تحمل أسمى عبارات التسامح التي جاء بها الإسلام وحث على نهجها واتباعها والتي نراها اليوم تضمحل في زخم الحياة المادية التي طغت على العقول قبل القلوب
----
بقلم/ تواتيت نصرالدين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...