ذات يوم.. 1 يونيو 1970
حولت القوات الجوية الإسرائيلية المنطقة من بورسعيد إلى القنطرة إلى جحيم من النيران، والقنابل ألف رطل والحارقة النابلم فى إغارات مستمرة نهارا وليلا، منذ أول ضوء يوم أول يونيو، مثل هذا اليوم، 1970، وفقا لما يذكره الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية وقتئذ فى مذكراته «حرب الثلاث سنوات -1967 -1970»، مضيفا: «امتد القصف الجوى إلى كل مواقع الجيوش الميدانية لأكثر من 200 طلعة طائرة قاذفة، وقاذفة مقاتلة فى اليوم الواحد».
أقدمت إسرائيل على هذه الغارات العنيفة وغير المسبوقة ردا على عملية «يوم السبت الحزين « التى جرت أحداثها فى يوم 30 مايو 1970، وسمى بهذا الاسم لأنه كان يوافق يوم «العطلة الحزينة فى إسرائيل»، حسبما تذكر جريدة الأهرام فى عددها 1 يونية 1970، وفى عددها 31 مايو، تذكر أن «معركة عنيفة استمرت سبعة ساعات بين وحدة من القوات المسلحة المصرية عبرت القناة فى الساعة الثانية عشرة ظهرا».
يذكر الفريق فوزى : «أنه تم التخطيط للحصول على أسرى إسرائيليين فى كل القطاعات بالجبهة، وعبرت قواتنا إلى الضفة الشرقية وتخندقت فى حفر سريعة، وبقيت بها أياما وليالى تنتظر الفرص المناسبة للاقتناص من الدوريات الإسرائيلية، وتمكنت قواتنا فى هذه العملية وفى يوم واحد من أسر اثنين من رجال المظلات رجال الجنرال شارون، بخلاف القتلى والجرحى الإسرائيليين الذين سقطوا نتيجة تدمير رتل إسرائيلى وقع فى كمين نصبته القوات المصرية فى منطقة تسمى «رقبة الوزة»، التى تقع بين شمال القنطرة حتى رأس العش».. يؤكد الفريق فوزى: «دمر أبطالنا للعدو كل الرتل الإدارى ودبابات الحراسة ولم نفقد سوى سونكى واحد فقط، وعاد كل رجالنا سالمين، وأثبتت الأحداث أن الجندى المصرى خير جنود الأرض حقا إذا أحسن تدريبه ورعايته».
كان الفريق عبدالمنعم خليل قائدا للجيش الثانى وقتئذ، وكانت قوات هذا الجيش هى التى نفذت بطولة عملية «السبت الحزين»، حسبما يذكر فى مذكراته «حروب مصر المعاصرة «، ويؤكد ما ذكره الفريق فوزى حول رد الفعل الإسرائيلى، قائلا: «مع أول ضوء يوم أول يونيو 1970 حولت القوات الجوية الإسرائيلية المنطقة من بورسعيد إلى القنطرة إلى جحيم من النيران فى إغارات مستمرة نهارا وليلا لم نشهد مثلها من قبل، وامتد القصف إلى كل منطقة الجيش الثانى بل والجبهة بأكملها، والتى لم يكن لها أى تأثير أوخسائر لقواتى».
يكشف خليل عن وجود الرئيس جمال عبد الناصر على الجبهة أثناء هذه الغارات، يقول: «قام الرئيس جمال عبدالناصر بزيارة مفاجئة للجبهة خلال صيف 1970، خاصة بعد نجاح قوات الجيش الثانى فى الحصول على أسرى من رجال المظلات يوم السبت 30 مايو 1970 وهو يوم الحزن فى إسرائيل، ولذا سمى بالسبت الحزين».. يضيف: «خلال القصف الجوى، وكنت بالصدفة فى طريقى لزيارة بعض قواتى فى الإسماعيلية، وتوقفت عند كوبرى نفيشة جنوب غرب الإسماعيلية مباشرة، وكانت طائرات العدو تقصف موقعا لكتائب الصواريخ فى منطقة غرب واحة المنايف، وإذا بى أشاهد عربة جيب حربى تقف أمامى وبها الرئيس جمال عبدالناصر والوزير محمد فوزى، واللواء البورينى قائد الجيش الثالث، وكانت مفاجأة، وقال لى الرئيس : من قال لك إننا سنحضر هنا؟.. قلت له وبسرعة: قلبى دليلى، فضحك ونزل من السيارة ومعه الفريق أول فوزى، وركبنا معا سيارتى إلى الإسماعيلية، وكانت خلفنا سيارة جيب حربى بها السيد محمد أحمد ياور الرئيس وبعض الحراس، وبعد أن اطمأن الرئيس على موقف الجيش الثانى طلب زيارة مدينة الإسماعيلية».
يضيف خليل: «مررنا أمام المحافظة، وكانت الساعة حوالى الثالثة والنصف بعد الظهر، وكانت مقفلة، ثم مررنا فى طريق آخر، وإذا بنا نجد فكهانيا وقد علق صورة جمال عبد الناصر على محله، ووقفت أسأله عن مكان غرفة مدير الأمن، وقبل الإجابة فوجئ بالرئيس جمال بجوارى وكانت فرحة لا تقدر بثمن».. يؤكد خليل: «عرضت على الرئيس جمال زيارة غرفة عمليات مديرية أمن الإسماعيلية، وهناك قابلنا اللواء محمد السعيد، وسعد جدا بهذه الزيارة التى كانت سببا فى مد خدمته عاما آخر، حيث طلبت من الرئيس جمال هذا، لأنه يستحق أكثر من مد الخدمة، فقد كان مثلا للإخلاص والوفاء والتعاون».
يتذكر خليل : «فى مركز قيادة الفرقة الثانية المشاة بالإسماعيلية نزلنا من السيارة سيرا على الأقدام تحت الأرض، حيث قابلنا العميد أركان حرب أحمد مراد قائد الفرقة، وكانت سعادته وسعادة كل أسرة الفرقة لا تقدر، وتناولنا طعام الغذاء، وبعد استراحة قصيرة عاد الرئيس إلى نفيشة ومنها إلى القاهرة، وكان هذا آخر لقاء لنا معه فى الجبهة».
...............................................................
ذات يوم - سعيد الشحات - اليوم السابع
حولت القوات الجوية الإسرائيلية المنطقة من بورسعيد إلى القنطرة إلى جحيم من النيران، والقنابل ألف رطل والحارقة النابلم فى إغارات مستمرة نهارا وليلا، منذ أول ضوء يوم أول يونيو، مثل هذا اليوم، 1970، وفقا لما يذكره الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية وقتئذ فى مذكراته «حرب الثلاث سنوات -1967 -1970»، مضيفا: «امتد القصف الجوى إلى كل مواقع الجيوش الميدانية لأكثر من 200 طلعة طائرة قاذفة، وقاذفة مقاتلة فى اليوم الواحد».
أقدمت إسرائيل على هذه الغارات العنيفة وغير المسبوقة ردا على عملية «يوم السبت الحزين « التى جرت أحداثها فى يوم 30 مايو 1970، وسمى بهذا الاسم لأنه كان يوافق يوم «العطلة الحزينة فى إسرائيل»، حسبما تذكر جريدة الأهرام فى عددها 1 يونية 1970، وفى عددها 31 مايو، تذكر أن «معركة عنيفة استمرت سبعة ساعات بين وحدة من القوات المسلحة المصرية عبرت القناة فى الساعة الثانية عشرة ظهرا».
يذكر الفريق فوزى : «أنه تم التخطيط للحصول على أسرى إسرائيليين فى كل القطاعات بالجبهة، وعبرت قواتنا إلى الضفة الشرقية وتخندقت فى حفر سريعة، وبقيت بها أياما وليالى تنتظر الفرص المناسبة للاقتناص من الدوريات الإسرائيلية، وتمكنت قواتنا فى هذه العملية وفى يوم واحد من أسر اثنين من رجال المظلات رجال الجنرال شارون، بخلاف القتلى والجرحى الإسرائيليين الذين سقطوا نتيجة تدمير رتل إسرائيلى وقع فى كمين نصبته القوات المصرية فى منطقة تسمى «رقبة الوزة»، التى تقع بين شمال القنطرة حتى رأس العش».. يؤكد الفريق فوزى: «دمر أبطالنا للعدو كل الرتل الإدارى ودبابات الحراسة ولم نفقد سوى سونكى واحد فقط، وعاد كل رجالنا سالمين، وأثبتت الأحداث أن الجندى المصرى خير جنود الأرض حقا إذا أحسن تدريبه ورعايته».
كان الفريق عبدالمنعم خليل قائدا للجيش الثانى وقتئذ، وكانت قوات هذا الجيش هى التى نفذت بطولة عملية «السبت الحزين»، حسبما يذكر فى مذكراته «حروب مصر المعاصرة «، ويؤكد ما ذكره الفريق فوزى حول رد الفعل الإسرائيلى، قائلا: «مع أول ضوء يوم أول يونيو 1970 حولت القوات الجوية الإسرائيلية المنطقة من بورسعيد إلى القنطرة إلى جحيم من النيران فى إغارات مستمرة نهارا وليلا لم نشهد مثلها من قبل، وامتد القصف إلى كل منطقة الجيش الثانى بل والجبهة بأكملها، والتى لم يكن لها أى تأثير أوخسائر لقواتى».
يكشف خليل عن وجود الرئيس جمال عبد الناصر على الجبهة أثناء هذه الغارات، يقول: «قام الرئيس جمال عبدالناصر بزيارة مفاجئة للجبهة خلال صيف 1970، خاصة بعد نجاح قوات الجيش الثانى فى الحصول على أسرى من رجال المظلات يوم السبت 30 مايو 1970 وهو يوم الحزن فى إسرائيل، ولذا سمى بالسبت الحزين».. يضيف: «خلال القصف الجوى، وكنت بالصدفة فى طريقى لزيارة بعض قواتى فى الإسماعيلية، وتوقفت عند كوبرى نفيشة جنوب غرب الإسماعيلية مباشرة، وكانت طائرات العدو تقصف موقعا لكتائب الصواريخ فى منطقة غرب واحة المنايف، وإذا بى أشاهد عربة جيب حربى تقف أمامى وبها الرئيس جمال عبدالناصر والوزير محمد فوزى، واللواء البورينى قائد الجيش الثالث، وكانت مفاجأة، وقال لى الرئيس : من قال لك إننا سنحضر هنا؟.. قلت له وبسرعة: قلبى دليلى، فضحك ونزل من السيارة ومعه الفريق أول فوزى، وركبنا معا سيارتى إلى الإسماعيلية، وكانت خلفنا سيارة جيب حربى بها السيد محمد أحمد ياور الرئيس وبعض الحراس، وبعد أن اطمأن الرئيس على موقف الجيش الثانى طلب زيارة مدينة الإسماعيلية».
يضيف خليل: «مررنا أمام المحافظة، وكانت الساعة حوالى الثالثة والنصف بعد الظهر، وكانت مقفلة، ثم مررنا فى طريق آخر، وإذا بنا نجد فكهانيا وقد علق صورة جمال عبد الناصر على محله، ووقفت أسأله عن مكان غرفة مدير الأمن، وقبل الإجابة فوجئ بالرئيس جمال بجوارى وكانت فرحة لا تقدر بثمن».. يؤكد خليل: «عرضت على الرئيس جمال زيارة غرفة عمليات مديرية أمن الإسماعيلية، وهناك قابلنا اللواء محمد السعيد، وسعد جدا بهذه الزيارة التى كانت سببا فى مد خدمته عاما آخر، حيث طلبت من الرئيس جمال هذا، لأنه يستحق أكثر من مد الخدمة، فقد كان مثلا للإخلاص والوفاء والتعاون».
يتذكر خليل : «فى مركز قيادة الفرقة الثانية المشاة بالإسماعيلية نزلنا من السيارة سيرا على الأقدام تحت الأرض، حيث قابلنا العميد أركان حرب أحمد مراد قائد الفرقة، وكانت سعادته وسعادة كل أسرة الفرقة لا تقدر، وتناولنا طعام الغذاء، وبعد استراحة قصيرة عاد الرئيس إلى نفيشة ومنها إلى القاهرة، وكان هذا آخر لقاء لنا معه فى الجبهة».
...............................................................
ذات يوم - سعيد الشحات - اليوم السابع