أوّل النقش، أولى البدايات.. وعلى البدايات أن تكون جميلة تيمّنا بكلِّ الاستراتيجيات القائمة. مئات المواضيع طافت بمخيِّلتي المتواضعة تكليلا لهذا النقش الذي أعجزني هذه المرة، لا أخفيكم أنني أُصبت بأزمة الكاتب حيث فقدت القدرة على الكتابة وتعطلت حواسي كلها إلا عن استقبال الألم، فحيثما وليتُ وجهي لا أجد إلا ألما: ألم اضطهاد الشعوب، ألم غدر البشر، ألم الروح التي تشعر بالتقصير كلما حاولت الارتقاء بأجمل ما أوتيت من ابتهالات وصلوات لرب رحيم في شهر كريم!!
كان موضوع الانسحاب يتصدّر مجموعة أفكاري، الانسحاب من كل شيء: علاقات، وعادات، استراتيجيات تكتيكية، حروب ما بين الدول لا سيما روسيا وأوكرانيا ومهازل الشيشان، كل ما يخطر ببال امرئ يؤرقه حال الإنسان بعامة، كانت نتيجة الانتصار ساعة الانسحاب خاصة عن انسحابك من معركة لم تكن من الأصل معركتك، ذلك هو النجاح بالانسحاب. لكن شيئا ما قلَب دماغي المفتول عندما توالى عليه طرق كلمة مشاهير، ولما تتبعت المصطلح "مشاهير" وجدت المقصود العام هو مشاهير السوشل ميديا، أو بمعنى أوضح وأدق وأكثر صراحة "صناعة التفاهة" أو "كيف تصنع إنسانا تافها؟"، وبدأت أكتب في الموضوع مستدلة بعالم التيك توك المترهل جدا حيث يتكاثر المخنثون ودعاة المثلية الجنسية والعياذ بالله!! وأنا في دوامتي تلك حيث لا بّر لي غير اتخاذ قرار سريع حول موضوع الكتابة، يفاجئني الشهر الفضيل، كيف أكتب وأبحر في عالم صناعة التفاهة وكيف أكتب عن الانسحاب وجانبي الروحاني يتسامى لينال من الله أجمل ثواب، شهر الرحمة والغفران، وأبواب السماوات مفتوحة للتوبة والدعاء ولاستقبال أرواح الغزيين والمقدسيين من أبناء فلسطين المحتلة!! أينما ولّيت وجهي ألم، ألم!! وفي جوف كل ألم طفل اسمه أحمد!!
تصفعني الذكرى وترديني غائبة عن حضرة الملكوت العام، حيث يغيب كل شيء، ويحضر وجه أبي عندما كان ردّه الدائم في كل عيد: بنعيِّد في فلسطين يا بابا! احنا عيدنا في فلسطين يا بابا!! وتنقر طبولَ الذاكرة أصواتُ أصدقائه القادمة من الماضي الغارق في الوهم: العيد الجاي في فلسطين إن شاء الله! ويمضي العيد تلو العيد تلو العيد والعقد معقود بعقود أخرى، يمضي ولم تعد فلسطين، لم يعد أقصانا، ولم تستقم حدود طولكرم المتآكلة. نزاعات في الداخل ونزاعات في الخارج!!
تؤلمني ثقافة بلدي العربي، ثقافة الزيف والتهديم، ويؤلمني استغفال المستثقفين على مدى الرصيف الثقافي للآخر، شهادات فخرية ساخرة! وشهادات تقدير أو تحقير، والتصنيف في بطن من يكرِّم!! كتب منشورة تعج بكل ما يقزز الذائقة من أخطاء، مهرجون يملؤون الساحة الثقافية المحتلة بالرداءة وأربابها.. انهيار الثقافة والأخلاق!! وهنا عليَّ أن أنوِّه بتهميش المثقّف الحقيقي، وجوع الكاتب الحقيقي شاعرا كان أو روائيا أو مفكرا!! أليس مؤلما اعتلاء الأشباه المنابر والمنصّات، وجوف الحقيقة يحترق؟؟ زمن رويبضة كإناء من قصدير لا يملك غير قوة الصدى الأخرق!
وفي الشارع الاجتماعي، قبيل الإفطار يسقط شهيدا أبٌ شابٌ على يد مراهق أحمق بطعنة واحدة، ذلك المراهق الذي لم يتلقَ التربية اللائقة من أبوين فاشلين اجتماعيا وحضاريا (معلش الولد العاطل بيجيب المسبة لأهله)!! غلاء صارخ في الأسواق، والحكومة تنادي بالترفع عن كل السلع الغالية وهجرها، وما الذي لم يرتفع سعره في الأسواق غير الإنسان والكلاب والقطط الضالة!! ومن الطُرَف في مجتمعي، النصائح التي يلقي بها المسؤولون دائما إلينا: كلوا الخس إن غلا الخيار، ففي الخس من الفوائد ما لا تعلمون!! (معلش سعادتك، الخس كمان غليان!!)، حكم ماري أنطوانيت وزمنها: أطعموهم كعكا في غياب الخبز، لكن لا تتركوهم للجوع!! ألهذا السبب أعدموها؟؟ لأنها أطعمتهم كعكا؟؟ هسس! خلينا في بقايا الخبز أحسن؟؟
ويحضرني مشهد من مشاهد إحدى الروايات الاستشرافية، حيث كان كوب الماء الصافي مجرد كماليات!! وقد تطالَب بالتنازل عنه، ففي المستنقعات ما يروي ظمأك!!
الغريب في الأمر أن عالمنا ينقسم إلى فقير حدّ العدم وغني حدّ التجشؤ، استراتيجية جميلة لعالمين متناقضين بينهما برزخ لا يبغيان، يوتوبيا ودستوبيا أما الطبقة الوسطى فهي التي لا صوت لها، شفافة حد الاختفاء، لا صوت ولا موقف ولا حياة، بعيدة عن اليوتوبيا التي تحمل في داخلها قلبا ميتا تسبّب في تفاضلها فإمّا أن تموت وإما أن تموت! وبين الموتين عليك أن تهتف بالفضيلة وأن تتبنّى الأخلاق والنزاهة -حيلة من لا حيلة له- وبعيدة عن الديستوبيا حيث الكروش تتنافس لإنشاء توسعات من أجل التهافت على سرقات ما أنزل الله بها من سلطان!! وهنا لا صوت يعلو فحيح الدنانير، ورقرقة النفط!!
وأعود بذاكرتي، وأغنّي مع صدى صوتي: بكرة العيد وبنعيِّد، ندبح بقرة السيِّد، والسيِّد ماله بقرة، ندبح بنته الشقرا والشقرا ما إلها دم ندبح بنته وبنت العم!!! ستوووب!! بنت العم خط أحمر، لا صوت يعلو صوت أبناء عمومتنا، إنهم إرث العم سام.!!
في أي موضوع سأكتب الآن؟؟
رغم احتضار الثقافة والحداد على الضمائر الميِّتة سنحتفل بالعيد.. وكل عام وأنتم في أبهى حلّة، واغفروا لي هلوساتي.. فلم أقصد أن تكون هديتي لكم ليلة العيد: كوكتيلَ أوجاعٍ!!
وعساكم من عواده.. مع كل الحب الإنساني
www.facebook.com
كان موضوع الانسحاب يتصدّر مجموعة أفكاري، الانسحاب من كل شيء: علاقات، وعادات، استراتيجيات تكتيكية، حروب ما بين الدول لا سيما روسيا وأوكرانيا ومهازل الشيشان، كل ما يخطر ببال امرئ يؤرقه حال الإنسان بعامة، كانت نتيجة الانتصار ساعة الانسحاب خاصة عن انسحابك من معركة لم تكن من الأصل معركتك، ذلك هو النجاح بالانسحاب. لكن شيئا ما قلَب دماغي المفتول عندما توالى عليه طرق كلمة مشاهير، ولما تتبعت المصطلح "مشاهير" وجدت المقصود العام هو مشاهير السوشل ميديا، أو بمعنى أوضح وأدق وأكثر صراحة "صناعة التفاهة" أو "كيف تصنع إنسانا تافها؟"، وبدأت أكتب في الموضوع مستدلة بعالم التيك توك المترهل جدا حيث يتكاثر المخنثون ودعاة المثلية الجنسية والعياذ بالله!! وأنا في دوامتي تلك حيث لا بّر لي غير اتخاذ قرار سريع حول موضوع الكتابة، يفاجئني الشهر الفضيل، كيف أكتب وأبحر في عالم صناعة التفاهة وكيف أكتب عن الانسحاب وجانبي الروحاني يتسامى لينال من الله أجمل ثواب، شهر الرحمة والغفران، وأبواب السماوات مفتوحة للتوبة والدعاء ولاستقبال أرواح الغزيين والمقدسيين من أبناء فلسطين المحتلة!! أينما ولّيت وجهي ألم، ألم!! وفي جوف كل ألم طفل اسمه أحمد!!
تصفعني الذكرى وترديني غائبة عن حضرة الملكوت العام، حيث يغيب كل شيء، ويحضر وجه أبي عندما كان ردّه الدائم في كل عيد: بنعيِّد في فلسطين يا بابا! احنا عيدنا في فلسطين يا بابا!! وتنقر طبولَ الذاكرة أصواتُ أصدقائه القادمة من الماضي الغارق في الوهم: العيد الجاي في فلسطين إن شاء الله! ويمضي العيد تلو العيد تلو العيد والعقد معقود بعقود أخرى، يمضي ولم تعد فلسطين، لم يعد أقصانا، ولم تستقم حدود طولكرم المتآكلة. نزاعات في الداخل ونزاعات في الخارج!!
تؤلمني ثقافة بلدي العربي، ثقافة الزيف والتهديم، ويؤلمني استغفال المستثقفين على مدى الرصيف الثقافي للآخر، شهادات فخرية ساخرة! وشهادات تقدير أو تحقير، والتصنيف في بطن من يكرِّم!! كتب منشورة تعج بكل ما يقزز الذائقة من أخطاء، مهرجون يملؤون الساحة الثقافية المحتلة بالرداءة وأربابها.. انهيار الثقافة والأخلاق!! وهنا عليَّ أن أنوِّه بتهميش المثقّف الحقيقي، وجوع الكاتب الحقيقي شاعرا كان أو روائيا أو مفكرا!! أليس مؤلما اعتلاء الأشباه المنابر والمنصّات، وجوف الحقيقة يحترق؟؟ زمن رويبضة كإناء من قصدير لا يملك غير قوة الصدى الأخرق!
وفي الشارع الاجتماعي، قبيل الإفطار يسقط شهيدا أبٌ شابٌ على يد مراهق أحمق بطعنة واحدة، ذلك المراهق الذي لم يتلقَ التربية اللائقة من أبوين فاشلين اجتماعيا وحضاريا (معلش الولد العاطل بيجيب المسبة لأهله)!! غلاء صارخ في الأسواق، والحكومة تنادي بالترفع عن كل السلع الغالية وهجرها، وما الذي لم يرتفع سعره في الأسواق غير الإنسان والكلاب والقطط الضالة!! ومن الطُرَف في مجتمعي، النصائح التي يلقي بها المسؤولون دائما إلينا: كلوا الخس إن غلا الخيار، ففي الخس من الفوائد ما لا تعلمون!! (معلش سعادتك، الخس كمان غليان!!)، حكم ماري أنطوانيت وزمنها: أطعموهم كعكا في غياب الخبز، لكن لا تتركوهم للجوع!! ألهذا السبب أعدموها؟؟ لأنها أطعمتهم كعكا؟؟ هسس! خلينا في بقايا الخبز أحسن؟؟
ويحضرني مشهد من مشاهد إحدى الروايات الاستشرافية، حيث كان كوب الماء الصافي مجرد كماليات!! وقد تطالَب بالتنازل عنه، ففي المستنقعات ما يروي ظمأك!!
الغريب في الأمر أن عالمنا ينقسم إلى فقير حدّ العدم وغني حدّ التجشؤ، استراتيجية جميلة لعالمين متناقضين بينهما برزخ لا يبغيان، يوتوبيا ودستوبيا أما الطبقة الوسطى فهي التي لا صوت لها، شفافة حد الاختفاء، لا صوت ولا موقف ولا حياة، بعيدة عن اليوتوبيا التي تحمل في داخلها قلبا ميتا تسبّب في تفاضلها فإمّا أن تموت وإما أن تموت! وبين الموتين عليك أن تهتف بالفضيلة وأن تتبنّى الأخلاق والنزاهة -حيلة من لا حيلة له- وبعيدة عن الديستوبيا حيث الكروش تتنافس لإنشاء توسعات من أجل التهافت على سرقات ما أنزل الله بها من سلطان!! وهنا لا صوت يعلو فحيح الدنانير، ورقرقة النفط!!
وأعود بذاكرتي، وأغنّي مع صدى صوتي: بكرة العيد وبنعيِّد، ندبح بقرة السيِّد، والسيِّد ماله بقرة، ندبح بنته الشقرا والشقرا ما إلها دم ندبح بنته وبنت العم!!! ستوووب!! بنت العم خط أحمر، لا صوت يعلو صوت أبناء عمومتنا، إنهم إرث العم سام.!!
في أي موضوع سأكتب الآن؟؟
رغم احتضار الثقافة والحداد على الضمائر الميِّتة سنحتفل بالعيد.. وكل عام وأنتم في أبهى حلّة، واغفروا لي هلوساتي.. فلم أقصد أن تكون هديتي لكم ليلة العيد: كوكتيلَ أوجاعٍ!!
وعساكم من عواده.. مع كل الحب الإنساني
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.