كلما كان إحساس الشخص بالهدف والمعنى في الحياة أقوى، كلما كان أكثر سعادة وإيجابية. لذا، ابذل جهدًا حازمًا لإيجاد معنى لكل ما تفعله، وازرع داخلك المعتقدات والخبرات التي تعكس هذا المعنى. ابحث عن التجارب الملهمة التي تخبرك أن العالم ما زال أكبر منك بكثير. لتحظى بحياة سعيدة، فأنت بحاجة إلى إحساس بنقطة أساسية لسبب وجودك وبقانون أخلاقي تعيش به. هذا غالباً يكون على شكل إيمان ديني وروحي. حيث يقودك وجوده إلى الشعور بمزيد من الأمان في نفسك حيث تدرك قيمة وجود إيمان روحي قوي يرشدك في الحياة ويساعدك على تخفيف عقباتها. خصص بضع دقائق كل يوم للتفكير في القيم التي ترغب في تعزيزها في حياتك، وحاول تنمية الأشياء والأفعال التي تحققها.
امتلاك فلسفة ومعنى خاص للحياة ينطوي على معرفة أن لديك هدفًا يجعل وجودك مهماً فضلاً عن أنه يمنحك القدرة على مواجهة المشاكل والأزمات بصلابة ورباطة جأش. أما عدم وجود رؤية واضحة يقود إلى الشعور بعدم الأمان ويقلل من الثقة بالذات. لذا فالعيش لغرض ووجود مهمة خاصة في الحياة يجعل لوجودنا معنى وقيمة.
للعيش مع الشعور بوجود هدف في الدنيا، عليك أن تكتشف وتضع في اعتبارك مهمة محددة تسعى خلفها في هذا العالم. إذا لم يكن لديك مهمة وهدف بعد، تخيل نفسك في نهاية حياة طويلة وسعيدة، حيث حققت ما ولدت من أجل تحقيقه. حدد الأشياء الذي تعتبرها إنجازاً (ربما "نشر المحبة والسلام"، "كونك أبًا صالحًا"، "تحسين العالم نحو الأفضل".. الخ). هذا الموضوع أو الشيء يمكن أن يكون ببساطة هو مهمتك وهدفك في هذه الحياة. ثم عليك تتبع ما تتخيله وتتمناه خلال حياتك من أجل تحقيق حياة رائعة. أيضاً، قد تكون مهمتك في الحياة هي بناء علاقة قوية مع أطفالك تربيتهم أفضل تربية. تخيل نفسك في السنوات القادمة، وأنت تنظر إلى الماضي في حياتك، وترى ما يمكنك فعله الآن لتحقيق هدفك.
من ناحية أخرى، انظر إلى حياتك واسأل نفسك ما إذا كنت تشارك بانتظام في مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تجذبك بعمق لدرجة أنك تنسى كل مشاكلك واهتماماتك الأخرى. تأكد من أن لديك مجموعة من مهام العمل والهوايات المختلفة التي تسعد بالمشاركة بها. ابحث بنشاط عن أشياء للقيام بها تكون إبداعية وذات طابع تحفيزي، وتهدئ العقل وتخلق مزاج جميل. تقترح بعض المنظمات المهتمة بالصحية العقلية أنشطة يطلقون عليها "أنشطة التدفق" وهي مُدرجة بالترتيب حسب الفعالية كالآتي: الاستماع إلى الموسيقى، والبستنة (مثل الاعتناء بحديقة المنزل)، والكتابة، والرسم، والدراما، وكتابة وقراءة الشعر، والحرف اليدوية، والمشي، والتطريز أو الحياكة، والرقص (أو ما يناظره من الفنون الشعبية في كل بلد كالدبكة والدحية.. الخ). إن كل واحد منا بحاجة إلى جرعة منتظمة من " أنشطة التدفق" على الأقل لمدة ثلاث ساعات كل أسبوع نقضيها في أنشطة غير متعلقة بالعمل تحفزنا وتثير اهتمامنا.
معنى الحياة سؤال مهم طرحه الناس عبر التاريخ وما زالوا يطرحوه. يبقى لغزا بالنسبة لنا، وليس هناك إجابة متفق عليها. يعتقد البعض أنه لا يمكن تحديد معنى الحياة لأنه يتغير مع المنظور الفريد لكل شخص بما يتوافق مع قناعاتها ومعتقداته الدينية أو الفلسفية. يجادل آخرون بأننا بحاجة إلى إيجاد هدفنا الخاص من أجل عيش حياة ذات مغزى. هناك العديد من النظريات حول وجود هدف في الحياة، لكنهم جميعًا يشتركون في موضوع واحد عام: الحاجة إلى وجود غاية ما نسعى لتحقيقها ويقودنا ذلك إلى أن نكون سعداء وراضين عن أنفسنا كبشر. علاوة على ذلك، فإن ما يعنيه كل هذا بالنسبة لكثير من الأشخاص الآخرين هو أننا يجب أن نعيش حياتنا على أكمل وجه، كذلك يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، ويجب أن نفعل ما نحبه دائماً. إذا فعلنا هذه الأشياء، ففي الغالب سنكون سعداء ومكتفيين وراضين عن ذواتنا.
د. معاذ الروبي