ذات شتاء كانت لنا زيارة لكنيسة القلب المقدس الواقعة في قلب العاصمة الجزائرية و قد سمح لنا المسؤولون على تسييرها بإجراء جولة داخلها و كم أبهرتنا لبنايتها و نمطها الهندسي و ما تحويه من أشياء يحتاجها المسيحي المؤمن في صلاته و تقربه من ربّه، الكنيسة مزينة بتماثيل لسيدنا عيسى عليه السلام و مريم العذراء و هي تحمل بين يديها طفلها، و أماكن خاصة للعبادة، طاولات من الخشب المنقوش عليها الكتاب المقدس، و أماكن مختتص لجلوس القساوسة و الرهبان، و قد لفت انتباهنا وجود مكتبة ضخمة تضم كتبا حول العقيدة المسيحية و حوار الأديان و مجلات تحكي عن الحياة المسيحية و زواج المسيحيين منها مجلة بعنوان: العائلة المسيحية famille chretienne و كتب أسفلها la foi dans les voiles و مجلات أخرى كتبت بلغة غير مفهومة هي عبارة عن طلاسم ، بعض الكتب صادرة باللغة الفرنسية و أخرى بالإنجليزية مرتبة بطريقة منظمة جدا.
المتأمل في هذه الكتب يلحظ أن معظمها صلوات، كان لنا الفضول لتصفح كتابا منها كانت الصلاة حول الخبز، و هي عبارة عن ابتهالات (كما يقال عندنا) بعنوان: "لنأكل معا" nous allons manger ensemble
سنأكل معا الخبز الذي يوحدنا..
و الله نفسه سيجمعنا
بربطاه الروحي
لنأكل نفس الخبز و الحُبُّ الأبدي يوحدنا
إخواننا لنتوحد بأبينا
يفهم من هذه الصلاة أنها رسالة للذين ظلموا و اضطهدوا في حياتهم، الذين أرهقتهم الأيام و داستهم أقدام الطغاة ، الذين أطلقوا صرخة القلب الجريح و كأن المسيح يخاطبهم بأنه لكل ليلٍ فجرٌ مهما طال و تمدد، ثم يدعو المصلي:
أفكر فيك ربي في اليوم و في الليل
يدك التي تقودني.. قلبي لا يريد خدمة أحد إلاّك
عيوننا مثبتة إليك وحدك ننشد و نمشي في أمان
الملاحظ أن المسيحيين في كل صلاة يشعلون الشموع يتقربون بها إلى الله كما هو عندنا في الزوايا، تشعل النساء الشموع للتقرب من الله عن طريق الأولياء الصالحين، مثل هذه الصلوات بإمكانها أن تستقطب الناس إلى الديانة المسيحيوة، و لكن ليس كل الناس، فذوي النفوس الضعيفةاذين تاهوا في الطريق فقط ينجرفون وراء تيار المنصرين، نفس الصلاة وقفنا عليها عندما كان لنا روبورتاج حول إحددى الكنائس الكاتدرائية الواقعة بوسط مدينة العلامة ابن باديس شرق الجزائر، كان اليوم يوم جمعة، و هو اليوم الذي اختاره المسيحيون لأداء صلاتهم، و قد رايت كيف يؤدون صلاة الخبز، يضعون قطعة خبز في صحن صغير، ثم يشبكون أيديهم و يبدأون في الصلاة، قد يتساءل احدنا لماذا يختار المسيحيون يوم الجمعة بالذات للصلاة و هم يعلمون أن المسلمون يعتبرون يوم الجمعة عيدا لهم؟ ، ثم السؤال يفرض نفسه لماذا يعتنق المسلمون المسيحية؟ هل السبب راجع للمشاكل الإجتماعية؟ أم لغياب الخطاب الإسلامي و ضعفه؟ ، لا ننسى طبعا الدور الذي لعبه الإستعمار الفرنسي في تنصير الجزائريين الذي حول المساجد إلى كنائس، لقد اختار المبشرون اسلوبا خاصا في مخطابة الآخر و جذبه إليهم و قد جعلت المسيحية التربية الدينية قاعدة أساسية في زرع الإيمان في الإنسان و جعلتها كالإسمنت لكل بناء قوي، لأنها أمنت بأن حياة الناس سهلة للإنكسار و الإنهيار، في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات جزائرية لإلغاء التربية الإسلامية من المناهج المدرسية و سارت السلطة على خطاها.
لاشك أن الخطاب الديني الغير مُنَفِّرِ يترك أثرا بليغا في قلوب الناس، فغاية المبشرين ليس دينية بالدرجة الأولى بل هي "إفسادية" يحاولون بها ان يفككوا وحدة الأمة الإسلامية و تمزيق صفها و قد جعلوا الإحسان وسيلة للتبشير، حيث أسسوا جمعيات الشباب لجلبهم إلى مملكة المسيح ، استطاع المبشرون فتح كنائس لهم و عقدوا مؤتمرات،كان ابرز مؤتمر هو مؤتمر أفخارستي عام 1930 لإحياء ذكرى وفاة القديس أوغسطينوس، كان هذا الأخير من البربر و ينتمي إلى تلك الناحية، و انعقد المؤتمر في بلد إسلامي (تونس) كما تكفلت الحكومة التونسية بتمويله، ضف إلى ذلك جهزت المساجد بالأسِرَّة لينام عليها الرّهبان الذين جاءول ليعلنوا حربا صليبية على المسلمين و لكن الشباب التونسي تصدى لهم فلم تتورع فرنسا في اعتقالهم و الزج بهم في السجون، نفس الشيئ قامت به فرنسا في مراكش و الجزائر.
يرجع كثير من الباحثين أن تنصير الجزائريين و كل المغاربة سببه التعصب للدين و أن هناك نصوصا قرآنية لم تشرح بعد والأمر يحتاج إلى خطاب ديني إسلامي جديد و معتدل لأن طرق التبشير تطورت، عبارة قاله الأستاذ محمد نسيب حيث قال: يا مسلمين هل أنتم أحياء تسمعون و تبصرون و تعقلون؟ أم أنتم أموات لا تسمعون؟ و لا تدرون ما يجدري حولكم من مؤامرات و ما يخطط لكم في الخفاء، إنكم تساقون إلى المذابح و أنتم تنظرون، أفلا تعقلون؟
علجية عيش
المتأمل في هذه الكتب يلحظ أن معظمها صلوات، كان لنا الفضول لتصفح كتابا منها كانت الصلاة حول الخبز، و هي عبارة عن ابتهالات (كما يقال عندنا) بعنوان: "لنأكل معا" nous allons manger ensemble
سنأكل معا الخبز الذي يوحدنا..
و الله نفسه سيجمعنا
بربطاه الروحي
لنأكل نفس الخبز و الحُبُّ الأبدي يوحدنا
إخواننا لنتوحد بأبينا
يفهم من هذه الصلاة أنها رسالة للذين ظلموا و اضطهدوا في حياتهم، الذين أرهقتهم الأيام و داستهم أقدام الطغاة ، الذين أطلقوا صرخة القلب الجريح و كأن المسيح يخاطبهم بأنه لكل ليلٍ فجرٌ مهما طال و تمدد، ثم يدعو المصلي:
أفكر فيك ربي في اليوم و في الليل
يدك التي تقودني.. قلبي لا يريد خدمة أحد إلاّك
عيوننا مثبتة إليك وحدك ننشد و نمشي في أمان
الملاحظ أن المسيحيين في كل صلاة يشعلون الشموع يتقربون بها إلى الله كما هو عندنا في الزوايا، تشعل النساء الشموع للتقرب من الله عن طريق الأولياء الصالحين، مثل هذه الصلوات بإمكانها أن تستقطب الناس إلى الديانة المسيحيوة، و لكن ليس كل الناس، فذوي النفوس الضعيفةاذين تاهوا في الطريق فقط ينجرفون وراء تيار المنصرين، نفس الصلاة وقفنا عليها عندما كان لنا روبورتاج حول إحددى الكنائس الكاتدرائية الواقعة بوسط مدينة العلامة ابن باديس شرق الجزائر، كان اليوم يوم جمعة، و هو اليوم الذي اختاره المسيحيون لأداء صلاتهم، و قد رايت كيف يؤدون صلاة الخبز، يضعون قطعة خبز في صحن صغير، ثم يشبكون أيديهم و يبدأون في الصلاة، قد يتساءل احدنا لماذا يختار المسيحيون يوم الجمعة بالذات للصلاة و هم يعلمون أن المسلمون يعتبرون يوم الجمعة عيدا لهم؟ ، ثم السؤال يفرض نفسه لماذا يعتنق المسلمون المسيحية؟ هل السبب راجع للمشاكل الإجتماعية؟ أم لغياب الخطاب الإسلامي و ضعفه؟ ، لا ننسى طبعا الدور الذي لعبه الإستعمار الفرنسي في تنصير الجزائريين الذي حول المساجد إلى كنائس، لقد اختار المبشرون اسلوبا خاصا في مخطابة الآخر و جذبه إليهم و قد جعلت المسيحية التربية الدينية قاعدة أساسية في زرع الإيمان في الإنسان و جعلتها كالإسمنت لكل بناء قوي، لأنها أمنت بأن حياة الناس سهلة للإنكسار و الإنهيار، في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات جزائرية لإلغاء التربية الإسلامية من المناهج المدرسية و سارت السلطة على خطاها.
لاشك أن الخطاب الديني الغير مُنَفِّرِ يترك أثرا بليغا في قلوب الناس، فغاية المبشرين ليس دينية بالدرجة الأولى بل هي "إفسادية" يحاولون بها ان يفككوا وحدة الأمة الإسلامية و تمزيق صفها و قد جعلوا الإحسان وسيلة للتبشير، حيث أسسوا جمعيات الشباب لجلبهم إلى مملكة المسيح ، استطاع المبشرون فتح كنائس لهم و عقدوا مؤتمرات،كان ابرز مؤتمر هو مؤتمر أفخارستي عام 1930 لإحياء ذكرى وفاة القديس أوغسطينوس، كان هذا الأخير من البربر و ينتمي إلى تلك الناحية، و انعقد المؤتمر في بلد إسلامي (تونس) كما تكفلت الحكومة التونسية بتمويله، ضف إلى ذلك جهزت المساجد بالأسِرَّة لينام عليها الرّهبان الذين جاءول ليعلنوا حربا صليبية على المسلمين و لكن الشباب التونسي تصدى لهم فلم تتورع فرنسا في اعتقالهم و الزج بهم في السجون، نفس الشيئ قامت به فرنسا في مراكش و الجزائر.
يرجع كثير من الباحثين أن تنصير الجزائريين و كل المغاربة سببه التعصب للدين و أن هناك نصوصا قرآنية لم تشرح بعد والأمر يحتاج إلى خطاب ديني إسلامي جديد و معتدل لأن طرق التبشير تطورت، عبارة قاله الأستاذ محمد نسيب حيث قال: يا مسلمين هل أنتم أحياء تسمعون و تبصرون و تعقلون؟ أم أنتم أموات لا تسمعون؟ و لا تدرون ما يجدري حولكم من مؤامرات و ما يخطط لكم في الخفاء، إنكم تساقون إلى المذابح و أنتم تنظرون، أفلا تعقلون؟
علجية عيش