د. معاذ الروبي - تشخيص الاضطرابات النفسية

التشخيص الطبي لحالة الصحة العقلية والنفسية هو عملية معقدة يتم فيها مطابقة نمط معين من الأعراض الجسدية والنفسية للفرد مع السلوكيات المرتبطة باضطراب نفسي ما. بعض الشروط، مثل الإعاقة والتأخر في التعلم أو مشاكل عصبية نفسية، يمكن التعرف عليها بسهولة. ومع ذلك، فإن الاضطرابات الوظيفية التي تؤثر على الشخصية والسلوك هي أكثر صعوبة في اكتشافها، لأنها تنطوي على العديد من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية. تتميز الاضطرابات النفسية بوجود مزاج وتفكير وسلوكيات غير عادية أو غير طبيعية تسبب ضائقة أو اعتلالا كبيرًا للفرد وتعطل قدرته على العمل المعتاد واليومي. من ناحية أخرى، لا يعتبر الاعتلال الذي يحدث نتيجة الضغوط الشائعة مثل الفجيعة الناتجة عن وفاة أحد الأقارب اضطرابًا. أيضاً قد تستبعد بعض العوامل الاجتماعية والثقافية المتنوعة والمختلفة من شعب أو مجتمع لآخر التي تؤثر على السلوكيات وجود مشاكل عقلية واضرابات نفسية. تشير الاحصائيات إلى أن هناك شخص واحد على الأقل من كل أربعة أشخاص (ربع سكان العالم) يصاب باضطرابات نفسية عصبية خلال حياته.

هناك العديد من فئات الاضطرابات النفسية مثل:
-اضطرابات الإدمان والسيطرة على الانفعالات -الاضطرابات الانشقاقية -اضطرابات الأكل -اضطرابات التواصل -اضطرابات النوم -اضطراب الهوية والخطل الجنسي -الاضطرابات الحركية -اضطرابات الشخصية -اضطرابات الاكتئاب -الاضطرابات الفصامية -اضطرابات القلق -الوسواس القهري والاضطرابات المرتبطة به -الاضطراب ثنائي القطب والاضطرابات المرتبطة به -اضطرابات النمو العصبي

يمكن تصنيف الاضطرابات إلى مجموعات تشخيصية (كما ذكر أعلاه) وفقا لمرجعان رئيسيان يستخدمان لتحديدها وتصنيفها وتنظيمها هما التصنيف الدولي للأمراض التابع لمنظمة الصحة العالمية (ICD-10) والدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي. يتم إجراء التشخيص السريري فقط بعد عملية تقييم دقيقة تتضمن مراقبة وتفسير سلوكيات وأفكار الشخص ومناقشتها معه، وإذا كان ذلك مناسبًا، مع أسرته وذويه أو مقدمي الرعاية له. سيستبعد الطبيب العام أولاً الأمراض الجسدية التي قد تسبب أعراض تتشابه مع أعراض الإضرابات النفسية. يمكن أن يكشف الفحص الطبي أيضًا عن إعاقات ذهنية أو اضطرابات الكلام بسبب مشاكل أمراض عضوية جسدية. يمكن استخدام تقنيات التصوير العصبي لفحص إصابة الدماغ أو الكشف عن وجود الخرف، ويمكن أن تكشف اختبارات الدم عن قابلية وراثية لاضطرابات معينة.

إذا لم يتم تحديد أي مرض جسدي، فقد تتم إحالة الفرد إلى أخصائي أو طبيب نفسي. حيث سيسألون المريض عن تجارب حياته وتاريخ عائلته والظروف الحديثة المتعلقة بمشكلته. تهدف المحادثة أيضًا إلى الكشف عن أي عوامل مهيئة أو مسببة، وأيضاً نقاط القوة ونقاط الضعف عند المريض. هناك أيضا ما يعرف بالتقييمات النفسية التي تفحص جوانب معينة من معرفة الشخص أو مهارته أو شخصيته ليتم تقييمها من خلال سلسلة من الاختبارات أو المهام، وعادة ما تكون في شكل قوائم مراجعة أو استبيانات موحدة للاستخدام في مجموعات محددة للغاية. على سبيل المثال، قد تقيس مثل هذه الاختبارات السلوكيات التكيفية أو المعتقدات حول الذات أو سمات اضطرابات الشخصية. من ناحية أخرى، هناك تقييم سلوكي يتم من خلاله ملاحظة سلوك الشخص وقياسه، عادةً في الحالات التي تحدث معها صعوبات في فهم العوامل التي تزيد من الأعراض. قد يُطلب من الشخص أيضًا تدوين ملاحظاته الخاصة عن طريق تسجيل يوميات الحالة المزاجية والنفسية له.

د. معاذ الروبي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...