د. معاذ الروبي - اضطراب تقلبات المزاج التخريبية

اضطراب تقلبات المزاج التخريبية (disruptive mood dysregulation disorder) هو اضطراب يصيب الصغار في السن في مرحلة الطفولة ويتميز بوجود الانفعال الحاد والتهيج المستمرين تقريبًا معظم الوقت مع حدوث نوبات غضب منتظمة وشديدة. في عام 2013 تم الاعتراف بهذا المرض واضافته إلى لائحة الأمراض النفسية التي تصيب الأطفال وتحتاج إلى علاج. هذا الاضطراب تم تحديد خصائصه ومعايير تشخيصه مؤخرًا ويتم فحص وتقييم الأطفال الذين لديهم تاريخ من التهيج المزمن ونوبات الغضب الخطيرة والمتكررة والتأكد من اصابتهم بهذا الاضطراب أم لا. غالباً يكون الطفل المريض حزين وسيء المزاج أو غاضب طوال اليوم تقريبًا. والانفعالات التي يقوم بها لا تتناسب اطلاقاً مع الموقف الذي جرى، وتحدث هذه الأعراض عدة مرات كل أسبوع، وفي أكثر من مكان (في المنزل أو في المدرسة أو مع الأقران). الانفعالات والتوترات التي تحدث بين الطفل ووالديه أو بين الطفل ومعلمه في مكان واحد فقط ليس بالضرورة أن تدل على وجود الإضراب، لأن عملية التشخيص تتطلب ايفاء معايير محددة تشمل الفترات التي تحدث بها الأعراض ووجودها في أكثر من مكان مع أكثر من شخص.

الأعراض تترافق دائماً مع وجود سلوك تخريبي حيث يعاني الطفل من نوبات غضب شديدة ومنتظمة وغير متوافقة مع مرحلة النمو وخصائصها، هذه الأعراض تحدث أكثر من ثلاث مرات أسبوعيا في موضعين مختلفين على الأقل.
أمثلة على بعض ما يفعله الطفل المريض: يدمر ويخرب الأشياء أو يرميهم ويبعثرهم بشدة حول الغرفة، صيحات متكررة تسيء للمعلمين أو الأقران أو الأشخاص الكبار، غاضب ومزعج تقريبا كل الوقت ومؤذي للآخرين.

لتشخيص اضطراب تقلبات المزاج التخريبية، يجب أن تكون الأعراض واضحة باستمرار لأكثر من عام، وأن تتداخل مع قدرة الطفل على العمل والانسجام في المنزل وتحد من نجاحه في المدرسة. يمكن أن يكون أحد الأسباب هو أن الطفل يسيء تفسير تعبيرات الآخرين، وفي هذه الحالة يمكن تقديم تدريب خاص في كيفية تعرف الطفل على تعابير وجه الآخرين وعدم إساءة فهمها. عادة ما يكون الأطفال الذين تم تشخيصهم تحت سن العاشرة، ولكن ليس أقل من 6 سنوات أو أكبر من 18 عامًا. نسبة الذين يعانون من هذا الاضطراب تتراوح من واحد إلى ثلاثة في المائة من الأطفال دون سن العاشرة. الأطفال المصابين باضطراب تقلبات المزاج التخريبية هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق عندما يصبحوا كباراً وبالغين.

المعالجة لهذا الاضطراب تشمل العلاج النفسي الكلامي لكل من الطفل والأسرة لاستكشاف العواطف وتطوير تقنيات إدارة وضبط الحالة المزاجية للطفل. أيضا إدارة نمط الحياة بما في ذلك دعم السلوك الإيجابي لإنشاء تواصل أفضل وتقليل مسببات الانفعالات. العلاج أيضا قد يشمل بعض أنواع مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان لدعم العلاج النفسي الكلامي.

د. معاذ الروبي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...