تكتنز ولاية تيهرت تراثا ثقافيا و نخبة من شعراء و شيوخ، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن حضارة ما عاشت بهذه المنطقة وتركت بصماتها قبل أن ترحل، ذلك من خلال مواقعها الأثرية الشهيرة فكانت هذه المواقع و المعالم الأثرية عنوانا للصراع من أجل البقاء، كانت لمديرية الثقافة بولاية تيارت مشاركة في أسبوعها الثقافي احتضنته مدينة قسنطينة في السنوات الأخيرة لإبراز معالمها و ثقافتها من اجل بناء جسور التواصل بين أبناء الوطن
تعتبر تهرت أول دولة بالمغرب العربي الإسلامي مستقل عن الخلافة العباسية،ى و كان قدوم عبد الرحمن بن رستم إلى موضع تهرت في عام 760 للميلاد بعدما أن فرّ من القيروان، و بايعته القبائل المحلية بالإمامة، فأسس دولته الرستمية، و اتخذ من تهرت عاصمة له ، و ذلك في سنة 160 هـ /776 للميلاد، و تعر مدينة تهرت بأبوابها الأربعة و هي ( باب الأندلس، باب المطاحن، باب المنازل و باب الصيّاد) ، و تضم عدة منشآت ، إلا أنه لم يبق منها إلا مسجد يقال له مسجد الإباضيين و حمّامات اكتشفها الباحث كادنا في عام 1958 ، و قد عرفت مدينة تيهرت ( تيارت حاليا) بمواقعها الأثرية، نذكر منها موقع (كلمناطة) ، و قد وقع التباس كبير حول تحديد هذا الموقع من قبل الباحثين حول كلمناطة سيدي الحسني و عين نكرية بتيسمسيلت، و في نهاية المطاف قسمت كلمناطة إلى قسمين هما: ( عين نكرية بكلمناطة - أ - ، و سيدي الحسني بكلمناطة - ب- ، الموقع تم اكتشافه من طرف الباحث الأركيولوجي ( ب. كادنا p. CADENAT ) على اثر الحفرية التي قام بها في منتصف الخمسينيات، و تتمثل في بقايا عثر عليها في مسبح مستطيل مبني بحجارة غير منحوتة و ملاط، و شيدت درجاته بالآجر، كما توجد زخارف جدارية بكاف بوبكر، وهي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ بتيارت، و هي تبعد عن الدحموني بحوالي 10 كيلومتر، و 04 كيلومتر عن قرية أولاد مزاب.
و نقف على مركب مشرع "الصفا" الواقع بمنطقة الصوامع التي تبعد عن مقر البلدية بحوالي 06 كيلومتر، و على ضفاف وادي مينا يضم دولمات و بازينات و تلال جنائزية، تعود إلى القرن الأول من العهد القديم، ، أمام أضرحة ألأجداد فهي تعد من المباني و المعالم الجنائزية القديمة، تنتشر فوق جبال فرندة و مدروسة على بعد 15 كلم شرق تيارت، تضم هذه المعالم الجنائزية 13 ضريحا موزعة في شكل مجموعات، 03 أضرحة منها تقع في الناجية الشمالية فوق قمم جبل لخضر و هي الأكثر قدما و ألأكبر حجما، و الباقي توجد بجبل لعراوي..، يؤكد المؤرخون أن هذه المعالم الجنائزية بناها ملوك البربر الذين سيطروا على قبائل المنطقة، ، بعد أن أزاحوا الاستيطان الروماني عنها، و تمكنوا من تأسيس مملكتهم المسماة مملكة " الونشرييس" التي تعود إلى القرن الخامس الميلادي، كما نقف على موقع اثري آخر يقال له موقع عين سبيبة، و لهذا الموقع ألف حكاية و رواية.
ما تتميز به مدينة تيارت ( تهرت) هو وجود مغارات كان العلامة و المؤرخ عبد الرحمن ابن خلدون يقضي فيها أوقات الكتابة، و تقع هذه المغارات ضمن قلعة بني سلامة ، كانت تابعة لإمارة بني توجين، ثم أخذها الزيانيون، و كان العلامة و المؤرخ العربي عبد الرحمن ابن خلدون يأوي إليها فارا من الأوضاع السياسية المتردية في عصره، لتكون خلوة لكتابة "مقدمته" الشهيرة، كما كانت بداية استقراره بقلعة بني سلامة في افريل من عام 1375، و بقي هناك قرابة ثلاثة سنوات قبل ان يرحل الى تونس في أكتوبر 1378، و يبلغ عدد هذه المغارات أربعة تتوزع على مساحة صخرية،/ بها غرف و الملاحظ أن مخطط هذه المغارات هو وجود بعض تقاليد المسكن الإسلامي، و تزخر مدينة تيارت بتنوع صناعاتها التقليدية ، غير أن ما تشتهر به هو صناعة الزربية، و هي تتميز عن باقي الصناعات ألأخرى كون أنها تعتمد على اللون الأحمر ، حيث تستعمل خصيصا في إقامة "الخيمات"، و هو ما أكده لنا أحد العارضين للخيمة التهرتية ، و تأتي اهتمامات المرأة التهرتية بصناعة الزربية الحمراء لتميزها عن باقي الصناعات الأخرى، فلكل منطقة و لها طابعها الخاص ، فهي تختلف مثلا عن الخيمة التارقية ( تمنراست) التي تزين بمختلف الجلود ، أو خيمة تندوف المصنوعة من الوبر ، فهي تكشف عن عمقها التاريخي الأصيل، و هي تعتبر مسكن الرحل و هي ترافقهم في كل ترحالهم، و قد دأبت المرأة التهرتية أن تربي بناتها على حب هذه الحرفة التقليدية حتى تتوارثها ألأجيال و لا يكون مصيرها إلى الزوال، غير أن هذا النوع من الخيمات في مدينة تيارت عادة ما يكون للقاء أعيان المدينة، أين يجتمعون على كؤوس الشاي يتسامرون و يتناقشون في أمر المنطقة.
اختاره فرحات عباس ليكون ممثلا له
علي الحمّامي الرجل الذي عاش من أجل المغرب العربي
علي الحمامي من مواليد سنة 1902 بتيارت، نزلت عائلته بالإسكندرية ( مصر) و استقرت فيها حتى مات والديه في القرن العشرين، فرحل هو إلى المغرب، و أقام بمدينة "طنجة"، و شارك الشعب المغربي كفاحه ضد المستعمر الفرنسي على غرار الأمير عبد المالك ابن الأمير عبد القادر، و عبد الكريم الخطابي، و لما سافر إلى باريس في سنة 1923 التقى علي الحمامي مع المناضلين الجزائريين من مؤسس الحركة الوطنية ، فصار مستهدفا من قبل القوات الفرنسية، فسافر على رأس بعثة علمية إلى موسكو عام 1924 ، و التقى بالزعيم هوشي مينة، ثم أقام ببغداد من 1937 إلى 1947 ، بعد أن زار كل البلدان ، و عمل مدرسا، كاتبا في الصحف للتعريف بقضية المغرب العربي و الجزائر ، لتكون وجهته إلى العراق، أين تعرف على الشيخ عبد العزيز الثعالبي ( الجزائري) مؤسس الحزب الدستوري التونسي، و في عام 1949 كلفه رئيس الحكومة المؤقتة فرحات عباس لتمثيل حزبه في المؤتمر الأول الاقتصادي الإسلامي بكراتشي - باكستان- ، و كانت نشاطاته تنديدا بالإمبراطوريات الاستعمارية، و لكن القدر كان أقوى منه ، حيث توفي يوم 12 ديسمبر 1949 و هو عائد من المؤتمر حيث تحطمت الطائرة التي كانت تقله و رفاقه محمد بن عبود مفوض المغرب، و حبيب تامر مفوض تونس، نقل جثمانه إلى مدينة الجزائر و دفن بمقبرة سيدي أمحمد في الفاتح من جانفي 1950 ، وسط مجموعة كبيرة من رموز الفكر الإصلاحي يتقدمهم الشيخ البشير الإبراهيمي، العربي التبسي، العباس بن الحسين ، أحمد بوشمال، و فرحات عباس، و أبنه الشيخ الإبراهيمي، و من الشعراء نقف مع الشاعر بكر بن حمّاد التهرتي و هو يعتبر أول شاعر جزائري، و عرف برسائله التي كان يتبادلها مع الشاعر أبو الطيب المتنبي، غير أننا نقف مع الشاعر محمد بن طيبة، رائد الشعر الصوفي، و هو من مواليد 16 جوان 1898 بأولاد " دفلتن" الركمة ولاية غليزان، و نشا و ترعرع بعرش الشحامة بمغيلة ولاية تيارت ( تهرت)، أين التحق بزاويتها، ثم انتقل بعدها إلى زاوية سيدي عابد المعروفة باسم سيدي الحسنين ثم زاوية الحاج عبد القادر بن مسعودة( بتا قدمت) ، و بعدها إلى زاوية بن تكوك بولاية مستغانم، ثم زاوية مولاي الطيب لوهران، تعلم الشيح محمد بن طيبة الشعر على يد محمد بن مختار الخالدي، و حفظ قصائد كثيرة، و بقي يكتب و يحفظ الشعر و يتردد على الزوايا إلى أن توفي في 14 ديسمبر 1984 بتيارت عن عمر يناهز الـ: 86 سنة.
علجية عيش
تعتبر تهرت أول دولة بالمغرب العربي الإسلامي مستقل عن الخلافة العباسية،ى و كان قدوم عبد الرحمن بن رستم إلى موضع تهرت في عام 760 للميلاد بعدما أن فرّ من القيروان، و بايعته القبائل المحلية بالإمامة، فأسس دولته الرستمية، و اتخذ من تهرت عاصمة له ، و ذلك في سنة 160 هـ /776 للميلاد، و تعر مدينة تهرت بأبوابها الأربعة و هي ( باب الأندلس، باب المطاحن، باب المنازل و باب الصيّاد) ، و تضم عدة منشآت ، إلا أنه لم يبق منها إلا مسجد يقال له مسجد الإباضيين و حمّامات اكتشفها الباحث كادنا في عام 1958 ، و قد عرفت مدينة تيهرت ( تيارت حاليا) بمواقعها الأثرية، نذكر منها موقع (كلمناطة) ، و قد وقع التباس كبير حول تحديد هذا الموقع من قبل الباحثين حول كلمناطة سيدي الحسني و عين نكرية بتيسمسيلت، و في نهاية المطاف قسمت كلمناطة إلى قسمين هما: ( عين نكرية بكلمناطة - أ - ، و سيدي الحسني بكلمناطة - ب- ، الموقع تم اكتشافه من طرف الباحث الأركيولوجي ( ب. كادنا p. CADENAT ) على اثر الحفرية التي قام بها في منتصف الخمسينيات، و تتمثل في بقايا عثر عليها في مسبح مستطيل مبني بحجارة غير منحوتة و ملاط، و شيدت درجاته بالآجر، كما توجد زخارف جدارية بكاف بوبكر، وهي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ بتيارت، و هي تبعد عن الدحموني بحوالي 10 كيلومتر، و 04 كيلومتر عن قرية أولاد مزاب.
و نقف على مركب مشرع "الصفا" الواقع بمنطقة الصوامع التي تبعد عن مقر البلدية بحوالي 06 كيلومتر، و على ضفاف وادي مينا يضم دولمات و بازينات و تلال جنائزية، تعود إلى القرن الأول من العهد القديم، ، أمام أضرحة ألأجداد فهي تعد من المباني و المعالم الجنائزية القديمة، تنتشر فوق جبال فرندة و مدروسة على بعد 15 كلم شرق تيارت، تضم هذه المعالم الجنائزية 13 ضريحا موزعة في شكل مجموعات، 03 أضرحة منها تقع في الناجية الشمالية فوق قمم جبل لخضر و هي الأكثر قدما و ألأكبر حجما، و الباقي توجد بجبل لعراوي..، يؤكد المؤرخون أن هذه المعالم الجنائزية بناها ملوك البربر الذين سيطروا على قبائل المنطقة، ، بعد أن أزاحوا الاستيطان الروماني عنها، و تمكنوا من تأسيس مملكتهم المسماة مملكة " الونشرييس" التي تعود إلى القرن الخامس الميلادي، كما نقف على موقع اثري آخر يقال له موقع عين سبيبة، و لهذا الموقع ألف حكاية و رواية.
ما تتميز به مدينة تيارت ( تهرت) هو وجود مغارات كان العلامة و المؤرخ عبد الرحمن ابن خلدون يقضي فيها أوقات الكتابة، و تقع هذه المغارات ضمن قلعة بني سلامة ، كانت تابعة لإمارة بني توجين، ثم أخذها الزيانيون، و كان العلامة و المؤرخ العربي عبد الرحمن ابن خلدون يأوي إليها فارا من الأوضاع السياسية المتردية في عصره، لتكون خلوة لكتابة "مقدمته" الشهيرة، كما كانت بداية استقراره بقلعة بني سلامة في افريل من عام 1375، و بقي هناك قرابة ثلاثة سنوات قبل ان يرحل الى تونس في أكتوبر 1378، و يبلغ عدد هذه المغارات أربعة تتوزع على مساحة صخرية،/ بها غرف و الملاحظ أن مخطط هذه المغارات هو وجود بعض تقاليد المسكن الإسلامي، و تزخر مدينة تيارت بتنوع صناعاتها التقليدية ، غير أن ما تشتهر به هو صناعة الزربية، و هي تتميز عن باقي الصناعات ألأخرى كون أنها تعتمد على اللون الأحمر ، حيث تستعمل خصيصا في إقامة "الخيمات"، و هو ما أكده لنا أحد العارضين للخيمة التهرتية ، و تأتي اهتمامات المرأة التهرتية بصناعة الزربية الحمراء لتميزها عن باقي الصناعات الأخرى، فلكل منطقة و لها طابعها الخاص ، فهي تختلف مثلا عن الخيمة التارقية ( تمنراست) التي تزين بمختلف الجلود ، أو خيمة تندوف المصنوعة من الوبر ، فهي تكشف عن عمقها التاريخي الأصيل، و هي تعتبر مسكن الرحل و هي ترافقهم في كل ترحالهم، و قد دأبت المرأة التهرتية أن تربي بناتها على حب هذه الحرفة التقليدية حتى تتوارثها ألأجيال و لا يكون مصيرها إلى الزوال، غير أن هذا النوع من الخيمات في مدينة تيارت عادة ما يكون للقاء أعيان المدينة، أين يجتمعون على كؤوس الشاي يتسامرون و يتناقشون في أمر المنطقة.
اختاره فرحات عباس ليكون ممثلا له
علي الحمّامي الرجل الذي عاش من أجل المغرب العربي
علي الحمامي من مواليد سنة 1902 بتيارت، نزلت عائلته بالإسكندرية ( مصر) و استقرت فيها حتى مات والديه في القرن العشرين، فرحل هو إلى المغرب، و أقام بمدينة "طنجة"، و شارك الشعب المغربي كفاحه ضد المستعمر الفرنسي على غرار الأمير عبد المالك ابن الأمير عبد القادر، و عبد الكريم الخطابي، و لما سافر إلى باريس في سنة 1923 التقى علي الحمامي مع المناضلين الجزائريين من مؤسس الحركة الوطنية ، فصار مستهدفا من قبل القوات الفرنسية، فسافر على رأس بعثة علمية إلى موسكو عام 1924 ، و التقى بالزعيم هوشي مينة، ثم أقام ببغداد من 1937 إلى 1947 ، بعد أن زار كل البلدان ، و عمل مدرسا، كاتبا في الصحف للتعريف بقضية المغرب العربي و الجزائر ، لتكون وجهته إلى العراق، أين تعرف على الشيخ عبد العزيز الثعالبي ( الجزائري) مؤسس الحزب الدستوري التونسي، و في عام 1949 كلفه رئيس الحكومة المؤقتة فرحات عباس لتمثيل حزبه في المؤتمر الأول الاقتصادي الإسلامي بكراتشي - باكستان- ، و كانت نشاطاته تنديدا بالإمبراطوريات الاستعمارية، و لكن القدر كان أقوى منه ، حيث توفي يوم 12 ديسمبر 1949 و هو عائد من المؤتمر حيث تحطمت الطائرة التي كانت تقله و رفاقه محمد بن عبود مفوض المغرب، و حبيب تامر مفوض تونس، نقل جثمانه إلى مدينة الجزائر و دفن بمقبرة سيدي أمحمد في الفاتح من جانفي 1950 ، وسط مجموعة كبيرة من رموز الفكر الإصلاحي يتقدمهم الشيخ البشير الإبراهيمي، العربي التبسي، العباس بن الحسين ، أحمد بوشمال، و فرحات عباس، و أبنه الشيخ الإبراهيمي، و من الشعراء نقف مع الشاعر بكر بن حمّاد التهرتي و هو يعتبر أول شاعر جزائري، و عرف برسائله التي كان يتبادلها مع الشاعر أبو الطيب المتنبي، غير أننا نقف مع الشاعر محمد بن طيبة، رائد الشعر الصوفي، و هو من مواليد 16 جوان 1898 بأولاد " دفلتن" الركمة ولاية غليزان، و نشا و ترعرع بعرش الشحامة بمغيلة ولاية تيارت ( تهرت)، أين التحق بزاويتها، ثم انتقل بعدها إلى زاوية سيدي عابد المعروفة باسم سيدي الحسنين ثم زاوية الحاج عبد القادر بن مسعودة( بتا قدمت) ، و بعدها إلى زاوية بن تكوك بولاية مستغانم، ثم زاوية مولاي الطيب لوهران، تعلم الشيح محمد بن طيبة الشعر على يد محمد بن مختار الخالدي، و حفظ قصائد كثيرة، و بقي يكتب و يحفظ الشعر و يتردد على الزوايا إلى أن توفي في 14 ديسمبر 1984 بتيارت عن عمر يناهز الـ: 86 سنة.
علجية عيش