أ. د. عادل الأسطة - "الحياة كما ينبغي" أحمد رفيق عوض والقرية الفلسطينية

وأنا أقرأ رواية أحمد رفيق عوض الأخيرة " الحياة كما ينبغي "(٢٠٢٢) لفت انتباهي الصورة الإيجابية للقرية الفلسطينية وهي هنا يعبد بالدرجة الأولى ؛ قرية الكاتب نفسه .
أهل القرية إيجابيون متعاطفون مع بعضهم يقاومون الاحتلال ويواجهونه بروح جماعية ، ولا يختلف عن يعبد القرية المجاورة عرابة إذ يتعاطف أحد سكانها مع المقاوم راشد المحمود فيسنده ويطعمه ويوفر له الأمان وهو أيضا والد شهيد .
صورة القرية الفلسطينية هنا تختلف اختلافا كليا عن صورتها في رواية أحمد " قدرون " (١٩٩٥) ، وقدرون قرية فلسطينية وهمية أظنها يعبد نفسها أو أي قرية فلسطينية أخرى ، والكاتب لم يعين اسم القرية بسبب التجربة المرة التي عاشها بعد نشره روايته الأولى " العذراء والقرية " ، فقد تعرض بسببها للملاحقة والمساءلة و ... .
صورة القرية " قدرون " سلبية وأهلها سلبيون يتخاصمون فيما بينهم وهم شبه مخبرين لا مقاومون . الغيرة والنميمة والحسد والضرر بالآخرين هي ما يتسم به أهلها .
كم اختلف الواقع الفلسطيني في الخمسين سنة تحت الاحتلال الثاني ؟
أعتقد أن الاختلافات التي شهدتها الضفة تركت أثرها على المكان وأهله سلبا وإيجابيا ، والروايتان ومثلهما رواية " مقامات العشاق والتجار "(١٩٩٧) تصلح لدراسة ينجزها أستاذ علم اجتماع عن التغيرات في الشخصية الفلسطينية خلال الخمسين سنة الأخيرة .
أمس اقترحت على الناقد فراس حاج محمد الذي نشر مقالة أمس في جريدة الأيام الفلسطينية أن ينجز موازنة بين صورة القرية وسكانها في الروايتين .
لا أعتقد أن الروائي يريد أن يتصالح مع أهل قريته قدر ما أظهر صورا للقرية في واقع متغير غير ثابت عرف الخضوع بعد هزيمة حزيران ثم انتفض عليها ومر بمرحلة وهم عملية سلام ثم انتفض ثانية انتفاضة مسلحة ، وما زال الاحتلال جاثما والاستيطان يتسع والمستوطنون يعربدون و ... و ... خليها على الله !
مقالي الأحد عموما سوف يركز على رواية " الحياة كما ينبغي "
صباح الخير
خربشات
٢٤ / ٨ / ٢٠٢٢

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...