لاشك أن ما لا يسهم في الإبقاء على واقعية البوادر الصحيحة ضمن أخلاقية الثقافة في سياقاتها المعهودة مع تأصيل الذات هي تلك التقاليد والعادات الموروثة التي تتناقض مع فكرة الإلتزام الأخلاقي والثقافي التي يتبناها العقل المتزن وما لها من أثر في تجميد الفكر, مما يجعل الموقف على غير مساره الصحيح الذي ينتقد الحقائق السائدة والاوضاع الحاضرة بشكل فوضوي وعبثي لا يستوعب مخيلة الآخرين, لأن سرعة الاحداث واتساعها لا تترك للتقييمات مجالا لتفسير القضايا والأمور على الطريقة الواقعية , ولذلك يضمحل الإيمان بالواقع كحقيقة غير نسبية .
فليس من الحق أن يكون الوجود بدون التزامات وحرص وثقة وإيمان كما ان التزام الشيء لدى الفرد بسبب المعرفة والغاية الخارجية يمزق الانسجام الذاتي وينشر الفوضى في الذهن, لان الاطمئنان العقلي لا يتأتى من طريق الوضوح واليقين الخارجي فقط بل من طريق العالم الذاتي والسلوكيات الفعلية التي تعايش ذات الإنسان مما ورثه من قيم ومبادئ راسخة , فمعرفة العالم الذاتي والأشياء والأحداث الواقعية بشكل واضح وملموس تجعله يثق بنفسه حتى لا يدب الشك في نفسه من طريق الاضطراب الداخلي , وربما كان ادراكه للواقع ولذاته مرحلة من مراحل تطوره الذاتي . لذلك قد تكون مساومته للواقع نوع من الوعي الذي يجعل قابلياته تتحول الى الحيوية الداخلية, وطاقته تضعف في المحيط الخارجي ولهذا فهو بكل تأكيد قد ينحني بوعي امام وقائع دهره ومحيطه واحداث ايامه في الوقت الذي يدرك ان خضوعه للتقاليد التي تعج بمفاهيم مغلوطة فلا يمكن ان نوحد الوعي مع اللاوعي حين ضمن موجة العبث والتخبط غير المبرر في عملية قتل النضوج الفكري في تحول خطير من جراء الانسياق والقيود المتوارثة من محيط بيئي مهيمن على سلوكيات متماسكة .
ترى هل الوصول الى اليقين الفكري مرتبة ضرورية لاتخاذ موقف ما ؟ وهل مهمة الانسان الاعلان عن نفسه والتخلي عن واقع محيطه اذا كان سديمي فوضوي وعبثي ؟ في نظر الكثير ان التخلي عن الاحداث والتعمق والتمعن غير الصائب فيها يسبب ازمة حياتية للفرد. وان الوضوح اليقيني في الموقف الفكري يجعل القيم بالنسبة للإنسان ليست مجردة, لان الموقف طاقة خلقية تضع التواءات الواقع وتناقضاته في حقيقة نفسية موضوعية تدرك الاحوال الاجتماعية في ذاتها .
ولذا فموضوع الموقف يجب ان لا يستثني قياس التجربة لدى الرهط البشري المختلف, إلا ان المسألة لا تقتصر على ذلك, فالموقف المحدد الذي يؤخذ من محيط واقع يرفض القيم والتغيير والتحرر من موروث خاطئ يجب ان يدرك ابعاد قضاياه كي لا يبخسها قيمتها وجمالها, اذ ان عدم التحديد يعني عدم اتخاذ موقف, وذلك شيء يسيء للإنسان المدرك وفعالياته ونشاطاته ومثله الأعلى , والتحديد لا يأتي بيسر وسهولة لأنه مسؤولية تهدد زيف الواقع لأنه يرى الأشياء بزاوية ميتة, لكن فضيلة الموقف هي عدم الرضوخ للقولبة والطاعة العمياء لأي عادات مكتسبة بشكل خاطئ , لأنه خطر على ذات الإنسان وجوهره عند تقبل ذلك , اما الاساليب الالتوائية دائما تجعل الامور متوترة تدفع باليقين العقلي الى الشك وفقدان الوضوح والابانة الفكرية والهزيمة التي توصل الوعي الى صعيد العجز والاحباط في موقف ضبابي, لكن هل يستطيع الانسان مواجهه احداث ذاته بسهولة وبغير تحد وغضب وتخبط واذى ؟ مؤكد
يعرف ذلك ويتغاضى ..!!
فيجب عليه عدم الخضوع لاحترام العادات الجاهزة والمستوردة والدخيلة وهنا تنشأ ازمة مستعصية تتجلى عندما يجد الانسان نفسه بين شكلين متناقضين من الفضيلة, الاولى في فكره وهو النواة الاساسية للواقع الذي يعمل له, والثانية في المجتمع الذي يقسره على تبني الأحداث والأحوال غير الملتزمة وان يظل الانسان في موقف متأرجح فان اخلاقية موقفه واصالة تفكيره يقرره زيف ادراكه واهماً ودوافع توقه واتصاله في عالم حي, وبالعكس قد يكون موقفه المتذبذب امتحانا له ولقدرته في المواجهه, وتطلعه الى قول الحق والعمل والتعامل الصحيح والصريح, تلك قاعدة ترسخ علاقاته بجوهر قضاياه وتصهر كل ما بذاته من تحديات وتجليات في صخب ملحوظ يدفعه الى التأرجح في كل أقواله ولربما افعاله, قد يبدو هذا متناقضا لأول وهلة .
لكن ترى هل الانسان من ذوي التطلعات الحادة الصحيحة ولا سيما حين يطلق عنان نفسه ببكاء وتقلبات
لا داعي لها .. ؟
لذا فأنه سيعاني حالة من الخوف والارهاق والارهاصات وازدياد عادة التأمل الباطني من دون نتيجة حتمية وفقدان الايمان وانتشار الشكوكية والتملصية والعناد كمقومات للهروبية والصمت اللذان اصبحا ملجأ الكثيرين ممن لديهم هذه العادة السيئة التي اضحت مبعثرة بسبب تعرضها للكر والفر والردود والاجابات والكذب والتمرد والعصيان في النواحي الادراكية والذاتية في قلق مستمر لربما يتفاعل معه ويتلذذ بذلك . والغريب ان الواقع اخذ يبرز الزجر الذي حل محل التسامح والالفة, وهذا يقتصر على عدم وجود رادع يأبه بالدوافع الحقيقية ان طبيعة العصر الراهن اعطى مكاناً لهؤلاء الذي باتوا متمردين على الواقع بسبب اقتناعهم المزمن بالموروث الخاطئ , اذ ان العالم الحديث لم يعد نظامياً متزناً في اشكالية معقدة ولهذا فان سيلا من القرف لدى الانسان حينما نرى هذا التمرد والعصيان وبعد موجة التطور التكنولوجي التي شخصت الملامح الحقيقية لصور الحياة ووضوحها ووضعها ضمن ادلجة البحث والتحليل والتناول الحقيقي للمعاني في موروثنا ضمن حكم معياري صحيح لكل ظاهرة او حدث والذي بات يدل على انتعاش ذاتي والسخرية وعدم الالتزام بروحية التعامل الحقيقي وحتى الهدم والرفض السوداويين اضحت وسائل تكشف عن مغبات فكر الانسان نحو حقائق وتعامل ارحب .
لا ريب في ان المجتمعات الراهنة قد اوقعت الفرد في احابيل التكنيك الآلي الذي احاط الالتزامات بهالة من الغلو والتعالي والتصعلك وهكذا تناقصت فرص الاختيار الصحيح في نواحي هامة من العلاقات الحياتية الجادة واصبح الانسان الذي يعيش في مثل هكذا مواريث مستهلكة في نفسه يخاف الحرية الوحيدة الصعبة التي لا يستطيع مواجهتها في ما لو اراد ذلك لأنه تقوقع على ذاته الصريعة وعدم تبني الاحداث والتشتت الفكري من دون اي التزام حقيقي يخرج منه منتصراً .. ويبقى الفرد الذي يبحث عن ماهيته ويبحث في الوقت نفسه عن ماهية الآخرين ضمن جدلية واقعية تضمن التركيب البنائي الانساني ثقافيا هو جدير بانبثاق حي في عالم يمتهن الافكار والتصرفات والسلوكيات التي تنادي بتبني الواقع من خلال الذات والتجربة الانسانية في تعامل حقيقي صريح
مازن جميل المناف
.
فليس من الحق أن يكون الوجود بدون التزامات وحرص وثقة وإيمان كما ان التزام الشيء لدى الفرد بسبب المعرفة والغاية الخارجية يمزق الانسجام الذاتي وينشر الفوضى في الذهن, لان الاطمئنان العقلي لا يتأتى من طريق الوضوح واليقين الخارجي فقط بل من طريق العالم الذاتي والسلوكيات الفعلية التي تعايش ذات الإنسان مما ورثه من قيم ومبادئ راسخة , فمعرفة العالم الذاتي والأشياء والأحداث الواقعية بشكل واضح وملموس تجعله يثق بنفسه حتى لا يدب الشك في نفسه من طريق الاضطراب الداخلي , وربما كان ادراكه للواقع ولذاته مرحلة من مراحل تطوره الذاتي . لذلك قد تكون مساومته للواقع نوع من الوعي الذي يجعل قابلياته تتحول الى الحيوية الداخلية, وطاقته تضعف في المحيط الخارجي ولهذا فهو بكل تأكيد قد ينحني بوعي امام وقائع دهره ومحيطه واحداث ايامه في الوقت الذي يدرك ان خضوعه للتقاليد التي تعج بمفاهيم مغلوطة فلا يمكن ان نوحد الوعي مع اللاوعي حين ضمن موجة العبث والتخبط غير المبرر في عملية قتل النضوج الفكري في تحول خطير من جراء الانسياق والقيود المتوارثة من محيط بيئي مهيمن على سلوكيات متماسكة .
ترى هل الوصول الى اليقين الفكري مرتبة ضرورية لاتخاذ موقف ما ؟ وهل مهمة الانسان الاعلان عن نفسه والتخلي عن واقع محيطه اذا كان سديمي فوضوي وعبثي ؟ في نظر الكثير ان التخلي عن الاحداث والتعمق والتمعن غير الصائب فيها يسبب ازمة حياتية للفرد. وان الوضوح اليقيني في الموقف الفكري يجعل القيم بالنسبة للإنسان ليست مجردة, لان الموقف طاقة خلقية تضع التواءات الواقع وتناقضاته في حقيقة نفسية موضوعية تدرك الاحوال الاجتماعية في ذاتها .
ولذا فموضوع الموقف يجب ان لا يستثني قياس التجربة لدى الرهط البشري المختلف, إلا ان المسألة لا تقتصر على ذلك, فالموقف المحدد الذي يؤخذ من محيط واقع يرفض القيم والتغيير والتحرر من موروث خاطئ يجب ان يدرك ابعاد قضاياه كي لا يبخسها قيمتها وجمالها, اذ ان عدم التحديد يعني عدم اتخاذ موقف, وذلك شيء يسيء للإنسان المدرك وفعالياته ونشاطاته ومثله الأعلى , والتحديد لا يأتي بيسر وسهولة لأنه مسؤولية تهدد زيف الواقع لأنه يرى الأشياء بزاوية ميتة, لكن فضيلة الموقف هي عدم الرضوخ للقولبة والطاعة العمياء لأي عادات مكتسبة بشكل خاطئ , لأنه خطر على ذات الإنسان وجوهره عند تقبل ذلك , اما الاساليب الالتوائية دائما تجعل الامور متوترة تدفع باليقين العقلي الى الشك وفقدان الوضوح والابانة الفكرية والهزيمة التي توصل الوعي الى صعيد العجز والاحباط في موقف ضبابي, لكن هل يستطيع الانسان مواجهه احداث ذاته بسهولة وبغير تحد وغضب وتخبط واذى ؟ مؤكد
يعرف ذلك ويتغاضى ..!!
فيجب عليه عدم الخضوع لاحترام العادات الجاهزة والمستوردة والدخيلة وهنا تنشأ ازمة مستعصية تتجلى عندما يجد الانسان نفسه بين شكلين متناقضين من الفضيلة, الاولى في فكره وهو النواة الاساسية للواقع الذي يعمل له, والثانية في المجتمع الذي يقسره على تبني الأحداث والأحوال غير الملتزمة وان يظل الانسان في موقف متأرجح فان اخلاقية موقفه واصالة تفكيره يقرره زيف ادراكه واهماً ودوافع توقه واتصاله في عالم حي, وبالعكس قد يكون موقفه المتذبذب امتحانا له ولقدرته في المواجهه, وتطلعه الى قول الحق والعمل والتعامل الصحيح والصريح, تلك قاعدة ترسخ علاقاته بجوهر قضاياه وتصهر كل ما بذاته من تحديات وتجليات في صخب ملحوظ يدفعه الى التأرجح في كل أقواله ولربما افعاله, قد يبدو هذا متناقضا لأول وهلة .
لكن ترى هل الانسان من ذوي التطلعات الحادة الصحيحة ولا سيما حين يطلق عنان نفسه ببكاء وتقلبات
لا داعي لها .. ؟
لذا فأنه سيعاني حالة من الخوف والارهاق والارهاصات وازدياد عادة التأمل الباطني من دون نتيجة حتمية وفقدان الايمان وانتشار الشكوكية والتملصية والعناد كمقومات للهروبية والصمت اللذان اصبحا ملجأ الكثيرين ممن لديهم هذه العادة السيئة التي اضحت مبعثرة بسبب تعرضها للكر والفر والردود والاجابات والكذب والتمرد والعصيان في النواحي الادراكية والذاتية في قلق مستمر لربما يتفاعل معه ويتلذذ بذلك . والغريب ان الواقع اخذ يبرز الزجر الذي حل محل التسامح والالفة, وهذا يقتصر على عدم وجود رادع يأبه بالدوافع الحقيقية ان طبيعة العصر الراهن اعطى مكاناً لهؤلاء الذي باتوا متمردين على الواقع بسبب اقتناعهم المزمن بالموروث الخاطئ , اذ ان العالم الحديث لم يعد نظامياً متزناً في اشكالية معقدة ولهذا فان سيلا من القرف لدى الانسان حينما نرى هذا التمرد والعصيان وبعد موجة التطور التكنولوجي التي شخصت الملامح الحقيقية لصور الحياة ووضوحها ووضعها ضمن ادلجة البحث والتحليل والتناول الحقيقي للمعاني في موروثنا ضمن حكم معياري صحيح لكل ظاهرة او حدث والذي بات يدل على انتعاش ذاتي والسخرية وعدم الالتزام بروحية التعامل الحقيقي وحتى الهدم والرفض السوداويين اضحت وسائل تكشف عن مغبات فكر الانسان نحو حقائق وتعامل ارحب .
لا ريب في ان المجتمعات الراهنة قد اوقعت الفرد في احابيل التكنيك الآلي الذي احاط الالتزامات بهالة من الغلو والتعالي والتصعلك وهكذا تناقصت فرص الاختيار الصحيح في نواحي هامة من العلاقات الحياتية الجادة واصبح الانسان الذي يعيش في مثل هكذا مواريث مستهلكة في نفسه يخاف الحرية الوحيدة الصعبة التي لا يستطيع مواجهتها في ما لو اراد ذلك لأنه تقوقع على ذاته الصريعة وعدم تبني الاحداث والتشتت الفكري من دون اي التزام حقيقي يخرج منه منتصراً .. ويبقى الفرد الذي يبحث عن ماهيته ويبحث في الوقت نفسه عن ماهية الآخرين ضمن جدلية واقعية تضمن التركيب البنائي الانساني ثقافيا هو جدير بانبثاق حي في عالم يمتهن الافكار والتصرفات والسلوكيات التي تنادي بتبني الواقع من خلال الذات والتجربة الانسانية في تعامل حقيقي صريح
مازن جميل المناف
.