تعتبر شخصية السامري ، من أشهر الشخصيات التاريخية و أكثرها غموضا . وترجع سبب شهرته إلى أنه ذكر في القرآن الكريم في سياق مذموم ، حيث استطاع السامري ، بخبثه ومكره أن يضل كثيرا من بني إسرائيل الذين خرجوا من مصر مع نبي الله موسي ، فأخرج لهم تمثالا ذهبيا على هيئة عجل ، و أغرى بني إسرائيل بعبادته بعد أن ذهب نبي الله موسى للقاء ربه كي يتلقى منه شريعة التوراة التي تحوي تشريعات عقدية واجتماعية تبين لبني إسرائيل طرائق التعامل فيما بينهم.، ولما استبطأ القوم رجوع موسى عليه السلام ، قام السامري بصنع هذا العجل المصنوع من الذهب ليكون إلها لهم من دون الله.وعلى الرغم من خطورة هذا الحادث الكبير ، فإن التوراة لم تذكر شخصية السامري، بل نسبوا صناعة العجل إلى نبي الله هارون، كما أنه ليس هناك أي ذكر لشخصية السامري في العهد القديم.
وقد اختلف مفسرو القرآن حول شخصية السامري هذا و الأصول التي ينتمي إليها، فذهب بعضهم إلى أنه كان من بني إسرائيل ، فيما ذهب آخرون ومنهم عبد الله ابن عباس ٍإلى أنه ينتمي إلى قرية باجرما ، ومع ذلك فبعض المفسرين رأوا انه كان من القبط ( المصريين)
فهل يمكن أن نبحث بطريقة أخرى عن أصول السامري ، ودوافعه وراء إضلال بني إسرائيل ، وإضاعة جزء كبير من حليهم وثرواتهم الذهبية في صناعة هذا العجل؟ ولماذا اختار هيئة العجل تحديدا ، ولم يختر تمثالا من شكل آخر؟
وقبل كل ذلك ما معنى السامري؟ وهل الياء المشددة هنا للنسب أم لشيء آخر؟ وقد دفعت هذه الياء بعض الزنادقة والمشككين في القرآن إلى اعتبار أن هذه الياء للنسب ، ,وأنها نسبة إلى مدينة السامرة التي انقسمت إليها مملكة إسرائيل بعد عهد سليمان عليه السلام ، فاصبحت هناك مدينتان هما يهوذا والسامرة، ثم ادعو وجود أخطاء تاريخية بالقرآن ، لأن واقعة العجل حدثت قبل انقسام مملكة بني إسرائيل بقرون، فكيف ينسب القرآن شخصا إلى مدينة لم تكن موجودة في هذه الأثناء؟
لكن إذا رجعنا إلى اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) ، وبحثنا في خصائصها ، فإننا نجد مثل هذه الياء في بعض الحرف والمهن المصرية ، فكلمة فلاح معناها سخطي ، وكلمة خباز معناها رت حاتي ، وجليس الملك معناها سامر، فهل يمكن أن تكون كلمة سامري لها علاقة بجليس فرعون؟ وهل يمكن أن نعتبر السامري أحد الشخصيات التي كانت تخدم في بلاط فرعون ؟و أنه باتفاق مع فرعون خرج من بني إسرائيل مدعيا إيمانه لينقل لفرعون أخبارهم عند خروجهم من مصر ؟
ربما يكون ذلك رأيا وجيها للأسباب الآتية:
أن السامري صنع إلها مصريا (العجل) بما لديه من إرث وثقافة مصرية ، حيث كان المصريون يقدسون العجل أبيس
أن المطيعين لأوامر السامري أطلقوا على حلي بني إسرائيل لفظة أوزارا، وهي تحمل قدرا من المعاني السلبية،وربما كان ذلك ترديدا لاقوال السامري ، لكي يقنعهم بالتنازل وإلقاء الذهب في النار ، فهو لم يكن راضيا عن أخذ بني إسرائيل أموال قومه المصريين.
أن بني إسرائيل لم يذكروا اسم السامري رفضا نفسيا ، فهم يتفاخرون بأنهم يمارسون الخداع و الكذب على الآخرين ،ويرفضون فكرة أن يكون هناك شخص مصري مارس معهم الخداع ذاته.
هذا بالإضافة للتشابه بين كلمة السامري كلمة سامر المصرية القديمة، فهل يمكن أن نرجح أن السامري كان مصريا؟
ياسر أنور
وقد اختلف مفسرو القرآن حول شخصية السامري هذا و الأصول التي ينتمي إليها، فذهب بعضهم إلى أنه كان من بني إسرائيل ، فيما ذهب آخرون ومنهم عبد الله ابن عباس ٍإلى أنه ينتمي إلى قرية باجرما ، ومع ذلك فبعض المفسرين رأوا انه كان من القبط ( المصريين)
فهل يمكن أن نبحث بطريقة أخرى عن أصول السامري ، ودوافعه وراء إضلال بني إسرائيل ، وإضاعة جزء كبير من حليهم وثرواتهم الذهبية في صناعة هذا العجل؟ ولماذا اختار هيئة العجل تحديدا ، ولم يختر تمثالا من شكل آخر؟
وقبل كل ذلك ما معنى السامري؟ وهل الياء المشددة هنا للنسب أم لشيء آخر؟ وقد دفعت هذه الياء بعض الزنادقة والمشككين في القرآن إلى اعتبار أن هذه الياء للنسب ، ,وأنها نسبة إلى مدينة السامرة التي انقسمت إليها مملكة إسرائيل بعد عهد سليمان عليه السلام ، فاصبحت هناك مدينتان هما يهوذا والسامرة، ثم ادعو وجود أخطاء تاريخية بالقرآن ، لأن واقعة العجل حدثت قبل انقسام مملكة بني إسرائيل بقرون، فكيف ينسب القرآن شخصا إلى مدينة لم تكن موجودة في هذه الأثناء؟
لكن إذا رجعنا إلى اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) ، وبحثنا في خصائصها ، فإننا نجد مثل هذه الياء في بعض الحرف والمهن المصرية ، فكلمة فلاح معناها سخطي ، وكلمة خباز معناها رت حاتي ، وجليس الملك معناها سامر، فهل يمكن أن تكون كلمة سامري لها علاقة بجليس فرعون؟ وهل يمكن أن نعتبر السامري أحد الشخصيات التي كانت تخدم في بلاط فرعون ؟و أنه باتفاق مع فرعون خرج من بني إسرائيل مدعيا إيمانه لينقل لفرعون أخبارهم عند خروجهم من مصر ؟
ربما يكون ذلك رأيا وجيها للأسباب الآتية:
أن السامري صنع إلها مصريا (العجل) بما لديه من إرث وثقافة مصرية ، حيث كان المصريون يقدسون العجل أبيس
أن المطيعين لأوامر السامري أطلقوا على حلي بني إسرائيل لفظة أوزارا، وهي تحمل قدرا من المعاني السلبية،وربما كان ذلك ترديدا لاقوال السامري ، لكي يقنعهم بالتنازل وإلقاء الذهب في النار ، فهو لم يكن راضيا عن أخذ بني إسرائيل أموال قومه المصريين.
أن بني إسرائيل لم يذكروا اسم السامري رفضا نفسيا ، فهم يتفاخرون بأنهم يمارسون الخداع و الكذب على الآخرين ،ويرفضون فكرة أن يكون هناك شخص مصري مارس معهم الخداع ذاته.
هذا بالإضافة للتشابه بين كلمة السامري كلمة سامر المصرية القديمة، فهل يمكن أن نرجح أن السامري كان مصريا؟
ياسر أنور