أ. د. عادل الأسطة - الفلسطينيون وسيدنا يونس وبطن الحوت :

ضاقت بنا الدنيا ولمحمود درويش قصيدة عنوانها " تضيق بنا الأرض ، تحشرنا في الممر الأخير " فنخلع أعضاءنا كي نمر ، علما بأن الشاعر الجاهلي الشنفرى قال في لاميته :
" لعمرك ما في الأرض ضيق على امريء
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل " .
أخبار هذا الصباح من البحر الأبيض المتوسط ، من شواطيء تونس ، من رفح ، تقول لنا إن الأرض ضيقة لذا لجأ بعض أهلها من الفلسطينيين والعرب إلى البحر . أخبار هذا الصباح تأتي على غرق شابين فلسطينيين من رفح قبالة شواطيء تونس وقد يصل عدد الغرقى إلى سبعة .
موت في البر وموت في البحر " والموت يأتينا بكل سلاحه البري والبحري والجوي " كتب محمود درويش في " مديح الظل العالي "(١٩٨٢) . في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس هناك اغتيالات ، وفي مناطق ١٩٤٨ هناك ثأر ومافيا وخلافات عائلية ، وفي المنافي ... .
ضاقت الأرض بالفلسطينيين فقرروا الهجرة إلى الدول الاسكندنافية ليعيشوا في غيتوات القرن الحادي والعشرين . هكذا كتبت سامية عيسى في روايتها " خلسة في كوبنهاجن " ومن لم يصل إلى هناك يرقد مثل سيدنا يونس في بطن الحوت ، وإن لم تخني الذاكرة فإن الشاعر الغزي معين بسيسو كتب كثيرا عن يونس وبطن الحوت . الزنزانة بطن حوت والقارب بطن حوت وبيوت المخيمات بطن حوت .
أبشروا أيها الفلسطينيون فقد اقتربتم من مكانة أنبياء الله المبتلين ، وكان الله في عون أهل غزة
صباح الخير
خربشات
٢٤ / ١٠ / ٢٠٢٢ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...