سري القدوة - فلسطين وقمة الجزائر وعودة العمل المشترك

بقلم : سري القدوة
الاحد 30 تشرين الأول / أكتوبر 2022.

الجزائر شرعت في التحضير للقمة العربية منذ مطلع شهر أيلول/سبتمبر الماضي، حيث سلمت العديد من الدول العربية دعوات للمشاركة من طرف مبعوثي الرئيس الجزائري وتحتضن الجزائر العاصمة بشوارعها وميادين شهدائها القمة العربية حيث توشحت شوارع العاصمة بأعلام الدول المشاركة، بعد ضمان جاهزية كافة الوسائل اللوجيستية التي عكفت الجزائر على توفيرها منذ الإعلان عن تاريخ انعقادها من أجل توفير الظروف الملائمة لاستقبال ضيوفها بما يتناسب ووزنها وتأثيرها السياسي في المنطقة العربية بحكم أنها دولة مناصرة لقضايا الامة العربية والشعب الفلسطيني .

وما من شك بان القضية الفلسطينية حاضرة في صدارة جدول الأعمال في قمة الجزائر على مستوى القادة والزعماء العرب وهناك إجماع لدى المسؤولين الجزائريين بشأن ضرورة إعطاء مزيد من الزخم والمؤازرة للقضية الفلسطينية وخاصة في ظل ما تشهدة القضية الفلسطينية من مؤامرات متعددة الاطراف وفي ظل ما يجري من انتهاكات واعتقالات وحصار للمدن والبلدات الفلسطينية والتي ستبحث فيها القمة بشكل مستفيض .

فلسطين تبقى قضية الكل العربي ولا بد من عودة الحقوق مهما تعالت ضربات الجلاد ولا يمكن ان يسقط الحق الفلسطيني بالتقادم وحان الوقت من اجل صحوة عربية شاملة تعيد امجاد الامة ولنصرة القضية الفلسطينية والأماكن المقدسة ويأمل الشعب الفلسطيني ويتطلع بأن تكون هذه القمة محطة مهمة على صعيد مناصرة الحقوق الفلسطينية ونقطة انطلاق لتوحيد الجهود العربية وعودة العمل العربي المشترك، وإعادة الروح للجامعة العربية بالقدر الذي يجعلها أكثر فعالية واستجابة للقضايا العربية ومتطلبات الوضع الراهن .

لم تكن العلاقات الفلسطينية الجزائرية وليدة الصدفة بل هي تعبير عن تاريخ طويل من لتضحيات ونضال طويل وقواسم وتوافق مشترك بين الشعبين ففلسطين في قلب كل جزائري، والجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة وهذا ما تلمسه من الكل الجزائري حيث عمق العلاقة الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والجزائري، مما دفع الشعب الجزائري لرفع علم فلسطين في معظم المحلات والمقاهي والميادين العامة في ظاهرة شاهدها الجميع كون القضية الفلسطينية تعيش في وجدانه وحلمه .

تبقى قمة الجزائر واحدة من اهم المحطات العربية من اجل العمل على فتح افاق للحوار العربي الشامل وخصوصا في ظل الاوضاع الخطيرة التي باتت تشهدها الساحة العربية والحاجة الملحة لوحدة الموقف العربي ومناقشة ما تمر به الساحة العربية بشكل معمق للوصول الى نتائج مقنعة وجريئة تعبر عن واقع الحال العربي، وما ما آلت إليه الساحة العربية من تفاعلات نتيجة لبعض المواقف الفردية التي اصبحت شائكة وتطلب التدخل لحلها ووضع النقاط على الحروف لصياغة مستقبل افضل ولضمان وحدة الموقف العربي في اطار التكامل والأداء السياسي على المستوى الدولي .

وعملت الجزائر بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون على بذل كل الجهود وتذليل العقبات من اجل نجاح القمة العربية والتئام صفوفها وهذا ما يتبين من خلال حرص الرئاسة الجزائرية على متابعة ادق التفاصيل وتدعيم الموقف العربي وضرورة تحقيق التكامل العربي وعودة العلاقات بقوة مواقفها ووحدة الاداء السياسي المشترك المغيب ولوضع حد لمرحلة التهميش السياسي والشلل الكامل والابتعاد عن عوامل الضعف والفرقة والعمل على ضمان تحقيق الطموح العربي في انهاء كافة قضايا الخلاف الجوهرية التي من الممكن اذا ما استمرت ان تعيق التقدم العربي وقد رسمت قمة الجزائر ملامح مهمة للمرحلة المقبلة على صعيد التعاون العربي المشترك .

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com


سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح

http://www.alsbah.net

تعليقات

"كلمة إلى شعوب القمة العربية"
هذه الجزائر في عيد ثورتها المجيدة تحتفل بجمع شمل الإخوة القادة العرب، جمع تحاول فيه لمّ شمل المتفرقين، والمتخاصمين، والمتخلفين عن الركب،في حق أختهم فلسطين..فاعذروني أبناء أمتنا العربية من الشعوب الحيّة التي إذا أخطأت تراجعت ،وإذا غفت استفاقت، وإذا زلت بها قدم استعادت الوقوف من جديد.
أيتها الشعوب العربية الكريمة أعلم أنّ الظرف صعب في هذا الزمن من كلّ جوانبه السياسية والعسكرية،والإقتصادية والتربوية ،والإجتماعية والثقافية ، وأعلم أنّ الأمة هي التي تصنع فينا السياسيّ المحنّك، والعسكريّ البطل، والمفكر الرّيادي، والمبدع المتميّز،والمبتكر والمخترع الرائد، فلماذا تصرّ الشعوب في كل أوطاننا على الموت الحتمي تحت قدار صنعتها أيدي المتخاذلين فينا،وهللت لها بعض اأصوات النشاز في أوساطنا، وباركتها نفوس المتواطئين ضدنا من المحيط الى المحيط.
أيتها الشعوب العربية التي تحلم ملثما أحلم بالحرية والحب، والرّيادة في العالم. أعلم أن كل واحد منا يتوق بأن يصنع على ثرى أرضه جنة الله ثراء ، ونعمة، وتطوّرا،وخيرات أوطاننا للأجنبي، فهل قدرنا الأحقاد والحروب ،والخلافات والنّزاعات، والحروب،؟وهل قدرنا الجهل والفقر والمرض المميت.؟ونحن الذين إذا فاخرتهم ذكروا الجدود في كل شيئ.لا بأس أن نغفر زلات بعضنا البعض ، وأن نستر عورات بعضنا البعض لنكون القوت الثانية على الأقل في هذا العالم الشرس.ولنا أن ننظر إلى ما يحاك ضدنا من قبل الأمم الأخرى.
أمّا أنتم أيها الساسة والقادة العرب أدرك جازما بأنّ فيكم من يتألم ،ولا يتكلّم، وفيكم من يرفض، ولا يعترض،وفيكم من يحلم ، ولا يسعفه الحلم العربي،فحضوركم أو غيابكم سيصنع الحدث العالمي الإعلامي،ولكن هل ستتحقق أماني الشعوب في لقائكم العربي الكبير على أرض الشهداء؟ نأمل أن نصبح على غد جديد وجميل، وعلى أمل كبير..تحيتي لك صديقنا سري القدوة..
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...