صدرت في العام 2019 طبعة ثانية لكتاب الدكتور روبيك (رئوڤين) روزنطال ( تل أبيب، ١٩٤٥ - )، لغويّ وكاتب وصحفيّ، تحمل العُنوان: التحدّث بلغة الجيش الإسرائيليّ، موساد بيالك، القدس ٢٠١٩، ٤٨٤ ص. (רוביק רוזנטל, מדברים צהלית: דיוקן שפת הצבא הישראלי, הדפסה שנייה, מוסד ביאליק, ירושלים 2019, 484 עמ’).
من مؤلّفات روزنطال الكثيرة نذكر: صرخة هادئة، سِفْرِيات پوعَليم/مكتبة العُمّال، ١٩٨٧؛ عائلة البوفور، سِفْرِيات پوعَليم، ١٩٨٩؛ حدود الروح، أحاديث مع سامي ميخائيل، الكيبوتس الموّحد، ١٩٩٩؛ كفر قاسم، أحداث وميثوس/أُسطورة - عن مجزرة كفر قاسم، الكيبوتس الموّحد، ٢٠٠٠؛ الميدان اللغويّ، عام عوڤيد/شعب يعمل، ٢٠٠١؛ هل توفي الثَكَل؟، كيتر/تاج، ٢٠٠١؛ شارع الزهور ٢٢، كيتر، ٢٠٠٣ (سيرة حياة أُسرته ألمانيّة الأصل)؛ بهجة اللغة- أحاديث عن العبريّة الإسرائيليّة، عام عوڤيد، ٢٠٠٤؛ قاموس العامّيّة/السلانچ الشامل، كيتر، ٢٠٠٥؛ مُعجم الحياة، كيتر ٢٠٠٧؛ النور والسِّحْر: تل أبيب ذات يوم، ١٠١ قصة، يِديعوت سِفَريم/ معارف الكتب، ٢٠٠٨؛ مُعْجم العبارات، ثمانية عشر ألفا في العبريّة الحديثة…، كيتر، ٢٠٠٩؛ الرحلة المدهشة لبلاد الكلمات، كيتر، ٢٠١٢؛ المعجم العسكريّ غير الرسميّ، كيتر ٢٠١٥؛ حرب الحروف، أو: اليوم الذي ٱنقلبت فيه الشين على ظهرها، كيتر، ٢٠١٧؛ التحدّث بلغة التناخ/أسفار العهد القديم، كيتر ٢٠١٨. ولروزنطال موقع إلكترونيّ أسبوعيّ - ”زيراه لِشونيت/ميدان اللغة“ يُعنى باللغة العبريّة بخاصّة وباللسانيّات (linguistics) بعامّة وعُنوانه هو: רוביק רוזנטל.
نذكر أن روزنطال، كان قد بدأ بالكتابة الصحفيّة منذ شبابه في صحف عبريّة كثيرة مثل عَلْ هَمِشْمار، مَعريڤ، هآرتس، يِديعوت أَحَرونوت، شِدِموت، پوليطِقه، حَدَشوت وفي صحف ألمانية. وقد حصل عام ٢٠٠٤ على جائزة سوكولوڤ للصحافة تقديرًا لنشاطه اللغويّ، كما حصل في العام ٢٠١٢ على جائزة رَمات غان لأدب الأطفال والشبيبة. ويرى روزنطال أنّه بدون التناخ - أسفار العهد القديم - ٢٤ سِفْرا، وبدون اللغة العبريّة لما كان الشعب اليهودي.
من اللافت للنظر، أنّ لغة الجيش الإسرائيليّ الخاصّة منذ العام ١٩٤٨، لم تحظَ بما يليق بها من عناية وبحث، ومن الصعوبة بمكان معرفة ما وراء ذلك من أسباب وظروف، فهذا الوضع عامّ في كلّ بلدان العالَم. لا نحيد عن جادّة الصواب إذا قلنا إنّ الجيش في البلاد، يُعتبر أهمّ مؤسّسة ذات أكبر تأثير على مجتمع البلاد وثقافته اليهوديّة. أضِف إلى ذلك أن البحث الاجتماعيّ اللغويّ (sociolinguistics) حديث العهد بصورة عامّة، وفي البلاد بنحو خاصّ. وهنالك من يبحث في لغة اليهود المتزمّتين؛ اللغة العبريّة لدى عرب البلاد الأصلانيّين؛ عبريّة اليهود
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
؛ عبريّة صيّادي السمك؛ عبريّة الأطفال؛ عبريّة الجُناة والمنحرفين وهلمّ جرّا. ويصرّح روزنطال بأسف وبقلق، بأنّ عالَم الجيش عنيف وهو يحظى بتقدير وتبجيل من قِبَل مؤسّسات التربية والاتّصالات. ومع هذا اختار المؤلِّف هذا الموضوع وكأنّه أراد سبْر أعماق العدوّ وفهم ما يدور هناك في الواقع. والمؤلِّف خدم في الجيش، ولا شكّ أنّ الخدمة تلك قد ساهمت بشكل ما في بحث لغة الجنود. ويقول روزنطال إنّ لغة الجيش، اللغة الصهلية (مشتقّة من الاختصار صهـ”ل بالعبريّة أي جيش الدفاع الإسرائيليّ وهنالك من أطلق عليه الاسم צק’’ל أي: جيش القتل الإسرائيليّ، في أعقاب تصريح قائد أركان الجيش الثاني والعشرين، أڤيڤ كوخاڤي ١٩٤٥- ، نسعى لجيش قَطْلَني/قاتِل )، ثريّة، جذّابة وتُشغل البال.
نواة هذا الكتاب الجديد لروزنطال، هي أُطروحة دكتوراة كان قد أعدّها في جامعة بار إيلان في تل أبيب بإشراف البروفيسورة أوره شڤارْتسڤالد. وقدِ ٱعتمد المؤلّف على عيّنة من الألفاظ والعبارات، وصل تعدادها ستّة آلاف استقاها من مصادرَ متنوّعة: كُتب، وثائق، أفلام. من تلك الألفاظ ما ذكرناه آنفًا ”مُسَمَّم“ أي مقاتِل مُفعم بالتحمّس و”جوبنيك“ أي مدنيّ بزيّ عسكريّ. ومن الطبيعيّ جدًّا استعمال الاختصارات وهو من ميزات العبريّة الحديثة التي أخذت بالظهور كلغة محكيّة في أواخر القرن التاسع عشر في عملية أُطلق عليها اسم ”إحياء اللغة العبريّة“، بعد أن كانت لغة مكتوبة فقط حِقبةً طويلة من الزمان، حوالي سبعة عشر قرنا. ويظهر أن موشه شاريت (شِرْتوك، ١٨٩٤- ١٩٦٥) رئيس حكومة إسرائيل الثاني ١٩٥٤-١٩٥٥، كان قدِ اقترح على وزير الأمن استبدال اللفظة الأجنبيّة ”مورال“ أي ”معنويةّ“ بعبارة ”رواح هَلِحيمَه“ أي ”روح القِتال“، واختصر بالحروف الثلاثة ”رَهـ”ل“ وبمرور الزمن قُلبت الهاء عينا فغدا الاختصار ”راعَل“. والجيش يتّسم بالهرميّة الواضحة، سلاح الجوّ، الاستخبارات، سلاح اليابسة وفيه تقسيمات، ما الأفضل، أهُمُ المظليّون أم چولاني؛ وفي ذيل القائمة يأتي سلاح الهندسة القتاليّ. كما أنّ الجنس اللطيف في الجيش يُستقبل بازدراء، بل وبغضب ويطلق على المجنّدة اسم ”بحوريله“، فهي ليست امرأة بل غوريلا ويسمّى الجندي غير المقاتل ”أُنثى“.
ومن الجليّ، أن لغة الجيش هذه متعدّدة الجوانب والأشكال، وبخاصّة ذات نمطين: لغة الجيش وهي لغته الرسميّة وتعمل من الأعلى إلى الأسفل، ولغة الجنود وهي بمثابة السلانچ عندهم. ورطانة الجنود هذه تمكنّهم من تخفيف مشاعر التوتّر والإحباط، وتجعل منهم جنودًا جيّدين متحمّسين وبلغتهم ”مُسمَّمين“. ويظهر من بحث روزنطال هذا أنّ ثمة نمطًا لغويًّا ثالثًا وهو ما يمكن تسميته الجَرْچون العسكريّ، كيفية إصدار الأوامر، وأطلق عليه المؤلف اسم ”لغة العمل/النشاط“. وهذان النمطان قريبان من بعضهما البعض، والحدود بينهما غير واضحة المعالم، فالجرچون يقبع في كنف أو ظلّ اللغة الرسميّة ويجعلها سهلة المنال، إنّه يخدِم لغة النشاط/العمل ولغة القادة الصغار. في حين أنّ السلانچ يظلّ اللغة المتداولة بين الجنود. وقد تبيّن من بحث المؤلِّف أن لا وجود لتعليمات أو إرشادات رسميّة بصدد كيفية إعطاء الأوامر، فلكلّ قائد أسلوبه الخاصّ، اللهمّ باستثناء أوامر الوقوف والاستعداد المنتظم. وممّا يجدُر ذكرُه أنّ الأوامر ليست مصاغة بصيغة الأمر كما يُتوقّع، بل بصيغ المضارع والمستقبل والماضي: ننتظم بثلاثة ثلاثة؛ ستحرّكون أنفسكم ؛ ثلاثون ثانية وكنتم هنا. قد يكون لهذا الأمر بصيغة الزمن الماضي تأثير من اللغة الروسية. ويلاحظ أنّ الأوامر التي يُراد تلبيتُها بسرعة وحالًا تصاغ بصيغة الماضي. ومن المعروف أن هذا الاستخدام شائع في الاستعمال اليوميّ العادي، فمثلًا نقول ”مشينا/تحركنا“ والمبتغى ”نمشي حالًا“ ولا يخفى على القارىء أنّ هذه الظاهرة موجودة في لهجتنا الفلسطينيّة.
في الجَرْچون العسكريّ/الصهليّ، على سبيل المثال، يُطلق على إجازة نهاية الأسبوع أو السبت ”حَمْشوش“ وهي لفظة تتموضع بين الجرچون والسلانچ. وفي السلانچ العسكريّ التهكميّ يقال ”شو”ش كيدوش“ أي خروج الجندي لإجازة في ساعة متأخّرة من يوم الجمعة واصلًا بيته رأسًا لكيدوش السبت (شيشي وشبت/ الجمعة والسبت).
يُعنى القسم الأوّل من الكتاب بالسِّمات المركزيّة للعبريّة الصهليّة من حيث علمُ الأصوات؛ الصرف؛ النحو؛ المعجم أو علم الدلالة؛ التداوليّة (الپراچماطيقا) - بحث الاستعمالات والسياقات. والقسم الثاني من الكتاب يتناول موضوع العلاقة بين هذا النمط اللغويّ العسكريّ، وهرميّة الجيش؛ تحديد الرتَب العسكريّة؛ قواعد إصدار الأوامر العسكريّة؛ الصلة بين هذا النمط اللغويّ والتذكير والتأنيث ونواح إثنيّة؛ تأثير لغة الجيش على لغة المدنيّين والعامّيّة، السلانچ.
وفي العام ٢٠٢١ صدر كتاب للأطفال لروزنطال بعنوان معناه ”عائلة بلِباس تنكريّ“ بإصدار كيتر وهو مُهدًى لحفيده يوئيل بمناسبة عيد ميلاده الرابع. ويأمل المؤلّف بأنّ حفيده هذا، بعد أن يكبُر، لن يعرف لغة الجيش، وبأنّ كتابه قيد العرض السريع سيصبح بمثابة تاريخ عن لغة منسيّة لتحتلّ مكانها لغات مدنيّة. اللغة الصهليّة تتغيّر ولكن ليس بإيقاع سريع وهي ذات خلفيّة ثابتة.
اعتمدت أيضًا على:
רוביק רוזנטל על "מדברים צהלית": ראיון עצמי עמוס בסתירות פנימיות
من مؤلّفات روزنطال الكثيرة نذكر: صرخة هادئة، سِفْرِيات پوعَليم/مكتبة العُمّال، ١٩٨٧؛ عائلة البوفور، سِفْرِيات پوعَليم، ١٩٨٩؛ حدود الروح، أحاديث مع سامي ميخائيل، الكيبوتس الموّحد، ١٩٩٩؛ كفر قاسم، أحداث وميثوس/أُسطورة - عن مجزرة كفر قاسم، الكيبوتس الموّحد، ٢٠٠٠؛ الميدان اللغويّ، عام عوڤيد/شعب يعمل، ٢٠٠١؛ هل توفي الثَكَل؟، كيتر/تاج، ٢٠٠١؛ شارع الزهور ٢٢، كيتر، ٢٠٠٣ (سيرة حياة أُسرته ألمانيّة الأصل)؛ بهجة اللغة- أحاديث عن العبريّة الإسرائيليّة، عام عوڤيد، ٢٠٠٤؛ قاموس العامّيّة/السلانچ الشامل، كيتر، ٢٠٠٥؛ مُعجم الحياة، كيتر ٢٠٠٧؛ النور والسِّحْر: تل أبيب ذات يوم، ١٠١ قصة، يِديعوت سِفَريم/ معارف الكتب، ٢٠٠٨؛ مُعْجم العبارات، ثمانية عشر ألفا في العبريّة الحديثة…، كيتر، ٢٠٠٩؛ الرحلة المدهشة لبلاد الكلمات، كيتر، ٢٠١٢؛ المعجم العسكريّ غير الرسميّ، كيتر ٢٠١٥؛ حرب الحروف، أو: اليوم الذي ٱنقلبت فيه الشين على ظهرها، كيتر، ٢٠١٧؛ التحدّث بلغة التناخ/أسفار العهد القديم، كيتر ٢٠١٨. ولروزنطال موقع إلكترونيّ أسبوعيّ - ”زيراه لِشونيت/ميدان اللغة“ يُعنى باللغة العبريّة بخاصّة وباللسانيّات (linguistics) بعامّة وعُنوانه هو: רוביק רוזנטל.
نذكر أن روزنطال، كان قد بدأ بالكتابة الصحفيّة منذ شبابه في صحف عبريّة كثيرة مثل عَلْ هَمِشْمار، مَعريڤ، هآرتس، يِديعوت أَحَرونوت، شِدِموت، پوليطِقه، حَدَشوت وفي صحف ألمانية. وقد حصل عام ٢٠٠٤ على جائزة سوكولوڤ للصحافة تقديرًا لنشاطه اللغويّ، كما حصل في العام ٢٠١٢ على جائزة رَمات غان لأدب الأطفال والشبيبة. ويرى روزنطال أنّه بدون التناخ - أسفار العهد القديم - ٢٤ سِفْرا، وبدون اللغة العبريّة لما كان الشعب اليهودي.
من اللافت للنظر، أنّ لغة الجيش الإسرائيليّ الخاصّة منذ العام ١٩٤٨، لم تحظَ بما يليق بها من عناية وبحث، ومن الصعوبة بمكان معرفة ما وراء ذلك من أسباب وظروف، فهذا الوضع عامّ في كلّ بلدان العالَم. لا نحيد عن جادّة الصواب إذا قلنا إنّ الجيش في البلاد، يُعتبر أهمّ مؤسّسة ذات أكبر تأثير على مجتمع البلاد وثقافته اليهوديّة. أضِف إلى ذلك أن البحث الاجتماعيّ اللغويّ (sociolinguistics) حديث العهد بصورة عامّة، وفي البلاد بنحو خاصّ. وهنالك من يبحث في لغة اليهود المتزمّتين؛ اللغة العبريّة لدى عرب البلاد الأصلانيّين؛ عبريّة اليهود
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
؛ عبريّة صيّادي السمك؛ عبريّة الأطفال؛ عبريّة الجُناة والمنحرفين وهلمّ جرّا. ويصرّح روزنطال بأسف وبقلق، بأنّ عالَم الجيش عنيف وهو يحظى بتقدير وتبجيل من قِبَل مؤسّسات التربية والاتّصالات. ومع هذا اختار المؤلِّف هذا الموضوع وكأنّه أراد سبْر أعماق العدوّ وفهم ما يدور هناك في الواقع. والمؤلِّف خدم في الجيش، ولا شكّ أنّ الخدمة تلك قد ساهمت بشكل ما في بحث لغة الجنود. ويقول روزنطال إنّ لغة الجيش، اللغة الصهلية (مشتقّة من الاختصار صهـ”ل بالعبريّة أي جيش الدفاع الإسرائيليّ وهنالك من أطلق عليه الاسم צק’’ל أي: جيش القتل الإسرائيليّ، في أعقاب تصريح قائد أركان الجيش الثاني والعشرين، أڤيڤ كوخاڤي ١٩٤٥- ، نسعى لجيش قَطْلَني/قاتِل )، ثريّة، جذّابة وتُشغل البال.
نواة هذا الكتاب الجديد لروزنطال، هي أُطروحة دكتوراة كان قد أعدّها في جامعة بار إيلان في تل أبيب بإشراف البروفيسورة أوره شڤارْتسڤالد. وقدِ ٱعتمد المؤلّف على عيّنة من الألفاظ والعبارات، وصل تعدادها ستّة آلاف استقاها من مصادرَ متنوّعة: كُتب، وثائق، أفلام. من تلك الألفاظ ما ذكرناه آنفًا ”مُسَمَّم“ أي مقاتِل مُفعم بالتحمّس و”جوبنيك“ أي مدنيّ بزيّ عسكريّ. ومن الطبيعيّ جدًّا استعمال الاختصارات وهو من ميزات العبريّة الحديثة التي أخذت بالظهور كلغة محكيّة في أواخر القرن التاسع عشر في عملية أُطلق عليها اسم ”إحياء اللغة العبريّة“، بعد أن كانت لغة مكتوبة فقط حِقبةً طويلة من الزمان، حوالي سبعة عشر قرنا. ويظهر أن موشه شاريت (شِرْتوك، ١٨٩٤- ١٩٦٥) رئيس حكومة إسرائيل الثاني ١٩٥٤-١٩٥٥، كان قدِ اقترح على وزير الأمن استبدال اللفظة الأجنبيّة ”مورال“ أي ”معنويةّ“ بعبارة ”رواح هَلِحيمَه“ أي ”روح القِتال“، واختصر بالحروف الثلاثة ”رَهـ”ل“ وبمرور الزمن قُلبت الهاء عينا فغدا الاختصار ”راعَل“. والجيش يتّسم بالهرميّة الواضحة، سلاح الجوّ، الاستخبارات، سلاح اليابسة وفيه تقسيمات، ما الأفضل، أهُمُ المظليّون أم چولاني؛ وفي ذيل القائمة يأتي سلاح الهندسة القتاليّ. كما أنّ الجنس اللطيف في الجيش يُستقبل بازدراء، بل وبغضب ويطلق على المجنّدة اسم ”بحوريله“، فهي ليست امرأة بل غوريلا ويسمّى الجندي غير المقاتل ”أُنثى“.
ومن الجليّ، أن لغة الجيش هذه متعدّدة الجوانب والأشكال، وبخاصّة ذات نمطين: لغة الجيش وهي لغته الرسميّة وتعمل من الأعلى إلى الأسفل، ولغة الجنود وهي بمثابة السلانچ عندهم. ورطانة الجنود هذه تمكنّهم من تخفيف مشاعر التوتّر والإحباط، وتجعل منهم جنودًا جيّدين متحمّسين وبلغتهم ”مُسمَّمين“. ويظهر من بحث روزنطال هذا أنّ ثمة نمطًا لغويًّا ثالثًا وهو ما يمكن تسميته الجَرْچون العسكريّ، كيفية إصدار الأوامر، وأطلق عليه المؤلف اسم ”لغة العمل/النشاط“. وهذان النمطان قريبان من بعضهما البعض، والحدود بينهما غير واضحة المعالم، فالجرچون يقبع في كنف أو ظلّ اللغة الرسميّة ويجعلها سهلة المنال، إنّه يخدِم لغة النشاط/العمل ولغة القادة الصغار. في حين أنّ السلانچ يظلّ اللغة المتداولة بين الجنود. وقد تبيّن من بحث المؤلِّف أن لا وجود لتعليمات أو إرشادات رسميّة بصدد كيفية إعطاء الأوامر، فلكلّ قائد أسلوبه الخاصّ، اللهمّ باستثناء أوامر الوقوف والاستعداد المنتظم. وممّا يجدُر ذكرُه أنّ الأوامر ليست مصاغة بصيغة الأمر كما يُتوقّع، بل بصيغ المضارع والمستقبل والماضي: ننتظم بثلاثة ثلاثة؛ ستحرّكون أنفسكم ؛ ثلاثون ثانية وكنتم هنا. قد يكون لهذا الأمر بصيغة الزمن الماضي تأثير من اللغة الروسية. ويلاحظ أنّ الأوامر التي يُراد تلبيتُها بسرعة وحالًا تصاغ بصيغة الماضي. ومن المعروف أن هذا الاستخدام شائع في الاستعمال اليوميّ العادي، فمثلًا نقول ”مشينا/تحركنا“ والمبتغى ”نمشي حالًا“ ولا يخفى على القارىء أنّ هذه الظاهرة موجودة في لهجتنا الفلسطينيّة.
في الجَرْچون العسكريّ/الصهليّ، على سبيل المثال، يُطلق على إجازة نهاية الأسبوع أو السبت ”حَمْشوش“ وهي لفظة تتموضع بين الجرچون والسلانچ. وفي السلانچ العسكريّ التهكميّ يقال ”شو”ش كيدوش“ أي خروج الجندي لإجازة في ساعة متأخّرة من يوم الجمعة واصلًا بيته رأسًا لكيدوش السبت (شيشي وشبت/ الجمعة والسبت).
يُعنى القسم الأوّل من الكتاب بالسِّمات المركزيّة للعبريّة الصهليّة من حيث علمُ الأصوات؛ الصرف؛ النحو؛ المعجم أو علم الدلالة؛ التداوليّة (الپراچماطيقا) - بحث الاستعمالات والسياقات. والقسم الثاني من الكتاب يتناول موضوع العلاقة بين هذا النمط اللغويّ العسكريّ، وهرميّة الجيش؛ تحديد الرتَب العسكريّة؛ قواعد إصدار الأوامر العسكريّة؛ الصلة بين هذا النمط اللغويّ والتذكير والتأنيث ونواح إثنيّة؛ تأثير لغة الجيش على لغة المدنيّين والعامّيّة، السلانچ.
وفي العام ٢٠٢١ صدر كتاب للأطفال لروزنطال بعنوان معناه ”عائلة بلِباس تنكريّ“ بإصدار كيتر وهو مُهدًى لحفيده يوئيل بمناسبة عيد ميلاده الرابع. ويأمل المؤلّف بأنّ حفيده هذا، بعد أن يكبُر، لن يعرف لغة الجيش، وبأنّ كتابه قيد العرض السريع سيصبح بمثابة تاريخ عن لغة منسيّة لتحتلّ مكانها لغات مدنيّة. اللغة الصهليّة تتغيّر ولكن ليس بإيقاع سريع وهي ذات خلفيّة ثابتة.
اعتمدت أيضًا على:
רוביק רוזנטל על "מדברים צהלית": ראיון עצמי עמוס בסתירות פנימיות