-١-
مستعجلاً
مثل كلّ شيء
دون أن أفكّرَ إلى أين أمضي
أركضُ مواكباً عقرب الساعة
أو ربما أدور معه
مثبتاً به
أو معلقاً عليه
دون أن أعي،
أسمع التكتكة والرنين في حدقة عينيّ،
داخل أذنيّ وفي عقلي.
-٢-
عوضاً عن القدمين
ربما سيولد إنسان بعجلتين،
تتزحلقان على إسفلت الزمن
أو على جليده.
سيتحول الوجه إلى شاشة أرقام
ويلبس الهواء ثياب الرنين
وعوضاً عن الشرايين
ستُمدّ أسلاك في الجسد
وتسري كهرباء فيها تنقطع حين
يحين وقتها.
-٣-
لا أركض كماء يجري
لا أركض كغيمة ساعية كي تمطر
لا أركض كضوء طالع كي ينتشر
لا أركض كوردة مستعجلة كي تتفتح
أو طفل ذاهب كي يلعب
لا أركض كهارب من سجن
أو كذاهب إلى موعد
لا أركض نحو شيء محدد
أركض فحسب
بين أشكال راكضة.
-٤-
هل يفكر الماء أنه يجري؟
هل يعي ما يفعله؟
هل ينتشي أم أنه يجري فقط
كمثل الأشياء الأخرى
وعليّ أن أمنحه معنى
كأن أقول: إنه دم كل شيء حي؟
-٥-
سنجفّ يوماً ما،
لن يعثر الماء على طريقه إلينا
لن تعرف أقدامنا على أي درب توقفت
ولا آثارها أين مُحيت.
سنبقى معلقين على أسلاك الزمن
وتصفر ريحٌ جافة في عظامنا
وحين لا يبقى منها إلا التراب
يُنْقَل إلى الجرم الأكبر
إلى مقبرة أبي العلاء المعري الكونية
وفيها ربما سيختلط بتراب آخر
تمر فوقه أقدام أخرى.
من يدري
ربما يدوس البشر على بعضهم
كي يولدوا؟
-٦-
أشعر أنني مستعجل
أركض أمام نفسي
أحاذر أن يسبقني غيري
أنطلق في خط مستقيم
ظاناً أنه في نقطة ما
سينفتح لي باب
غير أنني أستيقظ أحياناً
فأبطئ من خطوي
قائلاً: ربما إذا مشيت في الاتجاه المعاكس
منطلقاً إلى الخلف
أو إذا سلكت طرقاً جانبية
سأطيل من رحلتي
ولن تصل قدماي إلى محطة.
-٧-
في الصباح
ينفتح بابٌ فأخرج
في المساء
ينفتح بابٌ فأدخل
وبين الصباح
والمساء أركضُ
ولا أمسك بأي شيء
كما لو أن جهاز تحكم
يوجّهني في الشوارع
في لعبة لاعبوها لامرئيون
وأبطالها بشر
لا يفعلون شيئاً
سوى الركض
على الطريق السريع
لحياتهم اليومية.
مستعجلاً
مثل كلّ شيء
دون أن أفكّرَ إلى أين أمضي
أركضُ مواكباً عقرب الساعة
أو ربما أدور معه
مثبتاً به
أو معلقاً عليه
دون أن أعي،
أسمع التكتكة والرنين في حدقة عينيّ،
داخل أذنيّ وفي عقلي.
-٢-
عوضاً عن القدمين
ربما سيولد إنسان بعجلتين،
تتزحلقان على إسفلت الزمن
أو على جليده.
سيتحول الوجه إلى شاشة أرقام
ويلبس الهواء ثياب الرنين
وعوضاً عن الشرايين
ستُمدّ أسلاك في الجسد
وتسري كهرباء فيها تنقطع حين
يحين وقتها.
-٣-
لا أركض كماء يجري
لا أركض كغيمة ساعية كي تمطر
لا أركض كضوء طالع كي ينتشر
لا أركض كوردة مستعجلة كي تتفتح
أو طفل ذاهب كي يلعب
لا أركض كهارب من سجن
أو كذاهب إلى موعد
لا أركض نحو شيء محدد
أركض فحسب
بين أشكال راكضة.
-٤-
هل يفكر الماء أنه يجري؟
هل يعي ما يفعله؟
هل ينتشي أم أنه يجري فقط
كمثل الأشياء الأخرى
وعليّ أن أمنحه معنى
كأن أقول: إنه دم كل شيء حي؟
-٥-
سنجفّ يوماً ما،
لن يعثر الماء على طريقه إلينا
لن تعرف أقدامنا على أي درب توقفت
ولا آثارها أين مُحيت.
سنبقى معلقين على أسلاك الزمن
وتصفر ريحٌ جافة في عظامنا
وحين لا يبقى منها إلا التراب
يُنْقَل إلى الجرم الأكبر
إلى مقبرة أبي العلاء المعري الكونية
وفيها ربما سيختلط بتراب آخر
تمر فوقه أقدام أخرى.
من يدري
ربما يدوس البشر على بعضهم
كي يولدوا؟
-٦-
أشعر أنني مستعجل
أركض أمام نفسي
أحاذر أن يسبقني غيري
أنطلق في خط مستقيم
ظاناً أنه في نقطة ما
سينفتح لي باب
غير أنني أستيقظ أحياناً
فأبطئ من خطوي
قائلاً: ربما إذا مشيت في الاتجاه المعاكس
منطلقاً إلى الخلف
أو إذا سلكت طرقاً جانبية
سأطيل من رحلتي
ولن تصل قدماي إلى محطة.
-٧-
في الصباح
ينفتح بابٌ فأخرج
في المساء
ينفتح بابٌ فأدخل
وبين الصباح
والمساء أركضُ
ولا أمسك بأي شيء
كما لو أن جهاز تحكم
يوجّهني في الشوارع
في لعبة لاعبوها لامرئيون
وأبطالها بشر
لا يفعلون شيئاً
سوى الركض
على الطريق السريع
لحياتهم اليومية.