عزيزي الفاضل (خصوصي جدًا)
بعد التحية قرأت رسالتكم الرقيقة المؤرخة 23/10/ 47 شاكرًا حسن ظنكم راجيًا من المولى أن يوفقكم وقد سبق لي الاطلاع على مقالكم اللطيف ولم أجد صاحب التعليق موفقًا في تعليقه أبدًا ولا يسعني الخوض في الموضوع مفصلًا لأن الأمر يتعلق بشخصي كما لا يخفى عليكم. ما نقَلتموه عن الأدب العصري من أسماء المؤلفات هو الواقع وإن كان بعضها بشكل مُسوّدة إلى الآن ومن رأيي والحالة هذه أن تصرفوا النظر عن الرد على أن الأمر عائد لحضرتكم ولا يسعني إلا أن أشكر لكم أدبكم ولطفكم هذا مع مزيد الاحترام
28/10/47 محمد رضا الشبيبي
-----------------------
(*) يسرني القيام لأول مرة بنشر نص رسالة الشبيبي المشار اليها في أدناه لما لها من قيمة تاريخية ودلالة على ما كان يتميز به الشبيبي من سمو الخلق وجلالة التواضع علماً باني تلقيتها عندما كنت طالباً في الصف الخامس الثانوي.
البيان (31-32) 15 تشرين الثاني 1947
بريد البيان
سيدي المحرر:
قرأت تعليقاتكم على مقالي عن « رضا الشبيبي الشاعر المجدد » وإن دلت، هي على شيء، فإنما تدل على اهتمامكم بما يورد في المقالات وتنم عن سعة اطلاعكم … وقد عرفتم من قبل، بالقدرة الفائقة على البحث والتنقيب ولا غرو أن نلقبكم بـ « البحاثة »
ولعمري، إنها خطة قويمة – خطة التعليق على ما هو جدير به – جديرة بالاتباع، وتدر على القراء أرباحًا لا يستهان بها!!
لقد قلت أيها الأستاذ، في تعليقك (لم نعهد لمعالي العلامة الشبيبي مؤلفًا في الفلسفة أو أنه يعد من الفلاسفة أو بما تعطي كلمة (فيلسوف) من معنى .. » ثم رجوتم مني، ومن غيري أن أثبت أولًا على صحة ادعائي – وأن أظهر- ثانيًا- « أثرًا له يكون كشاهد عدل »!
وإنني في مقالي عن الشبيبي لم أدع أنه فيلسوف .. بل إنما قلت له كتب في الفلسفة وله قصائد فلسفية وليس كل من له مؤلفات فلسفية يدعى فيلسوفًا … فهذا الأستاذ أحمد أمين له كتب عدة في الفلسفة ولكن لا يقال أنه فيلسوف!
وإن كنتم تشكون في ما ذكرت من مؤلفات الشبيبي الفلسفية فأرجو الاطلاع على ما كتبه الأستاذ روفائيل بطي عن الشبيبي في كتابه « الأدب العصري في العراق العربي » الذي اعتمدت عليه!
ثم أود أن أخبركم أنني تسلمت قبل أيام قلائل رسالة من معالي الأستاذ الشبيبي يقول فيها ما يلي بالنص(*):
« سبق لي الاطلاع على مقالكم اللطيف ولم أجد صاحب التعليق موفقًا في تعليقه أبدًا ….
وما نقلتموه عن الأدب العصري من أسماء المؤلفات هو الواقع وإن كان بعضها بشكل مسوّدة إلى الآن .. »
مما مضى نعرف أن للشبيبي مؤلفات في الفلسفة وما أوردته في مقالي صحيح! ولكن، مع مزيد الأسف لا يسعني أو لا أستطيع « أن أظهر أثرًا له كشاهد عدل » لأن الشبيبي كما بينت في مقالي عنه، لم يطبع من مؤلفاته شيئًا!
هذا وأكرر شكري للأستاذ الخاقاني مقدرًا فيه مساعيه المشكورة واهتمامه الزائد والسلام.
صالح جواد الطعمة
--------------------------------
المحرر: أعتقد أن من يقرأ المقال المنشور في العدد 29-30 ص 790 والتعليق سيبدو له الفرق جليًا واضحًا للتناقض الذي وقع فيه الكاتب .. فقد ورد بمقاله ما نصه: « ويعد اليوم عالمًا في الفلسفة الشرقية» ثم يتنصل في تعليقه هذا عن ذلك ويقول « وإنني في مقالي عن الشبيبي لم أدع أنه فيلسوف الخ »
ولا بد للقارئ الكريم أن يعلم أن المعنى اللغوي لكلمة « عالم » هي الذي يدرك الشيء بحقيقته بعد اليقين والمعرفة وعلى هذا أيضًا جرى الاصطلاح، ومن ذلك يتجلى وجه التناقض بين مقال الكاتب وتعليقه، إذ كيف يعد الشخص عالمًا بالفلسفة وغير عالم بها.
وإنني لا أعلم ما هو الغرض من قول معالي الشبيبي برسالته لكاتب المقال المنوه عنها في التعليق «لم أجد صاحب التعليق موفقًا في تعليقه أبدًا» فهل يقصد تعليقي على كونه غير عالم بالفلسفة، أم تعليقي على كثرة شعره في المدح والرثاء والغزل والنسيب الذي لم يدخل في ديوانه. فإن كان يقصد الشق الأول فكان من واجبه أن يتحف هواة الفلسفة بجهوده الفلسفية وذلك بإظهار مؤلفاته للطبع – « خاصة وقد مرّ على قول كاتب المقال المستند على « الأدب العصري » – عشرون عامًا وقد اتسعت في غضون هذه المدة وسائل النشر وأصبح في وسع مثل الأستاذ أن يظهر ما عنده بسهولة، وإن كان يقصد الشق الثاني فإن المجاميع الأدبية الكثيرة تؤيد ما ذهبنا إليه.
المحرر
بعد التحية قرأت رسالتكم الرقيقة المؤرخة 23/10/ 47 شاكرًا حسن ظنكم راجيًا من المولى أن يوفقكم وقد سبق لي الاطلاع على مقالكم اللطيف ولم أجد صاحب التعليق موفقًا في تعليقه أبدًا ولا يسعني الخوض في الموضوع مفصلًا لأن الأمر يتعلق بشخصي كما لا يخفى عليكم. ما نقَلتموه عن الأدب العصري من أسماء المؤلفات هو الواقع وإن كان بعضها بشكل مُسوّدة إلى الآن ومن رأيي والحالة هذه أن تصرفوا النظر عن الرد على أن الأمر عائد لحضرتكم ولا يسعني إلا أن أشكر لكم أدبكم ولطفكم هذا مع مزيد الاحترام
28/10/47 محمد رضا الشبيبي
-----------------------
(*) يسرني القيام لأول مرة بنشر نص رسالة الشبيبي المشار اليها في أدناه لما لها من قيمة تاريخية ودلالة على ما كان يتميز به الشبيبي من سمو الخلق وجلالة التواضع علماً باني تلقيتها عندما كنت طالباً في الصف الخامس الثانوي.
البيان (31-32) 15 تشرين الثاني 1947
بريد البيان
سيدي المحرر:
قرأت تعليقاتكم على مقالي عن « رضا الشبيبي الشاعر المجدد » وإن دلت، هي على شيء، فإنما تدل على اهتمامكم بما يورد في المقالات وتنم عن سعة اطلاعكم … وقد عرفتم من قبل، بالقدرة الفائقة على البحث والتنقيب ولا غرو أن نلقبكم بـ « البحاثة »
ولعمري، إنها خطة قويمة – خطة التعليق على ما هو جدير به – جديرة بالاتباع، وتدر على القراء أرباحًا لا يستهان بها!!
لقد قلت أيها الأستاذ، في تعليقك (لم نعهد لمعالي العلامة الشبيبي مؤلفًا في الفلسفة أو أنه يعد من الفلاسفة أو بما تعطي كلمة (فيلسوف) من معنى .. » ثم رجوتم مني، ومن غيري أن أثبت أولًا على صحة ادعائي – وأن أظهر- ثانيًا- « أثرًا له يكون كشاهد عدل »!
وإنني في مقالي عن الشبيبي لم أدع أنه فيلسوف .. بل إنما قلت له كتب في الفلسفة وله قصائد فلسفية وليس كل من له مؤلفات فلسفية يدعى فيلسوفًا … فهذا الأستاذ أحمد أمين له كتب عدة في الفلسفة ولكن لا يقال أنه فيلسوف!
وإن كنتم تشكون في ما ذكرت من مؤلفات الشبيبي الفلسفية فأرجو الاطلاع على ما كتبه الأستاذ روفائيل بطي عن الشبيبي في كتابه « الأدب العصري في العراق العربي » الذي اعتمدت عليه!
ثم أود أن أخبركم أنني تسلمت قبل أيام قلائل رسالة من معالي الأستاذ الشبيبي يقول فيها ما يلي بالنص(*):
« سبق لي الاطلاع على مقالكم اللطيف ولم أجد صاحب التعليق موفقًا في تعليقه أبدًا ….
وما نقلتموه عن الأدب العصري من أسماء المؤلفات هو الواقع وإن كان بعضها بشكل مسوّدة إلى الآن .. »
مما مضى نعرف أن للشبيبي مؤلفات في الفلسفة وما أوردته في مقالي صحيح! ولكن، مع مزيد الأسف لا يسعني أو لا أستطيع « أن أظهر أثرًا له كشاهد عدل » لأن الشبيبي كما بينت في مقالي عنه، لم يطبع من مؤلفاته شيئًا!
هذا وأكرر شكري للأستاذ الخاقاني مقدرًا فيه مساعيه المشكورة واهتمامه الزائد والسلام.
صالح جواد الطعمة
--------------------------------
المحرر: أعتقد أن من يقرأ المقال المنشور في العدد 29-30 ص 790 والتعليق سيبدو له الفرق جليًا واضحًا للتناقض الذي وقع فيه الكاتب .. فقد ورد بمقاله ما نصه: « ويعد اليوم عالمًا في الفلسفة الشرقية» ثم يتنصل في تعليقه هذا عن ذلك ويقول « وإنني في مقالي عن الشبيبي لم أدع أنه فيلسوف الخ »
ولا بد للقارئ الكريم أن يعلم أن المعنى اللغوي لكلمة « عالم » هي الذي يدرك الشيء بحقيقته بعد اليقين والمعرفة وعلى هذا أيضًا جرى الاصطلاح، ومن ذلك يتجلى وجه التناقض بين مقال الكاتب وتعليقه، إذ كيف يعد الشخص عالمًا بالفلسفة وغير عالم بها.
وإنني لا أعلم ما هو الغرض من قول معالي الشبيبي برسالته لكاتب المقال المنوه عنها في التعليق «لم أجد صاحب التعليق موفقًا في تعليقه أبدًا» فهل يقصد تعليقي على كونه غير عالم بالفلسفة، أم تعليقي على كثرة شعره في المدح والرثاء والغزل والنسيب الذي لم يدخل في ديوانه. فإن كان يقصد الشق الأول فكان من واجبه أن يتحف هواة الفلسفة بجهوده الفلسفية وذلك بإظهار مؤلفاته للطبع – « خاصة وقد مرّ على قول كاتب المقال المستند على « الأدب العصري » – عشرون عامًا وقد اتسعت في غضون هذه المدة وسائل النشر وأصبح في وسع مثل الأستاذ أن يظهر ما عنده بسهولة، وإن كان يقصد الشق الثاني فإن المجاميع الأدبية الكثيرة تؤيد ما ذهبنا إليه.
المحرر