نحنُ في الحمراءِ أُسدُ = ما لنا في القومِ نِدُّ
أَمرُنا ما له رَدُّ = إننا لاموتُ الزُّؤام
نحن أبطالُ الشَّجاعَه = كلُّ فردٍ بجَماعَه
ساعَةً مع نصفِ ساعَه = خَصمُنا يُسقَى الحِمام
نحنُ عَشرٌ وَوحيدُ = وبنَا الأرضُ تَميدُ
هكذا تَقوى الاُسودُ = حينَ يشتَدُّ الخِصام
كرةَ الأَقدامِ حُومي = في هجُومٍ ووُجومِ
واقصدِي مَرمَى الخُصومِ = وادخُلِيه بِسَلام
ليس مَرمى الخصمِ مَرمى = رَغمَ أبطالِه رَغما
لا نَعُدُّ الخَصمَ خَصما = حَربُه مثلُ السَّلام
إنَّنا عُجمٌ وَعُربُ = كُلُّنا للخَطبِ خَطبُ
وإذا ما اشتَدَّ حَربُ = نَلتقيها بابتِسام
إنَّ للصَّامِ لَفَخرَا = وَلَها عِزَّا ونَصرا
فَلتَعِش لِلصَّامِ ذِكرى = إنَّ إسمَ الصَّامِ سَام
أنتِ مِن رِجلٍ لِرَأسِ = بينَ إرسالٍ وحبسِ
وبِكَفٍّ لَن تُمَسِّي = حينَ يَقوى الإِزدحَام
نحنُ أصحابُ السَّواعِد = فَنُداني ونُباعِد
نَترُكُ الخَصمَ المُعانِد = في احتِشامٍ واحتِدام
لو تَرَانا في صِراعِ = وهجومِ ودفاعِ
وارتفاعٍ وارتجاعٍ = وَوُثوبٍ للأمَام
يا لِقَومي يا لِقَومي = أىَّ يومٍ أىَّ يومِ
سِيمَ مَرمانا بِضَيمِ = بل حضرامٌ أن يُضام
خمرةَ النَّصرِ شَرِبنا = إذ لِعبنا فَغَلَبنا
وَطَرِبنا ما طَرِبنا = هكذا شَأنُ الكِرام
حارسُ المَرمى كَصَقرِ = واقِفٌ فِي بابِ وَكرِ
بحَمَاسٍ وبِمَكرِ = حارسٌ بَابَ المَقَام
والثَّنَا مِنَّا يُشَاد = ودُعَانا في ازدِياد
نحو سُلطانِ البِلاد = ولِباشاها الهُمام
---------------------------------------
شاعر الحمراء
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم. شاعر، كان أبوه سراجا، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضا من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، ومنغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه (وأثابه ثواباً جزيلا (كما يقول مترجموه.
ومر بمصر. في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:
تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى = وما ضر شوقي لو تأمل عن بعد
وهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولاسيما الجزء الأخير منها.
قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.
له (ديوان) جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفا (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.
أَمرُنا ما له رَدُّ = إننا لاموتُ الزُّؤام
نحن أبطالُ الشَّجاعَه = كلُّ فردٍ بجَماعَه
ساعَةً مع نصفِ ساعَه = خَصمُنا يُسقَى الحِمام
نحنُ عَشرٌ وَوحيدُ = وبنَا الأرضُ تَميدُ
هكذا تَقوى الاُسودُ = حينَ يشتَدُّ الخِصام
كرةَ الأَقدامِ حُومي = في هجُومٍ ووُجومِ
واقصدِي مَرمَى الخُصومِ = وادخُلِيه بِسَلام
ليس مَرمى الخصمِ مَرمى = رَغمَ أبطالِه رَغما
لا نَعُدُّ الخَصمَ خَصما = حَربُه مثلُ السَّلام
إنَّنا عُجمٌ وَعُربُ = كُلُّنا للخَطبِ خَطبُ
وإذا ما اشتَدَّ حَربُ = نَلتقيها بابتِسام
إنَّ للصَّامِ لَفَخرَا = وَلَها عِزَّا ونَصرا
فَلتَعِش لِلصَّامِ ذِكرى = إنَّ إسمَ الصَّامِ سَام
أنتِ مِن رِجلٍ لِرَأسِ = بينَ إرسالٍ وحبسِ
وبِكَفٍّ لَن تُمَسِّي = حينَ يَقوى الإِزدحَام
نحنُ أصحابُ السَّواعِد = فَنُداني ونُباعِد
نَترُكُ الخَصمَ المُعانِد = في احتِشامٍ واحتِدام
لو تَرَانا في صِراعِ = وهجومِ ودفاعِ
وارتفاعٍ وارتجاعٍ = وَوُثوبٍ للأمَام
يا لِقَومي يا لِقَومي = أىَّ يومٍ أىَّ يومِ
سِيمَ مَرمانا بِضَيمِ = بل حضرامٌ أن يُضام
خمرةَ النَّصرِ شَرِبنا = إذ لِعبنا فَغَلَبنا
وَطَرِبنا ما طَرِبنا = هكذا شَأنُ الكِرام
حارسُ المَرمى كَصَقرِ = واقِفٌ فِي بابِ وَكرِ
بحَمَاسٍ وبِمَكرِ = حارسٌ بَابَ المَقَام
والثَّنَا مِنَّا يُشَاد = ودُعَانا في ازدِياد
نحو سُلطانِ البِلاد = ولِباشاها الهُمام
---------------------------------------
شاعر الحمراء
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم. شاعر، كان أبوه سراجا، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضا من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، ومنغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه (وأثابه ثواباً جزيلا (كما يقول مترجموه.
ومر بمصر. في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:
تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى = وما ضر شوقي لو تأمل عن بعد
وهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولاسيما الجزء الأخير منها.
قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.
له (ديوان) جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفا (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.