الفرحان بوعزة - قلوب ترتجف.. قصة قصيرة

من عفن، هبت ريح تتمايل بين الدروب والأزقة ، تطعم الناس موتاً قاسياً ، استلت الريح قوتها من فراغ المكان ، ولدت من نفسها عاصفة هوجاء ..
أجساد ممددة تناقش الموت ، تودع الفضاء .. بسخرية تقف العاصفة على رأس الجثث ، تسألها ، تهزها ، تستنشق أنفاسها ، تهزأ من ضعفها.
اغترت العاصفة بقوتها ، فتحولت إلى إعصار . عن قرب ، مئذنة بالية تقبل السماء في شموخ ، تشاهد ، ترى ، صرخت ، انفجر من قلبها بكاء لم يجف عبر الأزمان ، بكت .. بكى الناس معها ، نمقوا التراتيل ، غمسوا كلماتهم في محبرة الخشوع .. ثوان مرت ، لف الإعصار بين فراغات الجدران ، هم بالناس والمئذنة .. لكن إعصار القلوب وقف منتصباً يراسل السماء .. فلملم الإعصار ريحه في حنق شديد ، وغادر قبل أن ينبلج الفجر ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى