احتشد المشترون في سوق النخاسة حيث كلّ بَخس بما لا يستحقّ يُباع، والأثمان تأرجحتْ ارتفاعاً وانخفاضا حسب قيمة الظاهر من المعروض، وما يُجيد العارض من وسائل الخداع والتمويه التي أجمع الفقهاء، في ذا السوق، على أنها حقّ للبائع مشروع بالاتفاق، ما دام الراغب أعمى البصيرة، من عماه لا يُميِّز الغثّ من السمين، تبارى هنا الباحثون عن المشروع وغير المشروع في اختراع ما يُمهِّد لهم الوصول لما يبغون، وأحيانا بلا جهد ولا رأسمال.
عرضتْ بضاعتها، ويا لها من بضاعة! تَسحر الألباب، وتُسكر الظامئين لقطرةٍ في هجير قيظ، يوم ريح السموم، في عرض الصحراء، وتلك رائجة جداً في زمن على رؤوس بائعات الهوى يَنثر مَن طالت أياديهم ممّا به حُمّلوا، غير مشروع كسبه، من رزمات، وغيرهم لا يُجيد سوى ما له تهتز أبدان الغواني ممّا اختار من نفائس المفردات، وآخر في كيل المدائح بارع، ولا يهمّ إن كان لما به يجود سارقاً، أو هو للفاعل ناصب، ورافع للمفعول.
الطيبون مذ آدم قد أنزلته لهذه الدنيا أمُّنا حواء؛ ثمناً لما يبذلون من طيب لا يرتجون، وابن آدم، مثلي؛ إلى حيث معروضة تلك البضاعة قد ساقه ما به يسعيان؛ فأسلمَ ما به يهتدي عندها، وأثمل رشده ما به شعَّت وجنتاها من نور؛ فحيثُ أميرة رآها رحلَه طائعاً ألقى، وما حوله عاد مُلتفتاً، لا لخلفه أو للأمام، بل في حضنها أفرغ ما في مِخلاته من متاع الطريق، في حضرتها مزَّق الوثائق وكل المستمسكات؛ فأعلن بملء فيه أن هو مُلك لها، وبمحض الإرادة عبد لها مملوك.
ليس في الكون أجمل من أن يُصدِّق عاشق أنَّ مَن هام بحبه صادق بما قال، وبأسمى ما يقال في شريعة العشاق قد نطق المعشوق في لحظة من الهيام، تلك التي فيها يُعلَن ما يُعصى في غيرها أن يقال، حبيبي؛ وهل أقدس منها حين مَن ينطق بها ليس مراوغاً أو لغاية بنفسه يحتال؟ أو بعد حين يدّعي أنه تحت تأثير ظرف قالها، أو ليس من عتب عليه، فهو مخبول؛ فهو غير الآخرين، بل مُتقلّب المزاج؛ وعلى ذاك لا يُبنى على ما قال.
أن يَلعنَ، آدم المخدوع؛ مَن تبيع الحبَّ على قارعة المارقين؛ غير كافٍ، وغير كافٍ أن يُلملم ما به أُثخِن ممَّن توهَّم أنها صادقة بما ادّعت مِن جراحات، فتبَّاً له من زمن أن يُباع الحبّ فيه بأبخس الأثمان، وكارثة الكوارث أن بهذا الزيف يُخدع النبيل، الذي عنه قال الكثيرون إنه منبع الطيب.
مديح الصادق... من كندا.
عرضتْ بضاعتها، ويا لها من بضاعة! تَسحر الألباب، وتُسكر الظامئين لقطرةٍ في هجير قيظ، يوم ريح السموم، في عرض الصحراء، وتلك رائجة جداً في زمن على رؤوس بائعات الهوى يَنثر مَن طالت أياديهم ممّا به حُمّلوا، غير مشروع كسبه، من رزمات، وغيرهم لا يُجيد سوى ما له تهتز أبدان الغواني ممّا اختار من نفائس المفردات، وآخر في كيل المدائح بارع، ولا يهمّ إن كان لما به يجود سارقاً، أو هو للفاعل ناصب، ورافع للمفعول.
الطيبون مذ آدم قد أنزلته لهذه الدنيا أمُّنا حواء؛ ثمناً لما يبذلون من طيب لا يرتجون، وابن آدم، مثلي؛ إلى حيث معروضة تلك البضاعة قد ساقه ما به يسعيان؛ فأسلمَ ما به يهتدي عندها، وأثمل رشده ما به شعَّت وجنتاها من نور؛ فحيثُ أميرة رآها رحلَه طائعاً ألقى، وما حوله عاد مُلتفتاً، لا لخلفه أو للأمام، بل في حضنها أفرغ ما في مِخلاته من متاع الطريق، في حضرتها مزَّق الوثائق وكل المستمسكات؛ فأعلن بملء فيه أن هو مُلك لها، وبمحض الإرادة عبد لها مملوك.
ليس في الكون أجمل من أن يُصدِّق عاشق أنَّ مَن هام بحبه صادق بما قال، وبأسمى ما يقال في شريعة العشاق قد نطق المعشوق في لحظة من الهيام، تلك التي فيها يُعلَن ما يُعصى في غيرها أن يقال، حبيبي؛ وهل أقدس منها حين مَن ينطق بها ليس مراوغاً أو لغاية بنفسه يحتال؟ أو بعد حين يدّعي أنه تحت تأثير ظرف قالها، أو ليس من عتب عليه، فهو مخبول؛ فهو غير الآخرين، بل مُتقلّب المزاج؛ وعلى ذاك لا يُبنى على ما قال.
أن يَلعنَ، آدم المخدوع؛ مَن تبيع الحبَّ على قارعة المارقين؛ غير كافٍ، وغير كافٍ أن يُلملم ما به أُثخِن ممَّن توهَّم أنها صادقة بما ادّعت مِن جراحات، فتبَّاً له من زمن أن يُباع الحبّ فيه بأبخس الأثمان، وكارثة الكوارث أن بهذا الزيف يُخدع النبيل، الذي عنه قال الكثيرون إنه منبع الطيب.
مديح الصادق... من كندا.