الأخلاق هو نظام نتبناه كي نتبين من خلاله التمييز بين الخير والشرّ.
الأخلاق هي منظومة قيم يعتبرها الناس بشكل عام جالبة للخير وطاردةً للشر وفقا للفلسفة التحررية الليبرالية-النفعية البراجماتية وهي ما يتميز به الإنسان عن غيره. حيث يأتي الخير بمعنى ما هو جيد. وحسبنا إلتزام الخير السياسي وفق الفلسفة النفعية الذي يفترض أن ما هو خير أو جيد,هو تحديدا ما هو نافع للجميع,وليس بالضرورة لفرد واحد. دون أن نهمش هذا الفرد,وحقه في الحصول على حقوقه,كونه المكون الأساسي للجميع,وللمجتمع,ولأي مجموعة بشرية تنتهج منظومة أخلاقية لا تخرج عن المستويات الخمسة الأساسية للتفكير الأخلاقي هي المستوى الذاتي,والتربوي,والعرفي,والقانوني,والديني.
إلا أن هناك مستويات أخرى لا تقل عنها أهمية,مثل
1-المستوى الإنثروبولوجي؛حيث الأفعال محكومة بوظائف عضوية في حياد تام عن أي إهتمام نحو إرضاء الآخرين,أو التسبب في أذيتهم. أي أن الإنسان إذا كان جائع,فهو قد يلجأ إلى السرقة. وما يمنعه عن السرقة هو الضرب أو العقاب الذي يطال جسده.
2-المستوى السياسي؛وهو مستوى الأخلاقيات المتعامل به بين الشعوب والدول,وهو وثيق الصلة بالمستوى الأيديولوجي. يعمل على الموازنة بين ما يحتاجه الفرد,وما يحتاجه الشعب.
3-المستوى الأيديولوجي؛ويعني بدراسة أخلاقيات الأفكار نفسها,وطرق إتباعها,وهذا المستوى قرين المستوى التالي؛أي الإيطيقي.
4-المستوى الإيطيقي,والمعني بالمنظومة الأخلاقية ككل,حتى في أكثر أبعادها بعدا عن الأخلاقية الواقعية حسبما يفترض أو قد يُظن بذلك,وهو نعت غير مؤكد,نظرا للإستفادة العظيمة التي نتحصل عليها من الدراسات المعرفية النظرية قبل التجريبية.
المستوى الإيطيقي يساعدنا على فهم الجانب الواقعي,من حيث هو الإنسان في ذاته,لا يخرج عن ثلاث رغبات بالحياة؛حبه,وطموحه,وكرامته. ومثل أي مجال إنساني,فهو لا يخرج عن تلك الرؤية الثلاثية. أي أنه مثل قانون راسخ في جميع الحقول الإنسانية (الإنسان يهتم بجسده / كرامته,وبالناس حوله / حبه,وبطموحه الشخصي / الإجتماعي على الصعيدين النفسي والجسدي). في علم الإقتصاد,يشكل الجسد قيمة إقتصادية لدى معدومي المال,هو كرامته, وأيضا حياته. ويشكل المال باقي القيم الرأسمالية على مستوى الطموح أو العلاقات الإجتماعية ذات المنفعة المتبادلة (من حب أو إحترام أو خلافه). والمال هنا,يتحول من كونه مجرد أداة نفعية,أو قيمة مبتذلة حقيرة كما يتغنى الشعراء أو الرومانسيون,يتحول إلى كونه قيمة إنسانية عالية المستوى,(لدرجة تخصيص مستوى أخلاقي هو الأخلاقيات المالية).
والمستوى الإيطيقي تتكشف فعاليته أكثر في نشاطين أو مجالين؛السرد الأدبي والمحاكاة الحاسوبية. وما يتصل بهما من علوم سلوكية. والمستوى الإيطيقي,الذي يمكننا ببساطة أن نقول عنه أنه المستوى الأخلاقي,يتداخل بشكل كبير مع المستوى الذاتي. ينظر وينظّر للمستوى الإيطيقي على أنه ليس أكثر من المستوى النظري للأخلاق الأكثر تجريدا وتعقيدا في آن,ومنه تشتق جميع الأخلاقيات وعلوم الأخلاق.
-المستوى الذاتي
والمستوى الذاتي هو منظومة الأخلاق المتبناة وفق الرؤية الذاتية,الفردية المنطلقة من حيثيات نفسية وإجتماعية,والمؤسسة للمنظومات الأخلاقية الكبرى,على كافة الأصعدة الإجتماعية والسياسية والقانونية والإقتصادية والثقافية والقيمية.
وذلك لأن الأخلاق متعلقة بالإنسان,ومصطلح إيطيق ethics في الإنجليزية مشتق من الكلمة اليونانية ethos التي تعني (الشخصية). ويعتقد البعض أن فقدان خلفية إيمانية للإنسان قد تضعه في مأزق فكري من جهة الحفاظ علي المقياس الأخلاقي الإيماني من التشويش. على سبيل المثال,تختلف المسؤولية القانونية على المسؤولية الأخلاقية باختلاف أبعادهما، فالمسؤولية القانونية تتحدد بتشريعات تكون أمام شخص أو قانون،لكن المسؤولية الأخلاقية فهي أوسع وأشمل من دائرة القانون لأنها تتعلق بعلاقة الإنسان بخالقه وبنفسه وبغيره،فهي مسؤولية ذاتية أمام ربه والضمير. بل يمكن القول أمام ضميره فقط,لأن الرب هنا,يتمثل في نوع آخر من السلطة هي السلطة الدينية الموازية للسلطة القانونية.
ومن المستوى الذاتي,تخرج مستويات فرعية تطبيقية,وهامة مثل أخلاقيات الطفولة وبعض المناحي في الأخلاقيات التربوية,أو تربية الأخلاق. خاصة وأن الأخلاق,في أصولها الكبرى لا تخرج عن كونها إما ذاتية وإما نفعية. كما وضحنا في الجزء الأول (وكما أسسنا للبرنامج الأخلاقي في مقال آخر لنا عن التربية؛الأدوات السبعة لفرض التربية).
المستوى الذاتي باختيار يدور حول محور أو فكرة أن رجلا / إمرأة هو شخص ذو / ذات مبادئ.
-المستوى المالي
أو المهني أو أخلاقيات الأعمال,وهي شكل من أشكال الأخلاقيات التطبيقية التي تدرس المبادئ الأخلاقية والمشكلات الأخلاقية أو والأدبية التي تنشأ في بيئة الأعمال التجارية. الأمر ينطبق على جميع جوانب إدارة الأعمال ذات الصلة بسلوك الأفراد ومنظمات الأعمال ككل. الأخلاق التطبيقية هو مجال في الأخلاقيات يتعامل مع المسائل الأخلاقية في العديد من المجالات مثل المجالات الطبية والتقنية والقانونية وأخلاقيات الأعمال.
وترتبط أخلاقيات الأعمال بالميثاق الأخلاقي,وهي وثيقة تحدد المعايير الأخلاقية والسلوكية المهنية المطلوب أن يتبعها أفراد جمعية مهنية. وتعرف بأنها بيان المعايير المثالية لمهنة من المهن تتبناه جماعة مهنية أو مؤسسة لتوجيه أعضائها لتحمل مسؤولياتهم المهنية.
الميثاق الأخلاقي لأي مهنة يضم القواعد المرشدة لممارسة مهنة ما للارتقاء بمثالياتها وتدعيم رسالتها،ورغم أهميته في تحديد الممارسات والأولويات داخل مهنة معينة إلا أنه يفترض أن لا نفرضه بالإكراه ولكن بالالتزام وأن الطريقة الوحيدة للحكم على مهنة معينة هو سلوك أعضاء تلك المهنة إزاءها،والحفاظ على قيم الثقة والاحترام والكفاءة والكرامة.
ويجب أن يتميز الميثاق الأخلاقي للمهنة بالتالي
1-الاختصار
2-السهولة والوضوح
3-تكون معقولة ومقبولة عمليا
4-شاملة
5-إيجابية
توضح جميع الالتزامات المهنية أمام زملاء المهنة الواحدة،المهنة نفسها،المؤسسات التابعين لها،المستفيدين منها،الدولة،المجتمع.
-المستوى الجينالوجي
أو المستوى الأنسابي؛علم أنساب الأخلاق,هو علم يعني بدراسة سلوك أخلاقي معين,دراسة تاريخية رجوعا إلى أصوله وأنسابه ومراحل تطوره عبر التاريخ. مصطلح الجينالوجيا Généalogie صكه حسبما أتذكر الفيلسوف الألماني نيتشه. وقدم من خلاله فلسفته الأخلاقية المغايرة لما عرفه البشر من قبل.
-المستوى السلوكي
أو المستوى الإيثولوجي Ethology والإيثولوجيا هو علم السلوك الحيواني.
هناك مستويات أكثر تعقيدا من الأخلاقيات منطوية تحت المستويات التي ذكرناها,في الداخل أو الهامش,المهم أنها أسفلها أو فيها. ومنها
-المستوى الأيكولوجي
-المستوى الجنسي
-المستوى الثقافي
-المستوى السياسي
-المستوى الدينتالوجي Deontology
الأخلاق هي منظومة قيم يعتبرها الناس بشكل عام جالبة للخير وطاردةً للشر وفقا للفلسفة التحررية الليبرالية-النفعية البراجماتية وهي ما يتميز به الإنسان عن غيره. حيث يأتي الخير بمعنى ما هو جيد. وحسبنا إلتزام الخير السياسي وفق الفلسفة النفعية الذي يفترض أن ما هو خير أو جيد,هو تحديدا ما هو نافع للجميع,وليس بالضرورة لفرد واحد. دون أن نهمش هذا الفرد,وحقه في الحصول على حقوقه,كونه المكون الأساسي للجميع,وللمجتمع,ولأي مجموعة بشرية تنتهج منظومة أخلاقية لا تخرج عن المستويات الخمسة الأساسية للتفكير الأخلاقي هي المستوى الذاتي,والتربوي,والعرفي,والقانوني,والديني.
إلا أن هناك مستويات أخرى لا تقل عنها أهمية,مثل
1-المستوى الإنثروبولوجي؛حيث الأفعال محكومة بوظائف عضوية في حياد تام عن أي إهتمام نحو إرضاء الآخرين,أو التسبب في أذيتهم. أي أن الإنسان إذا كان جائع,فهو قد يلجأ إلى السرقة. وما يمنعه عن السرقة هو الضرب أو العقاب الذي يطال جسده.
2-المستوى السياسي؛وهو مستوى الأخلاقيات المتعامل به بين الشعوب والدول,وهو وثيق الصلة بالمستوى الأيديولوجي. يعمل على الموازنة بين ما يحتاجه الفرد,وما يحتاجه الشعب.
3-المستوى الأيديولوجي؛ويعني بدراسة أخلاقيات الأفكار نفسها,وطرق إتباعها,وهذا المستوى قرين المستوى التالي؛أي الإيطيقي.
4-المستوى الإيطيقي,والمعني بالمنظومة الأخلاقية ككل,حتى في أكثر أبعادها بعدا عن الأخلاقية الواقعية حسبما يفترض أو قد يُظن بذلك,وهو نعت غير مؤكد,نظرا للإستفادة العظيمة التي نتحصل عليها من الدراسات المعرفية النظرية قبل التجريبية.
المستوى الإيطيقي يساعدنا على فهم الجانب الواقعي,من حيث هو الإنسان في ذاته,لا يخرج عن ثلاث رغبات بالحياة؛حبه,وطموحه,وكرامته. ومثل أي مجال إنساني,فهو لا يخرج عن تلك الرؤية الثلاثية. أي أنه مثل قانون راسخ في جميع الحقول الإنسانية (الإنسان يهتم بجسده / كرامته,وبالناس حوله / حبه,وبطموحه الشخصي / الإجتماعي على الصعيدين النفسي والجسدي). في علم الإقتصاد,يشكل الجسد قيمة إقتصادية لدى معدومي المال,هو كرامته, وأيضا حياته. ويشكل المال باقي القيم الرأسمالية على مستوى الطموح أو العلاقات الإجتماعية ذات المنفعة المتبادلة (من حب أو إحترام أو خلافه). والمال هنا,يتحول من كونه مجرد أداة نفعية,أو قيمة مبتذلة حقيرة كما يتغنى الشعراء أو الرومانسيون,يتحول إلى كونه قيمة إنسانية عالية المستوى,(لدرجة تخصيص مستوى أخلاقي هو الأخلاقيات المالية).
والمستوى الإيطيقي تتكشف فعاليته أكثر في نشاطين أو مجالين؛السرد الأدبي والمحاكاة الحاسوبية. وما يتصل بهما من علوم سلوكية. والمستوى الإيطيقي,الذي يمكننا ببساطة أن نقول عنه أنه المستوى الأخلاقي,يتداخل بشكل كبير مع المستوى الذاتي. ينظر وينظّر للمستوى الإيطيقي على أنه ليس أكثر من المستوى النظري للأخلاق الأكثر تجريدا وتعقيدا في آن,ومنه تشتق جميع الأخلاقيات وعلوم الأخلاق.
-المستوى الذاتي
والمستوى الذاتي هو منظومة الأخلاق المتبناة وفق الرؤية الذاتية,الفردية المنطلقة من حيثيات نفسية وإجتماعية,والمؤسسة للمنظومات الأخلاقية الكبرى,على كافة الأصعدة الإجتماعية والسياسية والقانونية والإقتصادية والثقافية والقيمية.
وذلك لأن الأخلاق متعلقة بالإنسان,ومصطلح إيطيق ethics في الإنجليزية مشتق من الكلمة اليونانية ethos التي تعني (الشخصية). ويعتقد البعض أن فقدان خلفية إيمانية للإنسان قد تضعه في مأزق فكري من جهة الحفاظ علي المقياس الأخلاقي الإيماني من التشويش. على سبيل المثال,تختلف المسؤولية القانونية على المسؤولية الأخلاقية باختلاف أبعادهما، فالمسؤولية القانونية تتحدد بتشريعات تكون أمام شخص أو قانون،لكن المسؤولية الأخلاقية فهي أوسع وأشمل من دائرة القانون لأنها تتعلق بعلاقة الإنسان بخالقه وبنفسه وبغيره،فهي مسؤولية ذاتية أمام ربه والضمير. بل يمكن القول أمام ضميره فقط,لأن الرب هنا,يتمثل في نوع آخر من السلطة هي السلطة الدينية الموازية للسلطة القانونية.
ومن المستوى الذاتي,تخرج مستويات فرعية تطبيقية,وهامة مثل أخلاقيات الطفولة وبعض المناحي في الأخلاقيات التربوية,أو تربية الأخلاق. خاصة وأن الأخلاق,في أصولها الكبرى لا تخرج عن كونها إما ذاتية وإما نفعية. كما وضحنا في الجزء الأول (وكما أسسنا للبرنامج الأخلاقي في مقال آخر لنا عن التربية؛الأدوات السبعة لفرض التربية).
المستوى الذاتي باختيار يدور حول محور أو فكرة أن رجلا / إمرأة هو شخص ذو / ذات مبادئ.
-المستوى المالي
أو المهني أو أخلاقيات الأعمال,وهي شكل من أشكال الأخلاقيات التطبيقية التي تدرس المبادئ الأخلاقية والمشكلات الأخلاقية أو والأدبية التي تنشأ في بيئة الأعمال التجارية. الأمر ينطبق على جميع جوانب إدارة الأعمال ذات الصلة بسلوك الأفراد ومنظمات الأعمال ككل. الأخلاق التطبيقية هو مجال في الأخلاقيات يتعامل مع المسائل الأخلاقية في العديد من المجالات مثل المجالات الطبية والتقنية والقانونية وأخلاقيات الأعمال.
وترتبط أخلاقيات الأعمال بالميثاق الأخلاقي,وهي وثيقة تحدد المعايير الأخلاقية والسلوكية المهنية المطلوب أن يتبعها أفراد جمعية مهنية. وتعرف بأنها بيان المعايير المثالية لمهنة من المهن تتبناه جماعة مهنية أو مؤسسة لتوجيه أعضائها لتحمل مسؤولياتهم المهنية.
الميثاق الأخلاقي لأي مهنة يضم القواعد المرشدة لممارسة مهنة ما للارتقاء بمثالياتها وتدعيم رسالتها،ورغم أهميته في تحديد الممارسات والأولويات داخل مهنة معينة إلا أنه يفترض أن لا نفرضه بالإكراه ولكن بالالتزام وأن الطريقة الوحيدة للحكم على مهنة معينة هو سلوك أعضاء تلك المهنة إزاءها،والحفاظ على قيم الثقة والاحترام والكفاءة والكرامة.
ويجب أن يتميز الميثاق الأخلاقي للمهنة بالتالي
1-الاختصار
2-السهولة والوضوح
3-تكون معقولة ومقبولة عمليا
4-شاملة
5-إيجابية
توضح جميع الالتزامات المهنية أمام زملاء المهنة الواحدة،المهنة نفسها،المؤسسات التابعين لها،المستفيدين منها،الدولة،المجتمع.
-المستوى الجينالوجي
أو المستوى الأنسابي؛علم أنساب الأخلاق,هو علم يعني بدراسة سلوك أخلاقي معين,دراسة تاريخية رجوعا إلى أصوله وأنسابه ومراحل تطوره عبر التاريخ. مصطلح الجينالوجيا Généalogie صكه حسبما أتذكر الفيلسوف الألماني نيتشه. وقدم من خلاله فلسفته الأخلاقية المغايرة لما عرفه البشر من قبل.
-المستوى السلوكي
أو المستوى الإيثولوجي Ethology والإيثولوجيا هو علم السلوك الحيواني.
هناك مستويات أكثر تعقيدا من الأخلاقيات منطوية تحت المستويات التي ذكرناها,في الداخل أو الهامش,المهم أنها أسفلها أو فيها. ومنها
-المستوى الأيكولوجي
-المستوى الجنسي
-المستوى الثقافي
-المستوى السياسي
-المستوى الدينتالوجي Deontology