كل ما يشغل باله هي حليمة , إبنته الكبرى , التي من المفترض أن تتزوج بعد ثلاثة أسابيع , سوف يحتاج فيها إلى مصاريف وتكاليف كبيرة لإتمام الزواج .
خرج مبكرا إلى مرسى القوارب , وبصحبته إبنه احمد , الذي يصحبه دائما إلى البحر للصيد , إذ كان الجو مناسبا تماما لذلك , وكانت الأمواج ساكنة , والرياح الشرقية هادئة .
إتجها مباشرة إلى القارب الذي نقلهما إلى منطقة المصائد القريبة من جزيرة جيسوم , حيث تكثر أسماك الشعور , المفضلة في سوق الأسماك , خاصة وأن موسم أسماك الشعور على وشك الإنتهاء .
ولم يمر وقت طويل حتى وصلا إلى منطقة المصائد , وأسرع أحمد إلى إلقاء المرساة في الماء , إستجابة لطلب أبيه , ثم بدأ الصيد مباشرة بالخيط والسنارة , حيث أن إستخدام الشباك لا يصلح لصيد أسماك الشعور .
في البداية كانت الأسماك قليلة , وكاد الرجل أن يفقد الأمل في الصيد الوفير , ولكن أحمد بادر بإلقاء بعض الطعوم التي تتغذى عليها أسماك الشعور , فتكاثرت الأسماك , وشعر الأب بالراحة , فواصلا الصيد حتى ظهر اليوم , حين أدرك الرجل أن حمولة الأسماك لن يتحملها قاربه الصغير , خاصة وأن الجو كان قد تغير فجأة , ولم يعد مناسبا للصيد , بعد أن توقفت الرياح الشرقية الهادئة , وحلت محلها رياح شمالية رافقها إرتفاع في الأمواج .
بادر الرجل بإلقاء بعض الأسماك في الماء لتخفيف الحمولة , وليته لم يفعل , إذ جذبت الأسماك الملقاة في الماء عددا من أسماك القرش الشرسة , التي أخذت تحوم حول القارب بحثا عنها .
في ذات الوقت كانت الرياح الشمالية العاتية قد اشتدت , وارتفعت الأمواج إلى أقصى حد , فمال القارب إلى جانبه الأيمن , ثم تدفقت المياه إلى القارب , الذي غرق بالكامل في خلال ثوان , ولم يكن أمام الرجل وإبنه أحمد سوى أن يقفزا إلى الماء وسط القروش , التي تكاثرت في الماء بعد أن طافت على المياه أسماك الشعور الميتة .
لم يكن لدى الرجل وإبنه خيار سوى أن يتجها سباحة إلى جزيرة جيسوم القريبة , وبدأ كلاهما في السباحة بالفعل ، ولكن بعد أن قطعا مسافة عدة أمتار , إلتفت أحمد إلى الخلف بحثا عن أبيه , فلم يجد له أثرا , ورغم ذلك واصل أحمد السباحة إلى جزيرة جيسوم ، حتى بلغها بعد أكثر من نصف ساعة , ثم عاود النظر إلى البحر من جديد ، لعله يرى أباه وهو يسبح إلى الجزيرة , ولكن الأب كان قد إختفى تماما ، فما كان من أحمد إلا أنه ألقى بجسده إلى الأرض ، ثم أجهش بالبكاء .
بدت جزيرة جيسوم خالية تماما من الصيادين , وكانت الرياح الشمالية لا تزال في عنفوانها , والأمواج مرتفعة إلى أقصى حد , وكان على أحمد أن ينتظر حتى تهدأ الرياح والأمواج , عسى أن يقترب منه قارب صيد يعود به إلى الغردقة , كان يتمنى أن يحدث ذلك , ولكنه كان يدرك أيضا أن الرياح الشمالية العاتية قد تستمر لعدة أيام , وكان الإختيار الوحيد الذي تبقى له هو الإنتظار، فتذكر اخته حليمة التي كانت من المفترض ان تتزوج بعد ثلاثة اسابيع ، كما تذكر أمه وفرحتها بزواج إبنتها الوحيدة ، فألقي بنظرة أخيرة إلى البحر ، ثم ارتمى علي الرمال في بكاء لا ينقطع .
في نفس هذا الوقت كانت حليمة وأمها في دكان الخياطة , تتمعنان في ثوب العرس الجميل .. ثم نهضت الأم وأطلقت سيلا من الزغاريد .. إرتج له دكان الخياطة .
خرج مبكرا إلى مرسى القوارب , وبصحبته إبنه احمد , الذي يصحبه دائما إلى البحر للصيد , إذ كان الجو مناسبا تماما لذلك , وكانت الأمواج ساكنة , والرياح الشرقية هادئة .
إتجها مباشرة إلى القارب الذي نقلهما إلى منطقة المصائد القريبة من جزيرة جيسوم , حيث تكثر أسماك الشعور , المفضلة في سوق الأسماك , خاصة وأن موسم أسماك الشعور على وشك الإنتهاء .
ولم يمر وقت طويل حتى وصلا إلى منطقة المصائد , وأسرع أحمد إلى إلقاء المرساة في الماء , إستجابة لطلب أبيه , ثم بدأ الصيد مباشرة بالخيط والسنارة , حيث أن إستخدام الشباك لا يصلح لصيد أسماك الشعور .
في البداية كانت الأسماك قليلة , وكاد الرجل أن يفقد الأمل في الصيد الوفير , ولكن أحمد بادر بإلقاء بعض الطعوم التي تتغذى عليها أسماك الشعور , فتكاثرت الأسماك , وشعر الأب بالراحة , فواصلا الصيد حتى ظهر اليوم , حين أدرك الرجل أن حمولة الأسماك لن يتحملها قاربه الصغير , خاصة وأن الجو كان قد تغير فجأة , ولم يعد مناسبا للصيد , بعد أن توقفت الرياح الشرقية الهادئة , وحلت محلها رياح شمالية رافقها إرتفاع في الأمواج .
بادر الرجل بإلقاء بعض الأسماك في الماء لتخفيف الحمولة , وليته لم يفعل , إذ جذبت الأسماك الملقاة في الماء عددا من أسماك القرش الشرسة , التي أخذت تحوم حول القارب بحثا عنها .
في ذات الوقت كانت الرياح الشمالية العاتية قد اشتدت , وارتفعت الأمواج إلى أقصى حد , فمال القارب إلى جانبه الأيمن , ثم تدفقت المياه إلى القارب , الذي غرق بالكامل في خلال ثوان , ولم يكن أمام الرجل وإبنه أحمد سوى أن يقفزا إلى الماء وسط القروش , التي تكاثرت في الماء بعد أن طافت على المياه أسماك الشعور الميتة .
لم يكن لدى الرجل وإبنه خيار سوى أن يتجها سباحة إلى جزيرة جيسوم القريبة , وبدأ كلاهما في السباحة بالفعل ، ولكن بعد أن قطعا مسافة عدة أمتار , إلتفت أحمد إلى الخلف بحثا عن أبيه , فلم يجد له أثرا , ورغم ذلك واصل أحمد السباحة إلى جزيرة جيسوم ، حتى بلغها بعد أكثر من نصف ساعة , ثم عاود النظر إلى البحر من جديد ، لعله يرى أباه وهو يسبح إلى الجزيرة , ولكن الأب كان قد إختفى تماما ، فما كان من أحمد إلا أنه ألقى بجسده إلى الأرض ، ثم أجهش بالبكاء .
بدت جزيرة جيسوم خالية تماما من الصيادين , وكانت الرياح الشمالية لا تزال في عنفوانها , والأمواج مرتفعة إلى أقصى حد , وكان على أحمد أن ينتظر حتى تهدأ الرياح والأمواج , عسى أن يقترب منه قارب صيد يعود به إلى الغردقة , كان يتمنى أن يحدث ذلك , ولكنه كان يدرك أيضا أن الرياح الشمالية العاتية قد تستمر لعدة أيام , وكان الإختيار الوحيد الذي تبقى له هو الإنتظار، فتذكر اخته حليمة التي كانت من المفترض ان تتزوج بعد ثلاثة اسابيع ، كما تذكر أمه وفرحتها بزواج إبنتها الوحيدة ، فألقي بنظرة أخيرة إلى البحر ، ثم ارتمى علي الرمال في بكاء لا ينقطع .
في نفس هذا الوقت كانت حليمة وأمها في دكان الخياطة , تتمعنان في ثوب العرس الجميل .. ثم نهضت الأم وأطلقت سيلا من الزغاريد .. إرتج له دكان الخياطة .
سعيد رفيع
سعيد رفيع is on Facebook. Join Facebook to connect with سعيد رفيع and others you may know. Facebook gives people the power to share and makes the world more open and connected.
www.facebook.com