طوال عمري أستمتع بموسيقى سورة "الضحى" من قبل أن أتعمق في معانيها، فكنت أحب أن أقرأها خلال الصلاة، وكان صدري ينشرح إذا تصادف وقرأها الإمام حينما كنت أواظب على صلاة الجمعة في المسجد خلال فترة شبابي. حيث تسري عبر حروفها موسيقى تمسح على الرأس وتربت على الأكتاف. جمال عليل لأن المصدر هو الإعجاز الموسيقي في القرآن الكريم.
ويصحب الموسيقى ما يمكن أن نصفه بتوزيع للإضاءة يوحي بها إسم السورة المعبر عن بداية النهار حيث النور، وما يعقب القسم بالضحى في الآية الأولى بالليل إذا سجى، حيث لم يتم الإكتفاء بما توحيه كلمة "الليل" من ظلام، بل تم استخدام الفعل "سجى" بما يوحي به من اشتداد الظلام مع سكون الليل.
جمال ضياء الضحى تزداد معرفتنا به بسبب الليل وما بينهما من تضاد، كأشياء عديدة في حياتنا نعرف قيمتها بوجود النقيض لها.
القسم بالضحى والليل يتم على عدة أمور كي يطمئن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الآخرة خير لك من الأولى، فالله قادر على أن يجعل الخواتيم جيدة بعد البدايات الصعبة، فتخاطب الآيات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه كان يتيما فآوى، وأنه كان ضالا فهداه الله سبحانه، وأنه كان عائلا فأغناه الله بفضله.
الكلام عن سيدنا محمد، لكن الإيحاء يعبر عن معظمنا، فمن الوارد أن تطل من ذاكرة من يتلو الآيات أمور عديدة في حياتنا كانت البدايات فيها صعبة، ثم إذا بالله سبحانه يفرجها ويغيثنا من حيث لا نعلم بخاتمة خير من الأحوال الأولى.
وهذا يجعلنا نتوقف مع ما تضمنته الآية الأخيرة في السورة من التوجيه "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"، فنتساءل هل هو توجيه بأن نتحدث مع الآخرين حول نعم الله، أم أن نحدث أنفسنا أيضا بنعمه سبحانه وتعالى علينا.
ومما يدل على أهمية أن نذكر أنفسنا بنعم الله علينا ما ورد في سورة "الشرح" التالية مباشرة لسورة "الضحى" والتي هي امتداد لها.
فعلى الرغم من كل الإيحاءات التي تبعث بالرضا والسكينة المتغلغلة في حروف سورة الضحى، إلا أن الله الأكرم يزيدنا من كرمه عبر السورة التالية، حيث نجد الخطاب مستمرا في التوجه للرسول صلى الله عليه وسلم: "أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ. وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ. ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ. وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ"، فتستعيد ذاكرتنا كم شرح الله صدورنا، وكم أزاح عنا أحمالا وهموما ثقيلة، وكم جعل سيرتنا طيبة.
ثم يواصل الله الأكرم فيض كرمه بصيغة تقريرية لبث الإطمئنان حول كل ما سيأتي، وأن مهما استبد العسر فإنه دائما في معية اليسر. مؤكدا: "فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا. إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا"، فيكاد القلب يهتف في مواجهة أي عسر جديد بأن اليسر موصول من المولى سبحانه وتعالى. يزداد القلب انشراحا والروح اطمئنانا بينما الآيات لا تكتف بكل هذا الأمان، إنما نجد قول الله سبحانه وتعالى في خواتيم سورة الشرح: "فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ. وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب"، فإذا فرغت من أمور الدنيا، فانصب أي اجتهد في العبادة. "وإلى ربك فارغب" وجاء في تفاسير أنها بمعنى أن يتم التوجه لله بالدعاء بما ترغب. فبعد كل هذا الكرم يوجه الله سبحانه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه بعد أن يفرغ وينصب مجتهدا في عبادة فإن له أن يتوجه إلى الله سبحانه بالدعاء بالأمور التي يرغب فيها، باعتبار أن من الأمور المحببة هي أن يتم التوجه بالدعاء في أعقاب "طاعة" مثل الصلاة أو الصيام أو غيرها، وبما يوحي به ذلك من أنه يوجهنا نحن أيضا بأن نحرص على الطاعات، وأن نطلب منه سبحانه ما نرغب.
توجهوا إلى الله سبحانه عند الإفطار عقب طاعة الصيام بما ترغبون. فهو الكريم المجيب.
"]https://www.almasryalyoum.com/news/...yE3r0xM8YISZ33wovMlCrs1DZNHyHNx2nK9W8Ms8[/URL
ويصحب الموسيقى ما يمكن أن نصفه بتوزيع للإضاءة يوحي بها إسم السورة المعبر عن بداية النهار حيث النور، وما يعقب القسم بالضحى في الآية الأولى بالليل إذا سجى، حيث لم يتم الإكتفاء بما توحيه كلمة "الليل" من ظلام، بل تم استخدام الفعل "سجى" بما يوحي به من اشتداد الظلام مع سكون الليل.
جمال ضياء الضحى تزداد معرفتنا به بسبب الليل وما بينهما من تضاد، كأشياء عديدة في حياتنا نعرف قيمتها بوجود النقيض لها.
القسم بالضحى والليل يتم على عدة أمور كي يطمئن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الآخرة خير لك من الأولى، فالله قادر على أن يجعل الخواتيم جيدة بعد البدايات الصعبة، فتخاطب الآيات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه كان يتيما فآوى، وأنه كان ضالا فهداه الله سبحانه، وأنه كان عائلا فأغناه الله بفضله.
الكلام عن سيدنا محمد، لكن الإيحاء يعبر عن معظمنا، فمن الوارد أن تطل من ذاكرة من يتلو الآيات أمور عديدة في حياتنا كانت البدايات فيها صعبة، ثم إذا بالله سبحانه يفرجها ويغيثنا من حيث لا نعلم بخاتمة خير من الأحوال الأولى.
وهذا يجعلنا نتوقف مع ما تضمنته الآية الأخيرة في السورة من التوجيه "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"، فنتساءل هل هو توجيه بأن نتحدث مع الآخرين حول نعم الله، أم أن نحدث أنفسنا أيضا بنعمه سبحانه وتعالى علينا.
ومما يدل على أهمية أن نذكر أنفسنا بنعم الله علينا ما ورد في سورة "الشرح" التالية مباشرة لسورة "الضحى" والتي هي امتداد لها.
فعلى الرغم من كل الإيحاءات التي تبعث بالرضا والسكينة المتغلغلة في حروف سورة الضحى، إلا أن الله الأكرم يزيدنا من كرمه عبر السورة التالية، حيث نجد الخطاب مستمرا في التوجه للرسول صلى الله عليه وسلم: "أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ. وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ. ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ. وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ"، فتستعيد ذاكرتنا كم شرح الله صدورنا، وكم أزاح عنا أحمالا وهموما ثقيلة، وكم جعل سيرتنا طيبة.
ثم يواصل الله الأكرم فيض كرمه بصيغة تقريرية لبث الإطمئنان حول كل ما سيأتي، وأن مهما استبد العسر فإنه دائما في معية اليسر. مؤكدا: "فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا. إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا"، فيكاد القلب يهتف في مواجهة أي عسر جديد بأن اليسر موصول من المولى سبحانه وتعالى. يزداد القلب انشراحا والروح اطمئنانا بينما الآيات لا تكتف بكل هذا الأمان، إنما نجد قول الله سبحانه وتعالى في خواتيم سورة الشرح: "فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ. وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب"، فإذا فرغت من أمور الدنيا، فانصب أي اجتهد في العبادة. "وإلى ربك فارغب" وجاء في تفاسير أنها بمعنى أن يتم التوجه لله بالدعاء بما ترغب. فبعد كل هذا الكرم يوجه الله سبحانه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه بعد أن يفرغ وينصب مجتهدا في عبادة فإن له أن يتوجه إلى الله سبحانه بالدعاء بالأمور التي يرغب فيها، باعتبار أن من الأمور المحببة هي أن يتم التوجه بالدعاء في أعقاب "طاعة" مثل الصلاة أو الصيام أو غيرها، وبما يوحي به ذلك من أنه يوجهنا نحن أيضا بأن نحرص على الطاعات، وأن نطلب منه سبحانه ما نرغب.
توجهوا إلى الله سبحانه عند الإفطار عقب طاعة الصيام بما ترغبون. فهو الكريم المجيب.
"]https://www.almasryalyoum.com/news/...yE3r0xM8YISZ33wovMlCrs1DZNHyHNx2nK9W8Ms8[/URL
