تنظيمي تنظيما صغيرا اسمه نواة الحزب الشيوعي وكان هدفه تمصير الحركة الشيوعية وإبعاد اليهود عن القيادة فيها وكان يرأس التنظيم عامل له دراسة عظيمة عن تاريخ مصر في القرن التاسع عشر اسمه فوزي جرجس تعرفت عليه عن طريق طاهر عبد الحكيم
بعد موت عبد الناصر رفضنا وقف حرب الاستنزاف فتم القبض على قلت للمحقق ردا على سؤال ( أنا اتهم السادات بأنه موالي للاستعمار ) واستبعد كلامي وخرجوني من زنزانتي وبعد أسبوع طلبت للشهادة في المحكمة وكان محافظ القاهرة سعد زايد هو من طلبني لأنه كان يؤخذ عليه جملة قيل أنها له ( إننا ضد السادات 0 ونغتال هذا الرجل*
قسم حدتو يؤيد عبد الناصر تأييدا نقديا والقسم الثاني يعتبره الشريك الأصغر للاستعمار وهو قسم مكون من الراية وطليعة العمال
حول فكرة ظهور نظرية ماركسية مصرية خالصة أولا يجب أن نسأل في البداية سؤالا ما هي الماركسية ؟ الماركسية ينبغي أن تكون قومية أو لا تكون حتى لينين يعرفها( أنها التحليل الفكري للواقع العيني) 0 لا توجد ماركسية عامة فكل بلد لها ماركسيتها لذا يتفق هذا مع مقولة صادقة قالها ماركس ( أنا لست ماركسيا ) 0 لينين يقول أن الماركسية لها ثلاثة مصادر [ فلسفة هيجل ــ الاقتصاد السياسي الإنجليزي ــ الاشتراكية الطوباوية ] وأنا اختلف معه لان ماركس تأثر بمنتجات البشرية الفكرية كلها على مدى عمر البشر أرسطو قال بالقوة والفعل والباطن والظاهر وظهرت مدارس فلسفية عديدة مثل المدرسة البيقورية أن الماركسية امتداد تاريخي لرؤية المجتمع وقانون الواقع والماركسية كذلك تتطور من أيام ماركس وحتى الآن إذن هي ليست نظرية نهائية
ـــ خرجنا 1964 م لأنه كان من الطبيعي أن يخرج من لديهم أيديولوجيا وخرجنا على أساس المؤتمرات التي عقدناها في السجن وبالمناسبة كانت هناك رؤية حزبية في العالم تحلل وضع الدول النامية وهي انه ليس من الضرورة أن تكون القيادة لحزب شيوعي ولكن حزب ديمقراطي يشمل الشيوعيين والاشتراكيين والقوى الوطنية والديمقراطية
ــ في أوائل 58 جاءني يوسف إدريس وكان يعرف السادات وذهبت إلى السادات الساعة العاشرة مساءا وخرجت من عنده الثالثة صباحا في البداية كان استفزازيا وقال ( إحنا دبحنا الإخوان وممكن ندبحكوا ) قلت له إذا استمر الحوار بهذا الشكل سوف ارحل فاعتذر وقال ( إحنا عاوزينكم تحلوا نفسكم وتخشوا الاتحاد القومي ) قلت له ( أنا ما عنديش مانع بس نخش على شرط كتنظيم ويتحول الاتحاد القومي إلى جبهة يدخل فيها الأحزاب الأخرى ) فرد ( لاء إحنا عاوزين الأحزاب تنتهي ونحل حزبكم ) فرفضت فقال ( طب إحنا عاوزينك أنت )
كانت الورقة الاهم فى الحوار لماذا لم تظهر نظرية ماركسية مصرية خالصة ومن هنا فتحنا اوراق هامة
0ولا يمكن القول أن ماركس يعد امتدادا طبيعيا للفلسفة اليونانية بل والإسلامية أيضا وللفلسفة الإنسانية بشكل عام واذكر أن محمد عمارة عندما كنت في انجلترا كان يبحث لي في بعض المراجع عن تعليقات لماركس على الفلسفة الإسلامية إذن الماركسية ثمرة تطور الفكر وتطور مفهوم العقلانية ومفهوم العلم والعلم ليس علاقة أحادية لكنه مرتبط بتناقضات عديدة نستخلص منها وحدة معينة انه تجاوز المتناقض وتجاوز الجامد إلى المتحرك فالواقع في حالة تحرك مستمرة والعلم هو قانون الواقع فمثلا عندما يقول نيوتن ( أن كل شيء يجذب كل شيء آخر بقوة عكس المسافة ) ويغير آينشتين من ذلك القانون بنظرية الكم التي تنتهي انه لا توجد علاقة خطية بين أي شيء وأي شيء آخر لا يوجد تأثير خطي لأنه لا يوجد عنصر بمفرده كل العناصر في الكون ترتبط بعناصر أخرى وبالتالي حصيلة أي شيء هي مركب من تفاعلات عديدة 0 إذن القانون الحقيقي ليس القانون الخطي ولكن القانون الجدلي الذي يقوم على فكرة التفاعلات بين الأشياء وأنا شخصيا أقول من واقع خبرتي أن كل عنصر مكون من ثلاثة الأول [ بنية غير مغلقة ] فكل بنية منفتحة على أبنية أخرى وبالتالي كل إنسان بنية والثاني [علاقة بين العناصر أو البنى ]وكل إنسان علاقة وكل عنصر متأثر بعنصر آخر سلبا أو إيجابا لكن وجوده متراكم مع وجود عناصر أخرى و الثالث [تاريخ ]أن لكل عنصر تاريخ كل عنصر متزمن بزمن له بنية علائقية وزمن وهذا هو جوهر الفكر الماركسي الخروج من أحادية الرؤية إلى تفاعلية الرؤية وبالتالي إذا استطعنا أن نكتشف قانون العلاقة التبنينية التاريخية نستطيع التطوير إلى الأفضل هذه الفكرة جاءت مع تطور العلوم الفيزيائية بالذات والعلوم الرياضية00 الماركسية موجودة قبل ماركس وغيره الفكر العلمي التقدمي وجد من زمن مثل ابن رشد الذي تأثرت به أوروبا ووجدنا اليهودية الرشدية والمسيحية الرشدية وتأسست حركة التنوير في أوروبا على أساس ابن رشد إلى جانب ابن الهيثم الذي اكتشف قبل نيوتن أن اللون الأبيض مكون من ألوان الطيف السبعة وابن خلدون والبيروني والفارابي وجاء التتار ثم العثمانيين والانجليز والاسرائيلين والأمريكان 00
نشأته والتيارات الفكرية التي تأثر بها
و في رسالة الماجستير الأولىلي كانت عن نظرية المصادفة في الفيزياء الحديثة وكنت أنا ابن شيخ ولي أخ متخرج من أصول الدين وأنا بالمناسبة ابن الدرب الأحمر لذا تأثرت بالاتجاه الصوفي الحلاج وابن عربي وفكرة أن الله هو الأخلاق والحب الإلهي ثم تعرفت على نيتشه الذي قال أن الله قد مات لكن ذلك عنده يعني أن الله هو الإنسان الأعلى وعلى الإنسان أن يصبح إله حدث لدي اختلاط رهيب وآمنت بالمثالية الصوفية التي تقول أن الإنسان هو خالق الكون وكان هناك مفكر يدعي اريكسون يقول ( العالم هو إدراكي أنا الذي صنعته 0 العالم من امتثالي )وبالتالي المصادفة ليس لها قانون وأنا الذي أقنن الأشياء وفي ذلك الوقت وجدت كتاب لعبد الحمن بدوي في أوائل الثلاثينيات مترجم عن نيتشه وكنت عرفته من خلال زكي نجيب محمود دخلت قسم الفلسفة مؤمنا إلا قانون واني خالق الكون والكون امتثالي وظللت حوالي أربع سنوات اعمل في الرسالة إلا أن دخلت في القرن التاسع عشر وجدت مفكر شبه وضعي في انجلترا وباخ في ألمانيا لأتمم بهم عملي واختلفت معهم وتناقضت معهم ثم وجدت كتاب المادية والنقد التجريبي ووجدت كتاب لرينبه يتكلم عن قوانين الأشياء وهدم ما بنيته وغيرت عنوان الرسالة من فلسفة المصادفة في الفيزياء إلى فلسفة المصادفة الموضوعية واكتشفت أن المصادفة ليست افتقاد القانون بل هي القانون الحقيقي القانون المعقد المتعدد العناصر وهكذا عملت رسالة قلت فيها هذا الكلام ورجعت لأرسطو وعنده مصطلح الطوخيا ( المصادفة البحتة ) مثلا عندما تذهب لمكان وتقابل دائن بلا تريد مقابلته هذه صدفة بحته إلى أن وصلت للصدفة الموضوعية وانه لا سبيل لدراسة أي شيء دراسة حقيقية إلا بعلائقيته ورددت على المدارس المثالية الفرنسية التي انتمى لها زكي نجيب محمود وأخذت عنها درجة الامتياز وكان يناقشني زكي نجيب محمود رغم خلافي معه لأنه رجل مهذب وحضرت رسالة أخرى عن علم النفس التكميلي وأخذت جائزة الشيخ مصطفى عبد الرازق وعينت في الجامعة وفصلت بعد شهر لأني ارتبطت بالفكر المادي التاريخي 00
بداية دخوله السياسة
وكانت بداياتي السياسية أني أحب مصطفى كامل الذي قال عنه اخويا انه قطرة ندى في حياتنا وكنت ضد صدقي وزيور ومع الوفد أحيانا وضده في 1936 وكنا نهتف ( يا تربه يام بابين واديتي صدقي على فين ) وتعرفت على لينين وعلمه البحت وشعرت أني عاطفي جدا وإيديولوجي جدا وتعرفت على الفكر الجديد بمنطق أن القوانين أنا الذي أسيطر عليها وليست هي التي تسيطر علي لأنها موضوعية وأنا لدي عقل علمي وآمنت بذلك والتزمت بما أؤمن وبدأت اكتب ودخلت في معركة مع عبد الرحمن بدوي أستاذي ثم مع طه حسين مع عبد العظيم أنيس صديقي وكانت المعركة أدبية وبعد شهر كشفوني وفصلت من الجامعة لأني انضممت إلى تنظيم شيوعي 0 تم رفدي أنا و35 أستاذ جامعي مابين شيوعيين ووفديين وإخوان كنت أنا وعبد العظيم أنيس ولويس عوض وعبد الرازق حسن وكان كمال الدين حسين وزير المعارف بعد الثورة وخرجت لأدرس لاتيني وفرنسي وإنجليزي للطلبة وقابلت إحسان عبد القدوس وقال لي تعال اعمل معنا في الصحافة وذهبت وأخذت مربع هام مازال موجودا حتى الآن هو حاول أن تفهم وبدأت اكتب سياسة ونقد أدبي
تنظيم شيوعي بقيادة عامل
وكان تنظيمي تنظيما صغيرا اسمه نواة الحزب الشيوعي وكان هدفه تمصير الحركة الشيوعية وإبعاد اليهود عن القيادة فيها وكان يرأس التنظيم عامل له دراسة عظيمة عن تاريخ مصر في القرن التاسع عشر اسمه فوزي جرجس تعرفت عليه عن طريق طاهر عبد الحكيم زميلي في الجامعة ونحن وحدنا 99% من الحركة الشيوعية وكنا نؤمن بتحالف العمال والفلاحين لان فكرة الطبقة العاملة وصعودا وان تتولى الحكم فكرة شكلية
الحركة الشيوعية في مصر ظهرت قبل ظهور الاتحاد السوفييتي
أريد أن أضيف أن الحركة الشيوعية في مصر ظهرت قبل ظهور الاتحاد السوفييتي منذ 1865 كما أن الحزب الشيوعي اختلف مع الاتحاد السوفييتي وطرد من الأممية لأنه كان متحالفا مع الوفد وقالوا لا سبيل للعمل دون التحالف مع الوفد رغم أن الوفد كان ضده لأنه بتأثير من الإنجليز كان يريد ضرب الحزب الشيوعي والدليل على ذلك أن الحزب الشيوعي حاول أن يدخل الكومنترن وكان شرط الدخول طرد روزنتال ورفض التحالف مع الوفد لان الشعار في ذلك الوقت أن البرجوازية الوطنية ألقت علم الوطنية فلابد من وقف التحالف معها ولما رفض الحزب الشيوعي ذلك طرد من الأممية والحمد لله وفي نفس الوقت قبض الوفد على أعضاء الحزب الشيوعي المصري في 1924 وكان على راس الحزب الشيخ صفوان أبو الفتح الذي استمر حتى 1939 في حركة سرية وكان يصدر مجلة باسم الحساب كانت مجلة خطيرة وهو من أوائل من رفع شعار الوحدة المصرية العربية ومن الذين هاجموا لطفي السيد عندما ذهب إلى افتتاح الجامعة العبرية واعترض الفلسطينيين وقتها وبدأوا يضربون بالطوب وبدأت حركة وطنية فكرية قبل الحزب الشيوعي كان الشيخ مصطفى عبد الرازق انشأ الحزب الديمقراطي ومحمود عزمي وقبل ذلك سلامة موسى هذا تاريخ مختلف هناك من هم اقدر مني على تقييمه لكن المهم أن الحركة الوطنية بدأت في مصر مبكرا فقد كانت جريدة المقتطف تكتب عن أفكار شيوعية قبل قيام الحركة السوفيتية أي انه كان هناك نبته داخلية بفضل الصراع المصري من أيام عرابي ضد الإنجليز ووجود ترابط بين المثقف المصري والعمال والفلاحين ولو رجعنا قليلا لحركة الفلاحين أيام السخرة في القناة وثورة الفلاحين حينما استولوا على القصور
رأي التنظيم الذي كنت انتمي إليه في ثورة يوليو
وحول رأي التنظيم الذي كنت انتمي إليه في ثورة يوليو كنا ضدها للوهلة الأولى مائة بالمائة وظللنا كذلك فترة طويلة لأنها كانت عسكرية والعسكر هم جزء من جهاز وثورة العسكر تدعم هذا الجهاز كل الحركات العسكرية في التاريخ لدعم الجهاز العسكري وليست لتقويضه لكن طبعا ثبت غير ذلك لأنها كانت جزء من اربعينيات الحركة الرائعة الخطيرة جدا التي كانت تغلي في مصر وأنا رأيي أن هذه الحركة كانت يمكن أن يتحقق بها تغيير ثوري في مصرعام 52 لكن الإخوان كانوا في ناحية والحزب الوطني في ناحية والشيوعيين ليسوا متوحدين والسلطة تنتظر من يأخذها فأخذها العسكر والصراحة أنهم لم يكونوا عسكر لان اغلب القيادات كانت مرتبطة بتنظيمات سياسية فحمر وش كان في حدتو وعبد الناصر تقابل مع سكرتير حدتو لكنه لم يكن منظم بها وانقسمت حدتو في رأيها في الثورة جزء معها وجزء ضدها الذي كان يعرف العلاقات أفرادها الموجودين في الثورة كان يعرف أن الثورة مرتبطة به ونحن وقوى أخرى لم نعرف ذلك حيث كان في ذلك الوقت من 6: 7 تنظيمات شيوعية مثل النواة وطليعة العمال ونحشم ( نحو حزب شيوعي )
توحيد الحركة الشيوعية
خلال أعوام 54, 55, 56 تمكننا من توحيد كل الحركة الشيوعية باستثناء حركتين عمال وفلاحين والحزب الشيوعي المصري( الراية )الذي كان على رأسه فؤاد مرسي وإسماعيل صبري عبد الله توحدنا في 57 مع الراية و8يناير 1958 توحدت كل التنظيمات الشيوعية وتفككت الوحدة بعد ذلك بشهرين ففي البداية كنا ضد عبد الناصر على أساس أن هذه الحركة عسكرية وارتكبنا أخطاء وأنا اعترف بها لأني كنت واحد ممن مارسوها
بداية الصدام مع عبد الناصر
عبد الناصر في اتفاقية الجلاء كان يوافق على شرط انه إذا هاجم الاتحاد السوفييتي تركيا تعود القوات الإنجليزية وموقف آخر أثناء توديع محمد نجيب في الإسكندرية كان بصحبتهم السفير الأمريكي ثم حادثة كفر الدوار وإعدام خميس والبقري وعبد الناصر كان ضد عملية المذابح وكذلك خالد محي الدين وكانت المؤامرة من جانب صاحب الشركة ابن حافظ عفيفي احد أعوان الملك الذين دفعوا العمال إلى مهاجمة الثورة رغم أنهم كانوا من مؤيديها وبعد هذه المواقف قلنا أن الإنجليز سوف يعودون وكذلك الأمريكان سيتواجدون وجاءني خالد محي الدين وقال لي ( ماذا يحدث ؟)ومعنا عبد الرحمن الشرقاوي وبدأنا نحضر موقفا ضد الحركة العسكرية ووقفنا ضدها وكانت 54 سنة تغير فيها المجرى واستبعد خالد محي الدين وأصبحنا نرى أن السلطة القديمة تغيرت بسلطة عسكرية خانت كل القضايا ورغم أنها خرجت من الأربعينيات إلا أنها ضد الأربعينيات والأفراد الذين كانوا أجزاء من حدتو استمروا مع الثورة لهذا ذهب عبد المنعم 000 وهو عامل إلى كفر الدوار ليحاول منع العمال من ثورتهم ضد الحكومة حتى لا تستخدم ضدهم 0 وحدث تناقض بيننا وبين الثورة في نفس الوقت حدث تناقض بين الإخوان والثورة لأنهم كانوا يطلبون من عبد الناصر ومجموعته موافقة المرشد العام على أي إجراء يتخذوه وخرجوا من مجلس قيادة الثورة وخرج الشيوعيين وظلت الثورة وحدها وهناك قانون إذا قامت ثورة ولم تستطع أن تغير جهاز الدولة سرعان ما يسيطر عليها جهاز الدولة وبخروجنا فقدوا القوة الفكرية الأساسية في حركة الجيش وأصبحوا وحدهم يأممون الأرض ويخرجون الإنجليز ويتناقشون مع الأمريكان ويريدون قيادة البلد وقادوا جهاز الدولة القديم وأصبح العساكر رؤساء الهيئات المختلفة وقام الحكم الذي أسميناه ديكتاتوريا 00
التصالح في 56 ثم الانقضاض المفاجيء
في 1956 والعدوان الثلاثي كان الشيوعيين في بورسعيد كل خط القنال مليء بالرفاق ودخلوا بورسعيد وأنا وشهدي عطية شكلنا هيئة في مقهى الحرية في باب اللوق وكنا نلم المعلومات مثل عدد القوات وبداية الصراع الكبير بالطائرات ونرسلها لعبد الناصر ولأول مرة كان الحزب الشيوعي يصدر منشوراته علنا في الشارع وكنا على صلة برفاقنا في بورسعيد الذين شكلوا جبهة مصر وقتل رئيس الجيش الإنجليزي في المعركة كل هذا حسن علاقتنا بعبد الناصر وبدأ الانتصار والمقاومة الداخلية وانتهى التناقض القديم وفهمنا الثورة ومشروعاتها العظيمة لكن عبد الناصر وجد أن السلطة في أيديهم وخافوا منا خاصة وأننا دخلنا معسكرات التدريب وكلنا حملنا سلاح والشارع كان مسلحا فبدأ الضرب فينا وكانت عدة مواقف الخطأ في السلوك من جانب عبد الناصر الوحدة المصرية السورية نحن من أنصار الوحدة المصرية السورية وهناك وثيقة نشرت باسم فريد وسيد أنا وعبد العظيم أنيس ممثلة للمكتب السياسي نقول فيها إننا مع الوحدة وهذا تجميع للمنطقة الحضارية والورقة تناقش عبد الناصر وتقول له لا تفرض قوانين مصر على سوريا مصر زراعة نيلية وسوريا زراعة مطرية وفي مصر الرأسمالية منذ طلعت حرب وهناك شركة خماسية فقلنا له لا تأممها ولا تفرض قوانين مصر الزراعية واعتبرنا ضد الوحدة ودخلنا السجون يناير 59 وكنا وقتها قد توحدنا في 58 وخرج من الوحدة فصيل من حدتو أسمى نفسه 8 يناير وكان ضد عبد الناصر ويتهم الوحدة بالخيانة ودخل عبد الناصر في معركة مع السوفييت لان هناك إرهاص للانقلاب الشيوعي في العراق يسهله الاتحاد السوفييتي وعبد الناصر حركة وطنية وفي العراق حركة شيوعية فبدأ يشعر أنه سوف يدخل في صدام مع العراق والسوفييت وحدثت أخطاء كثيرة من بعض الشيوعيين ودخلنا جميعا إلى السجن 00
مقابلة السادات لأول مرة
في أوائل 58 جاءني يوسف إدريس وكان يعرف السادات وذهبت إلى السادات الساعة العاشرة مساءا وخرجت من عنده الثالثة صباحا في البداية كان استفزازيا وقال ( إحنا دبحنا الإخوان وممكن ندبحكوا ) قلت له إذا استمر الحوار بهذا الشكل سوف ارحل فاعتذر وقال ( إحنا عاوزينكم تحلوا نفسكم وتخشوا الاتحاد القومي ) قلت له ( أنا ما عنديش مانع بس نخش على شرط كتنظيم ويتحول الاتحاد القومي إلى جبهة يدخل فيها الأحزاب الأخرى ) فرد ( لاء إحنا عاوزين الأحزاب تنتهي ونحل حزبكم ) فرفضت فقال ( طب إحنا عاوزينك أنت) قلت له أنا امثل المكتب السياسي لحزبي حيث كانت القيادة جماعية وكنت أنا وأبو سيف يوسف وفؤاد مرسي سكرتارية ثلاثية وخرجت وعندما وجد سائقه نائما قال لي أنت من البروليتاريا امشي حتى الجيزة والحق بالترماي ومشيت من الهرم إلى الجيزة ثم بعد أيام بدأ الاعتقال اتصلت بيوسف إدريس أتسائل وقلت له ( إحنا كنا بنتكلم كلام رجالة )فاتصلت بأنور السادات وقال لي أن هذه الاعتقالات ليس لها أية صلة وأنها شيء داخلي
داخل السجن
وفي داخل السجن انقسمنا إلى قسمين الأول حدتو لان المجموعة الجديدة بدلا من أن تدعم الوحدة في 58 فصلت شهدي عطية وكمال عبد الحليم والقيادات الأساسية في حدتو وبقية حدتو خرجت وأنا لم اخرج لأني آثرت المقاومة ولاني ضد أي انقسام وقاومت وكان قسم حدتو يؤيد عبد الناصر تأييدا نقديا والقسم الثاني يعتبره الشريك الأصغر للاستعمار وهو قسم مكون من الراية وطليعة العمال وتطورت إجراءات عبد الناصر وتحول فعلا إلى صراع مع أمريكا وبالتالي تعاون مع السوفييت وبدأت المراسلات داخل السجن مع عبد الناصر وأنا كان لي رسالة كبيرة إلى السادات ليس طلبا للخروج فنحن ذهبنا أولا إلى القلعة ثم الواحات وأبو زعبل وكنا في الأخير نكسر حجارة ونعامل أسوأ معاملة ثم عدنا إلى الواحات مرة أخرى بعد مقتل الكثيرين والتعذيب الوحشي وبقينا ثلاث سنوات حتى أفرج عنا 0
بداية الاتصال بالثورة من السجن
خطط عبد الناصر لسحقنا مع بداية الصراع بينه وبين العراق وأخذنا كلنا و في الأيام الأخيرة لما حدث تقابل مع السوفييت بدأت اكتب أنور السادات كلنا كنا نراسل لأننا أحسسنا أن هناك تغييرا ونحن القوة التي يمكن أن تساهم في هذا التغيير وبدأ يتم تواصل بيننا وبين الثورة كل واحد يراسل من كان على علاقة جيدة به وكانت وجهة نظرنا الجماعية انه آن الأوان أن نخرج ونلتقي مع بعض لأننا عقدنا عشرات المؤتمرات في السجن سواء حدتو أو غير حدتو وكان الرأي أن نحتفظ بأفكارنا في داخل التنظيم الطليعي وهي فكرة الجبهة التي عرضتها على السادات في السابق لكنهم رفضوا واشترطوا حل الحزب ودخول التنظيم الطليعي وحول ما قيل حول أني كنت رقم اثنين في التنظيم الطليعي وان عبد الناصر كتب الكارنيه بخط يديه وتوقيعه لا اعرف ولم تكن هناك كارنيهات 0 ورفضنا دخول الاتحاد الاشتراكي ذلك الكيان غير المحدد المعالم طبقيا وان ندخل التنظيم الطليعي كقوة تمثل طبقة طليعية وأوضح أن عبد الناصر كون بنيتين مثلما حدث في يوغسلافيا الاتحاد الاشتراكي الذي كان سداح مداح والتنظيم الطليعي وكنا نخطط لان نلتقي مع عبد الناصر في بنية توحيدية مع أفكار عامة مشتركة على أساس الإيمان بالعلم والعقل والتاريخ والتغيير الاجتماعي الجذري وان السلطة للشعب أي فيما تتحقق رؤية مشتركة سواء اشتراكي أو شيوعي أو وطني ديمقراطي 0وبالمناسبة عبد الناصر كان يتحول فعلا من التفاعل مع الأمريكان والاستفادة منهم إلى التحالف مع السوفييت وكان الشيوعيين يقولون كلاما هو نفسه محتاجا إليه محتاج تصنيع ثقيل والى تخطيط 0
الخروج ثم حل الأحزاب الشيوعية
خرجنا 1964 م لأنه كان من الطبيعي أن يخرج من لديهم أيديولوجيا وخرجنا على أساس المؤتمرات التي عقدناها في السجن وبالمناسبة كانت هناك رؤية حزبية في العالم تحلل وضع الدول النامية وهي انه ليس من الضرورة أن تكون القيادة لحزب شيوعي ولكن حزب ديمقراطي يشمل الشيوعيين والاشتراكيين والقوى الوطنية والديمقراطية تمت في تنزانيا ومحاولة في إحدى بلدان أفريقيا وفي بدايات كوبا ونحن بهذا المفهوم رجعنا نتصل بعبد الناصر على أن نحتفظ بهذه في داخل البنية في الحزب الطليعي نحل الحزب بس على أساس المباديء الآتية العلمانية والتقدم والتصنيع وعمليا على أساس آخر أن هناك اثنين ينافسونا في العلاقة مع طليعة الاشتراكيين احمد حمر وش واحمد فؤاد وخرجت ووجدت مندوب لمكتب سامي شرف فذهبت إلى السجن الحربي ثم أوصلني حتى المنزل وبالمناسبة أنا داخل السجن كانت لي وجهة نظر مختلفة لان هناك فكر فلسفي معين تحقق أيام الثورة الصينية عندما التقى الحزب الشيوعي الصيني مع الكومنتانج أنا كان في رأيي مع أدبيات الفكر الشيوعي في العالم أدركنا أن بلاد أفريقيا والبلاد المتنامية ممكن أن ينشأ تحالفا عضويا ويتكون ما يسمى بالحزب الديمقراطي ( شيوعيين واشتراكيين وقوى وطنية ديمقراطية وديمقراطيين ) وكان ذلك مرتكز الالتقاء مرة أخرى بشكل حميم في الحزب الذي نشأ جديدا وهو طليعة الاشتراكيين وحدثت المناقشات بيني وبين السادات والزملاء الأعزاء الذين كانوا يتناقشون كل واحد بطريقته وفي المؤتمرات أيضا حدثت اختلافات كثيرة ولكن كانت الفكرة العامة اتفقنا أن نخرج ونندمج لكن ككيان مترابط أنا وجدت سكرتير سامي شرف فى انتظارى والزملاء عقدوا مؤتمرا لحل الحزب على أساس إننا سوف نندمج مع حزب عبد الناصر وان هناك لقاء لأخذ الإجراءات مع حمر وش واحمد فؤاد واتفق الجميع على هذه العملية أنا لم احضر المؤتمر وحل الحزب على أساس أن تعطى سلطة إعادة لحزب إذا لم يتم ما اتفقنا عليه إلى كمال عبد الحليم ودخلت لسامي شرف قال (عايزين نشترك مع بعض ) قلت هذا جزء من التحالف الكبير قال ( الرئيس مرشحك لطليعة الاشتراكيين ) قلت ( إحنا مستنين ) قال لي ( ما أنت تبدأ )والشيوعيون الذين خرجوا تعينوا في أماكن مختلفة عينوني في المصور ووجدت نفسي في الحزب الطليعي ووجدت احمد حمر وش وكنا كثير وأصبحوا ستة أفراد فقط وحاولت أن احقق شيء لان طليعة الاشتراكيين كان سداح مداح وقلنا نكون تكوينات 00 وبخصوص موافقتي قبل زملائي أنا لي تاريخ معهم لما طلب مني السادات في 1958 حل الحزب وأكون معهم رفضت ثم وأنا في أبو زعبل جاءني بعض الأفراد أرسلهم عبد الناصر ليبلغني أني إذا تركت الحزب الشيوعي سوف اخرج فورا ورفضت مناقشة ذلك واعتبرت أن هذه إهانة وأعيد أن مناقشة طريقة الحل كانت داخل الواحات وعقد مؤتمر شامل لشيوعي حدتو وباقي الموحد الذين جمعتهم أنا وشهدي عطية وعملنا الموحد هذه المجموعة هي التي ناقشت في حين أن الآخرين يقولون أن مصر أصبحت العميل المباشر لأمريكا وعبد الناصر العميل الأصغر للاستعمار الأمريكي ونحن كنا ضد هذا تماما ورغم كل الضرب والتعذيب نعتبر أن هذا الرجل وطني ديمقراطي بالمعنى الاجتماعي تنقصه الرؤية الموضوعية وان سياسته من اجل مصر سياسة موضوعية وطنية ديمقراطية تحتاج إلى عمق ديمقراطي علمي أي الماركسية لكن في تطبيقها الموضوعي الخاص بظروف كل بلد وليس تبعا للاتحاد السوفيتي
التحالف مع عبد الناصر
وجدنا أن التحالف مع عبد الناصر تحالف اجتماعي وتحالف مصيري وليس تحالف وطني وبالتالي كانت فكرة أن نندمج معه فكرة علمية حميمة ومصرية وواقعية أيضا في نفس الوقت كانت الرؤية الثورية العالمية للمجتمعات النامية أن القوى المتقدمة تتلاقى مع بعض في مواجهة الاستعمار والتخلف الاجتماعي لأجل عملية النهضة المجتمعية الاقتصادية والرؤية العالمية المتحالفة مع قوى كبيرة اشتراكية في العالم لذا كان منطقيا وواقعيا ووطنيا وعمليا أن نتلاقى مع الدولة التي تقوم بمجانية التعليم ومشروعات كبيرة والتي تقع تحت الاستعمار نتحالف معها على أسس معينة موجودة في الميثاق لأنه يكاد يكون فكرا ماركسيا كتبه كمال رفعت وهو قريب من الفكر الماركسي الرجل سار في خط صحيح وطني ديمقراطي إنتاجي تعميري فيه نقص ديمقراطية عندما نشترك معه سوف نستطيع التغلب على ذلك 0 ولذلك باندماجنا حدث ازدهار شديد في عدة أشياء الكتب والمسرح وتغيرات عظيمة 0 كانت اشتراكيته محدودة بخبرته الخاصة ولم تأخذ عمقا علميا في العمل لكنه يحترم الطبقة العاملة مهما كانت طريقة التعبير عنها واحترام الفلاحين الذين أعطاهم أرضهم ومعاداته للإمبريالية الأمريكية ولديه مشروع تصنيعي وعمل صناعة ثقيلة وحدة عربية أنا اختلف مع أسلوبها لكن جوهرها صحيح وعلى أن أكون في داخل الظاهرة المتحركة 0 بالمناسبة كانت الخلافات بيننا كثيرة لكن كلنا قررنا ذلك
تأثيره في المناصب التي تولاها
عندما توليت هيئة المسرح حولت المسرح إلى صخب فكنا نعرض مسرحيات ذات قيمة وعندما ذهبت لأخبار اليوم حولت صالون مغلق في الدور الأول إلى مؤتمر للشباب وأسست جمعية الموسيقى العربية ودخلت في أخبار اليوم معركة انتخابات في بولاق وحاربني كل من انتمى لمصطفى وعلى أمين من عمال وموظفين وتحولت أخبار اليوم إلى مجلة ثقافية وأصدرنا عددين من مجلة أدب وكان أملنا كبير أن الثورة تتقدم وفي لحظة من اللحظات حدث تناقض كبير بعد الهزيمة فجاء السادات وقال لي ( الناس مش راضيين عنك ) فمشيت 0 ذلك بعد مظاهرات الطلبة في 1968 وأنا كتبت مقالة لمساندة الطلبة لا كما يشاع أني اتهمتهم بالخونة وعقدنا مؤتمرات مع حركة الطلبة وعارضنا النظام في مساندة الطلبة ودافعت عن اضرابات الطلبة وتعارك معي موسى صبري وحادثة أخرى لمعارضة النظام انه في يوم من الأيام كان عبد الناصر في بورسعيد وكان سيقيم مؤتمرا للاتحاد الاشتراكي وكتبت مقالة نقد كامل للاتحاد الاشتراكي واتصل بي سامي شرف وقال ( ايه اللي أنت كاتبه ده 0 أنا طلبت من البوليس أن يوقف القطار في كل منطقة ويخرج نسخ أخبار اليوم ليمنعها من التوزيع وتكتب مقالة جديدة ) ورفضت وكتبت مقالة كبيرة ليست باسمي في هذا اليوم وغضب عبد الناصر لما علم لكنه عندما قرأ المقالة وافق عليها وفي أول مؤتمر للاتحاد الاشتراكي بعد أيام تبنى الكلام الذي قلته في المقالة 0 ثم عندما مشيت من أخبار اليوم بدأنا في إرجاع الحزب الشيوعي المصري وعرفوا هم ذلك لأننا كنا نصدر منشورات غير مكتوب عليها أسماء واتصل بي شعراوي جمعة ( وهو رجل طيب جدا ) وقال لي اذهب لهيئة المسرح ولكن المرتب اقل منه في أخبار اليوم وسوف نزيده لك وكان مرتبي في أخبار اليوم ثلاث مائة جنيه كنت اخصص ثلثه لأفضل مقالة في الشهر وقلت له سوف اخذ مرتب المسرح كما هو ورجع المسرح مرة ثانية يموج بالمسرحيات الجادة
مقابلتي الخاصة لعبد الناصر
حول مقابلتي الخاصة لعبد الناصر كلمني بتأثر شديد عن علاقته بعبد الحكيم عامر وانه كان يقضي معه يوم من الأسبوع للغذاء سويا وإنهم أصدقاء لكن الناس زودوا الخلافات وحاولت أن أهديء الأمور وتم ما تم 0 ثم قال لي (أنت هاتروح أخبار اليوم بس ما تعملهاليش زى البرافدا )فقلت له ( البرافدا مش صحافة 0 أنا مصري وصعيدي واحترم كل التراث العربي) 0 ويضيف لم يكن عبد الناصر شيوعي قطعا 0 وحول التعذيب في السجون يقول عبد الناصر اعتذر لي وأنا كنت أكرم من اروي له ماحدث في السجن من تعذيب قال لي ( أرجو أنه ما يكونش عندك مرارة ) قلت له ( المرارة الوحيدة أن إحنا لم نشترك معاك في الأعمال الجيدة ) 0
يوم الهزيمة
الإخوان في هزيمة 67 قالوا ( لا عدوان إلا على الظالمين ) وأنا يومها أتجننت ولم يكن لدينا شماتة ورأينا ينبغي أن تحترم الوحدة وإلا نفقد ثقتنا في الوحدة العربية ونواجه الانقسام 0 وفي أثناء الجلسة مع عبد الناصر قال لي هو ( دلوقت إحنا عملنا خطة تنمية شديدة جدا هل أنت شايف إننا نواصل خطة التنمية مثلما أشار علي صبري أم نراعي البرجوازيين ونترك لهم بعض الأشياء فيشتروا عربيات وأشار زكريا محي الدين بذلك ) فقلت لا سبيل إلا أن نواصل خطة التنمية لأننا إذا توقفنا نعطي أكثر لليمين وقوى العداء أخشى انك ستقويهم وتضعف القوى الأخرى قوى جبهة الشعب ) فقال ( اخرج شوف سامي شرف لأنه بيتخذ الإجراءات الأخيرة ) خرجت لسامي شرف لقيت الإجراءات أبعاد علي صبري وخطة التنمية وتعيين زكريا محي الدين ويبدو أن المسألة كانت اكبر من كده وان هناك ضغوط 0 تجربة عبد الناصر تجربة تقدمية ( اشتراكية ديمقراطية –رغم أن هذا المصطلح أصبح عيبا ) وهو مشروع مؤهل لان يتحول إلى تخطيط رؤية اشتراكية ويضيف داخل النظام كان هناك يمين ويسار ووجهات نظر مختلفة بعد شهرين من وجودي في أخبار اليوم اكتشفت أنها مدينة بثلاث مائة ألف جنيه وهناك أشياء أخرى مثل أنهم كانوا يتصلون بي أثناء اجتماعات التحرير ليعترضوا على حجم صورهم مقارنة بصور الآخرين هذه هي السلطة وأمراضها
السلطة الحقيقية هي سلطة الناس توفيق الحكيم له جملة في "عودة الروح "يقول أن جلد الفلاح الأمي إذا كشط ستجد تحته6 آلاف سنة من الحكمة 0لذا أرحب بكلمة جمال حمدان أن مصر موقع وليست موضع فأمريكا في العراق وهنا وهنا تتخذنا قاعدة وصول لباقي العالم لذا فالمعركة حضارية وليست عربية
حكم عبد الناصر ليس ديكتاتوريا بل ديمقراطيا اجتماعيا
وأنا قمت بدراسات بعد ذلك وفي رأيي أنه كانت توجد ديمقراطية اجتماعية ولكن الحكم افتقد الديمقراطية السياسية بسبب تخلي اليساريين عنه وتخلي الإخوان عنه ــ وهذا أفضل ــ وغياب القوى الديمقراطية وأساليب حكم عبد الناصر التي كانت نتيجة لكل هذه الظواهر لذلك يجب أن نفهم ذلك قبل أن ندينها
التحول الأخير
مات عبد الناصر وتغيرت الدنيا وحضرت أنا مؤتمر السادات واجتمعت اللجنة المركزية وقال السادات بوقف حرب الاستنزاف لان السد العالي يحتاج صيانة وأشياء أخرى تحتاج صيانة فقلت له نستطيع أن نوقف العمليات ونقوم بصيانة كل هذه الأشياء لكن في ظل أن تكون في المعركة 0 وبعدها بأيام قبض عليا وذهبت إلى القلعة مرة أخرى وفي التحقيق قلت للمحقق ردا على سؤال ( أنا اتهم السادات بأنه موالي للاستعمار ) واستبعد كلامي وخرجوني من زنزانتي وبعد أسبوع طلبت للشهادة في المحكمة وكان محافظ القاهرة سعد زايد هو من طلبني لأنه كان يؤخذ عليه جملة قيل أنها له ( إننا ضد السادات 0 ونغتال هذا الرجل ) وقلت للقاضي أنا لي كلام قولته في احد المحاضر وقال احد المحامين أن هذا الرجل له محضر جلسة غير موجود في القضية وأضيف أن رغم الخلافات مع عبد الناصر كان يخصص لي برنامج في التليفزيون بعد نشرة أخبار التاسعة وكان اسمه وجه الحقيقة ومرة كنت في البرنامج بعد طرد شعراوي جمعة فقلت كلاما اعتقد انه كان جريئا وأخذوني إلى القلعة ثم إلى التحقيقات وأخرجوني ثم ذهبت للمحكمة للشهادة ثم سافرت للخارج
قوى التغيير
العالم مقبل على عملية تغيير جذري مصر لو لعبت دور قوي سوف تشارك في قوى التغيير وإلا سوف تضرب بالجرائم الأمريكية التي ستفرضها أمريكا أنهم يريدون اخذ المنطقة لكسب معركة الهيمنة الرأسمالية
ليست العولمة مشكلة
يضيف ليست العولمة مشكلة الخطورة فيها الهيمنة والاستقطاب في دولة واحدة كيف تتحول هذه العولمة إلى عولمة ديمقراطية مشروعية دولية ومشترك إنساني المرض ينتشر في العالم والفضائل تختفي والإنتاجية تقل والربحية المالية تطغى على الإنتاجية المرحلة ليست مرحلة اشتراكية ورأسمالية لكن القضاء على الهيمنة الأمريكية وتحقيق عودة هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي لا يكون التصويت فيه لدولة واحدة تحقيق عولمة تحترم خصوصية كل دولة على حدة هذه القومية ضرورية لكي يكون مشترك إنساني يحفظ خصوصية ثقافية لكل بلد 00عبد الناصر بالحدود التي صنعها تأثرت به أمريكا اللاتينية 0 لابد أن نتلاقى مع الكتل العالمية مراعاة لمصلحتنا من اجل المشروعية الدولية والتجارة الحرة وحل قضايا انتشار المرض والبيئة 0 مصر تستطيع أن تلعب دورا كبيرا لمصلحتها ولمصلحة العالم كله معركتنا معركة حضارية وطوال عمرنا هي معركة حضارية 0القضية لم تعد قضية حكومات لكن قاعدة الناس قاعدة الناس جيدة المهم أن تعي جيدا وهي واعية بالفعل واعية والمهم كيف ننظم هذا الوعي وننميه كل الإعلام الآن يقوم بالتعمية وليست التوعية والعرب مليء بالمفكرين والمثقفين الأدباء والشعراء المغرب ولبنان وسوريا والجزيرة العربية 0 أمريكا تتخذ الديمقراطية لضرب الديمقراطية
دور المثقف
ويضيف هنا يبرز دور المثقف في التوعية مع احترامي للطبقة العاملة والفلاحين وأنا منذ ثلاث سنوات أحاول إقامة جبهة للمثقفين وحضر فيها 80 شخص لكني لا أستطيع حتى الآن أن اخذ عليها الموافقة الرسمية وعلينا أن نقيم جبهة المثقفين العرب لتصبح السلطة الثقافية في العالم العربي
وتتصل بالعالم الخارجي يجب أن نلتقي مع الحركات العالمية الديمقراطية صراعنا
كاتب صحفى ـ رئيس تحرير جريدة الانباء الثقافية العالمية ـ شاعر ـ فنان تشكيلى ـ رئيس مجلس ادارة جمعية راية التنوير للاعلام وتنمية الثقافة والحوار
بعد موت عبد الناصر رفضنا وقف حرب الاستنزاف فتم القبض على قلت للمحقق ردا على سؤال ( أنا اتهم السادات بأنه موالي للاستعمار ) واستبعد كلامي وخرجوني من زنزانتي وبعد أسبوع طلبت للشهادة في المحكمة وكان محافظ القاهرة سعد زايد هو من طلبني لأنه كان يؤخذ عليه جملة قيل أنها له ( إننا ضد السادات 0 ونغتال هذا الرجل*
قسم حدتو يؤيد عبد الناصر تأييدا نقديا والقسم الثاني يعتبره الشريك الأصغر للاستعمار وهو قسم مكون من الراية وطليعة العمال
حول فكرة ظهور نظرية ماركسية مصرية خالصة أولا يجب أن نسأل في البداية سؤالا ما هي الماركسية ؟ الماركسية ينبغي أن تكون قومية أو لا تكون حتى لينين يعرفها( أنها التحليل الفكري للواقع العيني) 0 لا توجد ماركسية عامة فكل بلد لها ماركسيتها لذا يتفق هذا مع مقولة صادقة قالها ماركس ( أنا لست ماركسيا ) 0 لينين يقول أن الماركسية لها ثلاثة مصادر [ فلسفة هيجل ــ الاقتصاد السياسي الإنجليزي ــ الاشتراكية الطوباوية ] وأنا اختلف معه لان ماركس تأثر بمنتجات البشرية الفكرية كلها على مدى عمر البشر أرسطو قال بالقوة والفعل والباطن والظاهر وظهرت مدارس فلسفية عديدة مثل المدرسة البيقورية أن الماركسية امتداد تاريخي لرؤية المجتمع وقانون الواقع والماركسية كذلك تتطور من أيام ماركس وحتى الآن إذن هي ليست نظرية نهائية
ـــ خرجنا 1964 م لأنه كان من الطبيعي أن يخرج من لديهم أيديولوجيا وخرجنا على أساس المؤتمرات التي عقدناها في السجن وبالمناسبة كانت هناك رؤية حزبية في العالم تحلل وضع الدول النامية وهي انه ليس من الضرورة أن تكون القيادة لحزب شيوعي ولكن حزب ديمقراطي يشمل الشيوعيين والاشتراكيين والقوى الوطنية والديمقراطية
ــ في أوائل 58 جاءني يوسف إدريس وكان يعرف السادات وذهبت إلى السادات الساعة العاشرة مساءا وخرجت من عنده الثالثة صباحا في البداية كان استفزازيا وقال ( إحنا دبحنا الإخوان وممكن ندبحكوا ) قلت له إذا استمر الحوار بهذا الشكل سوف ارحل فاعتذر وقال ( إحنا عاوزينكم تحلوا نفسكم وتخشوا الاتحاد القومي ) قلت له ( أنا ما عنديش مانع بس نخش على شرط كتنظيم ويتحول الاتحاد القومي إلى جبهة يدخل فيها الأحزاب الأخرى ) فرد ( لاء إحنا عاوزين الأحزاب تنتهي ونحل حزبكم ) فرفضت فقال ( طب إحنا عاوزينك أنت )
كانت الورقة الاهم فى الحوار لماذا لم تظهر نظرية ماركسية مصرية خالصة ومن هنا فتحنا اوراق هامة
0ولا يمكن القول أن ماركس يعد امتدادا طبيعيا للفلسفة اليونانية بل والإسلامية أيضا وللفلسفة الإنسانية بشكل عام واذكر أن محمد عمارة عندما كنت في انجلترا كان يبحث لي في بعض المراجع عن تعليقات لماركس على الفلسفة الإسلامية إذن الماركسية ثمرة تطور الفكر وتطور مفهوم العقلانية ومفهوم العلم والعلم ليس علاقة أحادية لكنه مرتبط بتناقضات عديدة نستخلص منها وحدة معينة انه تجاوز المتناقض وتجاوز الجامد إلى المتحرك فالواقع في حالة تحرك مستمرة والعلم هو قانون الواقع فمثلا عندما يقول نيوتن ( أن كل شيء يجذب كل شيء آخر بقوة عكس المسافة ) ويغير آينشتين من ذلك القانون بنظرية الكم التي تنتهي انه لا توجد علاقة خطية بين أي شيء وأي شيء آخر لا يوجد تأثير خطي لأنه لا يوجد عنصر بمفرده كل العناصر في الكون ترتبط بعناصر أخرى وبالتالي حصيلة أي شيء هي مركب من تفاعلات عديدة 0 إذن القانون الحقيقي ليس القانون الخطي ولكن القانون الجدلي الذي يقوم على فكرة التفاعلات بين الأشياء وأنا شخصيا أقول من واقع خبرتي أن كل عنصر مكون من ثلاثة الأول [ بنية غير مغلقة ] فكل بنية منفتحة على أبنية أخرى وبالتالي كل إنسان بنية والثاني [علاقة بين العناصر أو البنى ]وكل إنسان علاقة وكل عنصر متأثر بعنصر آخر سلبا أو إيجابا لكن وجوده متراكم مع وجود عناصر أخرى و الثالث [تاريخ ]أن لكل عنصر تاريخ كل عنصر متزمن بزمن له بنية علائقية وزمن وهذا هو جوهر الفكر الماركسي الخروج من أحادية الرؤية إلى تفاعلية الرؤية وبالتالي إذا استطعنا أن نكتشف قانون العلاقة التبنينية التاريخية نستطيع التطوير إلى الأفضل هذه الفكرة جاءت مع تطور العلوم الفيزيائية بالذات والعلوم الرياضية00 الماركسية موجودة قبل ماركس وغيره الفكر العلمي التقدمي وجد من زمن مثل ابن رشد الذي تأثرت به أوروبا ووجدنا اليهودية الرشدية والمسيحية الرشدية وتأسست حركة التنوير في أوروبا على أساس ابن رشد إلى جانب ابن الهيثم الذي اكتشف قبل نيوتن أن اللون الأبيض مكون من ألوان الطيف السبعة وابن خلدون والبيروني والفارابي وجاء التتار ثم العثمانيين والانجليز والاسرائيلين والأمريكان 00
نشأته والتيارات الفكرية التي تأثر بها
و في رسالة الماجستير الأولىلي كانت عن نظرية المصادفة في الفيزياء الحديثة وكنت أنا ابن شيخ ولي أخ متخرج من أصول الدين وأنا بالمناسبة ابن الدرب الأحمر لذا تأثرت بالاتجاه الصوفي الحلاج وابن عربي وفكرة أن الله هو الأخلاق والحب الإلهي ثم تعرفت على نيتشه الذي قال أن الله قد مات لكن ذلك عنده يعني أن الله هو الإنسان الأعلى وعلى الإنسان أن يصبح إله حدث لدي اختلاط رهيب وآمنت بالمثالية الصوفية التي تقول أن الإنسان هو خالق الكون وكان هناك مفكر يدعي اريكسون يقول ( العالم هو إدراكي أنا الذي صنعته 0 العالم من امتثالي )وبالتالي المصادفة ليس لها قانون وأنا الذي أقنن الأشياء وفي ذلك الوقت وجدت كتاب لعبد الحمن بدوي في أوائل الثلاثينيات مترجم عن نيتشه وكنت عرفته من خلال زكي نجيب محمود دخلت قسم الفلسفة مؤمنا إلا قانون واني خالق الكون والكون امتثالي وظللت حوالي أربع سنوات اعمل في الرسالة إلا أن دخلت في القرن التاسع عشر وجدت مفكر شبه وضعي في انجلترا وباخ في ألمانيا لأتمم بهم عملي واختلفت معهم وتناقضت معهم ثم وجدت كتاب المادية والنقد التجريبي ووجدت كتاب لرينبه يتكلم عن قوانين الأشياء وهدم ما بنيته وغيرت عنوان الرسالة من فلسفة المصادفة في الفيزياء إلى فلسفة المصادفة الموضوعية واكتشفت أن المصادفة ليست افتقاد القانون بل هي القانون الحقيقي القانون المعقد المتعدد العناصر وهكذا عملت رسالة قلت فيها هذا الكلام ورجعت لأرسطو وعنده مصطلح الطوخيا ( المصادفة البحتة ) مثلا عندما تذهب لمكان وتقابل دائن بلا تريد مقابلته هذه صدفة بحته إلى أن وصلت للصدفة الموضوعية وانه لا سبيل لدراسة أي شيء دراسة حقيقية إلا بعلائقيته ورددت على المدارس المثالية الفرنسية التي انتمى لها زكي نجيب محمود وأخذت عنها درجة الامتياز وكان يناقشني زكي نجيب محمود رغم خلافي معه لأنه رجل مهذب وحضرت رسالة أخرى عن علم النفس التكميلي وأخذت جائزة الشيخ مصطفى عبد الرازق وعينت في الجامعة وفصلت بعد شهر لأني ارتبطت بالفكر المادي التاريخي 00
بداية دخوله السياسة
وكانت بداياتي السياسية أني أحب مصطفى كامل الذي قال عنه اخويا انه قطرة ندى في حياتنا وكنت ضد صدقي وزيور ومع الوفد أحيانا وضده في 1936 وكنا نهتف ( يا تربه يام بابين واديتي صدقي على فين ) وتعرفت على لينين وعلمه البحت وشعرت أني عاطفي جدا وإيديولوجي جدا وتعرفت على الفكر الجديد بمنطق أن القوانين أنا الذي أسيطر عليها وليست هي التي تسيطر علي لأنها موضوعية وأنا لدي عقل علمي وآمنت بذلك والتزمت بما أؤمن وبدأت اكتب ودخلت في معركة مع عبد الرحمن بدوي أستاذي ثم مع طه حسين مع عبد العظيم أنيس صديقي وكانت المعركة أدبية وبعد شهر كشفوني وفصلت من الجامعة لأني انضممت إلى تنظيم شيوعي 0 تم رفدي أنا و35 أستاذ جامعي مابين شيوعيين ووفديين وإخوان كنت أنا وعبد العظيم أنيس ولويس عوض وعبد الرازق حسن وكان كمال الدين حسين وزير المعارف بعد الثورة وخرجت لأدرس لاتيني وفرنسي وإنجليزي للطلبة وقابلت إحسان عبد القدوس وقال لي تعال اعمل معنا في الصحافة وذهبت وأخذت مربع هام مازال موجودا حتى الآن هو حاول أن تفهم وبدأت اكتب سياسة ونقد أدبي
تنظيم شيوعي بقيادة عامل
وكان تنظيمي تنظيما صغيرا اسمه نواة الحزب الشيوعي وكان هدفه تمصير الحركة الشيوعية وإبعاد اليهود عن القيادة فيها وكان يرأس التنظيم عامل له دراسة عظيمة عن تاريخ مصر في القرن التاسع عشر اسمه فوزي جرجس تعرفت عليه عن طريق طاهر عبد الحكيم زميلي في الجامعة ونحن وحدنا 99% من الحركة الشيوعية وكنا نؤمن بتحالف العمال والفلاحين لان فكرة الطبقة العاملة وصعودا وان تتولى الحكم فكرة شكلية
الحركة الشيوعية في مصر ظهرت قبل ظهور الاتحاد السوفييتي
أريد أن أضيف أن الحركة الشيوعية في مصر ظهرت قبل ظهور الاتحاد السوفييتي منذ 1865 كما أن الحزب الشيوعي اختلف مع الاتحاد السوفييتي وطرد من الأممية لأنه كان متحالفا مع الوفد وقالوا لا سبيل للعمل دون التحالف مع الوفد رغم أن الوفد كان ضده لأنه بتأثير من الإنجليز كان يريد ضرب الحزب الشيوعي والدليل على ذلك أن الحزب الشيوعي حاول أن يدخل الكومنترن وكان شرط الدخول طرد روزنتال ورفض التحالف مع الوفد لان الشعار في ذلك الوقت أن البرجوازية الوطنية ألقت علم الوطنية فلابد من وقف التحالف معها ولما رفض الحزب الشيوعي ذلك طرد من الأممية والحمد لله وفي نفس الوقت قبض الوفد على أعضاء الحزب الشيوعي المصري في 1924 وكان على راس الحزب الشيخ صفوان أبو الفتح الذي استمر حتى 1939 في حركة سرية وكان يصدر مجلة باسم الحساب كانت مجلة خطيرة وهو من أوائل من رفع شعار الوحدة المصرية العربية ومن الذين هاجموا لطفي السيد عندما ذهب إلى افتتاح الجامعة العبرية واعترض الفلسطينيين وقتها وبدأوا يضربون بالطوب وبدأت حركة وطنية فكرية قبل الحزب الشيوعي كان الشيخ مصطفى عبد الرازق انشأ الحزب الديمقراطي ومحمود عزمي وقبل ذلك سلامة موسى هذا تاريخ مختلف هناك من هم اقدر مني على تقييمه لكن المهم أن الحركة الوطنية بدأت في مصر مبكرا فقد كانت جريدة المقتطف تكتب عن أفكار شيوعية قبل قيام الحركة السوفيتية أي انه كان هناك نبته داخلية بفضل الصراع المصري من أيام عرابي ضد الإنجليز ووجود ترابط بين المثقف المصري والعمال والفلاحين ولو رجعنا قليلا لحركة الفلاحين أيام السخرة في القناة وثورة الفلاحين حينما استولوا على القصور
رأي التنظيم الذي كنت انتمي إليه في ثورة يوليو
وحول رأي التنظيم الذي كنت انتمي إليه في ثورة يوليو كنا ضدها للوهلة الأولى مائة بالمائة وظللنا كذلك فترة طويلة لأنها كانت عسكرية والعسكر هم جزء من جهاز وثورة العسكر تدعم هذا الجهاز كل الحركات العسكرية في التاريخ لدعم الجهاز العسكري وليست لتقويضه لكن طبعا ثبت غير ذلك لأنها كانت جزء من اربعينيات الحركة الرائعة الخطيرة جدا التي كانت تغلي في مصر وأنا رأيي أن هذه الحركة كانت يمكن أن يتحقق بها تغيير ثوري في مصرعام 52 لكن الإخوان كانوا في ناحية والحزب الوطني في ناحية والشيوعيين ليسوا متوحدين والسلطة تنتظر من يأخذها فأخذها العسكر والصراحة أنهم لم يكونوا عسكر لان اغلب القيادات كانت مرتبطة بتنظيمات سياسية فحمر وش كان في حدتو وعبد الناصر تقابل مع سكرتير حدتو لكنه لم يكن منظم بها وانقسمت حدتو في رأيها في الثورة جزء معها وجزء ضدها الذي كان يعرف العلاقات أفرادها الموجودين في الثورة كان يعرف أن الثورة مرتبطة به ونحن وقوى أخرى لم نعرف ذلك حيث كان في ذلك الوقت من 6: 7 تنظيمات شيوعية مثل النواة وطليعة العمال ونحشم ( نحو حزب شيوعي )
توحيد الحركة الشيوعية
خلال أعوام 54, 55, 56 تمكننا من توحيد كل الحركة الشيوعية باستثناء حركتين عمال وفلاحين والحزب الشيوعي المصري( الراية )الذي كان على رأسه فؤاد مرسي وإسماعيل صبري عبد الله توحدنا في 57 مع الراية و8يناير 1958 توحدت كل التنظيمات الشيوعية وتفككت الوحدة بعد ذلك بشهرين ففي البداية كنا ضد عبد الناصر على أساس أن هذه الحركة عسكرية وارتكبنا أخطاء وأنا اعترف بها لأني كنت واحد ممن مارسوها
بداية الصدام مع عبد الناصر
عبد الناصر في اتفاقية الجلاء كان يوافق على شرط انه إذا هاجم الاتحاد السوفييتي تركيا تعود القوات الإنجليزية وموقف آخر أثناء توديع محمد نجيب في الإسكندرية كان بصحبتهم السفير الأمريكي ثم حادثة كفر الدوار وإعدام خميس والبقري وعبد الناصر كان ضد عملية المذابح وكذلك خالد محي الدين وكانت المؤامرة من جانب صاحب الشركة ابن حافظ عفيفي احد أعوان الملك الذين دفعوا العمال إلى مهاجمة الثورة رغم أنهم كانوا من مؤيديها وبعد هذه المواقف قلنا أن الإنجليز سوف يعودون وكذلك الأمريكان سيتواجدون وجاءني خالد محي الدين وقال لي ( ماذا يحدث ؟)ومعنا عبد الرحمن الشرقاوي وبدأنا نحضر موقفا ضد الحركة العسكرية ووقفنا ضدها وكانت 54 سنة تغير فيها المجرى واستبعد خالد محي الدين وأصبحنا نرى أن السلطة القديمة تغيرت بسلطة عسكرية خانت كل القضايا ورغم أنها خرجت من الأربعينيات إلا أنها ضد الأربعينيات والأفراد الذين كانوا أجزاء من حدتو استمروا مع الثورة لهذا ذهب عبد المنعم 000 وهو عامل إلى كفر الدوار ليحاول منع العمال من ثورتهم ضد الحكومة حتى لا تستخدم ضدهم 0 وحدث تناقض بيننا وبين الثورة في نفس الوقت حدث تناقض بين الإخوان والثورة لأنهم كانوا يطلبون من عبد الناصر ومجموعته موافقة المرشد العام على أي إجراء يتخذوه وخرجوا من مجلس قيادة الثورة وخرج الشيوعيين وظلت الثورة وحدها وهناك قانون إذا قامت ثورة ولم تستطع أن تغير جهاز الدولة سرعان ما يسيطر عليها جهاز الدولة وبخروجنا فقدوا القوة الفكرية الأساسية في حركة الجيش وأصبحوا وحدهم يأممون الأرض ويخرجون الإنجليز ويتناقشون مع الأمريكان ويريدون قيادة البلد وقادوا جهاز الدولة القديم وأصبح العساكر رؤساء الهيئات المختلفة وقام الحكم الذي أسميناه ديكتاتوريا 00
التصالح في 56 ثم الانقضاض المفاجيء
في 1956 والعدوان الثلاثي كان الشيوعيين في بورسعيد كل خط القنال مليء بالرفاق ودخلوا بورسعيد وأنا وشهدي عطية شكلنا هيئة في مقهى الحرية في باب اللوق وكنا نلم المعلومات مثل عدد القوات وبداية الصراع الكبير بالطائرات ونرسلها لعبد الناصر ولأول مرة كان الحزب الشيوعي يصدر منشوراته علنا في الشارع وكنا على صلة برفاقنا في بورسعيد الذين شكلوا جبهة مصر وقتل رئيس الجيش الإنجليزي في المعركة كل هذا حسن علاقتنا بعبد الناصر وبدأ الانتصار والمقاومة الداخلية وانتهى التناقض القديم وفهمنا الثورة ومشروعاتها العظيمة لكن عبد الناصر وجد أن السلطة في أيديهم وخافوا منا خاصة وأننا دخلنا معسكرات التدريب وكلنا حملنا سلاح والشارع كان مسلحا فبدأ الضرب فينا وكانت عدة مواقف الخطأ في السلوك من جانب عبد الناصر الوحدة المصرية السورية نحن من أنصار الوحدة المصرية السورية وهناك وثيقة نشرت باسم فريد وسيد أنا وعبد العظيم أنيس ممثلة للمكتب السياسي نقول فيها إننا مع الوحدة وهذا تجميع للمنطقة الحضارية والورقة تناقش عبد الناصر وتقول له لا تفرض قوانين مصر على سوريا مصر زراعة نيلية وسوريا زراعة مطرية وفي مصر الرأسمالية منذ طلعت حرب وهناك شركة خماسية فقلنا له لا تأممها ولا تفرض قوانين مصر الزراعية واعتبرنا ضد الوحدة ودخلنا السجون يناير 59 وكنا وقتها قد توحدنا في 58 وخرج من الوحدة فصيل من حدتو أسمى نفسه 8 يناير وكان ضد عبد الناصر ويتهم الوحدة بالخيانة ودخل عبد الناصر في معركة مع السوفييت لان هناك إرهاص للانقلاب الشيوعي في العراق يسهله الاتحاد السوفييتي وعبد الناصر حركة وطنية وفي العراق حركة شيوعية فبدأ يشعر أنه سوف يدخل في صدام مع العراق والسوفييت وحدثت أخطاء كثيرة من بعض الشيوعيين ودخلنا جميعا إلى السجن 00
مقابلة السادات لأول مرة
في أوائل 58 جاءني يوسف إدريس وكان يعرف السادات وذهبت إلى السادات الساعة العاشرة مساءا وخرجت من عنده الثالثة صباحا في البداية كان استفزازيا وقال ( إحنا دبحنا الإخوان وممكن ندبحكوا ) قلت له إذا استمر الحوار بهذا الشكل سوف ارحل فاعتذر وقال ( إحنا عاوزينكم تحلوا نفسكم وتخشوا الاتحاد القومي ) قلت له ( أنا ما عنديش مانع بس نخش على شرط كتنظيم ويتحول الاتحاد القومي إلى جبهة يدخل فيها الأحزاب الأخرى ) فرد ( لاء إحنا عاوزين الأحزاب تنتهي ونحل حزبكم ) فرفضت فقال ( طب إحنا عاوزينك أنت) قلت له أنا امثل المكتب السياسي لحزبي حيث كانت القيادة جماعية وكنت أنا وأبو سيف يوسف وفؤاد مرسي سكرتارية ثلاثية وخرجت وعندما وجد سائقه نائما قال لي أنت من البروليتاريا امشي حتى الجيزة والحق بالترماي ومشيت من الهرم إلى الجيزة ثم بعد أيام بدأ الاعتقال اتصلت بيوسف إدريس أتسائل وقلت له ( إحنا كنا بنتكلم كلام رجالة )فاتصلت بأنور السادات وقال لي أن هذه الاعتقالات ليس لها أية صلة وأنها شيء داخلي
داخل السجن
وفي داخل السجن انقسمنا إلى قسمين الأول حدتو لان المجموعة الجديدة بدلا من أن تدعم الوحدة في 58 فصلت شهدي عطية وكمال عبد الحليم والقيادات الأساسية في حدتو وبقية حدتو خرجت وأنا لم اخرج لأني آثرت المقاومة ولاني ضد أي انقسام وقاومت وكان قسم حدتو يؤيد عبد الناصر تأييدا نقديا والقسم الثاني يعتبره الشريك الأصغر للاستعمار وهو قسم مكون من الراية وطليعة العمال وتطورت إجراءات عبد الناصر وتحول فعلا إلى صراع مع أمريكا وبالتالي تعاون مع السوفييت وبدأت المراسلات داخل السجن مع عبد الناصر وأنا كان لي رسالة كبيرة إلى السادات ليس طلبا للخروج فنحن ذهبنا أولا إلى القلعة ثم الواحات وأبو زعبل وكنا في الأخير نكسر حجارة ونعامل أسوأ معاملة ثم عدنا إلى الواحات مرة أخرى بعد مقتل الكثيرين والتعذيب الوحشي وبقينا ثلاث سنوات حتى أفرج عنا 0
بداية الاتصال بالثورة من السجن
خطط عبد الناصر لسحقنا مع بداية الصراع بينه وبين العراق وأخذنا كلنا و في الأيام الأخيرة لما حدث تقابل مع السوفييت بدأت اكتب أنور السادات كلنا كنا نراسل لأننا أحسسنا أن هناك تغييرا ونحن القوة التي يمكن أن تساهم في هذا التغيير وبدأ يتم تواصل بيننا وبين الثورة كل واحد يراسل من كان على علاقة جيدة به وكانت وجهة نظرنا الجماعية انه آن الأوان أن نخرج ونلتقي مع بعض لأننا عقدنا عشرات المؤتمرات في السجن سواء حدتو أو غير حدتو وكان الرأي أن نحتفظ بأفكارنا في داخل التنظيم الطليعي وهي فكرة الجبهة التي عرضتها على السادات في السابق لكنهم رفضوا واشترطوا حل الحزب ودخول التنظيم الطليعي وحول ما قيل حول أني كنت رقم اثنين في التنظيم الطليعي وان عبد الناصر كتب الكارنيه بخط يديه وتوقيعه لا اعرف ولم تكن هناك كارنيهات 0 ورفضنا دخول الاتحاد الاشتراكي ذلك الكيان غير المحدد المعالم طبقيا وان ندخل التنظيم الطليعي كقوة تمثل طبقة طليعية وأوضح أن عبد الناصر كون بنيتين مثلما حدث في يوغسلافيا الاتحاد الاشتراكي الذي كان سداح مداح والتنظيم الطليعي وكنا نخطط لان نلتقي مع عبد الناصر في بنية توحيدية مع أفكار عامة مشتركة على أساس الإيمان بالعلم والعقل والتاريخ والتغيير الاجتماعي الجذري وان السلطة للشعب أي فيما تتحقق رؤية مشتركة سواء اشتراكي أو شيوعي أو وطني ديمقراطي 0وبالمناسبة عبد الناصر كان يتحول فعلا من التفاعل مع الأمريكان والاستفادة منهم إلى التحالف مع السوفييت وكان الشيوعيين يقولون كلاما هو نفسه محتاجا إليه محتاج تصنيع ثقيل والى تخطيط 0
الخروج ثم حل الأحزاب الشيوعية
خرجنا 1964 م لأنه كان من الطبيعي أن يخرج من لديهم أيديولوجيا وخرجنا على أساس المؤتمرات التي عقدناها في السجن وبالمناسبة كانت هناك رؤية حزبية في العالم تحلل وضع الدول النامية وهي انه ليس من الضرورة أن تكون القيادة لحزب شيوعي ولكن حزب ديمقراطي يشمل الشيوعيين والاشتراكيين والقوى الوطنية والديمقراطية تمت في تنزانيا ومحاولة في إحدى بلدان أفريقيا وفي بدايات كوبا ونحن بهذا المفهوم رجعنا نتصل بعبد الناصر على أن نحتفظ بهذه في داخل البنية في الحزب الطليعي نحل الحزب بس على أساس المباديء الآتية العلمانية والتقدم والتصنيع وعمليا على أساس آخر أن هناك اثنين ينافسونا في العلاقة مع طليعة الاشتراكيين احمد حمر وش واحمد فؤاد وخرجت ووجدت مندوب لمكتب سامي شرف فذهبت إلى السجن الحربي ثم أوصلني حتى المنزل وبالمناسبة أنا داخل السجن كانت لي وجهة نظر مختلفة لان هناك فكر فلسفي معين تحقق أيام الثورة الصينية عندما التقى الحزب الشيوعي الصيني مع الكومنتانج أنا كان في رأيي مع أدبيات الفكر الشيوعي في العالم أدركنا أن بلاد أفريقيا والبلاد المتنامية ممكن أن ينشأ تحالفا عضويا ويتكون ما يسمى بالحزب الديمقراطي ( شيوعيين واشتراكيين وقوى وطنية ديمقراطية وديمقراطيين ) وكان ذلك مرتكز الالتقاء مرة أخرى بشكل حميم في الحزب الذي نشأ جديدا وهو طليعة الاشتراكيين وحدثت المناقشات بيني وبين السادات والزملاء الأعزاء الذين كانوا يتناقشون كل واحد بطريقته وفي المؤتمرات أيضا حدثت اختلافات كثيرة ولكن كانت الفكرة العامة اتفقنا أن نخرج ونندمج لكن ككيان مترابط أنا وجدت سكرتير سامي شرف فى انتظارى والزملاء عقدوا مؤتمرا لحل الحزب على أساس إننا سوف نندمج مع حزب عبد الناصر وان هناك لقاء لأخذ الإجراءات مع حمر وش واحمد فؤاد واتفق الجميع على هذه العملية أنا لم احضر المؤتمر وحل الحزب على أساس أن تعطى سلطة إعادة لحزب إذا لم يتم ما اتفقنا عليه إلى كمال عبد الحليم ودخلت لسامي شرف قال (عايزين نشترك مع بعض ) قلت هذا جزء من التحالف الكبير قال ( الرئيس مرشحك لطليعة الاشتراكيين ) قلت ( إحنا مستنين ) قال لي ( ما أنت تبدأ )والشيوعيون الذين خرجوا تعينوا في أماكن مختلفة عينوني في المصور ووجدت نفسي في الحزب الطليعي ووجدت احمد حمر وش وكنا كثير وأصبحوا ستة أفراد فقط وحاولت أن احقق شيء لان طليعة الاشتراكيين كان سداح مداح وقلنا نكون تكوينات 00 وبخصوص موافقتي قبل زملائي أنا لي تاريخ معهم لما طلب مني السادات في 1958 حل الحزب وأكون معهم رفضت ثم وأنا في أبو زعبل جاءني بعض الأفراد أرسلهم عبد الناصر ليبلغني أني إذا تركت الحزب الشيوعي سوف اخرج فورا ورفضت مناقشة ذلك واعتبرت أن هذه إهانة وأعيد أن مناقشة طريقة الحل كانت داخل الواحات وعقد مؤتمر شامل لشيوعي حدتو وباقي الموحد الذين جمعتهم أنا وشهدي عطية وعملنا الموحد هذه المجموعة هي التي ناقشت في حين أن الآخرين يقولون أن مصر أصبحت العميل المباشر لأمريكا وعبد الناصر العميل الأصغر للاستعمار الأمريكي ونحن كنا ضد هذا تماما ورغم كل الضرب والتعذيب نعتبر أن هذا الرجل وطني ديمقراطي بالمعنى الاجتماعي تنقصه الرؤية الموضوعية وان سياسته من اجل مصر سياسة موضوعية وطنية ديمقراطية تحتاج إلى عمق ديمقراطي علمي أي الماركسية لكن في تطبيقها الموضوعي الخاص بظروف كل بلد وليس تبعا للاتحاد السوفيتي
التحالف مع عبد الناصر
وجدنا أن التحالف مع عبد الناصر تحالف اجتماعي وتحالف مصيري وليس تحالف وطني وبالتالي كانت فكرة أن نندمج معه فكرة علمية حميمة ومصرية وواقعية أيضا في نفس الوقت كانت الرؤية الثورية العالمية للمجتمعات النامية أن القوى المتقدمة تتلاقى مع بعض في مواجهة الاستعمار والتخلف الاجتماعي لأجل عملية النهضة المجتمعية الاقتصادية والرؤية العالمية المتحالفة مع قوى كبيرة اشتراكية في العالم لذا كان منطقيا وواقعيا ووطنيا وعمليا أن نتلاقى مع الدولة التي تقوم بمجانية التعليم ومشروعات كبيرة والتي تقع تحت الاستعمار نتحالف معها على أسس معينة موجودة في الميثاق لأنه يكاد يكون فكرا ماركسيا كتبه كمال رفعت وهو قريب من الفكر الماركسي الرجل سار في خط صحيح وطني ديمقراطي إنتاجي تعميري فيه نقص ديمقراطية عندما نشترك معه سوف نستطيع التغلب على ذلك 0 ولذلك باندماجنا حدث ازدهار شديد في عدة أشياء الكتب والمسرح وتغيرات عظيمة 0 كانت اشتراكيته محدودة بخبرته الخاصة ولم تأخذ عمقا علميا في العمل لكنه يحترم الطبقة العاملة مهما كانت طريقة التعبير عنها واحترام الفلاحين الذين أعطاهم أرضهم ومعاداته للإمبريالية الأمريكية ولديه مشروع تصنيعي وعمل صناعة ثقيلة وحدة عربية أنا اختلف مع أسلوبها لكن جوهرها صحيح وعلى أن أكون في داخل الظاهرة المتحركة 0 بالمناسبة كانت الخلافات بيننا كثيرة لكن كلنا قررنا ذلك
تأثيره في المناصب التي تولاها
عندما توليت هيئة المسرح حولت المسرح إلى صخب فكنا نعرض مسرحيات ذات قيمة وعندما ذهبت لأخبار اليوم حولت صالون مغلق في الدور الأول إلى مؤتمر للشباب وأسست جمعية الموسيقى العربية ودخلت في أخبار اليوم معركة انتخابات في بولاق وحاربني كل من انتمى لمصطفى وعلى أمين من عمال وموظفين وتحولت أخبار اليوم إلى مجلة ثقافية وأصدرنا عددين من مجلة أدب وكان أملنا كبير أن الثورة تتقدم وفي لحظة من اللحظات حدث تناقض كبير بعد الهزيمة فجاء السادات وقال لي ( الناس مش راضيين عنك ) فمشيت 0 ذلك بعد مظاهرات الطلبة في 1968 وأنا كتبت مقالة لمساندة الطلبة لا كما يشاع أني اتهمتهم بالخونة وعقدنا مؤتمرات مع حركة الطلبة وعارضنا النظام في مساندة الطلبة ودافعت عن اضرابات الطلبة وتعارك معي موسى صبري وحادثة أخرى لمعارضة النظام انه في يوم من الأيام كان عبد الناصر في بورسعيد وكان سيقيم مؤتمرا للاتحاد الاشتراكي وكتبت مقالة نقد كامل للاتحاد الاشتراكي واتصل بي سامي شرف وقال ( ايه اللي أنت كاتبه ده 0 أنا طلبت من البوليس أن يوقف القطار في كل منطقة ويخرج نسخ أخبار اليوم ليمنعها من التوزيع وتكتب مقالة جديدة ) ورفضت وكتبت مقالة كبيرة ليست باسمي في هذا اليوم وغضب عبد الناصر لما علم لكنه عندما قرأ المقالة وافق عليها وفي أول مؤتمر للاتحاد الاشتراكي بعد أيام تبنى الكلام الذي قلته في المقالة 0 ثم عندما مشيت من أخبار اليوم بدأنا في إرجاع الحزب الشيوعي المصري وعرفوا هم ذلك لأننا كنا نصدر منشورات غير مكتوب عليها أسماء واتصل بي شعراوي جمعة ( وهو رجل طيب جدا ) وقال لي اذهب لهيئة المسرح ولكن المرتب اقل منه في أخبار اليوم وسوف نزيده لك وكان مرتبي في أخبار اليوم ثلاث مائة جنيه كنت اخصص ثلثه لأفضل مقالة في الشهر وقلت له سوف اخذ مرتب المسرح كما هو ورجع المسرح مرة ثانية يموج بالمسرحيات الجادة
مقابلتي الخاصة لعبد الناصر
حول مقابلتي الخاصة لعبد الناصر كلمني بتأثر شديد عن علاقته بعبد الحكيم عامر وانه كان يقضي معه يوم من الأسبوع للغذاء سويا وإنهم أصدقاء لكن الناس زودوا الخلافات وحاولت أن أهديء الأمور وتم ما تم 0 ثم قال لي (أنت هاتروح أخبار اليوم بس ما تعملهاليش زى البرافدا )فقلت له ( البرافدا مش صحافة 0 أنا مصري وصعيدي واحترم كل التراث العربي) 0 ويضيف لم يكن عبد الناصر شيوعي قطعا 0 وحول التعذيب في السجون يقول عبد الناصر اعتذر لي وأنا كنت أكرم من اروي له ماحدث في السجن من تعذيب قال لي ( أرجو أنه ما يكونش عندك مرارة ) قلت له ( المرارة الوحيدة أن إحنا لم نشترك معاك في الأعمال الجيدة ) 0
يوم الهزيمة
الإخوان في هزيمة 67 قالوا ( لا عدوان إلا على الظالمين ) وأنا يومها أتجننت ولم يكن لدينا شماتة ورأينا ينبغي أن تحترم الوحدة وإلا نفقد ثقتنا في الوحدة العربية ونواجه الانقسام 0 وفي أثناء الجلسة مع عبد الناصر قال لي هو ( دلوقت إحنا عملنا خطة تنمية شديدة جدا هل أنت شايف إننا نواصل خطة التنمية مثلما أشار علي صبري أم نراعي البرجوازيين ونترك لهم بعض الأشياء فيشتروا عربيات وأشار زكريا محي الدين بذلك ) فقلت لا سبيل إلا أن نواصل خطة التنمية لأننا إذا توقفنا نعطي أكثر لليمين وقوى العداء أخشى انك ستقويهم وتضعف القوى الأخرى قوى جبهة الشعب ) فقال ( اخرج شوف سامي شرف لأنه بيتخذ الإجراءات الأخيرة ) خرجت لسامي شرف لقيت الإجراءات أبعاد علي صبري وخطة التنمية وتعيين زكريا محي الدين ويبدو أن المسألة كانت اكبر من كده وان هناك ضغوط 0 تجربة عبد الناصر تجربة تقدمية ( اشتراكية ديمقراطية –رغم أن هذا المصطلح أصبح عيبا ) وهو مشروع مؤهل لان يتحول إلى تخطيط رؤية اشتراكية ويضيف داخل النظام كان هناك يمين ويسار ووجهات نظر مختلفة بعد شهرين من وجودي في أخبار اليوم اكتشفت أنها مدينة بثلاث مائة ألف جنيه وهناك أشياء أخرى مثل أنهم كانوا يتصلون بي أثناء اجتماعات التحرير ليعترضوا على حجم صورهم مقارنة بصور الآخرين هذه هي السلطة وأمراضها
السلطة الحقيقية هي سلطة الناس توفيق الحكيم له جملة في "عودة الروح "يقول أن جلد الفلاح الأمي إذا كشط ستجد تحته6 آلاف سنة من الحكمة 0لذا أرحب بكلمة جمال حمدان أن مصر موقع وليست موضع فأمريكا في العراق وهنا وهنا تتخذنا قاعدة وصول لباقي العالم لذا فالمعركة حضارية وليست عربية
حكم عبد الناصر ليس ديكتاتوريا بل ديمقراطيا اجتماعيا
وأنا قمت بدراسات بعد ذلك وفي رأيي أنه كانت توجد ديمقراطية اجتماعية ولكن الحكم افتقد الديمقراطية السياسية بسبب تخلي اليساريين عنه وتخلي الإخوان عنه ــ وهذا أفضل ــ وغياب القوى الديمقراطية وأساليب حكم عبد الناصر التي كانت نتيجة لكل هذه الظواهر لذلك يجب أن نفهم ذلك قبل أن ندينها
التحول الأخير
مات عبد الناصر وتغيرت الدنيا وحضرت أنا مؤتمر السادات واجتمعت اللجنة المركزية وقال السادات بوقف حرب الاستنزاف لان السد العالي يحتاج صيانة وأشياء أخرى تحتاج صيانة فقلت له نستطيع أن نوقف العمليات ونقوم بصيانة كل هذه الأشياء لكن في ظل أن تكون في المعركة 0 وبعدها بأيام قبض عليا وذهبت إلى القلعة مرة أخرى وفي التحقيق قلت للمحقق ردا على سؤال ( أنا اتهم السادات بأنه موالي للاستعمار ) واستبعد كلامي وخرجوني من زنزانتي وبعد أسبوع طلبت للشهادة في المحكمة وكان محافظ القاهرة سعد زايد هو من طلبني لأنه كان يؤخذ عليه جملة قيل أنها له ( إننا ضد السادات 0 ونغتال هذا الرجل ) وقلت للقاضي أنا لي كلام قولته في احد المحاضر وقال احد المحامين أن هذا الرجل له محضر جلسة غير موجود في القضية وأضيف أن رغم الخلافات مع عبد الناصر كان يخصص لي برنامج في التليفزيون بعد نشرة أخبار التاسعة وكان اسمه وجه الحقيقة ومرة كنت في البرنامج بعد طرد شعراوي جمعة فقلت كلاما اعتقد انه كان جريئا وأخذوني إلى القلعة ثم إلى التحقيقات وأخرجوني ثم ذهبت للمحكمة للشهادة ثم سافرت للخارج
قوى التغيير
العالم مقبل على عملية تغيير جذري مصر لو لعبت دور قوي سوف تشارك في قوى التغيير وإلا سوف تضرب بالجرائم الأمريكية التي ستفرضها أمريكا أنهم يريدون اخذ المنطقة لكسب معركة الهيمنة الرأسمالية
ليست العولمة مشكلة
يضيف ليست العولمة مشكلة الخطورة فيها الهيمنة والاستقطاب في دولة واحدة كيف تتحول هذه العولمة إلى عولمة ديمقراطية مشروعية دولية ومشترك إنساني المرض ينتشر في العالم والفضائل تختفي والإنتاجية تقل والربحية المالية تطغى على الإنتاجية المرحلة ليست مرحلة اشتراكية ورأسمالية لكن القضاء على الهيمنة الأمريكية وتحقيق عودة هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي لا يكون التصويت فيه لدولة واحدة تحقيق عولمة تحترم خصوصية كل دولة على حدة هذه القومية ضرورية لكي يكون مشترك إنساني يحفظ خصوصية ثقافية لكل بلد 00عبد الناصر بالحدود التي صنعها تأثرت به أمريكا اللاتينية 0 لابد أن نتلاقى مع الكتل العالمية مراعاة لمصلحتنا من اجل المشروعية الدولية والتجارة الحرة وحل قضايا انتشار المرض والبيئة 0 مصر تستطيع أن تلعب دورا كبيرا لمصلحتها ولمصلحة العالم كله معركتنا معركة حضارية وطوال عمرنا هي معركة حضارية 0القضية لم تعد قضية حكومات لكن قاعدة الناس قاعدة الناس جيدة المهم أن تعي جيدا وهي واعية بالفعل واعية والمهم كيف ننظم هذا الوعي وننميه كل الإعلام الآن يقوم بالتعمية وليست التوعية والعرب مليء بالمفكرين والمثقفين الأدباء والشعراء المغرب ولبنان وسوريا والجزيرة العربية 0 أمريكا تتخذ الديمقراطية لضرب الديمقراطية
دور المثقف
ويضيف هنا يبرز دور المثقف في التوعية مع احترامي للطبقة العاملة والفلاحين وأنا منذ ثلاث سنوات أحاول إقامة جبهة للمثقفين وحضر فيها 80 شخص لكني لا أستطيع حتى الآن أن اخذ عليها الموافقة الرسمية وعلينا أن نقيم جبهة المثقفين العرب لتصبح السلطة الثقافية في العالم العربي
وتتصل بالعالم الخارجي يجب أن نلتقي مع الحركات العالمية الديمقراطية صراعنا
كاتب صحفى ـ رئيس تحرير جريدة الانباء الثقافية العالمية ـ شاعر ـ فنان تشكيلى ـ رئيس مجلس ادارة جمعية راية التنوير للاعلام وتنمية الثقافة والحوار
محمد يوسف - محمد يوسف يقلب فى اوراق المفكر الكبير محمود امين العالم
محمد يوسف - محمد يوسف يقلب فى اوراق المفكر الكبير محمود امين العالم
www.ahewar.org
