هذا الطرح قد يعبر عن رؤيتي النقدية في مسائل بعينها,أو في كل المسائل,وقد لا يعبر عن شيء,فما هي إلا ثرثرة رجل عجوز لم يبلغ سن الشيب بعد. وهو طرح ينطلق من السؤال؛ما هي العوامل التي استند إليها في إعداد قوائمي عن السبعة الأفضل,أو المائة الأفضل والأعلى من كل شيء؟. تأتي الإجابة بالقول
-حتى الآن يبدوا أن المستقر على أمرين
1-الأصالة
2-التأثير
يأتي التأثير بوصفه في المقام الأول,إحداثا لتغيير مخالف لما سبق,وعلى هذا البناء يتضح أنه ليس إلا امتداد لكل ما هو أصيل في ذاته. مع ذلك يتبدى لنا جانبين من التأثيرات المؤثرة وإن لم تكن أصيلة بالضرورة. الجانب الأول هو تأثير ينبثق بالضرورة عن مسايرة السائد أو من خلال نظم تسويقية واقتصادية محكمة,تصدر هذا التأثير إلى المتلقي,ما ينتج عنه شهرة نجوم بعينها في عالم المعرفة والمعروف,وبالتالي يمكن أن تُحفظ بعض صور المشاهير في الذاكرة الإنسانية كنتيجة شبه حتمية عن هذه التبعية في الإنتاج الإبداعي (الغير إبداعي) على الصعيد الفني أو الفكري. الجانب الثاني هو نوع من التأثيرات المغاير للسائد وإن كان لا يحمل في باطنه بذورا أصيلا أو أصولا يرجع إليها,وبالتالي هذا قد يؤثر على استقراره الزمني,فلا يحفظ بالذاكرة لمدة طويلة إلا ويتلاشى أو يتحول من المركز إلى الهامش. هنا,للزمن كلمته العليا,وليس للمال. ورغم قول أشرف فقيه بأن العبرة بالتاريخ والإحصاء ومآلات أمم القراء حول العالم,ورغم أن هذا إشارة إلى مؤشر (فني) مهم,وشبه قاطع,كما يؤكد الكاتب الكبير,إلا أنه يلزم ألا نغفل بالخلل الكبير في هذا (الإحصاءات) وأنها غير سوية,غير عادلة,ومعدلة,كما أن مبنية على سياقات متلاعب فيها من قبل المؤسسات الإعلامية للتأثير على أذواق القراء. وأن هذه المآلات هي عينها السبب وراء ظاهرة العمل الفني / الفكري مُبخَس القيمة أو المهدر حقه underrated.
الأصالة هنا,لا تعني الكمال,بل تعني الاختلاف,أو التغيير. بينما الشهرة لا تأتي إلا بوصفها واحدة من لواحق (التأثير). أما (الأهمية) فهي إلى حد كبير تنبثق عنهما معا (الأصالة والتأثير) وإن كان بدرجات متفاوتة لدى كل منهما.
وإذا أخذنا مفهوم مراوغ وسمج وحاد ومتداول جدا مثل الشهرة,ألفينا أنه على ضربين؛إما الشهرة المحلية,وإما الشهرة العالمية,ولكل منهما قدره من الأهمية وحظه من التقدير.
وهذه المناهج في التعريف والتصنيف تكاد تكون قريبة من المنطق من حيث كونها الأقدر على التعميم والتجريد. فمثلا,حين أتناول شخصية ما,لا يعنيني كثيرا إذا ما كانت شخصية حقيقية أو خيالية (مثلما أحاول أن أفعل في مشروع الـ The 100). كما لا يعنيني عند تناول نص ما,إن كان نص أدبي أو علمي أو فلسفي. ففي كل الأحوال,حتى الآن,لا تخرج النصوص عادة عن كونها مزج بين أسلوب ومضمون. إذا سقط أحدهما سقط الآخر بالتبعية,إلا في حالات نادرة. وكلاهما متقاربان إلى حد بعيد؛فالأسلوب لا يخرج عن كونه سردا أو وصفا,وكذلك المضمون,أو السرد,في الأدب مثلا لا يخرج عن كونه سرد أو وصف. وإن كان التركيز في السرد على سير الأحداث وحركة الشخصيات,فإن مفهوم (التشخيص) الأسلوبي هو المعني بالقول (فكسونا العظام لحما) فتصير الشخصيات حية,نابضة. وكل من الأسلوب والسرد إطارهما اللغة,فلا كتابة بدون لغة نكتب بها,أو نقص بها شفاهيا. وكذلك المكان والزمان,يأتيان بوصفهما توابع للحدث أو مؤطران له. سواء داخل القص أو خارجه,أي أثناء القص. ونجد أن الكاتب البارع يجيد الوصف أثناء الحدث,دون إغفال أصالة المحتوى,بغض النظر عن أي (إسقاطات فكرية) قد يدبج بها مصفوفته اللغوية / الأدبية,وبغض النظر عادة عن كون الإيقاع سريع أو ثابت,فلا يعني ثباته أن يكون رتيبا بمعنى مملا,فالكاتب هو المتحكم بإيقاع السرد,وهو الذي يطعمه نكهته. وطالما السياق متماسك,فللكاتب الحق أن يفعل ما يشاء.
هنا يبرز المنطق كمعيار آخر مهم إلى جوار الأصالة,لكن يجب التنبه إلى ضرورة وجود منطقيات تفرض نفسها علينا وعلى الكاتب وعلى الواقع الحقيقي فالأدبي بالضرورة,وهناك منطقيات يضعها الكاتب في عمله,وعليه أن ينجح في فرضها على قارئه,لا أن نبرر نحن له (مثلما يعمل مروجي الكتب الآن). هذا ما يُعرف بالمنطق الافتراضي,والذي يمكن تطبيقه على الأدب.
هناك الكثير من الإشكاليات والمسلمات والتنويعات التي يمكن أن يلعب بها الكاتب,ويمكن أن يلعب معه القارئ,ويتماهى ويستغرق حتى في لعبة (دعني أخدعك – دعني انخدع) على حد تعبير أحمد خالد توفيق. ولكن أين دور المناهج النقدية من كل هذا؟
جميع المناهج النقدية حتى الآن لا تخرج عن القول بالفن للمجتمع مثل المدارس الكلاسيكية والسياقية,أو الفن للفن,مثل المدرسة البارناسية.
وهناك تصنيف آخر بحسب
المبدع: فن الكتابة-التكوين والبناء-اللغة (السياقية)
العمل: النوع الأدبي-الأصالة والتقليد-الأعمال (البنيوية)
المتلقي: النشر-القراءة-الترجمة-السينما والإقتباس (التفكيكية)
وكل هذه التصنيفات تسقط في جعبة تصنيفات رائجة مثل
1-الواقعية:الكلاسيكية-الرومانسية-الفلسفية-التاريخية-المسرحية
2-الخيالية:الرعب/الفانتازيا/الخيال العلمي/الإثارة
وهي التي يجري إتباعها من قبل القراء رغما عن أنفق النقاد (وهذا حقهم الصريح).
إن الأدب ينقسم من حيث الموضوع إلى نوعين تشمل جميع الأعمال الأدبية والفنية وهي الخيالية والواقعية أو أدب الواقع وأدب الواقع الإفتراضي,وهذا التصنيف مبني على فكرة المحاكاة والتعبير؛فالأولى هي نسخ الواقع في صورة أفكار أو تجسيد الأفكار على صفحة الواقع,والثانية هي التعبير عن الواقع أو الأفكار بلا تقيد موضوعي (تصنيف نقدي آخر).
ولهذا أطلق عليها أدب الواقع الإفتراضي لأنها تفترض واقعا آخر قد يشابه أو يختلف بدرجات متفاوتة مع واقعنا,وفي هذه تجتمع أربعة أجناس رئيسية هي الرعب والإثارة والفانتازيا والخيال العلمي,ويمكن تعريفهم كالآتي.
الرعب:الخيال المخيف
الخيال العلمي:الخيال الممكن
الفانتازيا:الخيال الجامح
وهناك
الإثارة:الخيال الموتر
الغرابة: الخيال الغريب
ونلاحظ أن كلمة (الخيال) ارتبطت بكل التعريفات,بينما يعبر النصف الثاني من التعريف عن ذاته بشكل وكافي وإن يبدوا أنه غير دقيق ظاهرا ولكني أرى أن الكلمات؛مخيف,موتر, ممكن,جامح,كل منها تشكل تعريفا جامعا مانعا للجنس الأدبى الذي يعرف عنه,ولكن يحدث أن يختلط جنسين في عمل ما فلا يتبين المتلقى النوع الذي ينتمي إليه هذا العمل,فقصص الأبطال الخارقين يعتبرها البعض خيال علمى ولكنها تنتمي إلى الفانتازيا لاستحالة أحداثها رغم ما قد تقدمه من تفسيرات مغلفة بهالة العلم وهي ليست كذلك,وليس الاستحالة فقط ما يمنعني من تصنيفها خيال علمي بل والجموح أيضا,كما أن بعض الأعمال النفسية قد تلعب على خط رفيع بين الرعب والإثارة.
نلاحظ أن الفانتازيا شقيقة الخيال العلمي,بينما الرعب شقيق الإثارة رغم أن الجميع أبناء عمومة واحدة,وتفسير ذلك هو بعض السمات التي تتميز بها هذه الأجناس,فالإطار الزمني مثلا هو الماضي غالبا في أدب الفانتازيا وهو الحاضر في أدب الرعب وهو المستقبل في أدب الخيال العلمي,ولكن الخيال العلمي قد يحدث في الماضي,وذلك لأنه مبني أساسا على سؤال (ماذا لو) والذي يمكن أن يبنى عليه الأدب كله,ولكنه في الخيال العلمي يمكن تبسيطه لعبارتين: (هل من الممكن؟) و(كان من الممكن),الأولى يتم توظيفها عادة في إطار المستقبل والحاضر والثانية في إطار الماضي,مثل هل من الممكن أن ينقلب علي البشر مشروع العقل الاصطناعي للأولى,وكان من الممكن أن ينتصر هتلر في الحرب للثانية.
والذي يجعل الخيال العلمي يتشابه مع الفانتازيا هو ذات السؤال (ماذا لو) ولكن بشكل مطلق مع أدب الفانتازيا وهو ما يقارب من الخيال العلمي نظرا لكثرة الإمكانيات والإحتمالات التي تطلق العنان لخيالنا للكثير من الأحداث والعوالم الممكنة.
كذلك قد يتشابه الرعب مع الإثارة فالإثنان يدوران غالبا في إطار زمني هو الحاضر, وكلاهما مدمر للأعصاب. كما قد يتشابه الرعب مع الخيال العلمي ويستبدل الوحش بالآلة والساحر بالعالم المجنون,فهما قد يرتكزان على ما يتجاوز قدرات البشر العادية. وقد يتشابه أدب الرعب مع الفانتازيا,فالأول يحكي لنا عن كائن خارق في عالم طبيعي,والثاني يحكي لنا عن كائن خارق في عالم خارق,وكذلك قد يتشابه الرعب مع الخيال العلمي,ويمكن الحفاظ على صورة الحبكة مع إستبدال شخصيات مثل الساحر بالعالم المجنون والوحش بالآلة.
-حتى الآن يبدوا أن المستقر على أمرين
1-الأصالة
2-التأثير
يأتي التأثير بوصفه في المقام الأول,إحداثا لتغيير مخالف لما سبق,وعلى هذا البناء يتضح أنه ليس إلا امتداد لكل ما هو أصيل في ذاته. مع ذلك يتبدى لنا جانبين من التأثيرات المؤثرة وإن لم تكن أصيلة بالضرورة. الجانب الأول هو تأثير ينبثق بالضرورة عن مسايرة السائد أو من خلال نظم تسويقية واقتصادية محكمة,تصدر هذا التأثير إلى المتلقي,ما ينتج عنه شهرة نجوم بعينها في عالم المعرفة والمعروف,وبالتالي يمكن أن تُحفظ بعض صور المشاهير في الذاكرة الإنسانية كنتيجة شبه حتمية عن هذه التبعية في الإنتاج الإبداعي (الغير إبداعي) على الصعيد الفني أو الفكري. الجانب الثاني هو نوع من التأثيرات المغاير للسائد وإن كان لا يحمل في باطنه بذورا أصيلا أو أصولا يرجع إليها,وبالتالي هذا قد يؤثر على استقراره الزمني,فلا يحفظ بالذاكرة لمدة طويلة إلا ويتلاشى أو يتحول من المركز إلى الهامش. هنا,للزمن كلمته العليا,وليس للمال. ورغم قول أشرف فقيه بأن العبرة بالتاريخ والإحصاء ومآلات أمم القراء حول العالم,ورغم أن هذا إشارة إلى مؤشر (فني) مهم,وشبه قاطع,كما يؤكد الكاتب الكبير,إلا أنه يلزم ألا نغفل بالخلل الكبير في هذا (الإحصاءات) وأنها غير سوية,غير عادلة,ومعدلة,كما أن مبنية على سياقات متلاعب فيها من قبل المؤسسات الإعلامية للتأثير على أذواق القراء. وأن هذه المآلات هي عينها السبب وراء ظاهرة العمل الفني / الفكري مُبخَس القيمة أو المهدر حقه underrated.
الأصالة هنا,لا تعني الكمال,بل تعني الاختلاف,أو التغيير. بينما الشهرة لا تأتي إلا بوصفها واحدة من لواحق (التأثير). أما (الأهمية) فهي إلى حد كبير تنبثق عنهما معا (الأصالة والتأثير) وإن كان بدرجات متفاوتة لدى كل منهما.
وإذا أخذنا مفهوم مراوغ وسمج وحاد ومتداول جدا مثل الشهرة,ألفينا أنه على ضربين؛إما الشهرة المحلية,وإما الشهرة العالمية,ولكل منهما قدره من الأهمية وحظه من التقدير.
وهذه المناهج في التعريف والتصنيف تكاد تكون قريبة من المنطق من حيث كونها الأقدر على التعميم والتجريد. فمثلا,حين أتناول شخصية ما,لا يعنيني كثيرا إذا ما كانت شخصية حقيقية أو خيالية (مثلما أحاول أن أفعل في مشروع الـ The 100). كما لا يعنيني عند تناول نص ما,إن كان نص أدبي أو علمي أو فلسفي. ففي كل الأحوال,حتى الآن,لا تخرج النصوص عادة عن كونها مزج بين أسلوب ومضمون. إذا سقط أحدهما سقط الآخر بالتبعية,إلا في حالات نادرة. وكلاهما متقاربان إلى حد بعيد؛فالأسلوب لا يخرج عن كونه سردا أو وصفا,وكذلك المضمون,أو السرد,في الأدب مثلا لا يخرج عن كونه سرد أو وصف. وإن كان التركيز في السرد على سير الأحداث وحركة الشخصيات,فإن مفهوم (التشخيص) الأسلوبي هو المعني بالقول (فكسونا العظام لحما) فتصير الشخصيات حية,نابضة. وكل من الأسلوب والسرد إطارهما اللغة,فلا كتابة بدون لغة نكتب بها,أو نقص بها شفاهيا. وكذلك المكان والزمان,يأتيان بوصفهما توابع للحدث أو مؤطران له. سواء داخل القص أو خارجه,أي أثناء القص. ونجد أن الكاتب البارع يجيد الوصف أثناء الحدث,دون إغفال أصالة المحتوى,بغض النظر عن أي (إسقاطات فكرية) قد يدبج بها مصفوفته اللغوية / الأدبية,وبغض النظر عادة عن كون الإيقاع سريع أو ثابت,فلا يعني ثباته أن يكون رتيبا بمعنى مملا,فالكاتب هو المتحكم بإيقاع السرد,وهو الذي يطعمه نكهته. وطالما السياق متماسك,فللكاتب الحق أن يفعل ما يشاء.
هنا يبرز المنطق كمعيار آخر مهم إلى جوار الأصالة,لكن يجب التنبه إلى ضرورة وجود منطقيات تفرض نفسها علينا وعلى الكاتب وعلى الواقع الحقيقي فالأدبي بالضرورة,وهناك منطقيات يضعها الكاتب في عمله,وعليه أن ينجح في فرضها على قارئه,لا أن نبرر نحن له (مثلما يعمل مروجي الكتب الآن). هذا ما يُعرف بالمنطق الافتراضي,والذي يمكن تطبيقه على الأدب.
هناك الكثير من الإشكاليات والمسلمات والتنويعات التي يمكن أن يلعب بها الكاتب,ويمكن أن يلعب معه القارئ,ويتماهى ويستغرق حتى في لعبة (دعني أخدعك – دعني انخدع) على حد تعبير أحمد خالد توفيق. ولكن أين دور المناهج النقدية من كل هذا؟
جميع المناهج النقدية حتى الآن لا تخرج عن القول بالفن للمجتمع مثل المدارس الكلاسيكية والسياقية,أو الفن للفن,مثل المدرسة البارناسية.
وهناك تصنيف آخر بحسب
المبدع: فن الكتابة-التكوين والبناء-اللغة (السياقية)
العمل: النوع الأدبي-الأصالة والتقليد-الأعمال (البنيوية)
المتلقي: النشر-القراءة-الترجمة-السينما والإقتباس (التفكيكية)
وكل هذه التصنيفات تسقط في جعبة تصنيفات رائجة مثل
1-الواقعية:الكلاسيكية-الرومانسية-الفلسفية-التاريخية-المسرحية
2-الخيالية:الرعب/الفانتازيا/الخيال العلمي/الإثارة
وهي التي يجري إتباعها من قبل القراء رغما عن أنفق النقاد (وهذا حقهم الصريح).
إن الأدب ينقسم من حيث الموضوع إلى نوعين تشمل جميع الأعمال الأدبية والفنية وهي الخيالية والواقعية أو أدب الواقع وأدب الواقع الإفتراضي,وهذا التصنيف مبني على فكرة المحاكاة والتعبير؛فالأولى هي نسخ الواقع في صورة أفكار أو تجسيد الأفكار على صفحة الواقع,والثانية هي التعبير عن الواقع أو الأفكار بلا تقيد موضوعي (تصنيف نقدي آخر).
ولهذا أطلق عليها أدب الواقع الإفتراضي لأنها تفترض واقعا آخر قد يشابه أو يختلف بدرجات متفاوتة مع واقعنا,وفي هذه تجتمع أربعة أجناس رئيسية هي الرعب والإثارة والفانتازيا والخيال العلمي,ويمكن تعريفهم كالآتي.
الرعب:الخيال المخيف
الخيال العلمي:الخيال الممكن
الفانتازيا:الخيال الجامح
وهناك
الإثارة:الخيال الموتر
الغرابة: الخيال الغريب
ونلاحظ أن كلمة (الخيال) ارتبطت بكل التعريفات,بينما يعبر النصف الثاني من التعريف عن ذاته بشكل وكافي وإن يبدوا أنه غير دقيق ظاهرا ولكني أرى أن الكلمات؛مخيف,موتر, ممكن,جامح,كل منها تشكل تعريفا جامعا مانعا للجنس الأدبى الذي يعرف عنه,ولكن يحدث أن يختلط جنسين في عمل ما فلا يتبين المتلقى النوع الذي ينتمي إليه هذا العمل,فقصص الأبطال الخارقين يعتبرها البعض خيال علمى ولكنها تنتمي إلى الفانتازيا لاستحالة أحداثها رغم ما قد تقدمه من تفسيرات مغلفة بهالة العلم وهي ليست كذلك,وليس الاستحالة فقط ما يمنعني من تصنيفها خيال علمي بل والجموح أيضا,كما أن بعض الأعمال النفسية قد تلعب على خط رفيع بين الرعب والإثارة.
نلاحظ أن الفانتازيا شقيقة الخيال العلمي,بينما الرعب شقيق الإثارة رغم أن الجميع أبناء عمومة واحدة,وتفسير ذلك هو بعض السمات التي تتميز بها هذه الأجناس,فالإطار الزمني مثلا هو الماضي غالبا في أدب الفانتازيا وهو الحاضر في أدب الرعب وهو المستقبل في أدب الخيال العلمي,ولكن الخيال العلمي قد يحدث في الماضي,وذلك لأنه مبني أساسا على سؤال (ماذا لو) والذي يمكن أن يبنى عليه الأدب كله,ولكنه في الخيال العلمي يمكن تبسيطه لعبارتين: (هل من الممكن؟) و(كان من الممكن),الأولى يتم توظيفها عادة في إطار المستقبل والحاضر والثانية في إطار الماضي,مثل هل من الممكن أن ينقلب علي البشر مشروع العقل الاصطناعي للأولى,وكان من الممكن أن ينتصر هتلر في الحرب للثانية.
والذي يجعل الخيال العلمي يتشابه مع الفانتازيا هو ذات السؤال (ماذا لو) ولكن بشكل مطلق مع أدب الفانتازيا وهو ما يقارب من الخيال العلمي نظرا لكثرة الإمكانيات والإحتمالات التي تطلق العنان لخيالنا للكثير من الأحداث والعوالم الممكنة.
كذلك قد يتشابه الرعب مع الإثارة فالإثنان يدوران غالبا في إطار زمني هو الحاضر, وكلاهما مدمر للأعصاب. كما قد يتشابه الرعب مع الخيال العلمي ويستبدل الوحش بالآلة والساحر بالعالم المجنون,فهما قد يرتكزان على ما يتجاوز قدرات البشر العادية. وقد يتشابه أدب الرعب مع الفانتازيا,فالأول يحكي لنا عن كائن خارق في عالم طبيعي,والثاني يحكي لنا عن كائن خارق في عالم خارق,وكذلك قد يتشابه الرعب مع الخيال العلمي,ويمكن الحفاظ على صورة الحبكة مع إستبدال شخصيات مثل الساحر بالعالم المجنون والوحش بالآلة.