مصطفى معروفي - أنشودة إلى الحمام الذي خبّأ الريح في البرجِ

المدينة ناضرةٌ
والجدار سمين لحد الكفايةِ
والبحر يفتح نوم السعادة
في مقلَتيْهِ
(أهلْ أنا ظلٌّ لنافذةٍ أم أنا فارس
ضلّ الطريق بضفّةِ شطّ العربْ؟)
عند مفترق الطريق
وقفت لكي أتملّى
هناك السلالُ التي امتلأتْ بالفواكهِ
والرجل الواحدُ المشرئبُّ
وسرب من الفتياتِ
وذاك الحمام الذي خبّأ الريح
في البرجِ
ثم احتوتْه السماء العريضةُ
قسْتُ العبور إلى الجسرِ بالدالياتِ
صعدْتُ رقاب البداياتِ
وكنت كمن وضع البرق في قفصٍ
ثم راح يقلّم أظفارهٌ
بنشاط عَلٍ واضحٍ
ومضى شاكرا للمشيئةِ
والغيمة العابرةْ...
سوف لن أضرب الريح
في الحاجبيْنِ
إليها أتيت بقميص المدى
فهدتْني إلى نخلة البدءِ
ما اشتعلَ الغيمُ في ناظري
هي ألقت إليَّ شجون الصّوَى
على شغَفٍ
فاشتعلْتُ إلى أن نمَتْ
تحت ظلِّي المعابِرُ
صوْب المجرّات سوف أسوق
مداري الحبيبَ
وسوف أغنّي
كما لو طلع القيظُ من
فمِ دائرةٍ لصباحٍ وثيرٍ...
على كتف السهْبِ
كان الثرى يطعِم النسْغَ للعشب
ثم لأعراسه
صارَ يدعو الخيول الأصيلةَ
من دونِما مللٍ.
ــــــــــــــــ
مسك الختام:
قالوا:أمامَك من هجاكَ فقلت:هلْ
هو مخْتَــــفٍ أم أنَّ عيــنِـي لا تَرى؟
قالوا:تضاءلَ،كــي تــراه مُشخّصا
لا بدَّ مــن أن تشتـــري لك مِجْهرا










  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى