مصطفى معروفي - أتذكّر تلك المساءاتِ

للنخيل أساور من فضةٍ
بينما في يد الأفْقِ
صار يشتعِل الغيمُ
بالبهاء الأحاديِّ عمْداً...
فلا تبتئسْ صاحبي
سأميط ثيابي من الماءِ
أقرأ كل صراط به وردةٌ
ثم أسفك زهو الفراسةِ
عند الغديرِ
وبين الجدار وتوأمهِ أستبدُّ
بناري العزيزةِ...
لي قصَبٌ لوذعيٌّ
يَحارُ
إذا اقترب التمُّ منهُ
يجدّد صيحتَهُ
والأساطير إن نضجت تحت أنظارهِ
صار ينشرها في الملأْ...
أتذكّر تلك المساءاتِ
لمْ أنسَ أني دحوتُ المياه السميكةَ
نحو الحقولِ
أشرتُ إلى اليمِّ ساعةَ أصبحَ متّئداً
ثم حيّيْتُ بعض العصافيرِ
بالجهة اليقِظةْ...
لست أجرؤ أن أستوي والخريف الذي جاءَ
كان جديرا بأن يرتقي
ما تغيّبْتُ
سميْتُه الولدَ العذبَ
واخترتُ عافيتي
بعدَ ذاك اتّكأتً على نجمة اللهِ
متحداً بالبروق التي ورثتْ
قسَماتِ الرياحِ
وطعمَ النبوءاتِ...
في مرفإ الصمتِ
لم تكن السفن المرتديّةُ للموجِ
تعرف معنى حبور النوارسِ
في شاطئ البحرِ من قبل أن تنحني العتَمةْ.
ــــــــــــ
مسك الختام:
لا أخــوض الجِــدالَ إني أراهُ
بالفتى مزْرياً ولـــو فـــازَ فيهِ
عِبْتهُ حـتــى أنـــــه لي لَيَبْدو
ليسَ يَجْرُو عليهِ غير السفيهِ









تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى