مصطفى معروفي - دمٌ فوق محيّا المرآةِ

من إصبعه اليسرى
خرجت سوسنةٌ
حدَّثَ موج البحر عن السفن النفطيةِ
وعن النورس
كيف أتى الشاطئ في جنح الليل
وأصبح متزناً
مثل هزارٍ
تحت رعاية دغلٍ إفريقيٍّ
أبصرني الحجر الطلْقُ
فحاول أن يفهم شجرات باسقةٍ
تمشط بأناملها ظل النهرِ
وتثني بالماء على الماءِ
أرى ما يحدثُ
فأؤَوِّلُ شمس الصيفِ بخيط دخانٍ
بمدارٍ منهمرٍ في الأفْقِ
ولا يأبَهُ
(أيجوزُ لِنَايٍ مكتنزٍ أن يمْكُرَ؟)
أطفأت تعاشيب الغيمِ
بسرب يمامٍ
وتذكَّرْتُ خريفاً في الشرفاتِ
يسير وئيداً
بغيةَ تقبيلِ الشارعِ
لم أحذّرْهُ حين بدا متئداً
كنت على عجلٍ
أحمل مفتأدي وأهرْوِلُ
والوقت أمامي يرسم دائرةً
بين حليب الأرضِ
وخاصرةِ الإغواءِ
يسرّ بها سابلةً في طرُقٍ مستأجرةٍ...
في أصّ البيت سكبت نبيذا
كنت أحاول أن أشرحَ
كيف البابُ سيضحكُ
لو عرَف القصْدَ من الاستيقاظِ
على حمحمةٍ لدمٍ فوق محيّا المِرآة.
ـــــــــــــــ
مسك الختام:
تغاضيـــتُ حتــى لا أثير حفيظةً
أنا في غنىً عن أن أثير الحفائظا
لرٌبَّ الذي أغضيتُ عنه يكون لي
غداً ظلّةً واليومُ قد صـــار قائظا









تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى