اكتشفت أليفة رفعت عندما حدثني المرحوم محمد الراوي عنها بإعجاب شديد، فقرأت لها مجموعتها القصصية "من يكون الرجل؟" الصادرة في سلسلة كتاب المواهب عام 1981. وتابعت قصصها، خاصة التي ينشرها لها الدكتور عبد العزيز الدسوقي في مجلة الثقافة، وقرأت ما كتبه يوسف الشاروني عنها في المجلة عدد إبريل 1976 – مكتبة الثقافة فقال:
" لفت نظري إلى قصص أليفة رفعت قصة قصيرة قدمتها للنشر في مجلة الزهور بعنوان عالمي المجهول، قدمت فيها بصورة فنية ناضجة ورائعة هذا المزيج المتناقض من الرغبة والخوف الذي يعصف بقلب إحدى الزوجات التي ارتادت هذا العالم الفانتازي الرائع والذي يضرب بجذوره في تراثنا الشعبي. ومعظم قصصها تدور حول مشاعر المرأة العاطفية فالموضوع الأثير الذي تعالجه هو جانب الرغبات الدفينة للمرأة في بيئة تكبت هذه الرغبات، قصصها يمكن أن تنتمي إلى ما يسمى بأدب الإحتجاج على وضع المرأة، في بيئة لا تمنحها حرية الإختيار، وطريقها إلى ذلك هو تقديم بطلات مقهورات يقابلن خيبة عاطفية وجنسي"
وأليفة رفعت تمثل قضية مهمة في أحوال المرأة المصرية، ليس على المستوى الأدبي وإنما بالنسبة لقضايا المرأة المصرية بصفة عامة. فهي من أسرة ثرية محافظة، عارضت في أن تلحقها بالتعليم الجامعي، فتزوجت في سن مبكر من ضابط شرطة. فكانت حياتها بين الريف والحضر، وربما لتنقلها في مدن وقرى كثيرة - طبقا لظروف عمل زوجها - جعلها مدركة لخبايا الأمور لحال المرأة المصرية أكثر من غيرها، فالمرأة في الريف وفي الأحياء الشعبية في حالة صعبة، أبعد مما يثيره البعض في المطالبة بحقوق المرأة. كما أنها اهتمت أكثر بنفسية المرأة وعلاقاتها بالرجل، ربما يكون هذا الإهتمانم لقسوة التعامل الجنسي مع المرأة في الريف المصري. وأذكر قصة لعباس علام نشرت في مجلة الهلال عام 1947. بعنوان " صراع الروح والجسد " تحكي عن طبيب أعصاب معروف اسمه " سعد بك "، كان صديقاً لأسرة كبيرة ذات مال وفير ومكانة عالية، يتردد عليها ويتحاور مع كبيرها الذي أخبر الطبيب بأنه سيزوج ابنته سميرة ذات الثالثة عشرة من عمرها إلى طاهر باشا الذي بلغ الخمسين الآن. دهش الطبيب وعارض هذا الزواج غير المتكافئ؛ لكن الأب أصر؛ وتزوجت سميرة وأنجبت ولدها حسينا بعد عام من الزواج، أي أنجبته وهي في الرابعة عشرة من عمرها، ثم ترملت وهي في العشرين، ومرت السنين ثم جاء حسين - وهو شاب - إلى عيادة الطبيب طالبا منه أن يأتي معه لفحص أمه المريضة التي أصرت على ألا يفحصها طبيب غيره. ودخل الطبيب القصر مع حسين، فقابلهما شاب في ند عمر حسين تقريباً، فقدمه حسين قائلا:
- محمد رأفت صديقي.
ورأي الطبيب سميرة هانم وهي في شبه غيبوبة، اقترب منها وسألها: ألا تذكرين وجهي؟
ففتحت عينيها قليلا وقالت: أنت رأفت، ألست رأفت؟
وعرف الطبيب إنها تقصد محمد رأفت صديق ابنها، وأن هذا الشاب يدخل القصر منذ عهد الطفولة وتعتبره سميرة هانم ولدا ثانيا لها، ويعدها أما ثانية له. فلامها الطبيب قائلا: - أنت مازلت صغيرة.
فقالت في أسى: صغيرة؟ إن رأفت يدعوني " تيزة ".
وعرف الطبيب مشكلتها، فهي تحب الشاب الصغير صديق ابنها، لكن المجتمع الذي تعيش فيه والعادات والتقاليد يمنعونها من أن تفعل شيئاً حيال هذا الحب الذي لا تقوى على احتماله، فساءت حالتها، وماتت بعد أيام قلائل، فقد تصارع جسدها الإنساني بما فيه من غرائز ومغريات مع روحها الملائكية التي يسودها الطهر والتسامي، وكانت تكبت إحساساتها وتقهر جسدها.
هذا هو حال المرأة المصرية في عالمنا، خاصة في الأسر المحافظة.
وعانت أليفة رفعت ما عانته بطلة قصة عباس علام، فزوجها – ضابط الشرطة – عارض في أن تكون كاتبة قصة، وخيرها – في حضور أسرتها – بينه وبين القصة، فامتنعت عن كتابتها، قالت: إنها كانت تكتبها في غيابه، وتتخلص منها في إلقائها في الحمام قبل مجيئه، مات زوجها وهي في الثامنة والأربعين من عمرها، فانطلقت، وأصدرت كتبها المتتالية في القصة القصيرة والرواية. وقد قابلتها في نادي القصة، وكان معي المرحوم سعيد بدر، وابديت شديد إعجابي بكتاباتها، فأخرجت من حقيبتها كتاب، وكتبت عليه إهداء، وقالت ليتكما تقرآه معا، فأخذه سعيد منها، وللأسف لم أعرف ما فيه، ولم آخذه منه، ربنا نسيت أن أطلبه منه.
أظهرت أليفة رفعت ما تحسه بصدق وتلقائية عجيبة، ففي " من يكون الرجل" تتعرض لعملية الختان التي تتم لكل بنات القرية، وبنات محظوظات، يتم ختانهن دون شيء، يقمن من نومهن فإذ بهن قد اختتن، ويقولون عن ذلك " طاهرتهن الملائتكة"، وبالمناسبة فأخي الأصغر حدث له هذا، بعد موت أمي في أوائل عام 1956 بوقت قليل، وكنا نعيش في بيت جدتي لأمي، شكا من آلام تحته، فاكتشفت جدتي إن عملية الختان حدثت له وهو نائم، واعتبرها أبي معجزة من معجزاته، فقد كان عايل هم ختانه، وأخذتُه لوحدة الطلبة في شارع الفراعنة، قلت للطبيب الشاب: " أصل طاهرته الملائكة " . فلم يصدقني وصاح بي غاضبا: " روح شوف مين طاهره "
وفي قصة أليفة رفعت عنافيد العنب، الرجل يضعها بعد ختانها فوق عنقه، فيحتك مكان الجرح بعضمة ظهره، فتحس بآلام لذيذة.
وقصتها " عالمي المجهول " تستحق أن نحكيها بتفاصيل أكثر، فهي تجمع بين عالمين مهمين في كتاباتها، المسكوت عنه في عالم المرأة الجنسي، وعالم الغيبيات والمنتشر أكثر في الريف والأحياء الشعبية، وهاتان الخصلتان هما ما لفتا نظر كتاب الغرب إليها.
زوجة موظف مهم في المحافظة، تم نقله لمحافظة أخرى، فذهبت زوجته لاختيار السكن الذي ستعيش فيه مع أسرتها في المدينة التي نقل زوجها إليها، ورافقها ( كامل ) وهو موظف من المدينة، يعرف أحوالها وأسرارها، كان ينوي أن يختار لها سكنا أكثر رقيا، لكنها أمرت سائق السيارة بالتوقف أمام بيت أبيض له حديقة ذات أشجار زهورها صفراء، يقبع وحيدا وسط الحقول المترامية.
فاعترض كامل: لا، هذا البيت لا يسكنه أحد، والأفضل أن نتوجه لعمارات الموظفين.
لكنها أصرت على أن يكون هذا البيت مكان إقامتها.
كانت هناك امرأة تعيش في البيت، ضاقت بحضورهم، فنهرها كامل وصاح بها: هذه زوجة المدير.
عاملتها المرأة معاملة سيئة، ورفضت ترك البيت، فاضطروا لطلب الشرطة لطردها، وهي ذاهبة صاحت باكية لها: سايبهولك.
وهي نائمة على سريرها وباب الفراندة مفتوح، دخلت أفعى جميلة واقتربت منها، ثم اختبأت في شق من شقوق الجدران، فاتصل زوجها بالمسئولين ليقتلوا هذه الأفعى. فجاءوا لكنهم لم يجدوها. واستلقت الزوجة على ظهرها انتظارا لرؤية الأفعى. فجاءتها وهمس صوت في أذنيها: أنا الحب يا فاتنة. تعالي أضاجعك كما ضاجعت على مر الأحقاب نساء جميلات، وهبتهن الهنا.
فراحت منتشية مع الهمسات الموسيقية الناعمة. وغابت عنها الأفعى ثم جاءت ثانية: يا عروسي، ناديتك وجئت بك لبيتي، وأنا حارسة البيت، المسيطرة والمتحكمة في ساكني باطنه من الأفاعي والحيات.
فأدركت الزوجة إنه من الجان. وأدركت سر غضب حارسة البيت منمجيئها، ومعنى كلمة " سيبهولك "
فكان الجان يأتيها من وقت لآخر، ليدغدغها بأصابعه، وبفمه الرقيق يمتص سموم رغبتها، فتستلقى على الفراش في انتظار حبيبها، الذي يدق على ساقيها لتفتح له، لكن زوجها طارد هذا الثعبان وقتله بعصاه، فصرخت فيه: يا لقسوة الإنسان، لماذا قتلته؟!
وجاءها الجان وعانقها مودعا، طالبا منها الرحيل بأسرتها. وفي الصباح حزمت متاعها وانتقلت لسكن آخر.
هذا هو عالم أليفة رفعت السحري. الذي أعجب الكتاب الغربيين، فترجموا مجموعتها القصصية " بعيداً عن المئذنة "، وكتب عنها الأستاذ أحمد بهاء الدين، في حين أن كثير من الكتاب المصريين لا يعرفون عنها شيئا.
Ali Hassan
الشكر لك لتعريفنا. بهذه الكاتبه
" لفت نظري إلى قصص أليفة رفعت قصة قصيرة قدمتها للنشر في مجلة الزهور بعنوان عالمي المجهول، قدمت فيها بصورة فنية ناضجة ورائعة هذا المزيج المتناقض من الرغبة والخوف الذي يعصف بقلب إحدى الزوجات التي ارتادت هذا العالم الفانتازي الرائع والذي يضرب بجذوره في تراثنا الشعبي. ومعظم قصصها تدور حول مشاعر المرأة العاطفية فالموضوع الأثير الذي تعالجه هو جانب الرغبات الدفينة للمرأة في بيئة تكبت هذه الرغبات، قصصها يمكن أن تنتمي إلى ما يسمى بأدب الإحتجاج على وضع المرأة، في بيئة لا تمنحها حرية الإختيار، وطريقها إلى ذلك هو تقديم بطلات مقهورات يقابلن خيبة عاطفية وجنسي"
وأليفة رفعت تمثل قضية مهمة في أحوال المرأة المصرية، ليس على المستوى الأدبي وإنما بالنسبة لقضايا المرأة المصرية بصفة عامة. فهي من أسرة ثرية محافظة، عارضت في أن تلحقها بالتعليم الجامعي، فتزوجت في سن مبكر من ضابط شرطة. فكانت حياتها بين الريف والحضر، وربما لتنقلها في مدن وقرى كثيرة - طبقا لظروف عمل زوجها - جعلها مدركة لخبايا الأمور لحال المرأة المصرية أكثر من غيرها، فالمرأة في الريف وفي الأحياء الشعبية في حالة صعبة، أبعد مما يثيره البعض في المطالبة بحقوق المرأة. كما أنها اهتمت أكثر بنفسية المرأة وعلاقاتها بالرجل، ربما يكون هذا الإهتمانم لقسوة التعامل الجنسي مع المرأة في الريف المصري. وأذكر قصة لعباس علام نشرت في مجلة الهلال عام 1947. بعنوان " صراع الروح والجسد " تحكي عن طبيب أعصاب معروف اسمه " سعد بك "، كان صديقاً لأسرة كبيرة ذات مال وفير ومكانة عالية، يتردد عليها ويتحاور مع كبيرها الذي أخبر الطبيب بأنه سيزوج ابنته سميرة ذات الثالثة عشرة من عمرها إلى طاهر باشا الذي بلغ الخمسين الآن. دهش الطبيب وعارض هذا الزواج غير المتكافئ؛ لكن الأب أصر؛ وتزوجت سميرة وأنجبت ولدها حسينا بعد عام من الزواج، أي أنجبته وهي في الرابعة عشرة من عمرها، ثم ترملت وهي في العشرين، ومرت السنين ثم جاء حسين - وهو شاب - إلى عيادة الطبيب طالبا منه أن يأتي معه لفحص أمه المريضة التي أصرت على ألا يفحصها طبيب غيره. ودخل الطبيب القصر مع حسين، فقابلهما شاب في ند عمر حسين تقريباً، فقدمه حسين قائلا:
- محمد رأفت صديقي.
ورأي الطبيب سميرة هانم وهي في شبه غيبوبة، اقترب منها وسألها: ألا تذكرين وجهي؟
ففتحت عينيها قليلا وقالت: أنت رأفت، ألست رأفت؟
وعرف الطبيب إنها تقصد محمد رأفت صديق ابنها، وأن هذا الشاب يدخل القصر منذ عهد الطفولة وتعتبره سميرة هانم ولدا ثانيا لها، ويعدها أما ثانية له. فلامها الطبيب قائلا: - أنت مازلت صغيرة.
فقالت في أسى: صغيرة؟ إن رأفت يدعوني " تيزة ".
وعرف الطبيب مشكلتها، فهي تحب الشاب الصغير صديق ابنها، لكن المجتمع الذي تعيش فيه والعادات والتقاليد يمنعونها من أن تفعل شيئاً حيال هذا الحب الذي لا تقوى على احتماله، فساءت حالتها، وماتت بعد أيام قلائل، فقد تصارع جسدها الإنساني بما فيه من غرائز ومغريات مع روحها الملائكية التي يسودها الطهر والتسامي، وكانت تكبت إحساساتها وتقهر جسدها.
هذا هو حال المرأة المصرية في عالمنا، خاصة في الأسر المحافظة.
وعانت أليفة رفعت ما عانته بطلة قصة عباس علام، فزوجها – ضابط الشرطة – عارض في أن تكون كاتبة قصة، وخيرها – في حضور أسرتها – بينه وبين القصة، فامتنعت عن كتابتها، قالت: إنها كانت تكتبها في غيابه، وتتخلص منها في إلقائها في الحمام قبل مجيئه، مات زوجها وهي في الثامنة والأربعين من عمرها، فانطلقت، وأصدرت كتبها المتتالية في القصة القصيرة والرواية. وقد قابلتها في نادي القصة، وكان معي المرحوم سعيد بدر، وابديت شديد إعجابي بكتاباتها، فأخرجت من حقيبتها كتاب، وكتبت عليه إهداء، وقالت ليتكما تقرآه معا، فأخذه سعيد منها، وللأسف لم أعرف ما فيه، ولم آخذه منه، ربنا نسيت أن أطلبه منه.
أظهرت أليفة رفعت ما تحسه بصدق وتلقائية عجيبة، ففي " من يكون الرجل" تتعرض لعملية الختان التي تتم لكل بنات القرية، وبنات محظوظات، يتم ختانهن دون شيء، يقمن من نومهن فإذ بهن قد اختتن، ويقولون عن ذلك " طاهرتهن الملائتكة"، وبالمناسبة فأخي الأصغر حدث له هذا، بعد موت أمي في أوائل عام 1956 بوقت قليل، وكنا نعيش في بيت جدتي لأمي، شكا من آلام تحته، فاكتشفت جدتي إن عملية الختان حدثت له وهو نائم، واعتبرها أبي معجزة من معجزاته، فقد كان عايل هم ختانه، وأخذتُه لوحدة الطلبة في شارع الفراعنة، قلت للطبيب الشاب: " أصل طاهرته الملائكة " . فلم يصدقني وصاح بي غاضبا: " روح شوف مين طاهره "
وفي قصة أليفة رفعت عنافيد العنب، الرجل يضعها بعد ختانها فوق عنقه، فيحتك مكان الجرح بعضمة ظهره، فتحس بآلام لذيذة.
وقصتها " عالمي المجهول " تستحق أن نحكيها بتفاصيل أكثر، فهي تجمع بين عالمين مهمين في كتاباتها، المسكوت عنه في عالم المرأة الجنسي، وعالم الغيبيات والمنتشر أكثر في الريف والأحياء الشعبية، وهاتان الخصلتان هما ما لفتا نظر كتاب الغرب إليها.
زوجة موظف مهم في المحافظة، تم نقله لمحافظة أخرى، فذهبت زوجته لاختيار السكن الذي ستعيش فيه مع أسرتها في المدينة التي نقل زوجها إليها، ورافقها ( كامل ) وهو موظف من المدينة، يعرف أحوالها وأسرارها، كان ينوي أن يختار لها سكنا أكثر رقيا، لكنها أمرت سائق السيارة بالتوقف أمام بيت أبيض له حديقة ذات أشجار زهورها صفراء، يقبع وحيدا وسط الحقول المترامية.
فاعترض كامل: لا، هذا البيت لا يسكنه أحد، والأفضل أن نتوجه لعمارات الموظفين.
لكنها أصرت على أن يكون هذا البيت مكان إقامتها.
كانت هناك امرأة تعيش في البيت، ضاقت بحضورهم، فنهرها كامل وصاح بها: هذه زوجة المدير.
عاملتها المرأة معاملة سيئة، ورفضت ترك البيت، فاضطروا لطلب الشرطة لطردها، وهي ذاهبة صاحت باكية لها: سايبهولك.
وهي نائمة على سريرها وباب الفراندة مفتوح، دخلت أفعى جميلة واقتربت منها، ثم اختبأت في شق من شقوق الجدران، فاتصل زوجها بالمسئولين ليقتلوا هذه الأفعى. فجاءوا لكنهم لم يجدوها. واستلقت الزوجة على ظهرها انتظارا لرؤية الأفعى. فجاءتها وهمس صوت في أذنيها: أنا الحب يا فاتنة. تعالي أضاجعك كما ضاجعت على مر الأحقاب نساء جميلات، وهبتهن الهنا.
فراحت منتشية مع الهمسات الموسيقية الناعمة. وغابت عنها الأفعى ثم جاءت ثانية: يا عروسي، ناديتك وجئت بك لبيتي، وأنا حارسة البيت، المسيطرة والمتحكمة في ساكني باطنه من الأفاعي والحيات.
فأدركت الزوجة إنه من الجان. وأدركت سر غضب حارسة البيت منمجيئها، ومعنى كلمة " سيبهولك "
فكان الجان يأتيها من وقت لآخر، ليدغدغها بأصابعه، وبفمه الرقيق يمتص سموم رغبتها، فتستلقى على الفراش في انتظار حبيبها، الذي يدق على ساقيها لتفتح له، لكن زوجها طارد هذا الثعبان وقتله بعصاه، فصرخت فيه: يا لقسوة الإنسان، لماذا قتلته؟!
وجاءها الجان وعانقها مودعا، طالبا منها الرحيل بأسرتها. وفي الصباح حزمت متاعها وانتقلت لسكن آخر.
هذا هو عالم أليفة رفعت السحري. الذي أعجب الكتاب الغربيين، فترجموا مجموعتها القصصية " بعيداً عن المئذنة "، وكتب عنها الأستاذ أحمد بهاء الدين، في حين أن كثير من الكتاب المصريين لا يعرفون عنها شيئا.
Ali Hassan
الشكر لك لتعريفنا. بهذه الكاتبه