نحتاجُ إلى زلزالٍ كي نرثي مدينةً،
كي نتمرّنَ على افتعال الحزن وجمع التبرّعات
كي نتبارى في معرفة عدد القتلى والمفقودين
ونضع قائمةً بالمشردين والجرحى ثم نتقمّص أسماءهم.
نحتاج إلى وفاةٍ كي نعزّي أحداً ما
كي نرفعَ السماعة ونتّصل بمن نعرفهم.
يلزمنا حادثُ سيارةٍ كي نشتري
وروداً ونرسلها إلى المستشفيات.
نحتاج إلى ملاحقة الموتى
إلى رفع تقارير بهم وهم في قبورهم
إلى أن نقول لهم ما لم نستطع قوله وهم أحياء،
إلى أن نعتقلهم في زنزانات عقولنا ونعذّبهم فيها
إلى أن نتلذّذ حين يحفر السوط في ظهورهم ما نرغب بقوله.
عقولنا ترنّ كالهواتف
ورغباتنا لم تعد مفهومةً.
ما هذا العواءُ الذي أسمعهُ تحت الشرشف؟
أهو من جسدكِ أم الكلبة تسللتْ إلى حضنكِ قبلي؟
ما هذا العواء الخارجُ منكِ؟
هل كي يقول لي شيئاً،
أم كي يسافر في الأسلاك؟
لم أعد أفهم سكان المدينة التي أعيش فيها،
حتى المترجمون عاجزون عن نقل ما يدور في رؤوسهم.
سأقرأ اليوم كتاباً عن فن الطبخ
ثم أحدثكِ عن فوائد الثوم والكركم مع الهندباء وزيت الزيتون
وتمارين الضغط التي لا أقوى على عشرة منها.
أو من الأفضل أن أخرج إلى النزهة وحيداً
كي أنظف رأسي من صورٍ بَصَقتْها عليه الشاشة؟
أسمع أصواتاً تعوي على بعضها البعض في اليوتيوب
فأهرب إلى الشاطئ وحين أحاول أن أترجم ما تقوله الأمواج
ومناقير طيور البجع المتصلة بأكياس للخزن أكتشف أن هناك علة في رأسي
وأنني أحاول دوماً أن أضفي على الأشياء صفات لا تنتمي إليها،
وأنني يجب أن أخفف من غروري قليلاً.
تدربتُ على الوحدة كأنها لعبةٌ إلكترونية.
وعلى اللامبالاة كأنها حِمْية
وعلى التجنب كأنه شطرنج
ووضعتُ درعاً علي قلبي كي يصدّ التأثيرات.
حين أسمع ما يقوله الآخرون يستغربُ جسدي
وحين يحاول عقلي أن يُصغي
أكتشف أنني اثنان في واحد
وحينها أخاف أن يخرج أحدهما مني كي يقتل الآخر.
متى نلفظ السموم،
ونقاوم رغبتنا بالعضّ،
متى نتوقف عن الدوران حول أنفسنا
في المصح الكبير الذي تُدجَّن فيه اللغة كالحيوانات
قبل أن تُوزّع على الصحف والشاشات؟
هذا ما أفعله الآن:
أصغي لما أقوله داخل نفسي
فيما الآخر يتكلم بحماسٍ
غارقاً في موضوعه
وأكون بعيداً عنه،
على هوامش نفسي
على حواف وجوده المادي
أتطاير كغازات تتبخر بسرعة
ثم حينها أفكّر بالروح التي تسكن في الأجساد
وأتساءل: هل تفضلها في الضواحي أم في مركز المدينة؟
بكهرباء وغاز أم من دونهما؟
وما الذي يحدث لها حين ينغلق الجسد كبابٍ على غرفه
وتنطفئ الأضواء فيه؟
نسيتُ كيف يكون التفكير وأين يتوضع عقلي.
قدماي تسيران لوحدهما في الفضاء
كأنهما تحملان غيمة
فإذا ما وصلتُ إليكِ وكنتِ عاريةً
هل سيلمعُ البرقُ وتُمْطر غيمتي؟
هل سترتوي حقولكِ تحت الشراشف
حيث الفضاء مظلمٌ كبداية التكوين؟
كي نتمرّنَ على افتعال الحزن وجمع التبرّعات
كي نتبارى في معرفة عدد القتلى والمفقودين
ونضع قائمةً بالمشردين والجرحى ثم نتقمّص أسماءهم.
نحتاج إلى وفاةٍ كي نعزّي أحداً ما
كي نرفعَ السماعة ونتّصل بمن نعرفهم.
يلزمنا حادثُ سيارةٍ كي نشتري
وروداً ونرسلها إلى المستشفيات.
نحتاج إلى ملاحقة الموتى
إلى رفع تقارير بهم وهم في قبورهم
إلى أن نقول لهم ما لم نستطع قوله وهم أحياء،
إلى أن نعتقلهم في زنزانات عقولنا ونعذّبهم فيها
إلى أن نتلذّذ حين يحفر السوط في ظهورهم ما نرغب بقوله.
عقولنا ترنّ كالهواتف
ورغباتنا لم تعد مفهومةً.
ما هذا العواءُ الذي أسمعهُ تحت الشرشف؟
أهو من جسدكِ أم الكلبة تسللتْ إلى حضنكِ قبلي؟
ما هذا العواء الخارجُ منكِ؟
هل كي يقول لي شيئاً،
أم كي يسافر في الأسلاك؟
لم أعد أفهم سكان المدينة التي أعيش فيها،
حتى المترجمون عاجزون عن نقل ما يدور في رؤوسهم.
سأقرأ اليوم كتاباً عن فن الطبخ
ثم أحدثكِ عن فوائد الثوم والكركم مع الهندباء وزيت الزيتون
وتمارين الضغط التي لا أقوى على عشرة منها.
أو من الأفضل أن أخرج إلى النزهة وحيداً
كي أنظف رأسي من صورٍ بَصَقتْها عليه الشاشة؟
أسمع أصواتاً تعوي على بعضها البعض في اليوتيوب
فأهرب إلى الشاطئ وحين أحاول أن أترجم ما تقوله الأمواج
ومناقير طيور البجع المتصلة بأكياس للخزن أكتشف أن هناك علة في رأسي
وأنني أحاول دوماً أن أضفي على الأشياء صفات لا تنتمي إليها،
وأنني يجب أن أخفف من غروري قليلاً.
تدربتُ على الوحدة كأنها لعبةٌ إلكترونية.
وعلى اللامبالاة كأنها حِمْية
وعلى التجنب كأنه شطرنج
ووضعتُ درعاً علي قلبي كي يصدّ التأثيرات.
حين أسمع ما يقوله الآخرون يستغربُ جسدي
وحين يحاول عقلي أن يُصغي
أكتشف أنني اثنان في واحد
وحينها أخاف أن يخرج أحدهما مني كي يقتل الآخر.
متى نلفظ السموم،
ونقاوم رغبتنا بالعضّ،
متى نتوقف عن الدوران حول أنفسنا
في المصح الكبير الذي تُدجَّن فيه اللغة كالحيوانات
قبل أن تُوزّع على الصحف والشاشات؟
هذا ما أفعله الآن:
أصغي لما أقوله داخل نفسي
فيما الآخر يتكلم بحماسٍ
غارقاً في موضوعه
وأكون بعيداً عنه،
على هوامش نفسي
على حواف وجوده المادي
أتطاير كغازات تتبخر بسرعة
ثم حينها أفكّر بالروح التي تسكن في الأجساد
وأتساءل: هل تفضلها في الضواحي أم في مركز المدينة؟
بكهرباء وغاز أم من دونهما؟
وما الذي يحدث لها حين ينغلق الجسد كبابٍ على غرفه
وتنطفئ الأضواء فيه؟
نسيتُ كيف يكون التفكير وأين يتوضع عقلي.
قدماي تسيران لوحدهما في الفضاء
كأنهما تحملان غيمة
فإذا ما وصلتُ إليكِ وكنتِ عاريةً
هل سيلمعُ البرقُ وتُمْطر غيمتي؟
هل سترتوي حقولكِ تحت الشراشف
حيث الفضاء مظلمٌ كبداية التكوين؟