مصطفى معروفي - ممرّ إلى الصعْلكة

حينما لاح كان فقط يستديرُ
ويستأنف الركضَ
بين ثنايا الأقاصي
رأيتُ له صرصَراً يقَقاً
فائضاً في القبيلةِ
والأقحوان الذي كان يدْفئُ
هدْب النعامةِ
تلك النخيْلةُ في طرَف النهرِ
سوف أرشّحها لمزيدٍ من العطفِ
سوف تصير غدا توأم النارِ
ثم على الداليات تدلُّ عراجينها
أوَّلا وأخيراً...
مدايَ هو الماءُ
مستقبلا أتبيّنُ أني
سأنسخ منهُ ممرّاً
إلى الصعلكةْ...
كصبيٍّ مكينٍ عددتُ المآرِبَ
ثم ربطتُ القرى بالنجوع القديمةِ
لما التفَتُّ
وجدتُ ورائي البداهةَ
توقِدُ في لحمها قمرأ صاهلاً
خلَفأ للغبار الذي قد تزوّجَ بقعةَ الزيتِ
على حجرٍ صائتٍ
حجتي أنني والهشاشة
نأتي الطريق فنوسعه خبَباً
ونمرّ إلى قفص الماءِ
حتى نداري العبابَ بهِ...
في المنام فقطْ
يضرب النبع كفّا بكفٍّ
فيبْصِر ما قد يظنُّ القطا أنه أبصرَهْ.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
وأغضيْتُ لكن لا لِضُعْـــف شكيمتي
ودارَيْتُ لكن لــــــم أكـــنْ بالمُداهنِ
وإني أرى الشخص الوضيع يمرُّ بي
فأجــعـــلــــه من مقلــتي غــيرَ كائنِ






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى