ذات قول قلت: بأن حذاء فتاة مسلمة في فرنسا، خيرت فاختارت، خيرت التمسك بوعيها وثقافتها وتاريخها وإدراكها ودينها، بين الحجاب الذي يشكل كيانها العاطفي والنفسي والعقلي والإيماني، وبين مستقبلها الذي سينسف ويجتث ويمحى كنثار الممحاة، فاختارت بعزم الإرادة الحرة، وإرادة الوعي المحزم بالثبات، والمرصع بالأنوثة المتفجرة بالإصرار والقوة والتصميم، الحجاب، اختارت وهي تعلم أنها تتحدى دولة بكل ما فيها من أجهزة تستطيع اغتيال الروح قبل الحلم المبني على المستقبل.
قلت يومها: بأن حذاءها يساوي الملايين من الرجال الذين يتغنون بالذكورة التي يملكها الخنزير والكلب والديوث، دون أن يتغنون بها، وأن هذا الحذاء المرتفع فوق هامات دول ورؤساء وحضارات وديمقراطيات، أكثر قيمة وثراء ووزنا من مفكرين وفلاسفة تبتاعهم دراهم قليلة ليكونوا عاهرين يعملون في بيوت دعارة الفكر الذي يبيح الرذيلة ويحارب الفضيلة بحجة لا تقبل بها دودة زحار تختلط ببراز مريض.
الحجة التي ترى في الحجاب خطرا يهدد الأمم والحضارات بالجهل الذي يمثله لوقف التطور والتقدم التي تنتجه الحياة وتفرضه الطبيعة، تماما كالحجة التي يحملها العلماني ضد الفكرة الإسلامية التي تحاول الوصول عبر صناديق الاقتراع الوصول للسلطة كي تقدم رؤيتها ونموذجها التي ترتأي أنه يستطيع قيادة الأمة نحو مبتغاها ومرادها.
ومثل هؤلاء كمثل فرعون حين قال لقومه “أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ”، فهم بالقطع والبتر الذي استخدموه ضد الغير، نصبوا أنفسهم آلهة فوف الإله يفصلون في القول والفعل والنوايا فصلا تاما غير قابل للتغير والتغيير، مع أن الله سبحانه وتعالى بكل صفاته واسمائه ترك للناس حرية الاختيار بين الإيمان به أو عدم الإيمان.
التصلب والتصون والتحجر صفات تلتصق بالمستبدين الذين يرون كل شيء في الوجود من خلال غوصهم المطلق بنفسياتهم التي تمدهم بالإمعان في إلغاء الإرادة والاختيار والحرية التي هي حق مطلق للناس الذين ولدوا ليكونوا أصحاب اختيار وحرية، لذلك هم يمثلون الشذوذ عن الطبيعة والفطرة والإنسانية بل والآدمية التي ميزتهم عن بقية المخلوقات التي تتعامل مع الغريزة والعبودية التابعة لها، فالملائكة المقربون من العرش الإلهي منزوعي الإرادة التي تمنحهم الاختيار الذي منح فقط للإنسان من بين جميع المخلوقات التي نراها.
ليس هناك أدنى حرج من وصف من يحاول إلغاء القانون الطبيعي للحياة بحرية الاختيار بالمتجمد المنزوع من الوعي الراكن للاستبداد والقهر والظلم والعدوان، ومن يطالب بدليل على ذلك، مثله كمثل الحمار الذي يحمل الاسفار، بل هو دون ذلك بكثير، وإلا فمن أين أعطى العلماني وغيره الحق المطلق وغير المتناهي بوصف الفكرة الإسلامية التي تسعى للحكم شهادة موت تستبيح كل من فيهم ومن يناصرهم، وفي ذات الوقت منحوا أنفسهم الحق المطلق واللا متناهي للوصول للحكم، والسؤال: لماذا يحق للعلماني علمنة الدولة ولا يحق للإسلامي أسلمة الدولة؟ لماذا يحق للمرأة المطالبة بالسفور، ولا يحق للمحجبة المطالبة بالحجاب؟ لماذا يدعي العالم الحرية والديمقراطية ولا تتسع حريته وديمقراطيته للحجاب الذي تختاره المرأة بكل حرية ووعي وثبات؟
ليس هناك مبرر واحد ممكن أن يقدمه العالم بأسره لمثل هذا الفعل، سوى اتهام الإسلام بالإرهاب، وهي تهمة لا تستطيع الأرض عبر التاريخ اثبات شيء ولو بحجم رأس الدبوس منها، ولكن لدينا الشواهد الحية التي سبقت وما زالت وستبقى تقودها العلمانية نحو المذابح والمجازر والقتل والترويع والإبادة، أمريكا قامت بكل كيانها على محو السكان الأصليين وجزرهم وإبادتهم، وأكملت بناء كيانها العلماني الديمقراطي على جماجم الملايين من العبيد الذين ساقتهم كالحيوانات من بلدانهم بمساعدة الدول الأوروبية كلها، كندا قامت على ذات الأسس، استراليا لم تترك فرصة سانحة للإبادة الجماعية إلا ومارستها، وكان جل مهاجريها من القتلة والمجرمين والخارجين عن القانون، أما جنوب إفريقيا فقد نقل البيض لهم المرضى النفسيين ليتغولوا على السود ويشربوا من دمائهم، وهناك المجازر الرومانية وما قبلها، هناك نابليون الذي أتقن فن العوم بالدماء، هتلر وستالين وبوتين وجورج بوش وماكرون، هناك فرنسا وبريطانيا وكل أوروبا التي تحتل العالم من خلال وكلائها وتدعمهم في سلخهم وجزرهم.
لم يكن الإسلام يسمح بشيء من هذا كله، لكن التشكيلات الإرهابية الحديثة من الحركات التي تنسب نفسها للإسلام كداعش، هي حركات يصنعها ويمولها الاستعمار العالمي لتبرير جرائمه على العالم، كجريمة احتلال العراق وأفغانستان.
ليس هذا ما كنت أود تناوله، لكن الفكرة تدفع نحو السياق الذي تحتاجه، الفكرة التي أود قولها الآن كما قلتها ذات قول، عن الفتاة التي تبعتها مجموعة من الكلاب المتطرفة من الهندوس قبل أيام في الهند وهم يهتفون ضدها وضد الحجاب الذي ترتديه، قطيع من كلاب مسعورة متوحشة، يسيل لعابها اللزج على قلوبها المغلفة بالكراهية والتعصب والحقد، فوقفت تكبر، الله وأكبر، قطيع يعوي وينبح ويهمر، وهي لوحدها، لكن الله معها، تهتف الله وأكبر، الله وأكبر. وظلت كذلك حتى انتقل القطيع من النباح والعواء إلى السكون وهو يهمر ولسانه المبلل بالجهل يختفي بين فكيه.
ذات قول في القول، أقول لهذه الفتاة، شسع نعلك أنت أعلى وأغلى من الملوك والرؤساء، أصحاب الجلالة والفخامة، جلالة الذل وفخامة العار، أنت وشسع النعل بملايين من رؤوس المفكرين والعلماء والفلاسفة ومراكز البحوث والتحليل، أنت وشسع نعلك الكريم الطاهر العالي القيمة والرتبة، خير من ملايين الملايين من الرجال الذين تأسرهم الألفاظ الفارغة، أنت المثل الأعلى للحق والحقيقة والمبدأ والعقيدة والاعتقاد، أنت أقوى بكل ما فيك من رقة من أمة كاملة لا تستطيع بكل ما تملك رفع الحذاء عن وجهها الممرغ بالفضيحة والخزي رغم الجيوش والنياشين التي تثقل كاهل المخنثين من زعماء الأمتين العربية والإسلامية.
لو جاءوك يوما بكل ما فيهم يطلبون منك نفحة مروءة، أرفضي رفضا قاطعا، لأن المروءة التي فيك لا تمنح إلا للأحرار، قولي لهم بفم مكتظ بالفخر، ابعثوا نساءكم تستبضع عند من تبقى فيه كرامة، كي ينشأ جيل لا يحمل جينات من عبوديتكم وذلكم.
قلت يومها: بأن حذاءها يساوي الملايين من الرجال الذين يتغنون بالذكورة التي يملكها الخنزير والكلب والديوث، دون أن يتغنون بها، وأن هذا الحذاء المرتفع فوق هامات دول ورؤساء وحضارات وديمقراطيات، أكثر قيمة وثراء ووزنا من مفكرين وفلاسفة تبتاعهم دراهم قليلة ليكونوا عاهرين يعملون في بيوت دعارة الفكر الذي يبيح الرذيلة ويحارب الفضيلة بحجة لا تقبل بها دودة زحار تختلط ببراز مريض.
الحجة التي ترى في الحجاب خطرا يهدد الأمم والحضارات بالجهل الذي يمثله لوقف التطور والتقدم التي تنتجه الحياة وتفرضه الطبيعة، تماما كالحجة التي يحملها العلماني ضد الفكرة الإسلامية التي تحاول الوصول عبر صناديق الاقتراع الوصول للسلطة كي تقدم رؤيتها ونموذجها التي ترتأي أنه يستطيع قيادة الأمة نحو مبتغاها ومرادها.
ومثل هؤلاء كمثل فرعون حين قال لقومه “أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ”، فهم بالقطع والبتر الذي استخدموه ضد الغير، نصبوا أنفسهم آلهة فوف الإله يفصلون في القول والفعل والنوايا فصلا تاما غير قابل للتغير والتغيير، مع أن الله سبحانه وتعالى بكل صفاته واسمائه ترك للناس حرية الاختيار بين الإيمان به أو عدم الإيمان.
التصلب والتصون والتحجر صفات تلتصق بالمستبدين الذين يرون كل شيء في الوجود من خلال غوصهم المطلق بنفسياتهم التي تمدهم بالإمعان في إلغاء الإرادة والاختيار والحرية التي هي حق مطلق للناس الذين ولدوا ليكونوا أصحاب اختيار وحرية، لذلك هم يمثلون الشذوذ عن الطبيعة والفطرة والإنسانية بل والآدمية التي ميزتهم عن بقية المخلوقات التي تتعامل مع الغريزة والعبودية التابعة لها، فالملائكة المقربون من العرش الإلهي منزوعي الإرادة التي تمنحهم الاختيار الذي منح فقط للإنسان من بين جميع المخلوقات التي نراها.
ليس هناك أدنى حرج من وصف من يحاول إلغاء القانون الطبيعي للحياة بحرية الاختيار بالمتجمد المنزوع من الوعي الراكن للاستبداد والقهر والظلم والعدوان، ومن يطالب بدليل على ذلك، مثله كمثل الحمار الذي يحمل الاسفار، بل هو دون ذلك بكثير، وإلا فمن أين أعطى العلماني وغيره الحق المطلق وغير المتناهي بوصف الفكرة الإسلامية التي تسعى للحكم شهادة موت تستبيح كل من فيهم ومن يناصرهم، وفي ذات الوقت منحوا أنفسهم الحق المطلق واللا متناهي للوصول للحكم، والسؤال: لماذا يحق للعلماني علمنة الدولة ولا يحق للإسلامي أسلمة الدولة؟ لماذا يحق للمرأة المطالبة بالسفور، ولا يحق للمحجبة المطالبة بالحجاب؟ لماذا يدعي العالم الحرية والديمقراطية ولا تتسع حريته وديمقراطيته للحجاب الذي تختاره المرأة بكل حرية ووعي وثبات؟
ليس هناك مبرر واحد ممكن أن يقدمه العالم بأسره لمثل هذا الفعل، سوى اتهام الإسلام بالإرهاب، وهي تهمة لا تستطيع الأرض عبر التاريخ اثبات شيء ولو بحجم رأس الدبوس منها، ولكن لدينا الشواهد الحية التي سبقت وما زالت وستبقى تقودها العلمانية نحو المذابح والمجازر والقتل والترويع والإبادة، أمريكا قامت بكل كيانها على محو السكان الأصليين وجزرهم وإبادتهم، وأكملت بناء كيانها العلماني الديمقراطي على جماجم الملايين من العبيد الذين ساقتهم كالحيوانات من بلدانهم بمساعدة الدول الأوروبية كلها، كندا قامت على ذات الأسس، استراليا لم تترك فرصة سانحة للإبادة الجماعية إلا ومارستها، وكان جل مهاجريها من القتلة والمجرمين والخارجين عن القانون، أما جنوب إفريقيا فقد نقل البيض لهم المرضى النفسيين ليتغولوا على السود ويشربوا من دمائهم، وهناك المجازر الرومانية وما قبلها، هناك نابليون الذي أتقن فن العوم بالدماء، هتلر وستالين وبوتين وجورج بوش وماكرون، هناك فرنسا وبريطانيا وكل أوروبا التي تحتل العالم من خلال وكلائها وتدعمهم في سلخهم وجزرهم.
لم يكن الإسلام يسمح بشيء من هذا كله، لكن التشكيلات الإرهابية الحديثة من الحركات التي تنسب نفسها للإسلام كداعش، هي حركات يصنعها ويمولها الاستعمار العالمي لتبرير جرائمه على العالم، كجريمة احتلال العراق وأفغانستان.
ليس هذا ما كنت أود تناوله، لكن الفكرة تدفع نحو السياق الذي تحتاجه، الفكرة التي أود قولها الآن كما قلتها ذات قول، عن الفتاة التي تبعتها مجموعة من الكلاب المتطرفة من الهندوس قبل أيام في الهند وهم يهتفون ضدها وضد الحجاب الذي ترتديه، قطيع من كلاب مسعورة متوحشة، يسيل لعابها اللزج على قلوبها المغلفة بالكراهية والتعصب والحقد، فوقفت تكبر، الله وأكبر، قطيع يعوي وينبح ويهمر، وهي لوحدها، لكن الله معها، تهتف الله وأكبر، الله وأكبر. وظلت كذلك حتى انتقل القطيع من النباح والعواء إلى السكون وهو يهمر ولسانه المبلل بالجهل يختفي بين فكيه.
ذات قول في القول، أقول لهذه الفتاة، شسع نعلك أنت أعلى وأغلى من الملوك والرؤساء، أصحاب الجلالة والفخامة، جلالة الذل وفخامة العار، أنت وشسع النعل بملايين من رؤوس المفكرين والعلماء والفلاسفة ومراكز البحوث والتحليل، أنت وشسع نعلك الكريم الطاهر العالي القيمة والرتبة، خير من ملايين الملايين من الرجال الذين تأسرهم الألفاظ الفارغة، أنت المثل الأعلى للحق والحقيقة والمبدأ والعقيدة والاعتقاد، أنت أقوى بكل ما فيك من رقة من أمة كاملة لا تستطيع بكل ما تملك رفع الحذاء عن وجهها الممرغ بالفضيحة والخزي رغم الجيوش والنياشين التي تثقل كاهل المخنثين من زعماء الأمتين العربية والإسلامية.
لو جاءوك يوما بكل ما فيهم يطلبون منك نفحة مروءة، أرفضي رفضا قاطعا، لأن المروءة التي فيك لا تمنح إلا للأحرار، قولي لهم بفم مكتظ بالفخر، ابعثوا نساءكم تستبضع عند من تبقى فيه كرامة، كي ينشأ جيل لا يحمل جينات من عبوديتكم وذلكم.