مصطفى معروفي - فذلكة لرخامٍ قديمٍ

إنه وجعٌ لائكيٌّ صميمٌ
يقيس بحالاته دمَنا
للدوائر ينظُرُ
ثم يصير أنَاهُ
يصير اليقينَ الذي يرتقي الرأسَ
يصحب سنبلة الزمن المهترِي
تصطفيه الجهاتُ
تؤازره بالبداهةِ
ماذا يكون الفراغ سوى حجلٍ
تاهَ في الغابِ
ثم ارتأى أن يجيء المَتاهَ
من الهدْبِ
ماذا تكون الأعاصير غير قميصٍ
يحب الوضاءةَ بين
يديّ الرياحِ
وحين أغار على الوقتِ
لم ينتبه للإحالاتِ
(من دلّكِ اليوم سهوا على الأرضِ
أيتها الدالياتُ الحنيفةُ؟)
يبتسمُ الأفْقُ مغتبطا بالطيور التي
حين تعبرهُ يلمع الشوقُ
تحت نواظرها
والبوارق تجري بلا هدّفٍ
في مراوحها
إنه حين طار إلى وعدهِ
أسْرجَ البدءَ متئداً
في جناحيْهِ
نادى الفجاجَ يُطمْئِنها بفتوحاتهِ
ثم كي لا يعيش وحيدا
كخريفٍ محليٍّ بهندامه الأزليِّ
لقد كنت أفهم نيرانهُ وهْيَ تصعدُ
بين أصابعهِ
صوبَ فذلكةٍ لرخامٍ قديمٍ...
بإحدى الليالي
بدا البحرُ منشغلاً
يإعادة بعض الخوارج من موجهِ
داخل السرْبِ حين أبتْ أن تغرّدَ
رفقةَ جوق القطيع.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
في النتِّ ألقـــــى منْتهى هذَيانه
ولنا تــــــوجّهَ قــــــائلا: أنا شاعرُ
يا صاحــبي دعْ قارئيك ليحكموا
كم "شاعر" هو في الحقيقةِ ناثرُ
للشعـــــــــر بـالأفذاذ قامت دولةٌ
ليست لها في العــــــالمين نظائرُ
واليوم فينــــــــا من يريد أفولَها
فدْمٌ لـــــــه في الشعر حظٌّ عاثِرُ






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى