الأدب أهم اختراع أوجدته البشرية، ليس لأنه أسس لبقية العلوم الأخرى فحسب، بل لأنه يعكس صورة تلك الأمم/الشعوب التي أوجدته، فنجد فيه أحداثا/ هموما/ قضايا/ وتطلعات الأمم، هذا ما نجده في أول مدونة أدبية أوجدتها البشرية "في العلا عندما" ونجده في أهم أنجاز أدبي فكري بحث قضة الخلود "ملحمة جلجامش"
استمر الأدب محافظا على أهميته عبر التاريخ، كمادة أصيلة لما مرت به الأمم والشعوب، من هنا نجد الأدب الفلسطيني يتناول قضايا وهموم فلسطين وشعبها، إن كان من خلال الشعر، أو القصة أو الرواية، أو المقالة، في هذه الورقة سنأخذ بعض الروايات التي تحدثت عن النكبة، علما بأن كتابها موزعين على أكثر من بقعة جغرافية، منهم من يتواجد في فلسطين ال48، منهم من هو في قطاع غزة، ومنهم من هو في الضفة، ومنهم من هو في الأردن، ومنهم من هو في سورية، ومنهم من هو داخل الزنزانة، ومنهم من هو في أستراليا ورغم هذا التشتت الجغرافي والسياسي إلا أن الحدث/ الفكرة وحدتهم، وهذا يؤكد أن الأدب الفلسطيني مرآة هذا الشعب ويحمل همومه.
بداية سنأخذ فقرة من رواية "قناع بلون السماء" للأسير باسم خندقجي تقول: "من العار أن نحتفل كل عام بذكرى النكبة على أنها مجرد حدث تاريخي مضى، النكبة لم تنته بعد.. رحمها ما زال خصبا وقادرا على الإنجاب في كل لحظة، إنجاب القتل والشرد، والتطهير العرقي والإبعاد والتهجير والمصادرة والتدمير والإقصاء، والتهميش والتصنيف والالتباس والسلام المزيف" ص 120، هذه الفقرة تمثل حقيقة واقعية وأدبية، وما جاء في هذه المداخلة يؤكد موضوعتها.
قبل النكبة سنتحدث عن مسببي النكبة وعن التحالف الوثيق بين الإنجليز والصهاينة من خلال رواية "النهر بقمصان الشتاء" للروائي "حسن حميد" التي تتناول الدور الإنجليز وكيف أنهم مهدوا وأسسوا لقيام دولة الاحتلال، وكيف أن الصهاينة لم يتوانو عن استخدام كل الجرائم لتهجير الفلسطيني من وطنه، من هنا نجد العديد من الصور تتحدث عنهما: "طار بها لغم أرضي قسمها إلى نصفين، فاشتعلت النيران بها، مات من مات، واحترق من احترق، وجرح من جرح، قتل السائق، وثمانية أنفار، وجرح الباقون، وتوزع الحزن على القرى، والبيوت، والناس!" ص111، هذا مشهد من مشاهد القتل الجماعي التي مارسها الإنجليز والصهاينة بحق الفلسطيني، فقد استخدموا القوة (المفرطة) لتهجير الناس من فلسطين.
ولم يقتصر الأمر على تفجير الحافلات بل تعداه إلى تفجير ونسف البيوت والمرافق العامة: "إن العبوات والألغام التي دمرت الحمام هي من النوع ذاته الذي دمرت به بيوت قرية العباسية...
ما الذي فعلته لهم ليأذوني؟! وما الذي فعلته النساء لهم لكي يجعلوا أولادهن أيتاما!" ص164، إذن التدمير والقتل نهج اتبعه الإنجليز والصهاينة لتمكينهم من احتلال فلسطين وتهجير أهلها منها، من هنا كانت المستوطنات/"الكبانيات" تتوسع على حساب الأرض الفلسطينية وعلى حساب أصحابها: "الإنكليز يستعدون لتسليم البلاد إلى اليهود! قرى دمرت، وبيوت نسفت، وكبانيات اليهود تنتشر فوق التلال!" ص203، هكذا وبهذا النهج تم تسليم فلسطين إلى الصهاينة.
ولم تقتصر جرائم المحتلين على عام 1948 وما قبله، بل تعدته إلى ما بعد حرب 1967، حينما قامت بقتل "شتيوي"، فقط لأنه رفض أن يغادر بيته: " كان ذاهبا لكي يملأ دلوه وإبريق الوضوء بالماء.. فقتله اليهود بجوار نبعة الماء، أفرغوا الرصاصات في رأسه" ص288، السارد من خلال تناوله لما فعله جنود الاحتلال ومن أوجدهم، الإنجليز، يتأكد للقارئ أن جرائم المحتل متواصلة ومتتابعة ومتكررة، وأن الهمجية والوحشية تلازم المحتلين، وعلى أنهم لا يمتون للإنسانية بصلة، ولا مجال لأي أمل في إصلاحهم أو تغييرهم، فهم معنيون بقتل الفلسطيني أينما كان وحيثما حل.
أثر النكبة على الشعب الفلسطيني
في رواية "تعويذة الجليلة" للروائي الأسير "كميل أبو حنيش" نجد أثر النكبة على الرجال من خلال فقدان "مصطفى" زوج "الجليلة" القدرة على ممارسة الجنس:" بعد هزيمة 48 يصاب "مصطفى" بفقدان الشهوة الجنسية، وهنا تصارحه الجليلة بحاجتها، لكنه يخبرها بحقيقته:
"المشكلة ليست فيك يا جليلة بل كامنة في أنا، أنا عاجز يا جليلة منذ أن أخرجنا من سلمة، أحسست بأنني قد انطفأت وانطفأت شهوتي، أعجز عن تفسير ما حل بي لقد هزمنا وهزمت رجولتنا أيضا" ص84 و85، إذن هناك أثر نفسي وجسدي تركته النكبة على الفلسطيني، بحيث لم يعد عنده رغبة الجنسية، وهذا الحدث يمكن تفسيره/ تعليله إلى أن "مصطفى" شعر بألم التشرد فلم يرد أن يكون له أبناء مشردين مثلة، وهذا يقودنا إلى أن النكبة كانت بمثابة صاعقة اجتماعية ونفسية وجسدية على الفلسطيني.
أثر النكبة على أدب الرواية الفلسطينية
النكبة تركت أثرها على الأديب الفلسطيني وعلى ما ينتجه من أدب، فنجده في رواية "وداعا مع الأصيل" ل"فتحية محمود الباتع" لغة متألقة وصوت واحد.
أعتقد أن هذه الرواية تعد من بدايات الإنتاج الروائي النسائي العربي، وذلك اعتمادا على وجد تناقض بين لغتها الأدبية المتألقة وبين صوت شخصياتها الواحد، فالمتلقي يهيم في اللغة الجميلة التي أتحفتنا بها "فتحية محمود الباتع" لكنها تزعجنا عندما جعلت كافة شخوص الرواية وسارد للأحداث يتكلمون بلغة واحدة، بحيث لا نستطيع التفرقة بين أيا منهم.
يمكننا إيعاز ذلك إلى حالة الاندفاع والانفعال من جهة، وإيمان الكاتبة بعدالة القضية الفلسطينية من جهة أخرى، فهي قضية إنسانية بالإضافة إلى كونها قضية قومية وقضية وطنية، لهذا وجدنها تستخدم لغة راقية لتؤكد من خلالها أن من يكتب بمثل هذه اللغة الأدبية هو إنسان متحضر وراق، من هنا يجب الوقوف إلى جانية ومساندته.
من خلال هذا التفسير يمكننا أن نعز الخلل الفني الذي حدث في الرواية، فاللغة الموجودة فيها تؤكد قدرة الكاتبة على الصياغة وسرد الأحداث بشكل متسلسل وسلس، وكان يمكنها أن تكون من افضل ما انتج من أدب روائي، لكن هذا ما كان، وعلينا التعاطي معه حسب الظرف والزمان والمكان الذي كتبت فيه الراوية.
وفي رواية "عندما تزهر البنادق، دير ياسين" ل"بديعة النعيمي" نجد لغة أدبية متألقة وهذا يعود إلى قسوة الأحداث والمشاهد، فكلما كانت المشاهد قاسية ومؤلمة تُوجب على السارد/ة إيجاد مخففات تسهل على المتلقي قراءة تلك المشاهد، فكلما اشتدت القسوة تألقت اللغة، وكأن هناك علاقة طردية بين جمالية اللغة وقسوة الأحداث، فالأحداث القاسية تعطي العقل الباطن للسارد/ة إشارة بأن ما تسرده من أحدث يرهق المتلقي ويتعبه، فيعطيها إيعاز بضرورة أيجاد مخفف/ مهدئ للألم، فتستحث السارد/ة قدرته/ا الأدبية بالتوجه نحو اللغة الأدبية العالية، وهذا ما جعل اللغة أدبية بطلة الرواية.
الفلسطيني وتعاطيه مع المكان في رواية "أجفان عكا" ل"حنان باكير"
هناك حميمة تجمع الفلسطيني بوطنه فلسطيني، لهذا أقرن اسمه بالمكان:
"ـ من لا يعرف الحاج أبو جابر العكاوي تاجر الزيت المشهور" ص10، ولم يقتصر الأمر على الآباء بل طال الأبناء أيضا: "كان الحاج العكاوي يصر على مناداة أجفان باسم عكا" ص35، وفعلا تم إلصاق المكان بأجفان حتى أن جاراتها نادينها بالعكاوية: "كانت أجفان تسر لسماع لقب العكاوية الذي تطلقه عليها النساء" ص40، هذا على مستوى الأسماء والتسميات.
لكن هناك صورة أخرى عن العلاقة التي تجمع الفلسطيني بالمكان، ففلسطين القريبة من الأردن كانت محطة أنظاره أينما كان: "...إننا نستطيع روية عكا من أربد بالعين المجردة، لكننا لا نستطيع الوصول إليها" ص 87، وهذا يشير إلى أن الفلسطيني يرتبط بالمكان ويتماهي معه، إن كان من خلال الاسم ومن خلال إبداء حبه لفلسطين وتعلقه بها، فهي جزءا منه ومن كيانه، لهذا لا يتوانى عن ذكرها والتطلع إليها أينما كان.
النكبة والتشرد
النكبة شردت الشعب وفرقت العائلة وشتت الأسرة، هذا ما نجده في رواية "ما دونه الغبار" ل"دينا سليم حنحن": تحدثنا الساردة عن "دلال" بقولها: "ارتبطت دلال بابن عمها، الجريح، سنة 1957، وانتقلا إلى لأردن وأقاما في عمان، لم تكن الحياة أكثر سهولة، فانتقلا إلى بيت جالا، ثم عادا مجدد إلى عمان، توفي عوده بين يدي الطبيب في 1982، أصيب بعدة جلطات قلبية، تقيم دلال الآن مع ابنتها رغدة كركر جلدة في كاليفورنيا" ص122، اللافت في هذا الحديث حالة تنقل الفلسطيني وعدم استقراره في مكان معين بعد أن شرد من وطنه، كما أن الحديث عن "عوده" الذي أصيب بجلطات عديدة في عام 1982، يشير إلى أن الفلسطيني يتأثر ويغضب عندما يرى شعبه/أهله يقتلون بيد الاحتلال وجنوده وعلى مرأى من عيون الأخوة العرب الذين لا يفعلون شيئا، مكتفون بالمشاهدة، وإذا ما بدر منهم فعل فلن يكون أكثر من الشجب والاستنكار، هذا هو سبب الجلطات العديدة التي أصابت "عوده" وجعلته يفارق الحياة، فالفلسطيني ما زال يحمل (إثم) فلسطينيته معه، وإن حالة التنقل والترحال وما يتبعها من قتل وتهجير ما زالت تلاحقه.
أثر الفكر الاجتماعي للمكان في رواية "فوانيس المخيم" ل"سليم النفار"
أثر فكرة أهل المكان استمرت عالقتة في الفلسطيني حتى بعد الهجرة وتشتت الشعب، فهناك أثر يتمثل في أخذ صورة عن طبيعة المهاجر من خلال بلدته التي هُجرة منها، حيث بقيت تلك الأفكار عالقة به ويحملها معه أينما حل.
هناك قول عن قرية إجزم وأهلها جاء فيه: "...أتذكرين أيتها الغالية تلك الحكايات التي كنت ترويها لنا عن إجزم؟ عن السهول الواسعة وعن الكرمل الشامخ، وعن البحر والينابيع الرائعة في بلادنا، عن صلابة أهل إجزم وعنادهم، الذين قاتلوا الاحتلال حتى الرمق الأخير" ص149، استوقفني هذا القول عن "إجزم" لأنه يتوافق تماما مع ما جاء في روايات "محمود عيسى موسى" الذي أكد عناد/قسوة عقول أهل إجزم: "أجاك العقل الجزماوي" كناية عن العند، من هنا نجد صورة عن طبيعة هؤلاء الناس من خلال الفكرة التي كانت قبل النكبة، حيث ترجعهم إلى جذورهم، إلى المكان الذي خرجوا منه: "يا رجل أنت طلعت أصعب من الجزماوية.. احنا بنقول أهل يافا بيوخذوا ويعطوا في الكلام، مش زي أهل إجزم عقولهم ناشفة" ص174، بهذا القول الذي وجهه "محمود" لصديقة "خالد" يمكننا الاستنتاج أن المكان حاضر/ فاعل في الفلسطيني، رغم ابتعاده عنه، فمحمود ينسب (تصلب) موقف خالد إلى فكرته عن أهل إجزم، وهذا ما يجعل المكان حاضراً مؤثرا في الشخصيات.
حلم العودة والتمسك به في رواية "تعويذة الجليلة" ل"كميل أبو حنيش"
رغم مرور عقود على هجرة الفلسطيني إلا أنه استمر مؤمنا بضرورة العودة إلى وطنه، في رواية "تعويذة الجليلة" لكميل أبو حنيش نجد صورة عن هذا الإيمان من خلال الحوار الذي تم بين الجليلة وضابط التحقيق الذي حاول استفزازها من خلال تذكيرها بالهزيمة التي لحقت بالعرب وبالفلسطينيين، فترد عليه: "ليس مهما كم سأعيش فإذا لم أعد أنا، سيعود واحد من أبنائي وأحفادي ذات يوم، ويعيد بناء سلمة، المهم أن نبقى نورث الأبناء والأحفاد حلم العودة" ص183، بهذا الشكل تكون الجليلة قد أثبتت أنها صاحبة موقف حتى وهي في الأسر، وإنها قادرة على رد عنجهية ضابط الاحتلال رغم ما يملكه من القوة.
ولم يقصر إيمان الفلسطيني بالعودة على من بقى داخل فلسطين فحسب، طال أيضا من هم في الشتات، في رواية "ذاكرة على أجنحة حلم" ل"نزهة الرملاوي" تناول الفلسطيني في الشتات، تحدث لاجئة فلسطينية قادمة من سورية عن والدتها أثناء الأحداث الدامية التي جرت في مخيم اليرموك قائلة عنها: "لا أريد هجرة ثالثة، لن أرحل من اليرموك إلا إلى البروة" ص136، هذه الصورة تؤكد أن الفلسطيني تعلم من تجربة الماضي، وأنه لم يعد يقبل تكرار أخطاء الماضي، من هنا وجدنا الأم العجوز ترفض الخروج من بيتها إلا إلى "البروة" إلى وطنها الذي أجبرت على تركه مكرهة.
العودة
أحبت أن أختم الورقة برواية تتحدث عن عودة الفلسطيني إلى وطنه، أو إعادة وطنه إليه من خلال رواية "عودة ستي مدللة" ل"مصطفى عبد الفتاح" الرواية تتحدث عن فترة ما بعد النكبة وكيف عمل الفلسطيني جاهدا ليعود إلى وطنه.
أول محاولة لعودة أسرة "ستي المدللة" تكللت بنجاح عبور "الجدة وفاطمة زوجة أمين"، وعدم السماح لأمين ومن معه بالعبور، وهنا يطرح سؤال إنساني، سؤال حقوقي: "هل يعقل أن يصبح محظورا عليه دخول بلدته التي ولد وعاش بها بعد أن كان يمارس حياته مع أهله وأبناء بلدته بهدوء وأمان؟" ص151، وهذا ما دفع "أمين" لتكرار المحاولة أكثر من مرة إلى أن استطاع الالتفاف على صفورية من الجهة الشرقية ويدخل الأردن ومن ثم الضفة الغربية وصولا إلى جنين، ومنها دخل (الحدود) ويصاب برصاصة في قدمه ويتم اعتقاله، ومحاكمته، أثناء المحاكمة تطرح عليه تهمة التسلل فيرد عليها: "ـ كيف أتسلل إلى بلدي التي ولدت وعشت فيها، أنا طردت من بلدي عنوة سعادة القاضي" ص162، وهنا تقرر المحكمة أن تعيد له حقه في العيش في المكان: "قررت المحكمة منحك الهوية الزرقاء" ص163.
لكن مشكلة الفلسطيني لم تكن في العودة إلى فلسطين، بل العودة إلى قريته، بلدته، مدينته، فقد تم الاستيلاء على صفورية وتحويلها إلى مكان يقيم فيه المحتلين الغرباء، لقد أصبحت تسمى "تسيبوري" يمنع الفلسطيني من دخولها.
تموت "ستي المدللة" وتمنع من الدفن في بلدتها "صفورية" وعندها يقرر "أمين" أن يكون دفنها ضمن طقوس فلسطينية، فيحصل على (تذكرة) للدخول إلى صفورية، وهناك: "أخرج كيسا كان يضع فيه زاده، وضع فيه كمية من التراب وعاد إلى السيارة طالبا من السائق أن يذهب إلى نبع القسطل النبع الذي روى بمياهه في كل الأزمنة صفورية المشهورة كما روى ظمأ سكانها وأهلها في كل الأزمنة والعصور، نزل من السيارة ملأ الزجاجة البلاستيكية التي كانت في كيس زاده اليومي" ص190، ثم يخاطب جثمانها بقوله: "لم أستطع أعيدك إلى صفورية فأعدت صفورية إليك، جئتك يا أمي بما تحبين وتحلمين به من صفورية، لعله يخفف عنك الوحدة وشدة الحنين" ص192، خاتمة متألقة، ممتعة، أستطاع بها السارد التخفيف شيئا من قسوة الأحداث، فهذا المشهد يعطي أكثر من معنى، فهو واقعي وأيضا رمزي، وفيه روح الإبداع والتحدي والالتفاف على الواقع/التحديات، فكما التف "أمين" من الجهة الشرقية ووصل إلى وطنه، ها هو يلتف على الواقع ويحضر التراب والماء من صفورية ليكون إلى جانب أمه "ستي مدللة".
المراجع
رواية تعويذة الجليلة دار الشامل نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 2022.
رواية موعد مع الأصيل من منشورات المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، الطبعة الثالثة 1990
رواية أجفان عكا الرواية من منشورات مؤسسة الأسوار، عكا، فلسطين، الطبعة الثانية 2001.
رواية النهر بقمصان الشتاء من منشورات الهيئة العامة للكتاب، وزارة الثقافة الفلسطينية، الطبعة الأولى 2005.
رواية ذاكرة على أجنحة حلم من منشورات دار بن رشيق للنشر والتويع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2022.
رواية عودة ستي مدللة من منشورات مكتبة كل شيء، حيفا، الطبعة الأولى 2015.
رواية فوانيس المخيم الرواية من منشورات مكتبة كل شيء، حيفا، الطبعة الأولى 2018
رواية ما دونه الغبار من منشورات مكتبة كل شيء، حيفا، الطبعة الأولى2021.
رواية عندما تزهر البنادق، دين ياسين من منشورات دار فضاءات للنشر والتوزيع، عنمان الأردن، الطبعة الأولى 2020.
رواية قناع بلون السماء من منشورات دار الآداب للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2023.
www.facebook.com
استمر الأدب محافظا على أهميته عبر التاريخ، كمادة أصيلة لما مرت به الأمم والشعوب، من هنا نجد الأدب الفلسطيني يتناول قضايا وهموم فلسطين وشعبها، إن كان من خلال الشعر، أو القصة أو الرواية، أو المقالة، في هذه الورقة سنأخذ بعض الروايات التي تحدثت عن النكبة، علما بأن كتابها موزعين على أكثر من بقعة جغرافية، منهم من يتواجد في فلسطين ال48، منهم من هو في قطاع غزة، ومنهم من هو في الضفة، ومنهم من هو في الأردن، ومنهم من هو في سورية، ومنهم من هو داخل الزنزانة، ومنهم من هو في أستراليا ورغم هذا التشتت الجغرافي والسياسي إلا أن الحدث/ الفكرة وحدتهم، وهذا يؤكد أن الأدب الفلسطيني مرآة هذا الشعب ويحمل همومه.
بداية سنأخذ فقرة من رواية "قناع بلون السماء" للأسير باسم خندقجي تقول: "من العار أن نحتفل كل عام بذكرى النكبة على أنها مجرد حدث تاريخي مضى، النكبة لم تنته بعد.. رحمها ما زال خصبا وقادرا على الإنجاب في كل لحظة، إنجاب القتل والشرد، والتطهير العرقي والإبعاد والتهجير والمصادرة والتدمير والإقصاء، والتهميش والتصنيف والالتباس والسلام المزيف" ص 120، هذه الفقرة تمثل حقيقة واقعية وأدبية، وما جاء في هذه المداخلة يؤكد موضوعتها.
قبل النكبة سنتحدث عن مسببي النكبة وعن التحالف الوثيق بين الإنجليز والصهاينة من خلال رواية "النهر بقمصان الشتاء" للروائي "حسن حميد" التي تتناول الدور الإنجليز وكيف أنهم مهدوا وأسسوا لقيام دولة الاحتلال، وكيف أن الصهاينة لم يتوانو عن استخدام كل الجرائم لتهجير الفلسطيني من وطنه، من هنا نجد العديد من الصور تتحدث عنهما: "طار بها لغم أرضي قسمها إلى نصفين، فاشتعلت النيران بها، مات من مات، واحترق من احترق، وجرح من جرح، قتل السائق، وثمانية أنفار، وجرح الباقون، وتوزع الحزن على القرى، والبيوت، والناس!" ص111، هذا مشهد من مشاهد القتل الجماعي التي مارسها الإنجليز والصهاينة بحق الفلسطيني، فقد استخدموا القوة (المفرطة) لتهجير الناس من فلسطين.
ولم يقتصر الأمر على تفجير الحافلات بل تعداه إلى تفجير ونسف البيوت والمرافق العامة: "إن العبوات والألغام التي دمرت الحمام هي من النوع ذاته الذي دمرت به بيوت قرية العباسية...
ما الذي فعلته لهم ليأذوني؟! وما الذي فعلته النساء لهم لكي يجعلوا أولادهن أيتاما!" ص164، إذن التدمير والقتل نهج اتبعه الإنجليز والصهاينة لتمكينهم من احتلال فلسطين وتهجير أهلها منها، من هنا كانت المستوطنات/"الكبانيات" تتوسع على حساب الأرض الفلسطينية وعلى حساب أصحابها: "الإنكليز يستعدون لتسليم البلاد إلى اليهود! قرى دمرت، وبيوت نسفت، وكبانيات اليهود تنتشر فوق التلال!" ص203، هكذا وبهذا النهج تم تسليم فلسطين إلى الصهاينة.
ولم تقتصر جرائم المحتلين على عام 1948 وما قبله، بل تعدته إلى ما بعد حرب 1967، حينما قامت بقتل "شتيوي"، فقط لأنه رفض أن يغادر بيته: " كان ذاهبا لكي يملأ دلوه وإبريق الوضوء بالماء.. فقتله اليهود بجوار نبعة الماء، أفرغوا الرصاصات في رأسه" ص288، السارد من خلال تناوله لما فعله جنود الاحتلال ومن أوجدهم، الإنجليز، يتأكد للقارئ أن جرائم المحتل متواصلة ومتتابعة ومتكررة، وأن الهمجية والوحشية تلازم المحتلين، وعلى أنهم لا يمتون للإنسانية بصلة، ولا مجال لأي أمل في إصلاحهم أو تغييرهم، فهم معنيون بقتل الفلسطيني أينما كان وحيثما حل.
أثر النكبة على الشعب الفلسطيني
في رواية "تعويذة الجليلة" للروائي الأسير "كميل أبو حنيش" نجد أثر النكبة على الرجال من خلال فقدان "مصطفى" زوج "الجليلة" القدرة على ممارسة الجنس:" بعد هزيمة 48 يصاب "مصطفى" بفقدان الشهوة الجنسية، وهنا تصارحه الجليلة بحاجتها، لكنه يخبرها بحقيقته:
"المشكلة ليست فيك يا جليلة بل كامنة في أنا، أنا عاجز يا جليلة منذ أن أخرجنا من سلمة، أحسست بأنني قد انطفأت وانطفأت شهوتي، أعجز عن تفسير ما حل بي لقد هزمنا وهزمت رجولتنا أيضا" ص84 و85، إذن هناك أثر نفسي وجسدي تركته النكبة على الفلسطيني، بحيث لم يعد عنده رغبة الجنسية، وهذا الحدث يمكن تفسيره/ تعليله إلى أن "مصطفى" شعر بألم التشرد فلم يرد أن يكون له أبناء مشردين مثلة، وهذا يقودنا إلى أن النكبة كانت بمثابة صاعقة اجتماعية ونفسية وجسدية على الفلسطيني.
أثر النكبة على أدب الرواية الفلسطينية
النكبة تركت أثرها على الأديب الفلسطيني وعلى ما ينتجه من أدب، فنجده في رواية "وداعا مع الأصيل" ل"فتحية محمود الباتع" لغة متألقة وصوت واحد.
أعتقد أن هذه الرواية تعد من بدايات الإنتاج الروائي النسائي العربي، وذلك اعتمادا على وجد تناقض بين لغتها الأدبية المتألقة وبين صوت شخصياتها الواحد، فالمتلقي يهيم في اللغة الجميلة التي أتحفتنا بها "فتحية محمود الباتع" لكنها تزعجنا عندما جعلت كافة شخوص الرواية وسارد للأحداث يتكلمون بلغة واحدة، بحيث لا نستطيع التفرقة بين أيا منهم.
يمكننا إيعاز ذلك إلى حالة الاندفاع والانفعال من جهة، وإيمان الكاتبة بعدالة القضية الفلسطينية من جهة أخرى، فهي قضية إنسانية بالإضافة إلى كونها قضية قومية وقضية وطنية، لهذا وجدنها تستخدم لغة راقية لتؤكد من خلالها أن من يكتب بمثل هذه اللغة الأدبية هو إنسان متحضر وراق، من هنا يجب الوقوف إلى جانية ومساندته.
من خلال هذا التفسير يمكننا أن نعز الخلل الفني الذي حدث في الرواية، فاللغة الموجودة فيها تؤكد قدرة الكاتبة على الصياغة وسرد الأحداث بشكل متسلسل وسلس، وكان يمكنها أن تكون من افضل ما انتج من أدب روائي، لكن هذا ما كان، وعلينا التعاطي معه حسب الظرف والزمان والمكان الذي كتبت فيه الراوية.
وفي رواية "عندما تزهر البنادق، دير ياسين" ل"بديعة النعيمي" نجد لغة أدبية متألقة وهذا يعود إلى قسوة الأحداث والمشاهد، فكلما كانت المشاهد قاسية ومؤلمة تُوجب على السارد/ة إيجاد مخففات تسهل على المتلقي قراءة تلك المشاهد، فكلما اشتدت القسوة تألقت اللغة، وكأن هناك علاقة طردية بين جمالية اللغة وقسوة الأحداث، فالأحداث القاسية تعطي العقل الباطن للسارد/ة إشارة بأن ما تسرده من أحدث يرهق المتلقي ويتعبه، فيعطيها إيعاز بضرورة أيجاد مخفف/ مهدئ للألم، فتستحث السارد/ة قدرته/ا الأدبية بالتوجه نحو اللغة الأدبية العالية، وهذا ما جعل اللغة أدبية بطلة الرواية.
الفلسطيني وتعاطيه مع المكان في رواية "أجفان عكا" ل"حنان باكير"
هناك حميمة تجمع الفلسطيني بوطنه فلسطيني، لهذا أقرن اسمه بالمكان:
"ـ من لا يعرف الحاج أبو جابر العكاوي تاجر الزيت المشهور" ص10، ولم يقتصر الأمر على الآباء بل طال الأبناء أيضا: "كان الحاج العكاوي يصر على مناداة أجفان باسم عكا" ص35، وفعلا تم إلصاق المكان بأجفان حتى أن جاراتها نادينها بالعكاوية: "كانت أجفان تسر لسماع لقب العكاوية الذي تطلقه عليها النساء" ص40، هذا على مستوى الأسماء والتسميات.
لكن هناك صورة أخرى عن العلاقة التي تجمع الفلسطيني بالمكان، ففلسطين القريبة من الأردن كانت محطة أنظاره أينما كان: "...إننا نستطيع روية عكا من أربد بالعين المجردة، لكننا لا نستطيع الوصول إليها" ص 87، وهذا يشير إلى أن الفلسطيني يرتبط بالمكان ويتماهي معه، إن كان من خلال الاسم ومن خلال إبداء حبه لفلسطين وتعلقه بها، فهي جزءا منه ومن كيانه، لهذا لا يتوانى عن ذكرها والتطلع إليها أينما كان.
النكبة والتشرد
النكبة شردت الشعب وفرقت العائلة وشتت الأسرة، هذا ما نجده في رواية "ما دونه الغبار" ل"دينا سليم حنحن": تحدثنا الساردة عن "دلال" بقولها: "ارتبطت دلال بابن عمها، الجريح، سنة 1957، وانتقلا إلى لأردن وأقاما في عمان، لم تكن الحياة أكثر سهولة، فانتقلا إلى بيت جالا، ثم عادا مجدد إلى عمان، توفي عوده بين يدي الطبيب في 1982، أصيب بعدة جلطات قلبية، تقيم دلال الآن مع ابنتها رغدة كركر جلدة في كاليفورنيا" ص122، اللافت في هذا الحديث حالة تنقل الفلسطيني وعدم استقراره في مكان معين بعد أن شرد من وطنه، كما أن الحديث عن "عوده" الذي أصيب بجلطات عديدة في عام 1982، يشير إلى أن الفلسطيني يتأثر ويغضب عندما يرى شعبه/أهله يقتلون بيد الاحتلال وجنوده وعلى مرأى من عيون الأخوة العرب الذين لا يفعلون شيئا، مكتفون بالمشاهدة، وإذا ما بدر منهم فعل فلن يكون أكثر من الشجب والاستنكار، هذا هو سبب الجلطات العديدة التي أصابت "عوده" وجعلته يفارق الحياة، فالفلسطيني ما زال يحمل (إثم) فلسطينيته معه، وإن حالة التنقل والترحال وما يتبعها من قتل وتهجير ما زالت تلاحقه.
أثر الفكر الاجتماعي للمكان في رواية "فوانيس المخيم" ل"سليم النفار"
أثر فكرة أهل المكان استمرت عالقتة في الفلسطيني حتى بعد الهجرة وتشتت الشعب، فهناك أثر يتمثل في أخذ صورة عن طبيعة المهاجر من خلال بلدته التي هُجرة منها، حيث بقيت تلك الأفكار عالقة به ويحملها معه أينما حل.
هناك قول عن قرية إجزم وأهلها جاء فيه: "...أتذكرين أيتها الغالية تلك الحكايات التي كنت ترويها لنا عن إجزم؟ عن السهول الواسعة وعن الكرمل الشامخ، وعن البحر والينابيع الرائعة في بلادنا، عن صلابة أهل إجزم وعنادهم، الذين قاتلوا الاحتلال حتى الرمق الأخير" ص149، استوقفني هذا القول عن "إجزم" لأنه يتوافق تماما مع ما جاء في روايات "محمود عيسى موسى" الذي أكد عناد/قسوة عقول أهل إجزم: "أجاك العقل الجزماوي" كناية عن العند، من هنا نجد صورة عن طبيعة هؤلاء الناس من خلال الفكرة التي كانت قبل النكبة، حيث ترجعهم إلى جذورهم، إلى المكان الذي خرجوا منه: "يا رجل أنت طلعت أصعب من الجزماوية.. احنا بنقول أهل يافا بيوخذوا ويعطوا في الكلام، مش زي أهل إجزم عقولهم ناشفة" ص174، بهذا القول الذي وجهه "محمود" لصديقة "خالد" يمكننا الاستنتاج أن المكان حاضر/ فاعل في الفلسطيني، رغم ابتعاده عنه، فمحمود ينسب (تصلب) موقف خالد إلى فكرته عن أهل إجزم، وهذا ما يجعل المكان حاضراً مؤثرا في الشخصيات.
حلم العودة والتمسك به في رواية "تعويذة الجليلة" ل"كميل أبو حنيش"
رغم مرور عقود على هجرة الفلسطيني إلا أنه استمر مؤمنا بضرورة العودة إلى وطنه، في رواية "تعويذة الجليلة" لكميل أبو حنيش نجد صورة عن هذا الإيمان من خلال الحوار الذي تم بين الجليلة وضابط التحقيق الذي حاول استفزازها من خلال تذكيرها بالهزيمة التي لحقت بالعرب وبالفلسطينيين، فترد عليه: "ليس مهما كم سأعيش فإذا لم أعد أنا، سيعود واحد من أبنائي وأحفادي ذات يوم، ويعيد بناء سلمة، المهم أن نبقى نورث الأبناء والأحفاد حلم العودة" ص183، بهذا الشكل تكون الجليلة قد أثبتت أنها صاحبة موقف حتى وهي في الأسر، وإنها قادرة على رد عنجهية ضابط الاحتلال رغم ما يملكه من القوة.
ولم يقصر إيمان الفلسطيني بالعودة على من بقى داخل فلسطين فحسب، طال أيضا من هم في الشتات، في رواية "ذاكرة على أجنحة حلم" ل"نزهة الرملاوي" تناول الفلسطيني في الشتات، تحدث لاجئة فلسطينية قادمة من سورية عن والدتها أثناء الأحداث الدامية التي جرت في مخيم اليرموك قائلة عنها: "لا أريد هجرة ثالثة، لن أرحل من اليرموك إلا إلى البروة" ص136، هذه الصورة تؤكد أن الفلسطيني تعلم من تجربة الماضي، وأنه لم يعد يقبل تكرار أخطاء الماضي، من هنا وجدنا الأم العجوز ترفض الخروج من بيتها إلا إلى "البروة" إلى وطنها الذي أجبرت على تركه مكرهة.
العودة
أحبت أن أختم الورقة برواية تتحدث عن عودة الفلسطيني إلى وطنه، أو إعادة وطنه إليه من خلال رواية "عودة ستي مدللة" ل"مصطفى عبد الفتاح" الرواية تتحدث عن فترة ما بعد النكبة وكيف عمل الفلسطيني جاهدا ليعود إلى وطنه.
أول محاولة لعودة أسرة "ستي المدللة" تكللت بنجاح عبور "الجدة وفاطمة زوجة أمين"، وعدم السماح لأمين ومن معه بالعبور، وهنا يطرح سؤال إنساني، سؤال حقوقي: "هل يعقل أن يصبح محظورا عليه دخول بلدته التي ولد وعاش بها بعد أن كان يمارس حياته مع أهله وأبناء بلدته بهدوء وأمان؟" ص151، وهذا ما دفع "أمين" لتكرار المحاولة أكثر من مرة إلى أن استطاع الالتفاف على صفورية من الجهة الشرقية ويدخل الأردن ومن ثم الضفة الغربية وصولا إلى جنين، ومنها دخل (الحدود) ويصاب برصاصة في قدمه ويتم اعتقاله، ومحاكمته، أثناء المحاكمة تطرح عليه تهمة التسلل فيرد عليها: "ـ كيف أتسلل إلى بلدي التي ولدت وعشت فيها، أنا طردت من بلدي عنوة سعادة القاضي" ص162، وهنا تقرر المحكمة أن تعيد له حقه في العيش في المكان: "قررت المحكمة منحك الهوية الزرقاء" ص163.
لكن مشكلة الفلسطيني لم تكن في العودة إلى فلسطين، بل العودة إلى قريته، بلدته، مدينته، فقد تم الاستيلاء على صفورية وتحويلها إلى مكان يقيم فيه المحتلين الغرباء، لقد أصبحت تسمى "تسيبوري" يمنع الفلسطيني من دخولها.
تموت "ستي المدللة" وتمنع من الدفن في بلدتها "صفورية" وعندها يقرر "أمين" أن يكون دفنها ضمن طقوس فلسطينية، فيحصل على (تذكرة) للدخول إلى صفورية، وهناك: "أخرج كيسا كان يضع فيه زاده، وضع فيه كمية من التراب وعاد إلى السيارة طالبا من السائق أن يذهب إلى نبع القسطل النبع الذي روى بمياهه في كل الأزمنة صفورية المشهورة كما روى ظمأ سكانها وأهلها في كل الأزمنة والعصور، نزل من السيارة ملأ الزجاجة البلاستيكية التي كانت في كيس زاده اليومي" ص190، ثم يخاطب جثمانها بقوله: "لم أستطع أعيدك إلى صفورية فأعدت صفورية إليك، جئتك يا أمي بما تحبين وتحلمين به من صفورية، لعله يخفف عنك الوحدة وشدة الحنين" ص192، خاتمة متألقة، ممتعة، أستطاع بها السارد التخفيف شيئا من قسوة الأحداث، فهذا المشهد يعطي أكثر من معنى، فهو واقعي وأيضا رمزي، وفيه روح الإبداع والتحدي والالتفاف على الواقع/التحديات، فكما التف "أمين" من الجهة الشرقية ووصل إلى وطنه، ها هو يلتف على الواقع ويحضر التراب والماء من صفورية ليكون إلى جانب أمه "ستي مدللة".
المراجع
رواية تعويذة الجليلة دار الشامل نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 2022.
رواية موعد مع الأصيل من منشورات المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، الطبعة الثالثة 1990
رواية أجفان عكا الرواية من منشورات مؤسسة الأسوار، عكا، فلسطين، الطبعة الثانية 2001.
رواية النهر بقمصان الشتاء من منشورات الهيئة العامة للكتاب، وزارة الثقافة الفلسطينية، الطبعة الأولى 2005.
رواية ذاكرة على أجنحة حلم من منشورات دار بن رشيق للنشر والتويع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2022.
رواية عودة ستي مدللة من منشورات مكتبة كل شيء، حيفا، الطبعة الأولى 2015.
رواية فوانيس المخيم الرواية من منشورات مكتبة كل شيء، حيفا، الطبعة الأولى 2018
رواية ما دونه الغبار من منشورات مكتبة كل شيء، حيفا، الطبعة الأولى2021.
رواية عندما تزهر البنادق، دين ياسين من منشورات دار فضاءات للنشر والتوزيع، عنمان الأردن، الطبعة الأولى 2020.
رواية قناع بلون السماء من منشورات دار الآداب للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2023.
رائد محمد الحواري
رائد محمد الحواري is on Facebook. Join Facebook to connect with رائد محمد الحواري and others you may know. Facebook gives people the power to share and makes the world more open and connected.
رائد الحواري - النكبة في الرواية الفلسطينية
رائد الحواري - النكبة في الرواية الفلسطينية
www.ahewar.org