زهير دعيم - نوّابنا العرب والصّمت المطبق

صمتٌ مطبق ... لا حِسّ ولا خَبَر كما كانت تقول المرحومة جدّتي.
أين ذهبَ هؤلاء القوم الذين " أمطرونا " قبل شهرين ونيّف بالوعود والعهود وقصائد الصُّمود؟
أين غاب أعضاء الكنيست العرب " والدُّنيا قايمة قاعدة " ، وثمانون ألفًا بالأمس القريب ملأوا تل أبيب صارخين : الديمقراطيّة في خطر ، والسلطة القضائية تحتضر وتموت ونتنياهو وسموترتش وبن غفير وكل الحريديم يُقوّضون أسس الحرّيات والمساواة ، وذلك للهروب والانفلات من سيف العدالة المرفوع فوق رأس رئيس الحكومة ورأس اكثر من وزير ؟
لا أقول أنّ المحكمة العليا في إسرائيل وكل المحاكم في بلادنا بأنواعها هي عنوان النزاهة وحامي حماها الأمين ، ولا أقول أنّها القداسة بعينها والعدالة بشحمها ولحمها ؛ مع أنّ لها الكثير من القرارات والمواقف المُشرّفة !!! التي وقفت فيها مع المظلومين والفقراء والمعلمين والشرائح الفقيرة والفئات المنسيّة ، وأبطلت الكثير من القوانين التي كان هدفها مصالح ضيّقة وعنصرية هنا وهناك .
إنّي أفهم واتفهّم انها لم تكن هذه المحكمة العليا دومًا عنوانًا للنزاهة والتي لا تشوبها شائبة، يوم لم تقف صدًّا منيعًا أمام قانون المواطنة العنصريّ ، هذا القانون الذي يُفرّق بين مواطن ومواطن وبين عربيّ ويهوديّ، ويمسّ بالأساس بالعائلات المستضعفة، رغم أنّنا كنّا وما زلنا العمّال والصُّنّاع والبنّائين والحرّاثين في الحقول والتلال.
نعم افهم واتفهّم ولكن .. !!! الصّمت المطبق الأخرس يُحيّر ، يُشكّك ويصرخ أحيانًا الى السماء ، فتعلمينا - والذي هو من الأساس مظلوم- في خطر ، وسلطاتنا المحلّية العربيّة في ورطة وشحّ مرتقب بغيض ، والعدالة !!! التي كنّا نتشبث بها ونرنو اليها احيانًا من خلال المحكمة العليا باتت في خطر ، ناهيك عن قوانين قد تسنّها الكنيست لاحقًا قد تقرض ما تبقّى من عدل أو بعض عدل.
لا أقول : دعونا نقفل مدننا وبلداتنا وشوارعنا ، بل أقول أين أعضاء الكنيست العرب من المشتركة والموحّدة ليقولوا لنا رأيهم الصّريح ويحكوا ويقصّوا علينا ويرشدونا ؟
هل ترى أنّ الصّمت جوابٌ ؟
أمّ انهم يفتكرون أنّ الحرب الأهلية على الأبواب؟
لا أظنّ ... فالتاريخ القريب والبعيد حكى ويحكي ، فصاروخ طائش قد يحطّ من جنوب لبنان الآن سيوحّد بعد عشر دقائق صفوف المتصارعين والمجادلين والغربيين والشرقيين والمتدينين القادمين من مائة دولة ، وسيعيد اللُّحمة الى نصابها .
كنتُ أتمنى أن اسمع رأيًا من أعضاء الكنيست من المشتركة والموحدة ومن رؤساء السلطات المحليّة ، فنحن جزء من هذه البلاد رضينا أم أبينا ، والنتائج السّيئة ستعود علينا سلبًا اكثر من غيرنا .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...