مصطفى معروفي - زغاريد

إنني أكتب اليوم ظنِّي
أزكّي به النهر حين قبْلَ اليديْنِ
يوازي مرافقهُ بغصون الصنوْبر
بين الحذاء وبين الطريقِ
ندى القبُلاتِ
لديَّ نصيبٌ من الشوقِ
سوف أذرّيه فوق قباب القبيلةِ
أدحو الخريف بهِ
فإذا أبْصَرَتْني الأيائلُ
ظنَّتْ كأنَّ الظهيرة مائلةٌ
نحو أبراجها لا محالةَ
والشجرَ المانحَ الظلَّ
سوف يراقبه الطين
عن كَثَبٍ
ثمَّ يعطيهِ دفء البداياتِ
كنتُ أنضج سمتَ الشماريخِ
والريحُ كانت تَشيخُ
هتفتُ باسم الأقاصي
ولملمْتُ في الشرفاتِ
سِرَّ الزغاريدِ
في الغدِ سوف أرى الأرض جاثيَةً
وتُصافِحُ كلَّ غديرٍ
على حِدَةٍ
لن أمانعَ لو كلُّ سنبلةٍ نَهضَتْ
تقرأ الكون للطيرِ بالِاحتمالاتِ
أو جاءني الوقتُ بامرأةٍ
من قديم السلالاتِ
تحْمِل في كفّها نجمةَ البدْءِ
إني لَمُوعِدُ هذا المدى
بالبروقِ العريضاتِ...
حين خرَجْتُ من البيْتِ
كانَ الطريقُ يقايِضُ أهدابَهُ
بجناح نعامةْ.
ــــــــــــ
مسك الختام:
ولوْ للشــعْــرِ فيــنَــــا حُرْمةٌ مَا
به للنــثْــرِ فَــدْمٌ صــــارَ يسعى
ولو مَلَك الحكــومةَ لــم يهادنْ
ونــــدَّدَ بالدخيــلِ عليــه رَدْعا
إذا ما الشعر أصبــحَ مستباحاً
رأيتَ النثْرَ باسْمِ الشعْرِ يُدْعى






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى