مصطفى معروفي - ربْطةُ عُنُق

من حاشية السندسِ
كان البدءُ:
خريفٌ يعبرُ ريشَ قطاةٍ
يتمادى
في قُطْريْهِ يزدحم الغيْهبُ
فيحب النومَ قريبا من مقبرةٍ
قبل الفجر انتحلتْ وجْهَ الماءِ...
رفيفٌ يسكن رئة البيدِ
يمالئُ هاجرةً
وهزارٌ ممتدٌّ في العزلةِ
يأخذ في الضحِكِ المطلقِ
يتخذ النقع مباءَته الحبيّةَ
ليجيز بذاك أصابعَ لامرأةٍ
تحكي دهشَتَها بغدائرها العشَريّةِ
وينطّ الموج إلى ضفتهِ
مرتحلاً في أُفُقٍ أعمقَ
من كفّ قرنفلةٍ كانت حتى الأمسِ
تدير كؤوس الزهْوِ على البتَلاتِ
وتقفُ المرّةَ تلْوَ الأخرى
تحت المتّسع الباقي من أزمنةِ بالِيةٍ...
إنهما عصفوران أَريبانِ
يطيران صباحاً بِحماسٍ
أكبرَ من شغَفِ الذهب الخالصِ
ويحطّان مساءً
وهما يلتحفانِ عمودَ الشمسِ
ويختلسانِ النظر إلى الماءِ
يَدي ظلٌّ
قادهما في عرصاتِ الريحِ
إلى حجر مختبئٍ
بين الغابِ وتوأمٍهِ...
ربطة عنقي
أجدر بالمدح من المعطفِ
هذا جاءَ إلى الحفْلِ
ولم يجلبْ معه الزرَّ الثالثَ.
ـــــــــــ
مسك الختام:
إذا نفسُ الفـتى هــــانتْ عليْهِ
سيُعطي قيمـــــةً للـدُّونِ عَفْوَا
وما كالنُّبْـلِ يظْهــــرُ في سلوكٍ
وما كالمرءِ يَقْضى العمْرَ تَقــوى​

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى