إلى شاعر
لا أبدا ،
أنت لا تحلم ،أنت تظن
أنت تتساقط من مرتفعات إلى كهوف
ظُلمتُها اللغة
حيث لا وسيلةلتشكيلات الفوتوشوب
أمام عالم يحترق .
لك الوحدة والحرية والدهشة
تثرثر على خرق سوداء،
ولك أن تنحت خيط ضوء ، وترى بعينيك
تلك الجملة المجهولة ،
المعجونة بالروح وبالظلام ،
الجملة التي يتخثر فيها الوجود
ولا تكتب بالحروف !
*
أخشى عليك إن شربت كأس الضباب
ستسألك عن الحب والصمت ،
عن لسعة الدبور،
وضياع الخيال في أوكواريوم فارغ
سترقص حول أفكارها ،سيذهلك الغموض ،
ستنضج في شواطئ التيه
ستقع بلا توازن ، بكلام يخيط الكلام على
موج كلما آنسته خدعك
ستتدثر بعري سلالة المعتم
وبصمة الحب الذي لايصل
ولن تجد أحدا تخبره عن شمس بداخلك !
*
انطفأت النار..
والنجاة منفى
منه يجيء عشب المواعيد ،السحب ،
واللغة الرماد ،
حفلة السم تنهض منها الوحوش والأشباح
جسر لا يكف عن الغناء للغرباء ،
وللسكارى بلذة المستحيل
نخب الأمل على شفا الهاوية
يداخله الظل ،
لمن نحتوا جرحهم وردة على جدار الخسارات ،
و آمنوا بالضحك والنسيان
تأمّل !
الإضاءة مؤقتة
جريحا وذاهلا تقلب في نارهم
أنصت لانحدار الماء
وكن قطرته التي تنزل من بياض ،
وتلمع :
لا تلتفت ،فمنذ الفأس الأولى مات الإنسان !
*
تأمل !
دبيب النمل على موسيقى العظام
القفر الذي يمتد ،
وكل صباح يستقبلك بكلمة : وداعا
تأمل !
خطى غرباء قادمين ،مُشتَعلين باللاشيء
نصفَ مَذبُوحين ،
نصفَ صامتين من التشقق ،
والتصدع والضياع
أنبياءَ في أغاني مُبهمَة
يلونُون مَا تبقَّى من ليلنا برماح الجنون الأعظم
وهم يعلمون أن الرمل سيخنقهم ،
أن اللغة ستحرقهم ،
وأن صرختهم ستظل مهملة ،
معلقة كصبار في الهواء
يونيو ٢٠٢٣